آمنة الكتبي (دبي) 
أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي أن الإمارات سباقة في تدشين استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي ساهمت في تطوير شامل للخدمات الحكومية، وتحسين جودة حياة الناس ودعم جميع المجالات التنموية.

وأشار سعيد الفلاسي، مدير «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي»، إلى أن تبني فرص وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في اقتصاد المستقبل المتنوع القائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا في دولة الإمارات سيعزز تنافسية الاقتصاد الوطني ويضمن مرونته وحيويته واستدامة نموه من خلال رفع مستوى الإنتاجية وتسريع وتيرتها، وتعزيز قدرات البحث والتطوير في الدولة، وترسيخ الابتكار في العمل الحكومي، وتعزيز الاستباقية والجاهزية للمستقبل.


أوضح أن «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» الذي تشرف عليه مؤسسة دبي للمستقبل، يواصل العمل على إرساء دعائم منظومة متكاملة لتصميم مستقبل الذكاء الاصطناعي في دبي ودعم ممكّناته على مستوى الدولة من خلال سلسلة مبادرات وبرامج نوعية تتخصص في موضوعات الذكاء الاصطناعي، أحدثها فعالية «خلوة الذكاء الاصطناعي» التي عقدت برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، في يونيو الماضي، واستضافت 1000 مسؤول وخبير في الذكاء الاصطناعي من مختلف أنحاء العالم لبحث مستقبله وفرصه الواعدة.
وأشار إلى دور «مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي» التابع لمؤسسة دبي للمستقبل والهادف إلى تطوير عمل حكومي، باعتباره الأفضل عالمياً في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز جاهزية الجهات الحكومية للتحولات القادمة في مختلف القطاعات.
ولفت سعيد الفلاسي إلى أهمية دور «خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل 2024 لتشكيل خريطة طريق متكاملة لتبني الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتقدمة في كافة القطاعات والمجالات ذات الأهمية للمستقبل.
وأوضح أن الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي هي أدوات متاحة في متناول الجميع اليوم، عبر نموذج المصادر المفتوحة، وهي فرصة للشباب والمبدعين والمبتكرين وروّاد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة لاختصار الوقت والجهد والتكاليف، وتسريع تصميم نماذج أولية وبيئات اختبارية افتراضية لأفكارهم الإبداعية وابتكاراتهم ومشاريعهم الواعدة.
مليون خبير
بين سعيد الفلاسي أن برنامج «مليون خبير لأوامر الذكاء الاصطناعي» يبني القدرات، ويمكّن المواهب المحلية، ويزودها بالمهارات الأساسية المطلوبة للاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامه في مختلف القطاعات ودعم الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، من خلال توظيف فرصه وإمكاناته.
وقال إن المبادرات الاستباقية والاستراتيجية في دولة الإمارات تسهم في تحويل تحديات الذكاء الاصطناعي إلى فرص، وترسخ نهج الإيجابية في تعاملنا مع كل جديد على مستوى التكنولوجيا والابتكار وتصميم المستقبل الذي نطمح إليه في دولة الإمارات.
وأضاف أن فرص الذكاء الاصطناعي واعدة فعلاً، وتشير تقديرات إلى توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي بـ 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، بما يمكنه تحقيق زيادات في الناتج المحلي الإجمالي، يمكن أن تصل حتى 26% في الدول التي تحسن توظيف الذكاء الاصطناعي.
وقال الفلاسي: لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تأثيرات عميقة متوقعة في المستقبل القريب على قطاعات حيوية، ومنها التعليم، حيث سيشكل الذكاء الاصطناعي عنصراً مسانداً للمتعلمين يسرّع أبحاثهم المعرفية والأكاديمية، ويختصر الوقت والجهد للوصول إلى خلاصات ملايين البيانات المتوافرة على شبكة الإنترنت العالمية في دقائق قليلة، ويمكّن الملايين حول العالم، لا سيما في المجتمعات النامية والنائية والأقل حظاً، من الحصول على فرص تعليمية مماثلة لغيرهم رغم نقص الإمكانات والتمويلات، وهو ما قد يسرّع سد فجوة المعرفة والمهارات ويرسخ إمكانات التعلم المستمر مدى الحياة.
البيانات الضخمة
أشار الفلاسي إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد اليوم في تسريع الوصول إلى تشخيصات دقيقة للحالات الطبية والمساهمة في ابتكار حلول وأمصال وعلاجات ولقاحات للعديد من الأمراض عبر تحليل البيانات الضخمة لمليارات الحالات والسجلات الطبية. كما يلعب بالفعل دوراً أساسياً اليوم في تصميم حلول التنقل الذكي والمستدام لمدن ومجتمعات المستقبل الذكية. ودبي ودولة الإمارات اليوم مختبر عالمي ريادي لتقنيات التنقل الذكي القائم على الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة المعتمدة على شبكات بيانات مدن المستقبل الواعية معلوماتياً. وأكد الفلاسي أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولات جذرية خلال السنوات القليلة المقبلة، ليس فقط على مستوى الدولة بل العالم أجمع، لا سيما في قطاعات حيوية، مثل سلاسل التوريد، والصناعة الخضراء، والتجارة الرقمية، والخدمات اللوجستية، والتنقّل المستدام، ومراكز البيانات، والتقنيات الزراعية، والجراحات الدقيقة، وعلاجات الأمراض المستعصية، والبحث والتطوير.

