آمنة الكتبي (دبي) 

أخبار ذات صلة دعوة إماراتية للتكاتف ووحدة الكلمة لدعم القضية الفلسطينية 20.000 طرد مساعدات إنسانية في «الإمارات معك يا لبنان»

الإمارات واحدة من الدول الرائدة عالمياً في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت استراتيجيتها بوضوح منذ سنوات لتحقيق رؤيتها في جعل الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في هذا المجال، حيث أطلقت في عام 2017 «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031»، والتي تهدف إلى جعل الإمارات في مقدمة دول العالم في تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والنقل والبنية التحتية، كما تستهدف تعزيز الإنتاجية وتقليل التكاليف التشغيلية، مع الحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية وتحقيق بيئة رقمية متكاملة، كما عينت الإمارات أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم، عمر بن سلطان العلماء، ليقود جهود الدولة نحو بناء منظومة متكاملة من التطبيقات والأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي.


عملت الإمارات منذ عام 2017 على تعزيز بنيتها التحتية الرقمية لدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تميزت هذه المرحلة بتطوير مراكز البيانات الحديثة وتعزيز شبكات الاتصالات السريعة مثل شبكات الجيل الخامس (5G) التي تعتبر أحد الأسس لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي، وتهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، والارتقاء بالأداء الحكومي، وتسريع الإنجاز، وخلق بيئات عمل مبتكرة، لتكون حكومة الإمارات الأولى في العالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.
وتعد هذه الاستراتيجية الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، وتهدف الدولة من خلالها إلى الارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز، بالإضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، واستثمار أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى.
وتهدف الاستراتيجية كذلك لاستثمار كل الطاقات على النحو الأمثل، واستغلال الموارد والإمكانات البشرية والمادية المتوافرة بطريقة خلاقة، كما تستهدف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي قطاعات حيوية عدة في الدولة، منها قطاع النقل من خلال تقليل الحوادث والتكاليف التشغيلية، وقطاع الصحة من خلال تقليل نسبة الأمراض المزمنة والخطيرة.
كما تستهدف الاستراتيجية قطاع الفضاء من خلال إجراء التجارب الدقيقة وتقليل نسب الأخطاء، بالإضافة إلى قطاع الطاقة المتجددة عبر إدارة المرافق والاستهلاك الذكي، وقطاع المياه عبر إجراء التحليل والدراسات الدقيقة لتوفير الموارد، وقطاع التكنولوجيا من خلال رفع نسبة الإنتاج، والمساعدة في الصرف العام، وفي قطاع التعليم، من خلال تقليل التكاليف وزيادة الرغبة في التعلم، بالإضافة إلى قطاع البيئة، وذلك عبر زيادة نسبة التشجير وزراعة النباتات المناسبة، وقطاع المرور من خلال تطوير آليات وقائية، كالتنبؤ بالازدحام المروري، ووضع سياسات مرورية أكثر فاعلية.
تتضمن استراتيجية الذكاء الاصطناعي 5 محاور، هي بناء فريق عمل الذكاء الاصطناعي، وتشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي للدولة، وإنشاء فرق عمل مع الرؤساء التنفيذيين للابتكار في الجهات الحكومية، وصياغة الخطط الاستراتيجية ونشرها في القمة العالمية للحكومات لعام 2018.
وتفعيل العديد من البرامج والمبادرات وورش العمل في جميع الجهات الحكومية حول الآليات التطبيقية للذكاء الاصطناعي، وتنظيم قمة عالمية سنوية، وإطلاق المسرعات الحكومية للذكاء الاصطناعي، وتنمية قدرات القيادات الحكومية العليا في مجال الذكاء الاصطناعي، ورفع مهارات جميع الوظائف المتصلة بالتكنولوجيا، وتنظيم دورات تدريبية للموظفين الحكوميين.
بالإضافة إلى توفير 100% من خدمات الخط الأول للجمهور من خلال الذكاء الاصطناعي، ودمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية، والأمنية الخاصة بتحديد الهوية، وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الوظائف الروتينية، والقيادة من خلال تعيين المجلس الاستشاري للذكاء الاصطناعي، وإصدار قانون حكومي بشأن الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، وتطوير أول وثيقة عالمية لتحديد الضوابط الضامنة للاستخدام الآمن والسليم للذكاء الاصطناعي. 
وأطلق مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، في يوليو الماضي، ميثاق تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، الهادف إلى تحقيق مستهدفات استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وذلك تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في تحويل الدولة إلى مركز عالمي لتطوير وتبني حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
ويهدف إلى ضمان التأثير الإيجابي والدائم على المجتمعات، ويرسخ مبادئ ومقومات تطبيق أفضل نموذج للذكاء الاصطناعي، التي تشمل تقوية الروابط بين الإنسان والآلة بشكل متناغم ومفيد، والسلامة والعدالة والإنصاف والشمول لتوفير بيئة متكافئة للمجتمع تؤدي إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وضمان شمولها وسهولة إتاحتها للجميع، كما تتضمن المبادئ خصوصية البيانات والشفافية والرقابة البشرية والحوكمة والمساءلة والتميز التكنولوجي والالتزام الإنساني والتعايش السلمي مع الذكاء الاصطناعي.
