الثورة نت:
2024-10-14@02:38:16 GMT

الطوفان الأكبر

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

الطوفان الأكبر

 

خليل المعلمي

أقل ما يمكن أن يقال عن عملية “طوفان الأقصى” التي اطلقها شرفاء وأبطال الأمة شباب حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية من أراضي الرباط في غزة في أكتوبر من العام الماضي، أنها “الطوفان الأكبر” الذي دق معاقل الصهاينة ومضاجعهم وسحل جنودهم وكشف عوراتهم، وأعاد للأمة هيبتها وجرأتها وقدرتها على التصدي للباطل وقيادة الحق ضد اليهود الصهاينة الغاصبين.

فالقضية الفلسطينية ليست قضية العرب والمسلمين فقط بل هي قضية جميع الأحرار في العالم، ومع مرور عام منذ انطلاقة هذا الطوفان يتفاعل معها الكثير منهم في جميع دول العالم، لقد تبين لهم مدى الظلم الذي طال الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 80عاماً وتحت راية ما يُسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يدعي رعايته لحقوق الإنسان وأنه يريد تطبيق العدالة والمساواة والديمقراطية في كافة دول العالم، لكنه عندما يصل إلى القضية الفلسطينية لا يحرك ساكناً بل على العكس من ذلك يتم الحديث عما عاناه اليهود على يد الألمان في الحرب العالمية الثانية، وما كان ذلك إلا نتيجة أعمالهم التخريبية في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها، ومؤامراتهم ونفاقهم وأخلاقهم السيئة.

في الثمانينات من القرن الماضي ونحن في المرحلتين الابتدائية والاعدادية، كان الوعي يصل إلى ذروته فقد كانت مناهجنا تتضمن حيثيات القضية الفلسطينية بداية من المؤامرات الصهيونية على أرض فلسطين، والانتداب البريطاني غير العادل على أرض فلسطين وخطة بريطانيا عبر «وعد بلفور» الذي مكن يهود العالم من الهجرة إلى فلسطين وإقامة منظمات صهيونية إرهابية لترهيب السكان الفلسطينيين الأصليين لطردهم من أرضهم واغتصابها، وإقامة كيانهم المحتل في عام 1948م، بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين، فأصبحت البلد الوحيد الذي لايزال يرضخ تحت نير الاحتلال، وتم ذلك بمشاركة الدول الاستعمارية في تنفيذ هذه المؤامرة الدنيئة لخلق هذا الكيان الغريب داخل هذا البلد العربي تحت اسطورة «أرض الميعاد» لحساب أحقر شرذمة عرفتها الإنسانية وهم اليهود الذين انحرفوا عن منهج الخالق سبحانه وتعالى وأصبحوا مشتتين في أصقاع الله عقابا لما ارتكبتها أياديهم خلال مراحل التاريخ المختلفة.

وجد العرب عامة والفلسطينيون خاصة أنهم واقعون تحت هذه المؤامرة التي خطط لها الغرب، ورعاها من بعدهم الأمريكان لغرس هذا الكائن الاستيطاني الغريب، معتمدين على خرافات أنتجتها الصهيونية من أجل السيطرة على الأراضي العربية في فلسطين، والتحكم في قدرات وثروات الدول العربية والإسلامية التي تمثل ثقلاً كبيراً في العالم، اقتصادياً وثقافياً وحضارياً، وتاريخها ودورها الحضاري خلال 14 قرناً من الزمن.

وخلال الأعوام الأخيرة كانت الأمور وفق الخطط والمؤامرات الأمريكية والغربية تسير إلى تمييع القضية الفلسطينية وتصفيتها وفرض مسلك التطبيع كخيار وحيد أمام الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها الدول العربية التي لها تأثيرها في بقية الدول، دون أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم في العودة إلى أراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، بل يتم الاستيلاء على ما بقي من أراض في مناطق الضفة الغربية وإقامة مستوطنات جديدة عليها، والإبقاء على قطاع غزة محاصراً من قبل العرب أنفسهم قبل الغرب وقبل الصهاينة.

