توصلت دراسة أميركية حديثة إلى اكتشاف ثوري، مشيرة إلى إمكانية علاج شراهة الأكل باستخدام تقنية التحفيز الكهربائي للدماغ.

اغرف على فوائد زيت الزيتون البكر للمصابين بمتلازمة داون علاج شراهة الأكل باستخدام تقنية التحفيز الكهربائي للدماغ

ووفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سلطت الدراسة الضوء على فعالية هذه التقنية في تقليل عدد نوبات الشراهة الشهرية وتخفيف الوزن لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب الغذائي.

 

توصل الباحثون إلى أن المشاركين في الدراسة الذين خضعوا لهذا العلاج انخفض لديهم عدد نوبات الأكل المفرط من متوسط ​​حوالي 20 نوبة شهرياً إلى 6 نوبات فقط خلال فترة ستة أسابيع. 

 

بالإضافة إلى ذلك، أشار هؤلاء الأشخاص إلى أنهم فقدوا ما يصل إلى 4 كجم من وزنهم منذ بداية العلاج. هذا يشير إلى أن التحفيز الكهربائي للدماغ قد لا يساعد فقط في تقليل نوبات الشراهة، بل أيضاً في فقدان الوزن بشكل ملحوظ.

 

تعتمد هذه التقنية على ما يعرف بالتحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة (tDCS)، وهو نوع من التحفيز الكهربائي للدماغ غير الجراحي. يهدف هذا العلاج إلى تعديل أنماط السلوك المرتبطة بفقدان السيطرة على تناول الطعام. يتضمن التحفيز بالتيار المباشر عبر الجمجمة تطبيق تيار كهربائي منخفض على مناطق معينة من فروة الرأس، وغالباً ما يتم توجيهه نحو القشرة الحركية أو قشرة الفص الجبهي، مما يؤدي إلى تحسين التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ.

 

يتم تنفيذ هذه العملية باستخدام قطبين كهربائيين يوضعان على سطح فروة الرأس لتوصيل التيار الكهربائي إلى الدماغ. يتدفق التيار عبر أنسجة الدماغ، مما يؤثر على نشاط الخلايا العصبية بطريقة قد تساعد في تقليل الإشارات العصبية المرتبطة بالرغبة الشديدة في تناول الطعام.

 

وتعتبر هذه الدراسة من أوائل الدراسات التي بحثت في استخدام التحفيز الكهربائي كعلاج منزلي للشراهة في الأكل، ما يوفر أملاً جديداً للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية المتاحة. 

 

وعلقت الباحثة الأولى للدراسة، على النتائج قائلة: "العلاجات المتاحة حالياً لاضطراب الشراهة في الأكل ليست فعالة لجميع الأشخاص، وما زال الكثير من المرضى بحاجة إلى خيارات علاجية جديدة".

 

وأضافت: "دراستنا تمثل خطوة هامة نحو تطوير علاج جديد يمكن استخدامه في المنزل ويساعد على التعامل مع هذا الاضطراب بشكل مختلف".

 

جدير بالذكر إن الشراهة في الأكل أحد اضطرابات الأكل الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. وتتسم بنوبات من الأكل المفرط تترافق مع الشعور بفقدان السيطرة على الكمية المتناولة، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية مثل زيادة الوزن وأمراض القلب والسكري.

 

العلاجات التقليدية لهذا الاضطراب تشمل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج بالأدوية مثل مضادات الاكتئاب. إلا أن العديد من المرضى لا يحققون التحسن المطلوب، ما يزيد من الحاجة إلى تطوير علاجات بديلة.

 

وتشير النتائج الأولية لهذه الدراسة إلى أن التحفيز الكهربائي للدماغ قد يمثل تطوراً واعداً في مجال العلاج، حيث أظهر تحسناً ملحوظاً لدى المشاركين من حيث تقليل عدد نوبات الأكل المفرط وتحقيق فقدان في الوزن. ومع ذلك، يحتاج هذا النهج العلاجي إلى المزيد من الدراسات لتحديد مدى فعاليته على المدى الطويل وللتأكد من سلامته بشكل كامل.