كما يغطي الميثاق مبادئ تعزيز الوعي في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل يشمل الجميع، والاستفادة من تقدم الذكاء الاصطناعي، بما يضمن الوصول التكنولوجي العادل لجميع فئات المجتمع، كما تشمل المبادئ الامتثال للتشريعات والاتفاقيات السارية في الدولة المتعلقة بتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت الإمارات العديد من المبادرات الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، ومن بين هذه المبادرات «شرطة دبي الذكية»، حيث تعتمد شرطة دبي على الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة وتوقع الجرائم قبل وقوعها، وكذلك في تحسين الخدمات المقدمة للجمهور، بالإضافة إلى مبادرة «مدينة دبي الذكية» والتي تهدف إلى تحويل دبي إلى مدينة ذكية بالكامل باستخدام حلول الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لتحسين جودة الحياة وتوفير الخدمات بطرق أكثر كفاءة.
لعب الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، دوراً كبيراً في تحسين دقة التشخيصات الطبية وتسريع عمليات الفحص، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل صور الأشعة والرنين المغناطيسي، مما يساهم في اكتشاف الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة، كما أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عدة مشاريع مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل استخدام الروبوتات في المستشفيات وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي للتنبؤ بالأمراض المزمنة بناءً على البيانات الصحية المتاحة.
توفر العديد من مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات برامج دراسية في الذكاء الاصطناعي في مختلف الدرجات (بكالوريوس ودراسات عليا) للطلبة الذين يرغبون في التخصص والعمل في هذا المجال، وتشمل هذه المؤسسات جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة السوربون في أبوظبي، بالإضافة إلى جامعة خليفة.
كما أطلقت دولة الإمارات البرنامج الوطني للمبرمجين، حيث يهدف إلى تنمية الاقتصاد الرقمي في الدولة وتطوير المواهب والخبرات والمشاريع المبتكرة المتخصصة في مجال البرمجة، وتسريع تبنّي تطبيقاتها وأدواتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والمستقبلية، إضافة إلى إنشاء حلقة وصل وثيقة بين مجتمع المبرمجين والجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.
وجرى إطلاق برنامج الإمارات للتدريب على الذكاء الاصطناعي والذي يهدف إلى سد الفجوة في المهارات المطلوبة في قطاع التكنولوجيا ودعم الشباب وتحسين فرصهم لتمكينهم من التغلب على التحديات في قطاع تكنولوجيا المعلومات سريع التغير، كما أطلقت دولة الإمارات مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع عدد من كبرى شركات التكنولوجيا والتعليم بالقطاع الخاص على المستوى الوطني والدولي. ويمثل إطلاق المخيم إحدى مبادرات مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي، الذي يهدف إلى تحديد مسار دولة الإمارات في هذه المجال، ودعم جهود نقل المعرفة، وبناء جيل قادر على تبني التقنيات الحديثة في تطوير الحلول، ومعالجة مختلف التحديات المستقبلية.
الأولى عربياً
بحسب صندوق النقد الدولي، حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى عربياً في مجال «الاستعداد لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي»، وأكد «الصندوق» أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً في زيادة الإنتاجية، وتعزيز النمو الاقتصادي ورفع الدخول. 
ووفقاً لتقرير صادر عن حكومة الإمارات في عام 2023، فإنه من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 14 % من الناتج المحلي الإجمالي للدولة بحلول عام 2030، كما أشارت الدراسات إلى أن الإمارات تستثمر بشكل مكثف في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع تخصيص مليارات الدراهم لهذا الغرض.
وتجاوز عدد الشركات الناشئة التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي 200 شركة، بزيادة بنسبة 20 % عن عام 2020، ومن المتوقع أن تخلق حلول الذكاء الاصطناعي حوالي 100.000 وظيفة جديدة بحلول عام 2030.
2.15 مليار دولار
وفقاً لتقرير «إرنست ويونغ»، استثمرت الإمارات حوالي 2.15 مليار دولار في مشاريع مرتبطة بالذكاء الاصطناعي بين عامي 2018 و2023، وإلى جانب الاستثمارات الاقتصادية، تولي الإمارات اهتماماً كبيراً بتطوير الكفاءات البشرية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. كما تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيسهم بشكل كبير في تعزيز كفاءة العمليات التجارية وتحسين تجربة العملاء، حيث تعتمد العديد من الشركات الإماراتية على الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستهلكين، وتحسين سلسلة التوريد، وتقديم خدمات مخصصة للعملاء.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي جودة الحياة الصحة التعليم النقل الاستدامة تقنیات الذکاء الاصطناعی على الذکاء الاصطناعی فی بالإضافة إلى العدید من فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

