دفع أموال للسكان قبل الكوارث المناخية خطوة استباقية تجنبهم ويلاتها
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
بعيدا عن الإجراءات الروتينية للتمويل الدولي، يبرز حل بسيط لحماية السكان المعرضين للمخاطر المناخية، يتمثل في تحويل مبالغ محدودة إليهم عبر هواتفهم المحمولة، مباشرة بعد وقوع الكارثة أو قبل حدوثها حتى.
في مواجهة فيضان أو إعصار أو حرائق ضخمة، « كلما حصل المتضرر على الأموال بشكل أسرع، كان ذلك أفضل »، وفق ما قال الباحث في « سنتر فور غلوبال ديفلوبمنت » رانيل ديساناياكي.
ويتمثل الحل الأفضل في دفع المبلغ قبل وقوع الكارثة. ويقول ديساناياكي لوكالة فرانس برس إن « المستفيدين يمكنهم بذلك إعداد أماكن للإقامة فيها أو تخزين الطعام أو الانتقال إلى مناطق آمنة ».
ويضيف « تخيلوا التغيير الذي يمكن أن يحدثه هذا الحل بالنسبة إلى العمال في شمال الهند الذين إذا تلقوا مساعدة قبل موجة حر متوقعة تصل درجة الحرارة فيها إلى 50 درجة، فلن يضطروا إلى العمل » في ظل هذه الظروف.
وهذا النوع من التدخل « الوقائي » الذي أعلنته المنظمات الإنسانية قبل سنوات في سياقات أخرى، يوصي به عدد من الخبراء بينهم الخبيرة الاقتصادية الفرنسية إستير دوفلو، لكن اعتماده لا يزال نادرا خلال الظواهر المناخية التي يتوقع أن تصبح أكثر حدة وتكرارا.
ومع ذلك، سبق أن اختبرت عمليات الدفع المباشر عن طريق الهواتف المحمولة أو بطاقات السحب.
ونفذت الأمم المتحدة عشرات الإجراءات التجريبية في إثيوبيا والصومال اللتين ضربتهما موجات جفاف، وفي بنغلادش حيث حصلت أكثر من 23 ألف أسرة عام 2020 على 53 دولارا في الأسبوع الذي سبق ذروة فيضان ضخم.
وتقول الباحثة في مركز دراسة الاقتصادات الإفريقية في جامعة أكسفورد آشلي بوبل التي درست مثال بنغلادش « ثمة إجماع على نجاح هذه الطريقة، وإن دفع الأموال نقدا في مرحلة استباقية له فائدة اجتماعية متزايدة، إذ يتم توفير المساعدة في الأوقات الصعبة ».
وبحسب دراستها، كان المستفيدون قادرين على توفير المؤن وحماية حيواناتهم ووسائل عيشهم. أما بالنسبة إلى الأسر التي لم تستفد من هذه الميزة، ازداد خطر بقائها من دون طعام ليوم واحد بنسبة 52 %.
وتشير بوبل إلى أنه عندما تقع كارثة ما « يفكر عدد كبير من بنوك التنمية في طريقة مساعدة الحكومات سريعا، من دون إيلاء اهتمام إلى طريقة توصيل الأموال سريعا إلى الأشخاص الأكثر تضررا ».
ويعمل برنامج « غيف دايركتلي » الأميركي منذ العام 2020 في بنغلادش وجمهورية الكونغو الديموقراطية وحتى في ملاوي، من خلال تحويل الأموال عبر الهواتف المحمولة للسكان الذين يواجهون أزمات (صراعات، نزوح…).
وفي حين تخشى نيجيريا تسجيل فيضانات مرة جديدة هذا الخريف، تم تسجيل 20 ألف أسرة مسبقا، وستحصل أكثرها تعرضا للفيضانات على 320 دولارا قبل ثلاثة أيام أقله من ذروة الفيضانات.
ولتحديد هذه الأسر، تستند المنظمة غير الحكومية بالشراكة مع « غوغل »، إلى مجموعة من صور الأقمار الاصطناعية وخرائط الفيضانات باستخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الإدارية والمسوحات الميدانية. وفي موزمبيق، تلقت أكثر من 7500 أسرة 225 دولارا من خلال هذا البرنامج قبل ثلاثة أيام من حدوث فيضان عام 2022. وفي بنغلادش، حصل 15 ألف شخص على 100 دولار قبل فيضان نهر جامونا سنة 2024.