أخبار ذات صلة دعوة إماراتية للتكاتف ووحدة الكلمة لدعم القضية الفلسطينية 20.000 طرد مساعدات إنسانية في «الإمارات معك يا لبنان»

رائدة عالمياً 
وقال خالد العوضي، مؤسس شركة رمال إنترنت الأشياء: «إن دولة الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في تبني وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعدما اتخذت الدولة خطوات كبيرة في هذا المجال، ومن أبرزها إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي لتصبح الدولة رائدة عالمياً في هذا المجال بحلول 2031، مع التركيز على تطبيق هذه التكنولوجيا في قطاعات حيوية، مثل النقل والصحة والتعليم، مما يعزز مكانة الإمارات وجهة رائدة للتكنولوجيا المتقدمة في المنطقة والعالم».
وأضاف: «أتوقع أن يشهد الذكاء الاصطناعي تحولات كبيرة في مجالات مختلفة، حيث ستصبح الخدمات أكثر راحة وسهولة في الاستخدام»، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل البيانات بمستوى أكثر دقة. 
وأوضح أن الإمارات أول دولة في العالم تنشئ وزارة مخصصة للذكاء الاصطناعي، ما يعكس التزامها بأن تكون في صدارة المستفيدين من الثورة التكنولوجية الرابعة، إلى جانب إنشاء الجامعات المتخصصة في هذا المجال، وعلى رأسها جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تأسست لتكون مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في هذا المجال.

سباق الابتكار
أكد الدكتور محمد عبد الظاهر، أستاذ الإعلام، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف (AIJRF)، أن دولة الإمارات وصلت إلى مرتبة متقدمة على المؤشرات العالمية في سباق الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن دولة الإمارات في صدارة دول العالم من حيث جذب المهارات البشرية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما انعكس على حجم هذا القطاع في الدولة، وهذا بفضل توفير البنية التحتية الذكية، علاوة على البيئة التشريعية الجاذبة للشركات العالمية، وآخرها إعلان شركة مايكروسوفت ضخ 1.5 مليار دولار في G42 للاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي في أبوظبي. وفيما يتعلق برؤية الإمارات 2071، أكد الظاهر أن قطاع الاقتصاد الرقمي يعد من أهم ركائز رؤية الإمارات 2071، وبالتالي فإن أي استثمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي تُعد رافداً أساسياً يدعم الاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أن الاستثمار الجيد في الذكاء الاصطناعي سوف يساهم في تقليل التكلفة التشغيلية للعديد من القطاعات، وبالتالي زيادة حجم الاستثمارات الفعلية، ويساهم في أن تكون دولة الإمارات المركز العالمي الأول للاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
تحليل البيانات 
أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي للبحث والاستشراف أن استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي، والتي أطلقتها الحكومة منذ أكثر من 7 سنوات، حققت العديد من الإنجازات في أكثر من قطاع حيوي داخل الدولة، موضحاً أن الاستراتيجية تسعى إلى تحقيق اعتماد المؤسسات الحكومية والخدمية داخل الدولة على الذكاء الاصطناعي في تقديم أفضل الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، وأضاف: «هناك العديد من الفرص والمجالات التي ستصبح أكثر جذباً للاستثمارات في قطاع الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي»، مشيراً إلى أن الفرص كبيرة أمام دولة الإمارات للاستثمار في قطاع البيانات الضخمة عالمياً، وقطاع الحوسبة السحابية، وأيضاً قطاع الخدمات الحكومية الأكثر ذكاء، حيث لدى الدولة الخبرة والتجارب الرائدة في ذلك المجال، ويمكن أن تكون مصدراً لتلك الخدمات على مستوى العالم.
تحسين جودة الحياة
فيما يتعلق بدور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي، أن الرهان الأكبر في استخدام أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي هو تيسير حياة البشر، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمهد الطرق لتقديم الخدمات بأقل جهد، وبأقل تكلفة، وفي أسرع وقت، وهذا هو أساس بناء حياة جيدة مرفهة، وتلك الخدمات نراها يومياً ونلمسها في دولة الإمارات وفي أكثر من قطاع، وهو ما يعزز جودة الحياة بصورة كبيرة يلمسها الجميع. 
بيئة الابتكار
حول دور الشركات الناشئة في تعزيز بيئة الابتكار في الذكاء الاصطناعي، قال إن قطاع ريادة الأعمال له الدور الكبير في دفع نمو استثمارات الذكاء الاصطناعي، ومن خلال المؤشر العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي للعام الماضي، وجدنا العديد من المؤسسات الإعلامية الخاصة، والناشئة داخل الدولة استطاعت دمج العديد من أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات، وساهمت في انتعاش القطاع بصورة كبيرة سواء من حيث فرص الاستثمار أو من حيث توفير فرص عمل كبيرة داخل القطاع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا الاقتصاد الوطني مؤسسة دبي للمستقبل دبي حمدان بن محمد بن راشد الذکاء الاصطناعی فی فی الذکاء الاصطناعی أن الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی فی دولة الإمارات فی هذا المجال العدید من على مستوى فی قطاع من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

تفاعل مجتمعي لافت مع «الإمارات معك يا لبنان»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات: تعزيز العمل متعدد الأطراف السبيل لوقف دوامة العنف أبناء الجالية اللبنانية: الإمارات وطن الإنسانية

انطلقت أمس فعاليات البث الموحد على «شبكة أبوظبي للإعلام» و«دبي للإعلام» و«هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون» والتي تضمنت تغطية خاصة لدعم الحملة «الإمارات معك يا لبنان»، وبدأت من الساعة الثانية ظهراً وحتى الخامسة مساءً.
وشهدت الحملة تفاعلاً لافتاً من المواطنين والمقيمين، في دلالة واضحة على جوهر المجتمع الإماراتي المتنوع وهويته الإنسانية الخالدة في التعاضد والتضافر لإغاثة الملهوفين، ومساعدة المحتاجين، والجرحى والمصابين.
وتحرص دولة الإمارات على تقديم كل ما يمكن من عون إنساني، لتخفيف وطأة المعاناة، وتلبية الاحتياجات العاجلة، وبخاصة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً.
وتترجم حملة «الإمارات معك يا لبنان» النهج الراسخ والاهتمام البالغ لقيادة دولة الإمارات، بالاستجابة العاجلة لمثل هذه الظروف الإنسانية الصعبة والاحتياجات الملحة. 
وتأتي هذه الجهود في إطار حملة «الإمارات معك يا لبنان» الإغاثية التي أطلقتها الدولة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم لبنان وشعبه الشقيق.  
وتُعبِّر حملة «الإمارات معك يا لبنان» عن جوهر المجتمع الإماراتي المتنوع وهويته الإنسانية الخالدة في التعاضد والتضافر لإغاثة الملهوفين، ومساعدة المحتاجين، والجرحى والمصابين. 
وتحرص دولة الإمارات على تقديم كل ما يمكن من عون إنساني، لتخفيف وطأة المعاناة، وتلبية الاحتياجات العاجلة، وبخاصة للفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً. 
وكانت الإمارات أول دولة تبادر لمساعدة الشعب اللبناني، حيث تعهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في 30 سبتمبر الماضي بتقديم حزمة مساعدات إغاثية إلى الشعب اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، في إطار جهود الدولة لدعم الأشقاء في لبنان، ومساعدتهم على مواجهة التحديات الراهنة والتزامها الثابت بدعم الشعب اللبناني الشقيق.
كما وجه سموه بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني الشقيق إلى الجمهورية العربية السورية.
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتقديم مساعدات غذائية عاجلة إلى الشعب اللبناني الشقيق عن طريق مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» لمساعدته على مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. ريادة عالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة
  • غدا .. انطلاق الملتقي الثالث لكلية اللغة والاعلام تحت شعار المواطنة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • غدا.. ملتقى يفتح آفاق جديدة للشباب نحو المواطنة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي
  • الإمارات تسخر الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مستقبل القطاع المالي العالمي
  • وزير الأوقاف يعلن إطلاق مبادرة لمواجهة خطر الذكاء الاصطناعي
  • تفاعل مجتمعي لافت مع «الإمارات معك يا لبنان»
  • مجلس الوزراء يعتمد موقف الإمارات بشأن سياسة الذكاء الاصطناعي
  • مجلس الوزراء يعتمد موقف الإمارات بشأن سياسة الذكاء الاصطناعي عالمياً
  • اعتماد مجلس الوزراء موقف الدولة بشأن سياسة الذكاء الاصطناعي يرسخ ريادتها في المجالات التكنولوجية عالمياً