نظمها مركز «تريندز».. ندوة تناقش دور الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة

القاهرة (الاتحاد)
ناقشت ندوة نظمها مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» في العاصمة الإدارية الجديدة بالقاهرة، «كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة التنمية المستدامة»، وجاءت الندوة بالشراكة مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، ومكتبة الإسكندرية، وبرعاية إعلامية من مركز الاتحاد للأخبار، ووكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
ضم النقاش الذي استمر لساعات نخبة من الوزراء والوزراء السابقين والمسؤولين والخبراء، حيث بحثوا فيه كافة جوانب توظيف الذكاء الاصطناعي لصالح مستقبل وحماية المجتمع. 
وناقش المشاركون الرؤى المستقبلية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، ودوره في مواجهة التحديات التنموية، وأكدوا أهمية التعاون الإقليمي والدولي في تبني الابتكارات التكنولوجية لضمان تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز القدرات الوطنية في مختلف القطاعات.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من المسؤولين والشخصيات البارزة، منها : الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، والدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، ومريم الكعبي، سفيرة الدولة لدى مصر، المندوب الدائم للإمارات لدى جامعة الدول العربية، والدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز»، والدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء المصري، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، والدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، عضو مجلس الشيوخ، والدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، والدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات المصري الأسبق، والدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات المصري وتكنولوجيا المعلومات الأسبق.
وقالت رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث يُتوقع أن تساهم هذه التكنولوجيا في إضافة نحو 15 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
وشددت المشاط، في تصريحات لـ «الاتحاد»، على أهمية تصنيف الدول بحسب قدرتها التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي، وضرورة تطوير الأبحاث الخاصة بهذه التكنولوجيا لتعزيز الابتكار والإنتاجية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تحسين العمليات الاقتصادية، بل يمكنه أيضاً أن يسهم في معالجة التحديات الاجتماعية، مثل تقليص الفجوة الرقمية وتحسين جودة الوظائف، ومن المهم تطوير البنية التحتية الرقمية لضمان استفادة الجميع من الثورة التكنولوجية.
وأوضحت المشاط أن الذكاء الاصطناعي له دور محوري في اتخاذ القرار، حيث يساعد في تحليل البيانات الضخمة، وتحقيق كفاءة أكبر في مختلف القطاعات، خاصة في القطاعات الخدمية، وفي الوقت ذاته، ضرورة معالجة التحديات، مثل أمن البيانات، وتأثيرها على سوق العمل، من خلال حوار وتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص.

