عربي21:
2025-01-27@17:09:04 GMT

في زمن التفاهة: ابن زيدون يتوسل لعمرو دياب

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

"إن التفاهة تشجعنا بكل طريقة ممكنة على الإغفاء بدلا من التفكير، النظر إلى ما هو غير مقبول وكأنه حتمي، وإلى ما هو مقيت وكأنه ضروري: إنها تحيلنا إلى أغبياء".

تذكرت هذه الكلمات التي صاغها الكندي "آلان دونو" في كتابه الذائع الصيت "نظام التفاهة"؛ وأنا أشاهد بمحض الصدفة الكمية الهائلة من علامات التعجب والاستغراب وحتى "الاستنكار" التي طغت على محيا الإعلامية المصرية منى الشاذلي وهي تتحدث لضيفها الموسيقي عزيز الشافعي عن كلمات من المفترض أن القاصي والداني يعرف أنها للشاعر الأندلسي "ابن زيدون"، وهي أشهر قصائده على الإطلاق وظلت متناقلة حتى في المقررات الدراسية لأجيال متعددة في أغلب الدول العربية، لكنها "استهجنت" ونطقتها بشدة و"ازدراء" رافعة شعارا عريضا مفاده: كيف "تواضع" عمرو دياب وغنى قصيدة "أضحى التنائي بديلا من تدانينا"؟ وكيف أغدق بكرمه على "ابن زيدون" وجعله يكسب هذا الشرف العظيم؟

طبعا لم يشفع لعزيز الشافعي تكراره بأن القصيدة مشهورة جدا وأنه حفظها منذ دراسته الإعدادي؛ لكن ما سعت المذيعة لتكريسه والتركيز عليه هو الإصرار على تعميق الهوة بين شبابنا واللغة العربية الفصحى وكأنها "جسم دخيل ومكروه" ينبغي التوجس منه ومقابلته بالحذر، بدل السعي لتشجيع الخطوة وتعميمها عوضا عما نسمعه اليوم من كلام هابط وإسفاف مخجل في عالم الأغنية، لا سيما أننا نعيش في زمن "حسن شاكوش وحمو بيكا" ومن يدور في فلكهما من مغني المهرجانات وما يطرحونه من كوارث تهدد الناشئة وأخلاقهم.



لكن بما أننا في عصر التفاهة ونكتوي بنيرانه فقد صار مثيرا للسخرية سماع قصة حب ابن زيدون مع ولّادة بنت المستكفي، وبات مخجلا النهل من تراثنا الغني وإعادة تقديمه في قالب عصري حديث. وهنا لا بد من الإشادة بشجاعة الموسيقي عزيز الشافعي وبحثه عن التجدد واستثمار واحدة من أروع القصائد الأندلسية وتقديمها بصوت فنان له قاعدة جماهيرية واسعة، لا نقاش ولا جدال حول ذلك رغم اختلافنا معه في العديد من النقاط.

لست من هواة نظريات المؤامرة، غير أن المناخ العام في الإعلام العربي، وينعكس طبعا حتى على الواقع الفني الحالي، يحمل تفسيرات متعددة عنوانها الأول وجود رغبة "عارمة" لتغيير المفاهيم السائدة منذ عقود، والسير على نهج دخيل يتنفس عشق التفاهة والسطحية، وتغييب كل ما يشجع على التفكير السليم والنبش في دفاتر التاريخ العتيقة والاستفادة من دروس الماضي الغابر وتقديم النماذج المضيئة، وتشويه الحقائق وخلق معارك وهمية وصراعات ثانوية وإغراقنا في مستنقع الطائفية المقيت، واجترار أحداث غابرة تعزز التشرذم والفتن بين هذا وذاك. ومن المفارقات التي فضحت هذه الخطط القذرة يكفي استحضار ما أحدثته "طوفان الأقصى" من شرخ وفرز للغث والسمين، وتعرية للواقع الفاضح الذي أضحى عليه الإعلام العربي اليوم.

فعلى سبيل المثال لا الحصر طبعا؛ كنا في سنوات خلت نقابل الحراك السائد فنيا وإعلاميا بعد كل مجزرة صهيونية جديدة بالسخرية من التوجه العام؛ نحو طرح "أوبريتات فنية" تجمع فنانين من المحيط الى الخليج وهم يصدحون بأعلى صوت متحدين، ينشدون "الحلم العربي" المسلوب ويصرخون أحيانا باحثين عن "الضمير العربي" المفقود، على غرار مبادرات المنتج والمخرج أحمد العريان مثلا ومجهوداته الجبارة في لمّ شمل الفنانين والإعلاميين لتوحيد الصرخة؛ وحينها كانت أغلب الفضائيات العربية "تتناوب" على العرض وتستنكر وتشجب وتندد.

اليوم وارتباطا بما سبق وذكرناه، صارت حتى عبارات "الشجب" مغيبة واندثرت "الأوبريتات" وصار ممنوعا على الفنانين العرب إبداء مواقفهم إلا من خلال نشر "بوست عام" يدعو للسلام والمحبة والإخاء، وإلا فسيف العقاب مسلط على رقابهم ولهم في الفنان محمد سلام خير مثال. والمثير للسخرية أن البعض قرر قبل فترة إعادة تقديم نسخة جديدة "مشوهة" من "الحلم العربي" الجديد على ما يبدو حيث تغيرت كلمات من قبيل "أطفال الحجارة" وتعويضهم بأطفال يضحكون ويمرحون ويسرحون في عالم جديد وردي يملاه الحب والسعادة.

