يمانيون:
2024-10-13@23:16:47 GMT

14 أُكتوبر ثورة متجددة

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

14 أُكتوبر ثورة متجددة

يمانيون| بقلم- سمير حُمَيد|

في ظل ما يعانيه اليمن شماله وجنوبه، تحولت الذكرى السنوية لثورة الـ 14 من أُكتوبر المجيدة إلى محطة إلهام سنوية، يستلهم منها أبناء الشعب اليمني الدروس والعبر، ويستذكر فيها واحدية الكفاح والنضال والهدف لثورة «14 أُكتوبر».

تحتفل المدن اليمنية رغم الانقسام بالذكرى الـ 61 لثورة الـ «14 من أُكتوبر» التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان، ولم تنطفئ إلا برحيل آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب في الـ 30 من نوفمبر 1967.

هذه الثورة التي غيرت مجرى التاريخ وانهت غطرسة الاحتلال في المحافظات الجنوبية، كانت بداية النهاية للإمبراطورية البريطانية التي لم تكن تغيب عنها الشمس في ستينيات القرن الماضي.

فأبطال ثورة أُكتوبر خاضوا مواجهة عسكرية غير مكافئة وواجهوا الترسانة العسكرية المتطورة للإنجليز بالبندقية في ردفان ولحج وعدن، ورغم سياسة الإرهاب التي لجأ إليها الإنجليز في المحافظات الجنوبية محاولين إجهاض الثورة بسياسة الأرض المحروقة واعتماد سياسة القمع والتنكيل لأنصار أُكتوبر ومؤيدي الثورة في مختلف المدن الجنوبية، إلا أن كُـلّ أساليب العنف والترهيب الذي استخدم المستعمر البريطاني انهارت أمام صمود شعبنا الثائر، الذي شارك في هذه الثورة من مختلف المحافظات، التي تعد واحدة من أعظم الثورات الشعبيّة في التاريخ السياسي الحديث.

اليوم هناك من يحاول التنكر لواحدية ثورة ١٤ أُكتوبر ١٩٦٣، التي كانت صنعاء الحاضنة الأولى لأبطالها وكانت السند الأول والمدد الذي لم ينقطع حتى الـ ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧، وكون التاريخ لا يقبل التضليل فَــإنَّ ثورة الـ 14 من أُكتوبر 1963م، انطلقت شرارتها في جبال ردفان، ولكنها خططت في صنعاء، فبعد اندلاع «ثورة 26 سبتمبر» في شمال الوطن، هب أحرار الجنوب من كُـلّ حدب وصوب للدفاع عنها، وكان من أبرز تلك القيادات الجنوبية التي شاركت في ثورة سبتمبر، الشيخ راجح بن غالب لبوزة الذي اتجه برفقة 150 مقاتلًا من قبائل يافع نحو صنعاء للدفاع عن الثورة، ليقاتل دفاعًا عن سبتمبر في عبس والمحابشة بمحافظة حجّـة.

بعد 6 أشهر طلب لقاءً بالرئيس عبدالله السلال، رئيس الجمهورية الوليدة في الشمال ومستشاره لشؤون الجنوب قحطان الشعبي، وأثناء عودة لبوزة من صنعاء عبر قعطبة وُصُـولًا إلى ردفان بمحافظة لحج، تلقى رسالة من الضابط السياسي البريطاني في لحج طالبه بتسليم سلاحه ورفاقه ودفع غرامة قدرها 500 شلن، والتعهد بعدم العودة للقتال في جبهات الشمال، محذرًا من أنه إذَا لم يستجب للمطالب فسوف تتخذ سلطات الاحتلال عقوبات قاسية ضده ورفاقه، ووفقًا للمصادر التاريخية، فَــإنَّ الشهيد لبوزة، أعاد الرسالة في ظرف مضاف إليها الجواب الذي كان بمثابة «رصاصة»، وهو ما دفع الإنجليز إلى إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى ردفان في الـ 14 من أُكتوبر، لتنطلق شرارة «أُكتوبر» من جبال ردفان، وفي تلك المعركة التي خاض فيها الشهيد لبوزة مواجهة شجاعة انتهت باستشهاده، إثر إصابته بشظية مدفع في يوم 14 أُكتوبر 1963م عن عمر ناهز 46 عامًا.

وبعد استشهاد مفجر ثورة ١٤ وقائدها الشيخ راجح لبوزة، كانت صنعاء منطلق «الجبهة القوﻣية لتحرير الجنوب» التي عقدت معظم اجتماعاتها في قصر السعادة “القصر الجمهوري” ومنه أعلن عن تشكيلها وأقرت أدبياتها وأقرت الانتقال إلى مرحلة الكفاح المسلح.

وبعد انطلاق شرارة أُكتوبر من ردفان، كان أبناء الشمال حاضرين في كُـلّ مراحل الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وعلى الرغم من قيام الاستعمار باستخدام كُـلّ ثقله العسكري لمواجهة الثورة وتحجيم نطاقها الجغرافي في ردفان وبعض مناطق الضالع، اتسع نطاق الكفاح المسلح لينتقل من جبال ردفان ووديانها إلى مدينة عدن وضواحيها، وفي هذه المرحلة الهامة انخرط المئات من أبناء الشمال في حركة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني، ولم يتوقف الأمر هنا بل كانت تعز وصنعاء مقرًا للتدريب العسكري، ومنها تلقى ثوار أُكتوبر مختلف الأسلحة والمؤن اللازمة للمواجهة، ومع تصاعد العمليات الفدائية ضد المستعمر، وقيام بعض فدائيو الشمال من تنفيذ البعض منها في مدينة عدن، لجأت سلطات الاحتلال البريطاني إلى اتِّخاذ قرارًا عام 1965، قضى بإبعاد 245 مواطنًا ينحدرون إلى المحافظات الشمالية بتهمة المشاركة في القتال ضد الاستعمار، بعد ذلك تولى المبعدون مهمة جمع التبرعات من المناطق الشمالية لدعم ثوار «أُكتوبر» وحشد المقاتلين لدعم الجبهة القومية لتحرير الجنوب.