تعزيز الأمن الوطني 
واعتبر محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني، أن الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص تمثل حجر الأساس لتحقيق الأمن السيبراني، وتعزيز قدرات الدولة في مواجهة التحديات الرقمية، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز الأمن الوطني، لكنه يتطلب حوكمة صارمة وإجراءات واضحة لضمان استخدامه، بما يخدم التنمية المستدامة، ويحد من المخاطر.
وأضاف الكويتي لـ «الاتحاد» أن دولة الإمارات شهدت ظهور نحو 200 شركة صغيرة ومتوسطة بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما يعكس أهمية التكنولوجيا في دعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص جديدة للإبداع واتخاذ القرارات، وشدد على ضرورة دعم الابتكار كجزء من استراتيجية الأمن السيبراني، بما يعزز من تنافسية الإمارات على الساحة العالمية.
وأوضح أن التهديدات السيبرانية، مثل الابتزاز الإلكتروني والإرهاب السيبراني والحروب الرقمية، تمثل تحديات جدية للأمن الوطني في الدول، فقد شهد العام 2024 خسائر عالمية تقدر بـ9 مليارات دولار بسبب الجرائم السيبرانية، مما يؤكد أهمية العمل على تعزيز أنظمة الأمن الافتراضي والسيبراني باستخدام أحدث التقنيات.
وأضاف الكويتي: «إن الأمن الوطني يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، ويسهم بناء منظومة قوية للأمن السيبراني في حماية البنية التحتية الرقمية للدولة، مما ينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات الحيوية ويدعم الخطط التنموية، ولا يمكن أن يعمل الذكاء الاصطناعي بمعزل عن الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص، ولكل طرف دور أساس في تعزيز الأمن السيبراني، ما يتطلب تكاتف الجهود لضمان استخدام آمن ومسؤول للتكنولوجيا في خدمة الأهداف الوطنية».

أخبار ذات صلة مصر: تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه «آرب هيلث» يستشرف مستقبل الخدمات الصحية بالذكاء الاصطناعي

نموج ريادي
شددت سفيرة الدولة لدى مصر، مريم خليفة الكعبي، على أن دولة الإمارات تعد نموذجاً ريادياً في عصر الذكاء الاصطناعي، حيث استطاعت أن تدمج الاستشراف المستقبلي في صميم خططها ورؤاها الاستراتيجية، وتضع المستقبل في مقدمة أولوياتها، من خلال التخطيط المدروس والاستثمار المستدام في التقنيات الحديثة. وقالت الكعبي لـ «الاتحاد»: «إن الإمارات تستعد بشكل شامل لموجة الذكاء الاصطناعي التي تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وتواصل تعزيز مكانتها كواحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى جعل الإمارات مركزاً عالمياً للابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتمثل خريطة طريق واضحة نحو المستقبل، وتعزز موقع الدولة كواحدة من أفضل الدول في العالم في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتركز الاستراتيجية على تطوير قدرات وطنية متقدمة في مجالات الابتكار والبحث العلمي، وبناء بنية تحتية ذكية تدعم النمو الاقتصادي، وتخلق فرص عمل جديدة». 
وأضافت الكعبي: «إن الاستراتيجية ترتكز على توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية، مثل الصحة والتعليم والطاقة والنقل، مع التركيز على تقديم خدمات حكومية ذكية ترتقي بجودة حياة المواطنين والمقيمين، وتأتي هذه الرؤية المستقبلية ضمن التزام الإمارات بتحقيق التنمية المستدامة، وضمان استخدام التكنولوجيا لخدمة الإنسان، وتعزيز دور الدولة كقوة محركة للتغيير الإيجابي في المنطقة والعالم». وأشادت بالكفاءة التي تُدار بها مشاريع الذكاء الاصطناعي في الإمارات، حيث لا تقتصر هذه الاستراتيجية على تطوير التكنولوجيا، بل تسعى أيضاً إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز مكانتها كوجهة رئيسة للشراكات الدولية في هذا القطاع، وتعتمد رؤيتها على استغلال هذه التقنية لخدمة الإنسان والمجتمع، مع ضمان استدامة الموارد وتعزيز جودة الحياة، وهذا النهج المتوازن يجعل الإمارات في طليعة الدول التي تواكب التطورات التكنولوجية، وتضع بصمتها في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي عالمياً.

