قاسم: لا يوجد قرار لدى المقاومة الآن بمواجهة عسكرية شاملة مع اسرائيل
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
شدد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، على ان "المقاومة اللبنانية حققت أول وأضخم وأكبر إنجاز في طرد العدو الصهيوني في معركة عسكرية طاحنة ومؤثرة، ولا يخفى أنه للمرة الأولى ينكشف أن الجيش الذي لا يقهر يمكن قهره وإخراجه وتعطيل هدفه في هذا الاحتلال الذي أراده للبنان".
وفي حديث إلى وكالة" مهر" الإيرانية، قال: "الحملة المنظمة والممنهجة للإساءة إلى القرآن الكريم وهذا الاعتداء على المقدس الإسلامي الأول يستهدف إثارة الفتنة والمواجهة مع المسلمين بطريقة أو بأخرى، والسبب المركزي أن القرآن لعب دورا كبيرا في حياة المؤمن وجعل الوحدة مقياسا وعنوانا في زماننا الحاضر، وأثر في ترابط القوة والمقاومة وحقق إنجازات كبيرة على صعيد القضية المركزية الكبرى وهي قضية فلسطين في تحرير الأرض والمقدسات، وأوجد قوة حقيقية للمسلمين في بلادان مختلفة من هذا العالم، جعلتهم يطردون الاستعمار والاستكبار من بلادهم ويعملون على الاستقلال.
واعتبر ان "الاتجاه المادي هو المسيطر في العالم اليوم والدول الكبرى تتبنى مسارا بعيدا عن الله تعالى وقائم على الأنانية والتسلط والتحكم بشعوب العالم، وكل عناوين الهيمنة والاستحواذ والاستعمار والسيطرة والاحتلال والعدوان من أجل مصالحهم ومصالح شعوبهم، حتى ولو أدى ذلك إلى كسر واحتلال مناطق والإضرار بالشعوب على مستوى العالم، وخاصة فيما يتعلق بمواجهة العالم الإسلامي. إن نشر ثقافة الشذوذ هي جزء لا يتجزأ من تعطيل قدرة الإنسان من أن يعود إلى الله تعالى، وهي جزء من الاتجاه المادي الذي يخرب بنيان الأسرة ويؤدي إلى ارتكاب الكثير من المعاصي ما يجعله بعيدا عن الله وغارقا في الشهوات والحياة الدنيا، وهذا مخالف تماما لتعاليم الإسلام التي توازن بين الجسد والروح والتي تربط الإنسان بالخالق وتؤدي إلى عيش حياته الدنيا بشكل مستقيم ومتوازن. إن خطوات الماديين في نشر ثقافة الشذوذ والاعتداء على كتاب الله تعالى وتشجيع الاحتلال في فلسطين وكل هذه الأعمال العدوانية هي جزء لا يتجزأ من مواجهة الخط المقاوم والاتجاه الإسلامي وتحرر شعوب المنطقة، وهي ليست بديلا عن الحروب العسكرية المباشرة حيث يستطيعون يباشرون عملا عسكريا وحيث يجدون أن الأمور معقدة يلجأون إلى الحرب الناعمة ونشر الدعاية وفرض الأفكار المنحرفة على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى استغلال الجهات الدولية المختلفة، إذا هي مواجهة بأساليب مختلفة لا يتركون فيها أسلوبا دون آخر وإنما يمارسونها جميعا بحسب المكان والزمان والظروف". وعن انتخابات رئيس للجمهورية، قال: "من المعلوم أن انتخاب رئيس الجمهورية يتطلب حصوله على ثلثي أعضاء المجلس النيابي الذي يتشكل من 128 عضوا وهذا في الدورة الأولى، أما في الدورة الثانية فيحتاج إلى النصف زائد واحد أي 65 نائبا. وطبيعة تركيبة هذا المجلس النيابي طبيعة مشتتة بحيث يوجد 7 إلى 8 كتل نيابية فضلا عن المستقلين وهناك تفاوت كبير في القناعات والاتجاهات السياسية والعملية، فلا يوجد انقسام عامودي إلى اثنين حتى يسهل أن نقترب من فريق دون آخر، وإنما يوجد انقسام إلى عدة اتجاهات؛ بهذه الحالة المطلوب أن تقترب بعض الاتجاهات من بعضها لتشكل قدرة على الاتفاق. بالنسبة إلينا نحن نعمل على توفير العدد الملائم بالاتفاق بيننا وبين بعض الكتل، وغيرنا يعمل بهذه الطريقة وقد شهدت جلسة الانتخابات الشهيرة في 14 حزيران 2023 في المجلس النيابي أنه كان مطروح إسمان هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور ولم يستطيع أي فريق أن يحصل على النصف زائدا واحدا فضلا عن الثلثين في الدورة الأولى بالأصل، إذا المشكلة لها علاقة بالجميع ولسنا نحن وحدنا من يتحمل المسؤولية فقط، وقد سمعنا تصريحات من الطرف الآخر أنه لو تمكنا كحزب الله وحركة أمل ومن معنا أن نتوفق لجمع 65 نائبا في الدورة الثانية فهم سيعطلون الانتخابات لأنهم لا يريدون لمرشح لدينا أن يصل إلى المجلس النيابي، إذا من المعطل؟ أما شروطنا فهي من أهم الشروط المطروحة في لبنان، كل ما نقوله أننا نريد رئيسا وطنيا جامعا للبنانيين ويتعاون معهم جميعا، وينفتح على الدول العربية والأجنبية ولا يكون تابعا ولا يطعن المقاومة في ظهرها، هذه شروط وطنية وليست خاصة إنما يستفيد منها الجميع".
وقال ردا على سؤال عن الحوار: "نحن دعونا إلى الحوار من أجل أن نقرب وجهات النظر بسبب هذا التوزع الموجود في المجلس النيابي. لا يمكن أن يكون الحوار بالتراشق الإعلامي وكيل الاتهامات، هذا ليس حوارا بل هذا تنافر وتباعد، أما الحوار فهو عبارة عن نقاش يمكن أن يكون بطرح الأسماء وتبيان المواصفات واختيار المواصفات الأفضل بطريقة منطقية وطنية جامعة ويمكن أيضا أن توضع الشروط المناسبة للطمأنينة عند الأطراف المختلفين ويتفقون عليها، كما يمكن أن يؤدي الحوار إلى الاتفاق على مواصفات للرئيس وما يمكن أن يقوم به بالإجمال في رؤيته أو توجهاته، ثم بعد ذلك يتم تطبيق هذه المواصفات على إسم من الأسماء المطروحة بالتفاهم والحوار والتعاون. إذا الحوار هو مدخل من أجل معالجة هذا الانقسام الحاد الموجود بين الكتل وهذا التباعد بين الرؤى ووجهات النظر في الوقت الذي يمكننا أن نجد القواسم المشتركة لكن هذا الأمر يتطلب الحوار".
وتابع ردا على سؤال آخر: "نصر المقاومة في لبنان في مواجهة عدوان إسرائيل سنة 2006 لمدة 33 يوما هو نصر استثنائي وتاريخي ومفصلي، لأنه حصل في مواجهة عدو إسرائيلي أربك المنطقة وعطل تنميتها واحتل فلسطين ومد احتلاله إلى أراض عربية عدة. هذا الكيان الغاصب كان يعمل للتوسع وللمزيد من العدوان والاحتلال، فجاءت المقاومة في لبنان لتحقق أول وأضخم وأكبر إنجاز في طرد هذا العدو في معركة عسكرية طاحنة ومؤثرة ولا يخفى أنه للمرة الأولى ينكشف أن الجيش الذي لا يقهر يمكن قهره وإخراجه وتعطيل هدفه في هذا الاحتلال الذي أراده للبنان، وهو بالفعل، يتميز أنه حصل كتحرير بعد معركة عسكرية طاحنة. إذا العدو خسر لأول مرة بهذه الصورة منذ سنة 1948 أمام قوة مقاومة شعبية متلاحمة بطريقة نموذجية في إطار ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، والدليل على أهمية هذا النصر أنه أوجد توازنا للردع لازال مستمرا حتى الآن إلى درجة أن العدو الإسرائيلي لم يتجرأ على القيام بأعمال عسكرية أو أمنية أو اعتداء مباشر على لبنان خشية ردة فعل المقاومة وحزب الله وكل القوى التي تسانده لأن التجربة أثبتت بأن قدرته على المواجهة مع حزب الله غير ناجحة، بل هو اعترف كعدو بأنه فشل في حرب تموز 2006. كيف الآن وقد تعاظمت قوة المقاومة وازدادت عددا وعدة وسلاحا ونوعية ودقة في الصواريخ ووجود قدرات معروفة وغير معروفة بتجهيزات وإمكانات مختلفة تماما وأكثر بكثير مما كان عليه الوضع في سنة 2006؟ فإذا كيف يمكن أن يواجه العدو الإسرائيلي حزب الله ومقاومته مع هذا التطور الموجود؟ صحيح أن العدو عمل على ترميم قدرته بعد الـ 2006 ولكن أيضا حزب الله عمل على تطوير إمكاناته وقدراته واستعداداته لأي مواجهة مستقبلية فإذا درسنا خارطة التقدم سنرى أن المستوى في التقدم الذي أحرزه حزب الله يتجاوز أضعاف الترميم الذي أحرزه العدو الإسرائيلي. أما لماذا لم يتمكن من ترميم صورته فهذه مشكلته، وهذا لأنه محتل ولأنه مع كل الدعم الغربي وخاصة الأميركي المفتوح من دون استثناء هو لا يملك كعدو أهداف نبيلة تساعد على حسن الاستثمار أكثر بالإمكانات المتوفرة لديه، وعندما يواجه مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والجمهورية الإسلامية وكل هذه القوى التي تملك رؤية شريفة ونبيلة ووطنية وهي تعمل من أجل التحرير، بالتأكيد سيكون المشهد مختلفا تماما وهذا ما نراه".
وعن إمكان نشوب حرب اثر الاستفزازات الاسرائيلية على الحدود قال: "تحاول إسرائيل أن تحقق إنجازات صغيرة ومحدودة في قضم أمتار هنا أو هناك أو تثبيت احتلالها أو إعطاء صورة بأنها حاضرة من خلال منواراتها، ولكن هذا كله لا يؤدي إلى حرب مباشرة ولا يعني أن إسرائيل الآن في حالة استعداد كبرى للحرب، في المقابل المقاومة تقوم بما عليها من الاستعدادات والقيام بالمناورات والتحرك على الأرض والانتباه إلى ما يجري على الحدود، وكذلك جمع المعلومات والاستمرار في التدريبات. كل هذه الأمور تحصل ولكن لا يوجد قرار لدى المقاومة الآن بمواجهة عسكرية شاملة مع العدو الإسرائيلي. إذا من جهة الطرفين لا يبدو أن الأجواء أجواء مساعدة على حرب في هذه المرحلة، وبناء عليه لا يحتاج الأمر إلى أكثر من تحذير لحكومة الاحتلال وتذكير لقيادته العسكرية أنهم إذا أخطأوا في التقدير فهم يعلمون تماما جهوزية المقاومة واستعدادها للمواجهة والرد، وهذا الأمر جاء على خلفية تهديدات قادة العدو الإعلامية التي تكررت في الفترة الأاخيرة وإن كنا نعلم أنها تهديدات غير حقيقية وغير فعالة ولكن لا بد من أن نذكر العدو وجيشه وشعبه أننا جاهزون لتكون حساباتهم أدق".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی الله تعالى فی الدورة حزب الله یمکن أن من أجل
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يعترف بمصرع وإصابة أكثر من ألف من ضباطه وجنوده بلبنان:“حزب الله” يستهدف قاعدة عسكرية صهيونية بحيفا و11 تجمعا لجنود صهاينة
الثورة / متابعة/ محمد هاشم
واصلت المقاومة الإسلامية اللبنانية، عملياتها البطولية في استهداف المرافق العسكرية والاستراتيجية في عمق العدو الصهيوني وفي التصدي للمحاولات اليائسة من قبل جيش العدو لبسط سيطرته على المناطق الحدودية، فيما اعترف الاحتلال بمصرع 83 ضابطا وجنديا، وإصابة أكثر من ألف آخرين منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان.