ولا يخلو هذا النوع من الحلول من قيود وتحديات.
وتقول بوبل « نحن في حاجة إلى توقعات دقيقة ومفصلة بما فيه الكفاية، ومن الأفضل أن تكون على مستوى قرية أو مجتمع محلي »، في إشارة إلى عمل « غوغل » في هذا الاتجاه بشأن الفيضانات.
ويصعب توقع بعض الظواهر المناخية السيئة، لا سيما الأعاصير، بسبب تغير اتجاهاتها.
ويقول ديساناياكي « نحن قادرون على توق ع بعض الكوارث في أماكن معينة، لكن بالنسبة إلى أخرى، ثمة حاجة إلى مزيد من الاستثمارات، خصوصا في محطات الأرصاد الجوية ».
ويشير إلى ضرورة رفع « القيود السياسية »، قائلا « يجب أن نعترف صراحة بأن هذا الحل جزء من أدوات الاستجابة للتغير المناخي وتمويلها بشكل فعال ». ويضيف « حتى لو كانت هذه الخطوة لا تعفي من تمويل البنى التحتية وعمليات النقل والسدود… فالمساعدات الفردية يمكن أن تشكل جزءا كبيرا من الحل، لكنها نادرا ما تكون كافية ».
عن (فرانس بريس)
كلمات دلالية المغرب بيئة تمويل كوارث مناخالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب بيئة تمويل كوارث مناخ
إقرأ أيضاً:
أريدُ حلًا
جابر حسين العماني **
jaber.alomani14@gmail.com
كتبت إحدى المتزوجات شاكية من زوجها أنَّه لا يُحبها ولا يُقدرها ولا يُعيرها أي اهتمام، وتشك دائمًا أن زوجها يُفكِّر بالزواج من أخرى، وهي لا تُريد له ذلك، وتريد حلًا مناسبًا، حتى تستطيع الحفاظ على حياتها الزوجية من الضياع والانهيار، وتكرر قائلةً: كيف أكسب قلب زوجي؟ وماذا أفعل حتى لا يذهب إلى غيري؟
هي مشكلة قد تعاني منها الكثير من النساء المتزوجات خصوصًا المُقصِّرات في حق أزواجهن، وهنا من الواجب على من تعاني من هذه المشكلة أن تسأل نفسها بشكل مستمر: ما هو السبب الذي يجعل الزوج ينفر من زوجته الأولى ويفكر في زوجة ثانية؟
المرأة العاقلة هي تلك التي تسعى دائماً لحل مشاكلها الزوجية، بهدف حفظ زوجها وبيتها وأسرتها.
وأرغب هنا في عرض بعض من تلك الحلول النافعة والمفيدة والمجدية، والتي تحتاج إليها المرأة المتزوجة للحفاظ على علاقتها الزوجية من الانهيار، وجعلها حياة مليئة بالمحبة والمودة والانسجام الزوجي بين الشريكين. فإذا نظرنا إلى الحلول فإننا نجدها كثيرة ولكننا سنذكر أهمها على نحو الاختصار:
الحل الأول: الأناقة؛ وهي مطلوبة بين الأزواج، فهناك زوجات يفضلن ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة وذلك لتسهيل حركتهن وهن في بيوتهن، وهذا حق لهن، ولكن ينبغي على الزوجة العاقلة والواعية والذكية، الالتفات أيضاً إلى عناصر الجذب والتي منها الملابس الأنيقة والملونة والمغرية والفاتنة والمزركشة والساحرة والمعطرة والمبخرة، التي من شأنها أن تشد نظر الزوج وتجعله يشعر بأن شريكتَه تسعى دائمًا لإرضائه وسعادته بإطلالاتها الرائعة والمتنوعة عليه، والأناقة في حد ذاتها تُمَكّن المرأة من ملء عين زوجها، فتُكفيه عن النظر إلى الأخريات من النساء. الحل الثاني: العناية الفائقة بالنظافة الجسدية، فلا يصح للمرأة أن تقابل شريك حياتها وهي بروائح كريهة كرائحة العرق والبصل والثوم، أو لقائه بشعر كثيف غير مرتب خصوصا في أوقات العلاقة الحميمية، فينبغي لها أن تكثر من الاستحمام اليومي ووضع الروائح الطيبة، وتسريح الشعر وترتيبه