تطوير القدرات
أكد الدكتور محمد العلي، رئيس مركز «تريندز»، أن الإمارات تقدم نموذجاً فريداً في تطوير قدراتها لدمج الذكاء الاصطناعي في اقتصادها، وتعمل على بناء شراكات استراتيجية مع أقطاب التكنولوجيا العالمية، بجانب إطلاق مبادرات تدعم الدول الأقل دخلاً، وتمكنها من الاستفادة من التقنيات الحديثة لتحقيق التنمية المستدامة.
وشدد العلي على أن الإمارات تنتهج سياسة متوازنة في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، تركز على تحقيق التقدم التكنولوجي مع الالتزام بمسؤولياتها الإنسانية والتنموية، مما يجعلها مثالاً يُحتذى به في كيفية استثمار التكنولوجيا لخدمة الأهداف الوطنية والعالمية.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز»: «إن عصر الذكاء الاصطناعي يبشر بفرص هائلة، لكنه في الوقت ذاته يفرض تحديات تتطلب استجابة سريعة ومسؤولة، ووصلت الاستثمارات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 158 مليار دولار، حيث تتصدر الولايات المتحدة والصين الاقتصاد العالمي في هذا المجال، ما يعكس السباق المحموم لتحقيق التفوق التكنولوجي».
وأوضح «أهمية الانتقال من منطق التنافس إلى التعاون بين الدول لخدمة أهداف التنمية المستدامة، فقد بات التعاون الإقليمي والدولي ضرورة ملحة في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، خاصة على صعيد الاقتصاد والأمن السيبراني، كما تمثل التطورات المرتبطة بشبكات الجيل السادس قفزة نوعية في عالم الاتصالات والتكنولوجيا، إلا أنها تتطلب أطر حوكمة تضمن احترام الخصوصية، وتعزيز التنوع الثقافي، بما يضمن تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الابتكارات مع مراعاة القيم الإنسانية».

مهنة الصحافة 
شدد الدكتور حمد الكعبي، الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار، على أن الإعلام بكل منصاته يجد فرصة كبرى لاستثمار الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بمحتواه، والوصول السريع للجمهور، وضمان توجيه رسالة صحيحة تحقق الهدف من كل كلمة مكتوبة أو لقطة مصورة أو بث إذاعي أو حتى تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي. 
وأشار الكعبي، إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام والترفيه بلغ 25.98 مليار دولار في عام 2024، ومن المتوقع أن ينمو خلال الفترة من 2025 إلى 2030 بمعدل سنوي يصل إلى 24.2%. 
وقال الدكتور حمد الكعبي: «إن الذكاء الاصطناعي سيغير ملامح سوق وسائل الإعلام وكيفية إنشاء المحتوى وطرق توزيعه وأنماط استهلاكه، وإنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام كأداة لاستثمار الوقت وتخفيف المهام الشاقة، وتمكين الصحفيين من العمل بشكل أكثر كفاءة، والتركيز على الأدوات الإبداعية بدلاً من المهام الروتينية»، مشيراً إلى سبق صحيفة «الاتحاد» في نشر أول مقال بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي. 
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز الاتحاد للأخبار أنه لا داعي للخوف على الإعلاميين في عصر الذكاء الاصطناعي أو القبول بتحليلات غير ناضجة عن أن الطفرة التقنية ستقضي على مهنة الصحفي، بل يجب على الإعلاميين الإيمان بقدراتهم على الابتكار والإبداع.

