بعد سلسلة ارتفاعات أسعار الگازوال بالسوق المغربية.. خبراء ومهنيون يحللون
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
في وضع لم يعتده المستهلك المغربي ودفعه لطرح الكثير من التساؤلات، شهدت سوق المحروقات مؤخرا وفي ظرف وجيز زيادات متتالية (ثلاث زيادات)، آخرها ارتفاع ثمن الگازوال بـ 35 سنتيما دون تغيير يذكر في سعر البنزين الممتاز.
خبراء واقتصاديون ربطوا الإرتفاعات الأخيرة بمثيلاتها التي تشهدها أسواق النفط العالمية والتي ارتبطت بدخول فصل الصيف، وارتفاع الطلب على هاته المادة الحيوية بالولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، في ظل انخفاض كميات الإنتاج المقررة من قبل كبار المنتجين العالميين وخصوصا السعودية وروسيا، إلى جانب استمرار تداعيات الحرب في أوكرانيا، وكذا الأزمة السياسية في النيجر احد أكبر المنتجين بالقارة السمراء.
جمال زريكم رئيس الجامعة الوطنية لأرباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب أكد ل"أخبارنا" أن الزيادات التي عرفتها أسعار مادتي الغازوال والبنزين الممتاز بالمحطات التابعة لبعض الألوان التجارية، خلال الأيام القليلة الماضية، مرتبطة أساسا بشركات المحروقات نفسها، مشددا على أن الجامعة أكدت دائما أن لا علاقة لأرباب المحطات بتحديد الأسعار، خصوصا أن هامش ربح هاته الفئة يبقى محدودا جدا، ولا تأثير له على الإطلاق على الأثمان بالسوق المغربية... زريكم حاول أيضا التنبيه إلى أن اعتماد المغرب في وارداته على السوق الدولية للمواد النفطية المكررة أمر له تأثير كبير على ارتفاعات الأسعار بالمحطات، فنسبة ارتفاعات أسعار الكازوال والممتاز في الآونة الأخيرة باتت أكبر بكثير من تلك التي تسجلها أسعار المواد النفطية الخام.
من جهته اكد الطيب بن علي نائب رئيس الجامعة الوطنية لأرباب وتجار ومسيري محطات الوقود بالمغرب بدوره في تصريح لـ"أخبارنا" أن مسألة "تسعير" الكازوال والبنزين خارج اختصاصات "المهنيين"، فأرباب المحطات يؤكد بن علي يقتنون هذه المنتوجات من الشركات، التي تبيعها لهم بأثمان محددة وغير قابلة للنقاش.. وبخصوص الإرتفاعات التي شهدتها هاته المواد ربط المتحدث الأمر بالإرتفاعات التي تشهدها السوق الدولية منذ فترة، مشددا بدوره على أن هناك فرقا كبيرا في هذه السوق بين أسعار البترول الخام والمكرر... قبل أن يضيف: "نحن كمحطاتيات ومحطاتيين نعد أول المتضررين من هاته الإرتفاعات، فنفس الشحنة ترتفع تكلفتها جراء ارتفاع السعر ونؤدي بالتالي مبلغا أكبر مقابلها في حين أن الهامش الربحي لا يرتفع بالمرة يؤكد الطيب بن علي.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
«الحريرة».. عروس المائدة المغربية
أحمد عاطف (القاهرة)
تزخر المائدة الرمضانية المغربية بتشكيلة من الأطباق التقليدية التي تعكس تاريخاً طويلاً من التفاعل بين الثقافات العربية، الأفريقية، والأندلسية، ويظهر هذا التراث الغني جلياً في شهر رمضان الكريم، حيث تستحضر العائلات وصفات الأجداد.
اكتسب المطبخ المغربي شهرة واسعة بفضل تناغمه الفريد بين النكهات المالحة والحلوة، التي تتجسد في أطباق متميز. فإلى جانب «البطبوط»، وهو خبز محشو باللحم المفروم أو الدجاج، تأتي «الشباكية» الحلوى الأشهر التي تتكون من عجين مقلي، ويوضع في العسل ويُزين بالسمسم.
وعلى اختلاف الطبقات الاجتماعية، يبقى حساء «الحريرة» القاسم المشترك على جميع الموائد المغربية، ويُعرف بلقب «سلطانة المائدة» أو «عروس الطاولة المغربية» ويتكون هذا الحساء التقليدي من العدس، الحمص، الطماطم، الكزبرة، الشعيرية واللحم، ورغم الجدل حول أصوله، سواء أكانت أندلسية أم مغربية خالصة يظل الطبق أساسياً في جميع المناسبات السعيدة.
يرافق «الحريرة» غالباً «البريوات»، وهي رقائق عجين رقيقة تُحشى بمكونات متنوعة مثل اللحم، الدجاج، الخضراوات، أو الأسماك، وتُقلى لتُقدم إما مالحة أو بعد تغميسها في العسل لتجمع بين النكهتين.
فيما، يُعد «الكسكس» من الأطباق الحاضرة أيضاً بقوة خلال الشهر الفضيل، ويُقدم غالباً مع طاجين اللحم والبرقوق، ويتم تحضيره أحياناً كطبق حلوى مزيّن بالمخمار، البغرير، حلوى التمر، أو الكيك بالفلو.
ولا تخلو المائدة المغربية من المشروبات المنعشة حيث يتربع «الأتاي» أو الشاي المغربي بالنعناع على عرش المشروبات، إلى جانب عصائر مميزة، مثل حليب اللوز مع التمر، عصير البرتقال بالليمون أو الفراولة، وعصير البرتقال مع الخس والخيار، إضافة إلى المشروبات الرمضانية التقليدية، مثل الكركديه، التمر هندي، وقمر الدين.
تظل المائدة الرمضانية المغربية تجسيداً حياً لتراث غذائي عريق يعكس تنوع هذا المطبخ، ويُشكل جسراً يربط بين الأجيال، حيث تُحافظ العائلات على عاداتها في إعداد هذه الأطباق التي تجمع بين الأصالة والحداثة على مائدة رمضان.