“طقوس سورية”… أمسية موسيقية بنيت على نص أوغاريتي منذ عام 0071 قبل الميلاد
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
دمشق-سانا
“طقوس سورية” عمل موسيقي جديد حمل روح نص أوغاريتي كتب منذ 1700 عاماً قبل الميلاد قدمه كورال غاردينيا السوري برؤية جديدة وباللغتين العربية والسريانية خلال أمسية غنائية أقامتها هيئة دار الأسد للثقافة والفنون مساء اليوم واحتضنتها خشبة مسرح الدراما بدمشق.
النص الأوغاريتي الذي بني عليه العمل الموسيقي اليوم يعتقد أنه كتب من قبل طلاب يافعين ضمن واجب في التعبير الأدبي منذ 3724 عاماً ويتناول أسئلة متعلقة بمعضلة الإنسان الوجودية في عالم مليء بالمجهول يتألم فيه البشر دون حصولهم على إجابة.
ويقول النص الأوغاريتي المترجم إلى اللغة العربية: “لأن السماء بعيدة فإن اليد لا تطالها، ولأن الأرض عميقة فإن أحداً لا يعرفها. الحياة بلا نور حياة تساوي الموت. يجهل البشر ما يفعلون ، إن معنى أفعالهم موجودة عند الآلهة”.
الكلمات العميقة والروحانية لهذا النص السوري التاريخي كانت مصدر إلهام للقائمين على كورال غاردينيا لترجمة مشروعهم الموسيقي الجديد الذي كتب كلماته للغة العربية سفانة بقلة، أما كلماته للغة السريانية فكتبها أكاد سعدي.
وتضمن هذا المشروع عملاً كورالياً برامجياً مكوناً من 10 حركات متسلسلة مبنية على نص كتب خصيصا لهذا الغرض وترجم إلى السريانية الطورانية (سواريت) وهي لهجة من اللغة السر بطريقة مكثفة ووجدانية, تدمج بين العربية والسريانية المتجذرة في تاريخ المنطقة, في سعي للتواصل مع اللاوعي الجمعي السوري المتراكم منذ آلاف السنين.
وقدم الكورال مساء اليوم بقيادة ستفانة بقلة الحركات العشرة التي حملت عناوين روحية تطوف (روحي كطيفو) وأسفاه (عم كول حبول) وأهو الحب (هاثه يو إي حوبو ) ودرب الصعود طويل (ياري خويو أو دربو دو سلوقو) ويا صديقي (أوه حاوردي) وفي قاع البئر أنا (بي يارعو دو بيرو) وفي داخلي حيوان بري (كيتو بكاوي حيوو بارويو) وأفتح صدري (كفتحونو صدري) وأنت قدس الأقداس (هات قدوش قدشين) وسيأتي يوم (غدوثه يومو).
وفي تصريح لمراسل سانا قالت بقلة: البرنامج عبارة عن خواطر ويمكن لأي إنسان بالعالم وخاصة الإنسان السوري مع التجارب التي مر بها أن تعنيه، مضيفة أن الحالة التي كتب فيها العمل هي طقسية بطبيعتها كونهم استخدموا اللغة السريانية المحكية (سورايت) والتي هي جزء من الهوية السورية ومن هذا المنطلق حملت الأمسية عنوان “طقوس سورية”.
وعن سبب اختيار اللغتين العربية والسريانية أوضحت بقلة: يوجد الكثير من التقاطعات بين اللغتين الأمر الذي يترك تساؤلاً لدى الجمهور الذي يمكنه أن يقارن بعض الكلمات السريانية بما يقابلها باللغة العربية، اللغة السريانية المحكية التي اخترناها هي (السورايت).
يذكر أن كورال غاردينيا مجموعة من النساء السوريات الاحترافيات في مجال الموسيقا والغناء يقدمن أعمالاً موسيقية متنوعة ذات أهداف إنسانية، كما حاز على جائزتين أفضل كورال نسائي وأفضل كورال اقليمي في مهرجان كورالات الشرق الأوسط بدبي عام 2019.
رشا محفوض ويزن المصري
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الصين والدول العربية.. ازدهار التبادلات الثقافية وتعزيز العلاقات الاستراتيجية | تفاصيل
أكد مازن إسلام، مراسل "القاهرة الإخبارية"، أن العلاقات بين الصين والدول العربية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال التبادل الثقافي والشعبي.
وأوضح أن هذا التطور يرجع إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها إقبال الشباب العربي على تعلم اللغة والثقافة الصينية، حيث يوجد في مصر حوالي 30 قسمًا متخصصًا في تدريس اللغة الصينية، بالإضافة إلى أربعة معاهد كونفوشيوس التي أنشأتها الحكومة الصينية لتعريف الشباب بالثقافة الصينية.
وأشار إلى أن مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية قد أدرجت تعليم اللغة الصينية ضمن برامجها التعليمية الوطنية.
وذكر في تصريحات عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك إقبالًا متزايدًا في الصين على تعلم اللغة العربية، حيث تضم أكثر من 50 جامعة ومعهدًا مخصصًا لتدريسها.
ولفت، إلى أن التبادلات الثقافية بين الجانبين تزداد بشكل مستمر، مما يعزز فهم الطلاب من الجانبين لثقافة الآخر، موضحًا، أن الدراما الآسيوية، خاصة الصينية، لعبت دورًا كبيرًا في تعريف الشباب العربي بالتقاليد والثقافة الصينية، لا سيما أن هناك العديد من العادات المتشابهة بين الصين والمجتمعات العربية.
وأوضح أن الرحلات الجوية المباشرة بين الصين والدول العربية ساهمت في زيادة تدفق السياح الصينيين إلى المنطقة.
وذكر أن مصر والسعودية سجلتا أرقامًا قياسية في عدد السياح الصينيين، حيث أشار تقرير لوكالة "شينخوا" الصينية إلى أن مصر تعد من أبرز الوجهات السياحية المفضلة لدى السياح الصينيين، نظرًا لما تتمتع به من تاريخ عريق وثقافة غنية.
وشدد على أن العام المقبل سيشهد انعقاد القمة الصينية العربية، وهو الحدث الذي من المتوقع أن يعزز العلاقات الثقافية والتعليمية بين الجانبين بشكل أكبر.
وذكر، أن الدول العربية تُعتبر شريكًا استراتيجيًا مهمًا للصين، خصوصًا في إطار مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني، والتي تهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي والثقافي بين الصين والدول المشاركة.