وبشهادة المفكرين والمحللين فإن طوفان الأقصى جاء كعملية انقاذ إلهي للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين الثابتين على أرضهم الذين يتحملون كل أعباء الحياة وشتى أنواع الظلم خاصة بعد التجاهل الكبير لحل الدولتين التي تنشدها الأنظمة العربية في المنطقة منذ ما يقارب من عشرين عاماً، ولكنها تجد التجاهل الكبير من الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق صفقة القرن وفرض سياسة التطبيع على الدول العربية ومنها دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية دون تحقيق لمطالب الفلسطينيين في إقامة دولتهم، بل والسماح للكيان الإسرائيلي المضي في عملية الاستيطان ومصادرة أراضي الفلسطينيين في المدن والقرى والسعي إلى مضايقتهم بشتي السبل والوسائل واعتقال الكثير منهم، ومنعهم من التنقل وحرمانهم من الصلاة في المسجد الأقصى، وتقييد حرياتهم وتحركاتهم عبر إقامة حواجز التفتيش في كل الطرقات، وأصبح الفلسطيني داخل سجن كبير لا يستطع الذهاب إلى متجره أو زيارة أقاربه، وهذه إحدى حالات الظلم التي يعانيها المواطن الفلسطيني.

لقد اعتمدت الصهيونية على الأسطورة التي تقول إن لهم الحق في فلسطين وأنها “أرض الميعاد” الأرض الموعودة لهم، وأنهم “شعب الله المختار”، فسادت هذه الفكرة العالم الغربي وأصبحت إحدى المسلمات لديهم، وبالتالي توجهت كل الرعاية والدعم لهذا الكيان الغاصب دون المراعاة لأدنى الحقوق لأصحاب الأرض الحقيقيين وهم الفلسطينيين الذين تعايشوا على مدى أكثر من 14 قرناً، مع الأقليات المسيحية واليهودية، باعتبارها مهبط الديانات وأرض الأنبياء والرسل.

لقد كان لطوفان الأقصى دور في إيصال القضية الفلسطينية إلى المحيط العالمي، بعد أن كانت محصورة في محيطها الإقليمي والعربي الضيق الذي أصبح مغلوباً على أمره وأصبح لا يمثل ثقلاً بعد أن تم تكبيله بالاتفاقيات والمعاهدات التي تخدم الكيان الصهيوني بدرجة أساسية.

لقد كشف طوفان الأقصى عن مدى الازدواجية في التعامل مع القضايا المختلفة، وظهر جلياً الزيف للحضارة الغربية التي تكيل بمكيالين وبحسب مصالحها فقط دون الالتفاف إلى حقوق أصحاب الأرض وحرياتهم وكرامتهم.

ونجد هذا الزيف والضلال في الانتخابات الرئاسية في أمريكا الراعي الأول والمستمر للإرهاب الصهيوني في العالم وخلال ما يقارب من عام من العدوان المستمر والتدمير والإبادة الجماعية التي شاهدها العالم، على القنوات الفضائية وعلى مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وبرعاية أمريكية بامتياز.

فالمتنافسان على كرسي الرئاسة في أمريكا، المرشحان عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، يؤكدان دعمهما للكيان الإسرائيلي بالدرجة الأساسية ولكن بطريقتين مختلفتين ويؤيدان الإبادة الجماعية ولكن بأسلوبين مختلفين، فخلال المناظرة الأولى التي جمعت المرشح الجمهوري “ترامب” والديمقراطي “بايدن” قبل أن ينسحب الأخير من السباق الرئاسي، يقول “ترامب” أنه لن يمارس أي ضغط على إسرائيل لتحد من تصرفاتها، وأضاف أنه يجب السماح للفلسطينيين بالرحيل كما يجب إعطاء الفرصة لإسرائيل لإنهاء مهمتها في غزة.

بينما يقول “بايدن”: أنه دائما يقوم بدعم إسرائيل وأنه يدعم حق إسرائيل في القضاء على حماس، وأنه قام فقط بحظر القنابل زنة ألف رطل لتخفيف حدة الحرب على المناطق السكنية.

إن هذه الحقائق والوقائع تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العدو الأول للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية بشكل عام هي أمريكا التي تدعي الحضارة والحرية والكرامة ومناصرة حقوق الإنسان فيما هي تقوم بعكس كل ذلك، وأنها أم الإرهاب في العالم.