أدوات التنقيب النصي
أشار الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إلى أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز دقة وكفاءة عمليات صنع القرار، لا سيما في مجالات التنبؤ الاقتصادي وتحليل البيانات. وأوضح أن المركز يعمل على تطوير نماذج متقدمة تستند إلى الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين القدرة على التنبؤ بالتغيرات الاقتصادية المستقبلية وتحليل الاتجاهات المالية والسوقية، مؤكداً أن استخدام تقنيات تحليل البيانات الضخمة (Big Data)، أصبح جزءاً لا يتجزأ من أدوات المركز، حيث تُستخدم هذه التقنيات لاستخلاص معلومات دقيقة ومفيدة من الكم الهائل من البيانات المتاحة. 
وأضاف: «إن أدوات التنقيب النصي (Text Mining) تُستخدم أيضاً لتحليل المحتوى النصي من مصادر متعددة، مثل التقارير الاقتصادية والإخبارية، لاستخلاص رؤى تساعد على فهم الأنماط الاقتصادية والتوجهات العامة».

حلول للمشكلات
أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا تتيح حلولاً فعّالة لمعالجة القضايا العالمية، مثل الفقر والجوع والتغيرات المناخية. 
وأضاف زايد أن الذكاء الاصطناعي يعزز الأمن الغذائي من خلال تحسين إدارة الموارد الطبيعية وزيادة الإنتاج الزراعي. كما تناول التحديات الاجتماعية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، مثل قضايا الخصوصية والعزلة الاجتماعية، داعياً إلى توعية الشباب بمخاطر التكنولوجيا وضرورة تطوير ضوابط اجتماعية وأخلاقية تحكم استخدامها.

إشادة بدور «تريندز»
أشاد الدكتور ماجد عثمان، الرئيس التنفيذي للمركز المصري لبحوث الرأي العام (بصيرة)، بالجلسات النقاشية من هذا النوع الذي اعتبره ضرورة لتشييد استراتيجية جامعة لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي في ضوء التطورات الكبرى في هذا المجال، مشيداً بدور «تريندز»، وما يقدمه في هذا الصدد.
وذكر عثمان في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في تطوير الأبحاث ومراكز الرأي والاستطلاع، وتقدم هذه التقنيات حلولاً متقدمة لتحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، مما يتيح للباحثين استنتاج اتجاهات الرأي العام، وصياغة تقارير دقيقة تعتمد على معطيات علمية.

مقالات مشابهة

  • قائد عام شرطة أبوظبي: “عام المجتمع” يرسخ قيم الإمارات في استدامة جودة الحياة
  • عام المجتمع.. يجسد رؤية قيادية للمستقبل محورها الإنسان ومركزها جودة الحياة
  • محمد رمضان يشارك اختباره للذكاء الاصطناعي بسؤال
  • نظمها مركز «تريندز».. ندوة تناقش دور الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية المستدامة
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • «الدولي للاستمطار» يناقش دمج الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لتعزيز هطول الأمطار
  • طحنون بن زايد: الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي يعزز مكانة الإمارات
  • أخبار البحر الأحمر: مشروعات جديدة وقرارات تطوير لتحسين جودة الحياة
  • طحنون بن زايد يبحث مع الرئيس التنفيذي لأمازون" توجهات الذكاء الاصطناعي
  • جارتنر تكشف كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تجربة السفر في 2025