 

بهذه النتائج المشجعة، قد يمثل التحفيز الكهربائي للدماغ نقلة نوعية في علاج الشراهة في الأكل ويعطي الأمل للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب، خصوصاً أولئك الذين لم يجدوا تحسناً من خلال العلاجات التقليدية المتاحة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شراهة الأكل علاج شراهة الأكل دراسة ديلي ميل هذا الاضطراب فی الأکل إلى أن

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث في الجسم والدماغ خلال نوبة الهلع؟

يتسارع نبض القلب وترتعش الأيدي، ويصبح التنفس أكثر صعوبة.. إذا سيطر على شخص ما شعور بالخوف، فيمكن أن تتمثل ردة فعل جسمه في نوبة هلع. وتأتي مثل هذه النوبة بعنفوان، وقد يشعر بعض من يمر بها بأنهم يموتون. في ألمانيا وحدها يعاني حوالي 30% من الأشخاص في المتوسط من نوبة هلع في حياتهم، حسبما قال أندرياس شتروله رئيس وحدة علاج القلق في مستشفى شاريتيه ببرلين.

وبمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الموافق الخميس العاشر من أكتوبر/تشرين الأول، تكشف نظرة على أرقام شركات التأمين الصحي الألمانية عن أن حالات القلق والأمراض المرتبطة بها آخذة في التزايد. ووفقا لشركة التأمين الصحي الألمانية (دي إيه كيه- غزوندهايت)، ارتفع عدد أيام التغيب عن العمل بسبب أمراض نفسية مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق بصورة حادة في النصف الأول من عام 2024.

ولدى شركة التأمين الصحي (آي كيه كيه) اعتقاد أن نسبة الذين يعانون اضطرابات قلق بين المؤمن عليهم ارتفعت لأكثر من 37% خلال 10 سنوات، حسبما أعلنت الشركة العام الماضي.

ويصف الطبيب شتروله نوبات الهلع بأنها نظام إنذار خاص بالجسم، موضحا أنه "يمكنك تخيل الأمر بأنه أشبه إلى حد ما بإنذار يطلق عن طريق نظام تحذير. ينتقل هذا من 0 إلى 100 بسرعة كبيرة ثم ينخفض ببطء مرة أخرى"، مضيفا -في المقابل- أن مسار نوبات الهلع ليس متماثلا، فهي لا ترجع دائما إلى مرض نفسي.

ماذا يحدث في الجسم والدماغ خلال نوبة الهلع؟

يقول شتروله إنه في أثناء نوبة الهلع تنشط مناطق معينة من الدماغ، وأضاف أن "جذع الدماغ والمراكز الفسيولوجية في الدماغ التي تنظم الدورة الدموية والتنفس هي المسؤولة عن هذه التفاعلات الجسدية"، موضحا أن هذه المراكز مسؤولة جزئيا عن تفاعلات مثل تسارع النبض أو ضيق التنفس أو التعرق.

وعند إطلاق هذه العمليات، يحدث رد فعل إنذاري هائل في الجسم. ووفقا لشتروله، فإن هذا يؤدي إلى "أن الجسم يتأهب لتهديد كبير، وتكون ردود فعل مثل الكر أو الفر أسهل، ويتم تزويد العضلات بالدم بشكل أفضل"، موضحا أن هذا يسمح للجسم بالاستجابة قدر الإمكان لتهديد محتمل.

ويوضح الخبير أنه إذا أخذت النوبة مجراها، تتنوع الأعراض، وقال إن "ضيق التنفس أو فرط التنفس أو التنفس السريع هي أعراض تقليدية لنوبة الهلع، ولكن حدوثها ليس حتميا". ويعاني المصابون أحيانا أيضا التعرق أو الانفعال أو زيادة الرغبة في التبول، كما تحدث مصابون عن الخوف من فقدان السيطرة أو الإصابة بالجنون أو حتى الموت.