وفي الوقت الذي يحاول المستعمر البريطاني اليوم أن يعود إلى المحافظات الجنوبية مستخدمًا الإمارات والسعوديّة كجسر عبور، فَــإنَّ ثورة ١٤ أُكتوبر التي انتصرت على أعظم إمبراطورية استعمارية في ٣٠ نوفمبر١٩٦٧، لم تتوقف ولا يزال أحرار اليمن وأحفاد أحرار وثوار أُكتوبر للغزاة والمحتلّين بالمرصاد، فالثورات الشعبيّة التحرّرية لا تموت ولا تنطفئ.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الکفاح المسلح من أ کتوبر

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الاسيوي يرفض طلب اتحاد الكرة العراقي بتغيير الملعب الذي تقام عليه المباراة مع كوريا الجنوبية

آخر تحديث: 12 أكتوبر 2024 - 3:26 م  بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد عضو اتحاد الكرة العراقي غالب الزاملي، اليوم السبت، ان الاتحاد الاسيوي رفض طلب اتحاد الكرة العراقي بتغيير ملعب (Yongin Citizen Sports Park) لمباراة المنتخب الوطني العراقي امام مضيفه الكوري الجنوبي ضمن الجولة الرابعة من المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم المقرر في الساعة الثانية ظهراً من يوم الثلاثاء المقبل.وقال الزاملي في حديث صحفي، إن “الاتحاد العراقي قدم طلباً الى الاتحاد الآسيوي لتغيير الملعب الذي سيحتضن لقاء المنتخبين الثلاثاء المقبل، لكن الاتحاد رفض تغييره مبديا، والتزامه بما قرر وتم الاتفاق عليه بوقت سابق ، ولاسيما بعد أن تم الكشف الآسيوي عليه من قبل لجان متخصصة”.واوضح الزاملي ان “الاتحاد العراقي كان يرغب خوض المنتخب مباراته بملعب افضل وملعب على مستوى اعلى ويكون قريب من المطار ولتكون العودة اسهل لوفدنا فضلا عن الحضور الجماهيري للجالية العراقية التي يسهل وصولها للملعب في حين جرت بملعب رئيسي يقع في مراكز المدن الكبيرة في كوريا، لكن الاتحاد الآسيوي ابقى على قرار تحديد ملعبه السابق ورفض التغيير”.وفي الوقت ذاته، خاض المنتخب الوطني مساء اليوم السبت، اولى وحداته التدريبية في مدينة سوون، تحضيراً لمواجهة منتخب كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء القادم ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 (الدور الرابع).وتدريبات اليوم حضرها رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عدنان درجال ورئيس الوفد العراقي والنائب لرئيس الاتحاد العراقي يونس محمود، وعضو الاتحاد احمد الموسوي، إضافة إلى تواجد القائم بأعمال سفارة جمهورية العراق في كورية الجنوبية محمد مصطفى.وشارك اللاعبون في المران وهم كل من: جلال حسن، فهد طالب، حسين حسن، علي جاسم، لوكاس شليمون، محمد الطائي ،علي فائز، صفاء هادي، احمد يحيى، مهند علي، احمد ياسين، امين الحموي، لؤي العاني، ريبين سولاقا، امجد عطوان، ومصطفى سعدون. بينما فضّل مدرب المنتخب الوطني أن يواصل بقية اللاعبين عمليات الاستشفاء الخاصة بهم وتحت إشراف الجهاز الطبي للمنتخب الوطني من مقر الاقامة وهم كل من: أيمن حسين، ميرخاس دوسكي، إبراهيم بايش، حسين علي، يوسف امين، زيد تحسين، مناف يونس، وأمير العماري.ومن المؤمل ان يعاود المنتخب الوطني إجراء تدريباته غداً بمشاركة جميع اللاعبين.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى الـ14 من أُكتوبر.. هل عاد الاحتلالُ البريطاني من جديد؟
  • مأرب تحيي ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة بحفل فني وخطابي
  • بن حبتور: ثورة 14أكتوبر جسدت مشاهد النضال الوطني للاحرار ضد المستعمر البريطاني
  • مهرجان فني وخطابي في مارب احتفاء بالعيد الـ 61 لثورة 14 أكتوبر
  • حفل فني وخطابي لأبناء إقليم عدن في مأرب احتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر
  • واحدية الثورة اليمنية تجدد تلاحم اليمنيين للخلاص من الاستعمار والإمامة
  • الاتحاد الاسيوي يرفض طلب اتحاد الكرة العراقي بتغيير الملعب الذي تقام عليه المباراة مع كوريا الجنوبية
  • ثورة 14 أكتوبر درس السيادة الأول ورد اعتبار للكرامة العربية
  • ياسر عرمان يدعو لحملة وطنية وعالمية لوقف تصفية قوى الثورة