وأمام كل ذلك نجد أن الأنظمة العربية لا تحرك ساكناً وخلال عام لم تعقد سوى قمة عربية وحيدة خرجت ببيان تطالب المجتمع الدولي بإيقاف الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، ولازالت تلهث وراء المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة التي لا تستطيع أن تعمل شيئا سوى التنديد والقلق والاستنكار، وكأننا لا نعرف أن قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية حبيسة الأدراج، وأصبحت في أرشيف التاريخ وخارج الذاكرة العربية.

وما يحز في النفس أن هذه الأنظمة العربية لا تملك رؤية مستقبلية لحل مشاكلها الكثيرة والوقوف مع الحقوق العربية للفلسطينيين، والسعي لتكون مؤثرة في المجتمع الدولي خاصة وهي تملك القوة ليس فقط الناعمة بل القوة التي يمكن أن تفرض شروطها في إنهاء الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، ولكن برغم ذلك فإن دخول طوفان الأقصى عامه الثاني بصموده الاسطوري -ومن ورائه محور المقاومة- يجعلنا نؤمن بأن النصر قريب إن شاء الله.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

القرصان المبتسم يعود لبلاده.. من هو حمزة بن دلاج الذي روع العالم؟

بعد غياب 11 عامًا قضاهم خلف القضبان الأمريكية، عاد القرصان الجزائري المبتسم حمزة بن دلاج إلى بلاده، ليعيد الزعر والرعب لدول الغرب من جديد، إذ اعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي من أخطر 10 مخترقين في العالم، وذلك لنجاحه في الاستيلاء على مليارات الدولارات واختراق أنظمة أهم البنوك الأمريكية فضلًا عن ملايين الحسابات حول العالم.

وتنشر "الوفد" في هذا التقرير، معلومات عن الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج.  

الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج

ولد الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج في 1 يناير عام 1988، أي يبلغ من العمر 36 عاما.

حصل على بكالوريوس هندسة الإعلام الآلي عام 2008 من جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا.

أصبح بن دلاج من أشهر المخترقين في العالم وعمره لا يتجاوز الـ20 عام.

في عام 2011، بدأ المخترق الجزائري يواجه التهم بعد اشتراكه في تطوير برنامج مخصص لاختراق أجهزة الكمبيوتر وهو برنامج "سباي آي"، إذ كان يستخدم هذا البرنامج للاستيلاء على معلومات مالية سرية وأرقام بطاقات مصرفية.

وفي عام 2013، تمكنت الشرطة التايلاندية من القبض على حمزة بن دلاج وترحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليشتهر بابتسامته عند القبض ويلقب بـ"الهاكر المبتسم".

اعترف حمزة أمام السلطات الأمريكية، أنه تمكن من اختراق أنظمة عدد من البنوك الأمريكية واستولى على مبلغ يتراوح ما بين 10 لـ20 مليون دولار في عملية واحدة.

واعترف أيضًا تمكنه من اختراق أكثر من 60 مليون جهاز كمبيوتر، والاستيلاء على ملايين الحسابات البنكية، والتي جمع من خلالها حوالي 3.4 مليار دولار، وذلك من خلال فيروس مطور.

ونجح في اختراق ما يقرب من 217 مؤسسة مالية حول العالم.

انتحل الهاكر الجزائري شخصية طالب يدرس في إحدى الجامعة الإنجليزية حتى يتمكن من السفر والتنقل حول دول العالم.

وفي 2016، حكم عليه بالحبس لمدة 15 عاما.

وواجه الهاكر الجزائر العام الماضي تهمة جديدة بقرصنة كبرى في فرنسا لكن أفلت من الإدانة.

مقالات مشابهة

  • ‏سبعة أُكتوبر.. والجهادُ المقدَّس
  • الأمين العام لجامعة الدول العربية: الدولة الفلسطينية قادمة
  • الطريق إلى الطوفان.. ما الذي أراده محمد الضيف؟
  • منصور بن محمد يفتتح معرض «إكسباند نورث ستار 2024» الأكبر عالمياً للشركات الناشئة والمستثمرين
  • القرصان المبتسم يعود لبلاده.. من هو حمزة بن دلاج الذي روع العالم؟
  • الأفئدة المهاجرة التي أشعل طوفان الأقصى حنينها إلى جذورها
  • خبير أثري: المتحف المصري الكبير الأكبر بالعالم لآثار دولة واحدة (فيديو)
  • خبير أثري: المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم لآثار دولة واحدة
  • الطوفان