الدكتور سلطان القاسمي يكتب: من القاتل؟ (2)
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
مقتل الإمام سلطان بن أحمد البوسعيدي إمام عُمان
الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
في الرابع عشر من شهر نوفمبر عام 1804م، كان الإمام سلطان بن أحمد عائداً من البصرة، بخيبة أمل من عدم مساعدة العثمانيين له، فرغب في المرور ببندر عباس، حتى إذا ما وصل إلى ميناء لنجة على الساحل الفارسي، اتخذ طريق الخورية، بالمرور بالقناة بين جزيرة قشم والبر الفارسي للوصول إلى بندر عباس.
بعد المرور بمدينة باسعيدو على الجزء الجنوبي من جزيرة قشم، نزل الإمام سلطان بن أحمد مع بعض من مرافقيه من سفينته جنجافة، واستقلوا قارباً صغيراً تابعاً للسفينة جنجافة، ونزلوا إلى شاطئ جزيرة قشم، فتمت مهاجمته ومرافقيه من قبل جماعة مسلحة، فقُتِل الإمام سلطان بن أحمد ومن كان معه، وتمَّ دفنه في مدينة لنجة. (1)
إن أول من علم عن الحادثة هو وليم بروس «WilliamBruce»، مدير وكالة شركة الهند الشرقية في أبو شهر، وقد كتب رسائل إلى كل مرؤوسيه عن الحادثة، وعن القاتل، لكن الإنجليز أخفوا الحقيقة، وأخذوا يرددون أن القاتل هو الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وقيل عنهم قراصنة، حتى أيامنا هذه.
وبعون الله وتوفيقه استطعت أن أثبت من القاتل.
إن أول من كتب عن الحادثة هو وليم بروس، مدير وكالة شركة الهند الشرقية في أبو شهر، فقد أرسل رسالة بتاريخ السابع عشر من شهر نوفمبر عام 1804م، للسكرتير الأول لدى الحكومة في بومبي، جيه. لومسدن «J. Lumsden»، قائلاً: (2)
«يشرفني إبلاغكم ببعض المعلومات نيابةً عن سعادة الحاكم العام - عظيم الشرف - ومفادها أن السيد سلطان، الزعيم الحاكم لحكومة مسقط، كان قد أبحر في وقت ما من الشهر الماضي، وأثناء إبحاره مر قاربُه إلى جوار بعض قوارب عرب هزاع، ويبدو أنه كان ذاهباً إلى الشاطئ في بعض مناطق جزيرة قشم على متن قارب مكشوف، وتعرض هو ومن معه إلى هجوم شنَّه عليهم اثنان أو ثلاثة من قوارب العرب المذكورين آنفاً، ويبدو كذلك أن السيد سلطان وبعض مرافقيه قد قُتلوا مع أول وابل من الرصاص أُطْلِق عليهم».
في الثاني عشر من شهر يناير عام 1805م، كتب وليم بروس رسالة أخرى للرئيس والحاكم في المجلس، لحكومة بومبي جوناثان دنكان «Jonathan Duncan»، قائلاً: (3)
«سيدي المبجل، يشرفني إعلامكم بأن السيد سلطان، أمير مسقط، قد قُتل، وهو ذاهب إلى الشاطئ في بعض مناطق جزيرة قشم، وبتاريخ الرابع عشر من شهر نوفمبر أو قريباً من ذلك، تعرض القارب الذي كان فيه إلى هجوم شنَّته عليه قوارب أخرى تعود إلى عرب هزاع، وسقط السلطان».
من قتل الإمام سلطان بن أحمد؟
قيل: عرب هزاع.
ومن هو هزاع؟
هو هزاع بن زايد بن محمد، قتل ابن عمه، وحسب ما جاء في دليل الخليج «للوريمر» «Lorimer»، «ومكث هزاع بن زايد بن محمد متخفياً، حتى هاجر عام 1795م». (4)
ذكر أن هزاع بن زايد هاجر إلى سواحل فارس، واستقر على جزيرة قشم، وما قام به عرب هزاع من مقتل الإمام سلطان بن أحمد لعدم علمهم به، وقد ظنوا أنهم جماعة المقتول، أتوا للانتقام من هزاع بن زايد لقتله ابن عمه.
في شهر ديسمبر عام 1804م، وصل إلى جزيرة قشم السيد سعيد بن سلطان، الابن الأصغر للإمام سلطان بن أحمد، يقود أسطولاً مكوناً من أربع سفن كبيرة، وخمس عشرة بغلة، وهي حملة على من قتل والده، فلم يجد أثراً لهم.
بعد أن علم هزاع بن زايد بقدوم قوات عُمان للانتقام، قام بنقل جماعته إلى دبي، واتخذها مقراً له. بعد ذلك قرر السيد سعيد ابن الإمام سلطان بن أحمد أن يتعقب هزاع بن زايد وجماعته، براً وبحراً في دبي.
ذكر حميد بن محمد بن رزيق أن الإمام سلطان بن أحمد قد هجم على بني ياس، أهل دبي، وأميرهم هزاع، والصحيح أنه سعيد ابن الإمام سلطان بن أحمد. (5)
الوثيقة الأولى (6):
رسالة وليم بروس، مدير شركة الهند الشرقية في أبو شهر، إلى السكرتير الأول لحكومة بومبي جيه. لومسدن.
إلى:
المحترم جيه. لومسدن «J. Lumsden»
السكرتير الأول لدى الحكومة
قلعة وليم «William»
بومبي
سيدي،
يشرفني إبلاغكم ببعض المعلومات نيابةً عن سعادة الحاكم العام - عظيم الشرف - ومفادها أن سيد سلطان، الزعيم الحاكم لحكومة مسقط، كان قد أبحر في وقت ما من الشهر الماضي، وأثناء إبحاره مر قاربُه إلى جوار بعض قوارب عرب هزاع، ويبدو أنه كان ذاهباً إلى الشاطئ في بعض مناطق جزيرة قشم على متن قارب مكشوف، وتعرض هو ومن معه إلى هجوم شنَّه عليهم اثنان أو ثلاثة من قوارب العرب المذكورين آنفاً، ويبدو كذلك أن سيد سلطان وبعض مرافقيه قد قُتلوا مع أول وابل من الرصاص أُطْلِق عليهم.
ويشرفني أن أكون ببالغ التقدير
أبو شهر يا سيدي
السابع عشر من شهر ديسمبر عام 1804م خادمكم المطيع والمتواضع جداً
التوقيع: وليم بروس «William Bruce»
الوثيقة الثانية (7):
رسالة وليم بروس، مدير شركة الهند الشرقية في أبو شهر، إلى الرئيس والحاكم في المجلس، لحكومة بومبي جوناثان دنكان.
إلى:
المبجل جوناثان دنكان «Jonathan Duncan»
الرئيس والحاكم في المجلس
سيدي المبجل،
يشرفني إعلامكم بأن سيد سلطان، أمير مسقط، قد قُتل وهو ذاهب إلى الشاطئ في بعض مناطق جزيرة قشم، وبتاريخ الرابع عشر من شهر نوفمبر أو قريباً من ذلك، تعرض القارب الذي كان فيه إلى هجوم شنَّته عليه قوارب أخرى تعود إلى عرب هزاع، وسقط السلطان، ومعه بعض مرافقيه ضحايا على هذه الشواطئ.
ويشرفني أن أكون ببالغ التقدير
أبو شهر يا سيدي
الثاني عشر من شهر يناير عام 1805م خادمكم المطيع والمتواضع جداً
من السفينة «كوين» التوقيع: وليم بروس «WilliamBruce»
الهوامش
1-British Library (BL)، Bushire Diary (R/15)، R/15/1/7,30 December 1804.
2- BL، R/15/1/7، p. 31، Fol. 2.
3- BL، R/15/1/7، p. 36، Fol. 1.
4- Gazetteer Persian Gulf، Oman، and Central Arabia، J. G. Lorimer، Vol. 1، Historical، Part III، Genealogical trees and maps، Pocket No. 3.
5- BL، R/15/1/7,30 December 1804،
- الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين، حميد بن رزيق بن بخيت النخلي العماني، الجزء الثاني، ص351.
6- BL، R/15/1/7، P. 31، Fol. 2، P. 32، Fol. 1.
7- BL، R/15/1/7، P. 36، Fol. 1، P. 37، Fol. 1.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة هزاع بن زاید إلى هجوم شن بن محمد
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يفتتح "الشارقة للشعر النبطي"
افتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، مساء أمس فعاليات الدورة الـ 19 من مهرجان الشارقة للشعر النبطي، الذي تنظمه دائرة الثقافة ويستمر حتى 10 فبراير(شباط) الجاري بقصر الثقافة بمشاركة 60 شاعراً وشاعرة من مختلف الدول العربية.
وحضر والجمهور أثناء حفل الافتتاح عرضاً مرئياً تناول مسيرة الشاعِرَينْ المكرّمينْ في هذه الدورة وهما الشاعر زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي والشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي وأبرز محطاتهما الأدبية وإسهاماتهما في الشأن الثقافي العام على مستوى كتابة الشعر النبطي وما يميّز قصائدهما التي تعتبر من عيون الشعر النبطي في الإمارات.وقدم الشاعران أبيات شعرية عبرا خلالها عن شكرهما وامتنانهما إلى حاكم الشارقة على تكريمهما في إطار اهتمامه بالشعراء القدامى.
ويعد الشاعر زعل بن سرحان الغفلي أحد شعراء الشارقة البارزين وكان له حضوره الملموس بين الشعراء، وعاصر كبار الشعراء في الإمارات، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ويعتمد في صياغته اللغوية وبنية النص الفنية على المفردات المحلية الأصيلة وكتب الشعر الاجتماعي والغزل والمدح.
ويُعتبر الشاعر عوض بن راشد بالسبع الكتبي من الشعراء أصحاب التجربة الشعرية الثرية الذين أسهموا في حفظ الموروث الشعري والتوثيق لمراحل مهمة في التاريخ الإماراتي وتغنى بقصائده عدد من الفنانين وارتبط بصداقات جمعته مع كبار شعراء الدولة، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
وألقى مدير مجلس الحيرة الأدبي الشاعر بطي المظلوم قصيدةً بعنوان "شارقة سلطان" بمناسبة افتتاح المهرجان، تناول فيها جهود ودعم حاكم الشارقة للثقافة بشكل عام وللشعر بمختلف أنواعه على وجه الخصوص حتى أصبحت الشارقة منارةً للثقافة قائلاً فيها:
يا (شارقة سلطان) من هو يساويك؟
وْيا عاصمة للشعر والفخر عنوان
اسمك نفاخر به وبالحيل نغليك
تاجِ على كلّ العواصم والأوطان
الله حباك بْحبّ من حبّ واليك
والله يزيدك من كرم طيب (سلطان)
لبّسْك من عقد الثقافة ويهديك
وأجمل بيوت الشعر تنساب قيفان .
وضمن أول أمسية للمهرجان أنشد الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي قصيدةً بعنوان "الونّة" تناول فيها أهمية هذا اللون التقليدي من فنون الإبداع الشعري ذي الألحان العذبة في التراث الثقافي لدولة الإمارات، والذي يبثّ عبره الشاعر حزنه وما يعتري نفسه من آلام،
وشارك الشاعر عبد العزيز بن سدحان من السعودية بقصيدةً "الشارقة" عبّر فيها عن الأثر الكبير للشارقة في الثقافة العربية، ودعم حاكم الشارقة لازدهار حركة الشعر في مختلف الدول العربية.
وكرم حاكم الشارقة الشاعِريْن زعل بن عبيد بن سرحان الغفلي وعوض بن راشد بالسبع الكتبي على ما قدماه من عطاءٍ مستمر أثرى الشعر النبطي في الدولة.
ويستمر المهرجان في الأيام المقبلة حيث تقام 9 أمسيات شعرية، منها جلسة شعرية مخصصة لشاعرات من الوطن العربي، وندوة تناقش المسيرة الأدبية للشاعرين المكرّمَيْن في دورة هذا العام من المهرجان.
وسينتقل المهرجان يومي 9 و10 فبراير إلى مدينتي الذيد وكلباء في توزيعٍ متميز لفعالياته موفرا فرصةً كبيرة للمشاركين من مختلف الدول العربية للتعرف على التراث الثقافي في مدن إمارة الشارقة.