طبعا هذا غيض من فيض ما أصبح يحكم الواقع الإعلام العربي اليوم الذي يمكن اختصاره من خلال كتاب "نظام التفاهة"؛ ومن هذا المنطلق يمكن فهم واستيعاب سبب تغييب الأصوات الجادة وأصحاب المواقف والمبادئ وتعويضهم بالدمى والكراكيز. ونختم بتوجيه الشكر الجزيل لـ"الهضبة" عمرو دياب لأنه قدم طوق نجاة لـ"ابن زيدون" ومنحه شرف الخلود حين "تبرع" بالمساهمة في شهرته ولو قليلا..

حقا شر البلية ما يضحك..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الإعلامية عمرو دياب الفني التاريخ الإعلام التاريخ الفن عمرو دياب مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ابن زیدون

إقرأ أيضاً:

أحمد سعد يتصدر الترند ويشيد بعزيز الشافعي في حوار مع عمرو أديب: نجاحه مسألة شخصية

 

تصدّر المطرب أحمد سعد التريند بعد إطلاق ألبومه الجديد "حبيبنا"، حيث حققت أغنيته "بسيط" نجاحًا كبيرًا، استحوذت على إعجاب جمهور واسع وتصدرت الترند على منصات يوتيوب والسوشيال ميديا. خلال ظهوره في برنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب، شارك سعد فرحته بنجاح الألبوم وأغنياته، كاشفًا عن مشاعره تجاه نجاحه الشخصي.

وقال عمرو أديب، الذي استضاف أحمد سعد في الحلقة: "لما بتنجح بحس إني أنا اللي بنجح، نجاحك بالنسبالي مسألة شخصية مش فنية". 

كانت هذه التصريحات تعبيرًا عن العلاقة الوطيدة بين أديب وسعد، حيث وصف الإعلامي نجاح الأخير على أنه إنجاز مشترك.

خلال اللقاء، أثنى أحمد سعد على الملحن والموزع الموسيقي عزيز الشافعي، مشيرًا إلى أنه لطالما كان يتمنى التعاون معه. وقال سعد: "دائمًا عيني على عزيز الشافعي، وأريد أن أغني بعض أعماله لأنه يلحن على العود، وهذه الأشياء الناجحة". 

وأضاف: "عزيز الشافعي فنان عظيم يجمع بين الفن والتجارة، وهو أمر صعب للغاية. أحب العمل معه لأنه أعطاني وقته".

تجسد هذه الكلمات من أحمد سعد تقديره الكبير لشخصية الشافعي، الذي نجح في تقديم مزيج من الإبداع الفني والنجاح التجاري، وهو ما يعتبره سعد محط إعجاب.

أما عن أغنية "بسيط"، التي تعاون فيها سعد مع الشاعر نادر عبد الله، فقد أثارت إعجاب الجمهور بسبب كلماتها الواقعية والمختلفة عن سابقيها. وقد أثنى جمهور سعد على الشاعر نادر عبد الله على تقديمه لكلمات مميزة تعكس واقع الشباب البسيط، كما جاءت الأغنية بموسيقى لحنها أحمد إبراهيم، الذي لاقى إشادة واسعة من الجمهور. الأغنية تمثل نقلة جديدة في مسيرة سعد الفنية وتثير الجدل بين محبيه لما تحمله من معاني جديدة.

من جانبه، عبر نادر عبد الله عن سعادته بتعاوناته العديدة مع النجوم، مشيرًا إلى أن أغنية "بسيط" تمثل إحدى أبرز أعماله التي تتماشى مع الواقع المصري والعربي.

بذلك، يعكس نجاح أحمد سعد وألبومه الجديد رغبة الفنان في تقديم أعمال فنية تتماشى مع تطلعات جمهوره، مع الاستمرار في الإبداع والتجديد في اختياراته الفنية.

مقالات مشابهة

  • موعد طرح ألبوم عمرو دياب الجديد.. عزيز الشافعي وبهجت قمر أبرز الملحنين
  • تقني: ليه تدفع اشتراك على ChatGpt وعندك خدمة deepseek .. فيديو
  • لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان تناقش اليوم التقرير الدوري الثاني لدولة الإمارات
  • عزيز الشافعي يشيد بألبوم أحمد سعد: أغاني جديدة بصوت مألوف
  • تركي آل الشيخ: أتنبأ بمستقبل باهر لعمرو دياب في الـ 30 سنة القادمة.. والهضبة يرد
  • محمد إمام لعمرو دياب: في حياتنا ناس هما الأساس
  • "عزيز الشافعي يكشف السر وراء ألبوم أحمد سعد: أغاني جديدة بصوت مألوف وعمل فني مدهش!"
  • أحمد سعد يتصدر الترند ويشيد بعزيز الشافعي في حوار مع عمرو أديب: نجاحه مسألة شخصية
  • الشافعي| ارتفاع سندات مصر الدولارية يعكس الثقة في استقرار الاقتصاد
  • “نظام التفاهة” : عندما تصبح الرداءة نظامًا وجوديًا