نوبة الهلع ليست مثل اضطراب الهلع

ولكن لماذا تحدث نوبات الهلع هذه؟ يشير شتروله -من بين أمور أخرى- إلى الأمراض النفسية والجسدية وأحداث الحياة والمخدرات مثل الكحول أو المهدئات من ضمن الأسباب. وتزيد بعض عوامل الخطر أيضا من احتمالية حدوث نوبات الهلع، مثل زيادة استهلاك القهوة، أو قلة النوم، أو الإجهاد، أو بعض الأدوية.

وأشار الخبير إلى أن هناك أيضا نوبات تحدث لأسباب ظرفية، مثل أن يعاني شخص ما من خوف مرضي من الثعابين ويجد نفسه في مواجهة مع هذا الحيوان، حينها من الممكن أن يصاب بنوبة هلع. يقول شتروله: "من حيث الأعراض، يمكن أن تكون مشابهة لاضطراب الهلع، لكنها تنجم عن مواقف معينة أو في بعض الأحيان عن فكرة عنها".

وأوضح الخبير أنه من المهم التمييز بين نوبة الهلع واضطراب الهلع، مشيرا إلى أن نوبة الهلع من الممكن أن تحدث أيضا لدى أشخاص أصحاء خلال المواقف التي تهدد الحياة أو في حالة التعرض لتهديد قوي على سبيل المثال، وقال: "عندما أواجه -بوصفي شخصا يتمتع بصحة جيدة- ثعبانا، أعلم أنه من الطبيعي تماما أن يكون رد فعلي بهذه الطريقة".

نظام إنذار شديد الحساسية

ويتمثل اضطراب الهلع في تكرار نوبات هلع بصورة غير متوقعة، بحسب شتروله. ويقول الخبير إن "هذا يدفع المتضررين إلى تجنب مواقف وأنشطة معينة، أو الانسحاب اجتماعيا أو تطوير مزيد من الخوف"، مضيفا أن ما يطرأ بعد ذلك يمكن وصفه بأنه "نظام إنذار شديد الحساسية".

ومع ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح مدى انتشار اضطراب الهلع في ألمانيا. وتوضح الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسي الجسدي وعلم الأعصاب أن أحدث البيانات التي تم جمعها حول تكرار هذا التشخيص في ألمانيا تعود إلى عدة سنوات. وأظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن نحو 2% من السكان يعانون هذا المرض في ذلك الوقت.

في السياق، يقول شتروله -بناء على تجربته في وحدة العلاج من القلق في شاريتيه- إن هذا المرض يمكن علاجه بسهولة، موضحا أنه يمكن اللجوء هنا إلى العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي، ويمكن الاستعانة خلال ذلك بمضادات الاكتئاب أو الاكتفاء بها وحدها، مؤكدا أن فرص نجاح مثل هذا العلاج عالية للغاية.

مقالات مشابهة

  • تقليل وقت الجلوس يعالج آلام الظهر
  • غير الأكل.. 8 أسباب غير متوقعة للإصابة بـ السمنة
  • ارتفاع الأسهم الصينية بعد عطلة الأسبوع الذهبي بفضل إجراءات التحفيز الاقتصادي
  • بكين والنمو الصعب.. هل تنجح خطة التحفيز المرتقبة في إنعاش اقتصاد الصين؟
  • الذكاء الاصطناعي يفاجئ أطباء العالم في اكتشاف آلاف الأنواع من الفيروسات
  • أجمل الأدعية: هدايا من القلب للأحباء الذين رحلوا
  • علماء يكتشفون هيكلًا أثريًا عمره 5 آلاف عام في الصين
  • ماذا يحدث في الجسم والدماغ خلال نوبة الهلع؟
  • باحثون يكتشفون كيفية تصدي بروتين في الجسم لفيروسات مميتة