وتجميله والظهور أمامه بهيئة الملاك، فتلك خطوات ذكية ينبغي للزوجة العاقلة استغلالها الاستغلال الأفضل وتسخيرها في خدمة زوجها بهدف إقناعه بأنها غير مقصرة في حق من حقوقه، وأنها تبذل ما تستطيع فعله في سبيل اقناعه ورضاه، فذلك أمر مع مرور الوقت يجعل الزوج لا يُفكر إلّا بزوجته، فيبادلها نفس الشعور ويسعى لإرضائها كما أرضته واقنعته. الحل الثالث: شاركيه أوقات الفراغ في داخل المنزل وخارجه، اقترحي عليه اللعب معه أو قومي بفعل شيء هو يحبه ثم اطلبي منه أن يشاركك فيه، فالزوجة الذكية هي من تستطيع إخراج زوجها من دائرة الملل والكلل والفراغ بحيث يستطيع مَلء فراغه وهو في داخل بيته، بدلًا من البحث عن أشياء مماثلة يحبها خارج المنزل. والزوجة العاقلة اللبيبة هي من تعي جيدًا كيف تكون لزوجها وشريك حياتها كالأخ والصديق والشريك والسند والظهر، وذلك من خلال مشاركته اهتماماته وأوقات فراغه بلطف بما يعزز العلاقة الزوجية بينهما في السراء والضراء. الحل الرابع: يتمثل في تقديم خدمة متفانية للزوج، كخدمة البيت والأولاد وهي تُعدّ أمرًا مُقدّسًا حثّ عليه الإسلام، وتُعتبر المرأة التي تتفانى في خدمة زوجها قدوةً حسنةً لغيرها، وهو ما يُوافق الشرع والعرف لما ينتج عنه من رضا الزوج وتقوية العلاقة الزوجية، ويساهم في كسب ودّ الزوج واستمرار الحياة الزوجية بِهِدوءٍ وسكينة وسعادة، مما يُعزز البركة في الحياة الزوجية. وقد ورد في الحديث الشريف أنه سألت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل النساء في خدمة أزواجهن؟ فقال: (أَيُّمَا اِمْرَأَةٍ رَفَعَتْ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا شَيْئًا مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ تُرِيدُ بِهِ صَلاَحًا إِلاَّ نَظَرَ اَللَّهُ إِلَيْهَا وَمَنْ نَظَرَ اَللَّهُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ)، وورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يوصي ابنته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء قائلًا: (يَا فَاطِمَةُ؛ مَا مِنْ امْرَأَةٍ غَسَلَتْ قَدْرَهَا، إِلَّا غَسَلَهَا اللَّهُ مِنْ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا)، ونقل عن الإمام جعفر الصادق حفيد الرسالة قوله: (مَا مِنِ اِمْرَأَةٍ تَسْقِي زَوْجَهَا شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلاَّ كَانَ خَيْرًا لَهَا مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ صِيَامٍ نَهَارُهَا وَقِيَامٍ لَيْلُهَا). الحل الخامس: تجنبي النوم وأنتِ على خلاف مع زوجكِ حتى وإن كان ذلك الخلاف بسيطاً بينكما، فذلك أمر غير مطلوب، والحكمة تقتضي أن تنامي وأنتِ في محل رضاه، لذا حاولي أن تقترحي عليه قضاء بعض الوقت معًا قبل النوم، فذلك سلوك مثالي، نتيجته تؤدي إلى علاقة زوجية مرضية بين الطرفين.ختامًا.. ينبغي على المرأة المتزوجة إدراك أن سندها في الحياة، بعد الله تعالى، هو زوجها، ومهما بلغت ووفرت من إمكانيات مادية أو معنوية، فلن تجد أفضل من زوجها الصالح الذي يمثل لها المأوى والسند والدعم المستمر، والذي يحفظها من طوارق الليل والنهار.
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر