يعتقد كبار المسؤولين الإسرائليون أن حكومة بنيامين نتنياهو تتجه نحو ضم تدريجي لأجزاء كبيرة من قطاع غزة، مع إيلاء صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس اهتماما ثانويا.

ووفقا لما جاء في صحيفة "هآرتس" أمس الأحد، يرى المسؤولون أن احتمال التوصل إلى اتفاق بات شبه معدوم، خاصة منذ توقف المحادثات الدولية بهذا الشأن. بالإضافة إلى ذلك، لم تعقد الحكومة أي نقاشات مع كبار المسؤولين الأمنيين حول ملف الأسرى منذ فترة طويلة.

ويؤكد الضباط الميدانيون الذين تحدثوا للصحيفة أن قرار إطلاق عملية برية جديدة في شمال قطاع غزة "اتخذ دون نقاش عميق، ويبدو أن الهدف منه هو الضغط على سكان غزة"، الذين يطالبهم الجيش الإسرائيلي بالنزوح "مرة أخرى من مناطقهم باتجاه الساحل مع اقتراب فصل الشتاء".

ولا يستبعد هؤلاء الضباط أن تأتي هذه الخطوة تمهيدًا لتنفيذ "خطة الحصار والتجويع" التي اقترحها الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، و"تقضي بإخلاء جميع سكان شمال القطاع إلى مناطق إنسانية في الجنوب، ومن يختار البقاء في الشمال سيعتبر من عناصر حماس ويمكن استهدافه".

ووفقا للخطة، "بينما ستسمح إسرائيل بوصول المساعدات الإنسانية إلى جنوب القطاع، فإن سكان الشمال سيواجهون التجويع إذا قرروا البقاء هناك".

وأكد المسؤولون أن "خطة آيلاند لا تتوافق مع القانون الدولي، وأن احتمالية دعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لهذه الخطة ضعيفة للغاية، وقد تضر بشرعية استمرار الحرب على غزة".

بعد إصابة 100 جندي.. إسرائيل تصدر تحقيقها الأول حول هجوم مسيرة حزب الله قائد القوات الجوفضائية بالحرس الثوري: إيران مستعدة للرد على أي "خطوة خاطئة" من إسرائيل

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يستعد لتوغل واسع النطاق في شمال القطاع بعد فشل المحادثات حول الصفقة، بهدف الضغط على "حماس" للعودة إلى طاولة المفاوضات، ولكن في النهاية تقرر تحويل ثقل القتال إلى "الجبهة الشمالية" في مواجهة حزب الله. ورغم "عدم وجود معلومات استخبارية تبرر ذلك" شرعت الفرقة 162 بعملية عسكرية واسعة النطاق في جباليا، شمالي قطاع غزة.

وكشفت الصحيفة أنه لم يكن هناك إجماع بين كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية حول إطلاق العملية البرية في شمال قطاع غزة، إذ يعتقد مسؤولون في الجيش والشاباك أن هذه الخطوة "قد تعرض حياة الأسرى للخطر".

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن "الجنود الذين دخلوا جباليا لم يواجهوا مقاومة من مقاتلي حماس وجها لوجه". ولفتت إلى أن الشخص الذي دفع نحو تنفيذ هذه العملية كان قائد المنطقة الجنوبية، يارون فينكلمان، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للحرب.

ويعتقد كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن الحاجة باتت ملحة إلى وجود جهة دولية تتولى مسؤولية الجوانب المدنية في قطاع غزة الذي يعتقدون أن حركة حماس "تسيطر عليه بإحكام"، إلا أن القيادة السياسية رفضت حتى الآن جميع المقترحات التي قدمها كبار المسؤولين الأمنيين في هذا الخصوص.

وادعت الصحيفة أن "حماس أنشأت وحدة شرطية تسمى "قوة السهم"، تضم مئات العناصر وتعمل ضد من يحاول زعزعة سيطرة حماس في القطاع". واعتبرت أن "أكبر ضغط قد تواجهه قيادة الحركة هو الوضع المدني الصعب في القطاع، وأن يؤدي إلى تمرد السكان. مع ذلك، بعد عام من الحرب، يعتقد العديد من الفلسطينيين في غزة أن حماس ستستمر في السيطرة حتى بعد انتهاء الحرب، ولذلك يخشون التحدث ضدها علنا.

ويرى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن حركة حماس "تحاول منع السكان من الانصياع إلى تعليمات وأوامر الإخلاء التي يصدرها الجيش الإسرائيلي، وعلى الرغم من مطالب حماس، فإن معظم المدنيين يغادرون خوفاً على حياتهم. ومع ذلك، بعد أن نزحوا من منازلهم عدة مرات خلال العام الماضي، أصبح المزيد من السكان على استعداد للمخاطرة والبقاء في مناطق القتال".

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة فلسطين الاحتلال إسرائيل الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو کبار المسؤولین قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

عودة نحو 300 ألف نازح إلى شمال غزة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مساء اليوم الاثنين، أنّ أكثر من 300 ألف نازح فلسطيني عادوا من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين.

وأكد المكتب الإعلامي في بيان مقتضب وصل "عربي21" نسخة منه، أن عودة النازحين جاءت بعد 470 يوما على حرب الإبادة الجماعية، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ورصد مراسل "عربي21" أفواجا من النازحين وهم عائدين على طول الطريق الساحلي لقطاع غزة، خصوصا من سواحل خانيونس، ودير البلح، والنصيرات.

سيول بشرية
وانسحبت قوات الاحتلال من محور "نيتساريم"، وبدأت سيول بشرية بالتدفق مشيا على الأقدام باتجاه مدينة غزة، بعد 15 شهرا من إجبارهم على النزوح تحت القصف.

وقالت حركة حماس، في بيان تعليقا على بدء عودة سكان غزة النازحين، إن "مشاهد عودة الحشود الجماهيرية لشعبنا إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها رغم بيوتهم المدمّرة، تؤكّد عظمة شعبنا ورسوخه في أرضه، رغم عمق الألم والمأساة".



وأضافت: "هذه المشاهد المفعمة بفرح العودة وحب الأرض والتشبث بها هي رسالة لكل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه".

وشددت الحركة على أن "عودة أهلنا النازحين إلى بيوتهم يُثبت مجددا فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه العدوانية في تهجير شعبنا وكسر إرادة الصمود لديه".

وتابعت: "نقف مع شعبنا العظيم في هذه اللحظة التاريخية، وندعو إلى تكثيف وصول كل المساعدات والمواد الإغاثية إلى كامل مناطق قطاع غزة".

توافق يقضي بعودة النازحين
وكانت وزارة الخارجية القطرية كشفت فجر اليوم، عن توافق الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على تسليم ثلاثة من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قبل يوم الجمعة المقبل، وذلك في مقابل عودة النازحين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله.

وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري: "في إطار الجهود المستمرة التي يقودها الوسطاء، تم التوصل إلى تفاهم بين الطرفين يقضي بأن تقوم حركة حماس بتسليم الرهينة أربيل يهود واثنين آخرين من الرهائن قبل يوم الجمعة القادم".

وأضاف في تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، مساء الأحد: "ستقوم حماس بتسليم ثلاثة رهائن إضافيين يوم السبت وفقا للاتفاق، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق".

ووفقا للأنصاري، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلي ستسمح في المقبل بعودة المواطنين النازحين في قطاع غزة من الجنوب إلى المناطق الشمالية من القطاع، ابتداء من صباح يوم الاثنين".

مقالات مشابهة

  • النازحون من شمال غزة..عائدون إلى قطاع من الركام
  • دوائر استخبارية صهيونية ومعلقين عسكريين: الحرب حسمت لصالح حماس
  • شاهد.. ارتفاع الأعلام المصرية في غزة خلال نزوح الأهالي إلى شمال القطاع
  • إقرار من دوائر الاحتلال الاستخبارية: الحرب في غزة حسمت لصالح حماس
  • آلاف النازحين يعودون إلى شمال قطاع غزة
  • عودة النازحين.. 300 ألف عادوا إلى شمال قطاع غزة
  • عودة نحو 300 ألف نازح إلى شمال غزة عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين
  • حماس: عودة أكثر من 300 ألف نازح إلى شمال غزة
  • تدفق حشود النازحين الفلسطينيين نحو شمال قطاع غزة بعد فتح نتساريم  
  • "حماس": عودة سكان غزة إلى شمال القطاع "انتصار تاريخي عظيم"