وأعلن “حزب الله”، أمس، استهداف قاعدة عسكرية شرق مدينة حيفا بـ”صواريخ نوعية”، و11 تجمعا لجنود صهاينة جنوب لبنان وشمال الكيان.
وفي سلسلة بيانات، أعلن الحزب استهداف قاعدة حيفا التقنية فجر أمس الجمعة والتي تضم كلية تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو، بـ “صلية من الصواريخ النوعية”.
وفي وقت سابق استهدف حزب الله للمرة الأولى قاعدة حتسور الجوية الواقعة شرقي مدينة أسدود جنوب الكيان “بصلية من الصواريخ النوعية”، وكذلك استهداف “دبابة ميركافا في محيط قلعة شمع، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
وشن المجاهدون هجوما جويا بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على تجمع لقوات جيش العدو في بلدة يارين ، وأصابت أهدافها بدقّة”.
وأعلن الحزب “استهداف موقع حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل، بصلية صاروخية”.
كما استهدف موقع الإنذار المبكر “يسرائيلي” (مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، “بصلية صاروخيّة”.
واستهدف مجاهدو حزب الله أمس، تجمعات لقوات الجيش الصهيوني في كل من مستوطنات المنارة، والمالكية، وسعسع، وكريات شمونة وفي ثكنة دوفيف بصليات صاروخية، إضافة إلى دك بالصواريخ ولعدة مرات تجمعات لقوات العدو عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وأخرى في تل نحاس عند أطراف بلدة كفركلا، لمرتين، بصليةٍ صاروخية”.
ويأتي تصاعد عمليات استهداف “حزب الله” لتجمعات الجنود الصهاينة لجنوب لبنان، بعد إعلان جيش العدو، في 12 نوفمبر الجاري، بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية التي تتضمن محاولة التوغل لبلدات أعمق في الجنوب اللبناني، بدلا من البلدات الحدودية التي كان يحاول التوغل فيها.
من جهته أعلن جيش العدو الصهيوني مقتل 83 ضابطا وجنديا، منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان، منهم 19 منذ بداية الشهر الجاري.
ولفت جيش العدو في بيان أمس، إلى إصابة 1018 ضابطا وجنديا، منذ بدء العملية البرية في جنوب لبنان.
كما أعلن إصابة ثمانية عسكريين في معارك مع حزب الله ، خلال الساعات الـ24 الماضية .
وقالت صحيفة “معاريف” الصهيونية ، إن لواء “غولاني” العسكري التابع لجيش العدو، قد دفع أعلى ثمن للقتلى في الحرب العدوانية التي يشنها كيان العدو على قطاع غزة ولبنان.
وأفادت الصحيفة، تعقيبًا على مقتل جندي من “غولاني” في جنوب لبنان، بأن اللواء العسكري خسر 110 ضباط وجنود من صفوفه خلال الحرب الحالية.
وأردفت: “وهو رقم أعلى بكثير من قتلى ألوية المشاة الأخرى في الجيش مثل: ناحال، المظليين، جفعاتي، وكفير”.
إلى ذلك استشهد مسعفان، أمس الجمعة، بغارة صهيونية استهدفت سيارة إسعاف في بلدة دير قانون رأس العين بقضاء صور جنوب لبنان.
وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة في بيان إن “العدو الإسرائيلي واصل استهدافه للمسعفين والمنشآت الإسعافية في الجنوب، ضاربا عرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية”.
وأوضح أن جيش الاحتلال “أضاف أمس إلى جرائمه العديدة السابقة، استهداف سيارة تابعة لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية عند مفرق دير قانون رأس العين، ما أدى إلى استشهاد مسعفين اثنين”.
وبذلك، ارتفعت حصيلة وزارة الصحة لعدد الضحايا في القطاع الصحي إلى 214 شهيدا و321 جريحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
كما جدّد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، وتركّزت الغارات على منطقة الكفاءات ومحيط المبنى المركزي للجامعة اللبنانية.
وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنَّ غارة ثانية عنيفة جدًا على منطقة الكفاءات- الحدث، وسُمعت أصوات سقوط الصواريخ على الموقع المستهدف بشكل قوي.