سواليف:
2025-01-28@02:04:49 GMT

الجدة لطيفة

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

#الجدة_لطيفة

#المهندس #مدحت_الخطيب

كبرتُ ورأيتُ أنَّ فاقد الشيء قد يُعطيه، وأنَّ الكتاب قد يختلف من عنوانه، وأنَّ الإحسان إلى من أساء إليك لا يعتبر نوعًا من الضعف بل نوعًا من القوة والثقة بالنفس. وإن اللين في القوة أقوى من القوة نفسها، لا أتفق مع عبارة «فاقد الشيء لا يعطيه» بل «فاقده سيعطيه» للمحيطين به والمقربين بكل حب واخلاص، لا بل قد يصل العطاء في ذلك إلى حد المبالغة ، لأن فاقد الشيء محتاج أن يعوض نفسه بالفقد المعنوي أو المادي أو النفسي الذي عاشه، فهو وحده من يشعر بقيمة الفقد فيمنحه للآخرين بسخاء وكأنه يمنحه لنفسه…
بعد زيارة دولة رئيس الوزراء إلى مدرسة الفيصلية الأساسية في المفرق، اكتشفنا ما نردده جَهارًا نَهارًا بأنه ما زال على هذه الأرض ما يستحق الحب والعمل والبناء والإنجاز، وأن الإخلاص للوطن لا يدرس، وأن العمل الطيب كنفحة من عطر فواح تنتشر حيثما حل صاحبها، وأن الكلمة الطيبة كالماء الجاري تزهر أينما تتدفق…
قبل الزيارة لم نكن نعلم شيئًا عن صاحبة الأيادي البيضاء والقلب الحنون (الجدة لطيفة) صاحبة الفضل الأول والأخير بعد الله في بناء هذه المدرسة وتخفيف معاناة أبناء المنطقة، شاهدت لها لقاء على قناة المملكة وهي تتحدث بروح الصدق ولسان حالها يقول «فلا يُؤْتَيَنَّ مِن قِبَلِكَ»، أجتهد ما استطعت لخدمة وطنك واترك الجزاء على الله، علمتنا درسًا في الانتماء الصادق بعيدًا عن مزوقات الأمور، همست بأذن المثبطين لتقول «اترك مجالسهم حتى لا تصيبك عدوى فشلهم « واجعل عملك لوجه الله أولاً وسخّر إمكانياتك وطاقتك نحو هدفك، وأحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين المنتجين والذين يشجعونك ويدفعونك للأمام….


صدقوني لا يكلفك العمل الطيب جهدًا ولا مالًا كثيرا انثره على قدر استطاعتك ولا تبحث عن منغصات الأمور..
بعد اللقاء مع الجدة لطيفة على قناة المملكة أجزم أن رتابة كلماتها وصدق مشاعرها وابتسامتها الصادقة يجب أن تدرس في مناهجنا ليعلم من نهب الوطن وسرق خيراته وانقلب عليه عندما ترك الكرسي. إن الأوطان لا تبنى بالشعارات ولا بالهبات ولا المناكفات والأعطيات…
نعم تبنى الأوطان بمثل عمر الفاروق الذي كان يخاف من الله إذا تعثرت بغله في أرض العراق أن يحاسب عليها وهو في المدينة.
نعم الأوطان لا تبنى بمن يديرون العمل العام من مكاتبهم ولا يلتفت أحد منهم لنواح النساء والأطفال والشيوخ الجياع…
الجدة لطيفة لم تدرس في مدارسنا ولا جامعاتنا ولم تُبتعث إلى خارج الوطن على حساب الدولة وتكلف الميزانية عشرات الآلاف ، عملت طوال عمرها في الزراعة وتربية المواشي لتحقق هذا الحلم وتسجل اسمها بين كراسي البلد الحقيقيين…
في الختام أقول: هناك فرق بين من قدمت كل ما تملك لخدمة وطنها وأبناء منطقتها وبين من صرف عليه الوطن الكثير ولم يقدم له إلا النكران وجلد أهله والاتجار بهم هناك فرق كبير بين من قدم ابنائه وامواله فداءً للوطن وبين من قدم الوطن ومقدراته لابنائه.
المهندس مدحت الخطيب
الدستور

مقالات ذات صلة الموت في الرحيل 2024/10/11

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المهندس مدحت الخطيب

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف يهنئ الرئيس والداخلية والمصريين بعيد الشرطة

تقدم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بأسمى آيات التهاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وإلى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، وجميع قيادات الشرطة المصرية وضباطها وأفرادها، وإلى الشعب المصري العظيم، بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة الثالث والسبعين، الذي يوافق ٢٥ من يناير.

وأكد وزير الأوقاف إن هذا اليوم يمثل مناسبة وطنية عظيمة نستحضر فيها معاني البطولة والفداء كما جسّدها رجال الشرطة في سبيل حفظ الوطن وكرامته، مشيرًا إلى أن ما قدمه رجال الشرطة في معركة الإسماعيلية عام ١٩٥٢ يظل رمزًا للتضحية بالنفس والإخلاص للوطن والشهادة الحقيقية في سبيل الله؛ مشيدًا بهذا الدور العظيم الممتد من مواجهة المحتل يومئذٍ إلى مواجهة كل تهديد وخطر قد ينال من سلامة الأمة المصرية وأبنائها الكرام.

وأضاف الوزير إن وزارة الأوقاف تؤكد دعمها الكامل لجميع مؤسسات الدولة المصرية التي تبذل جهودًا مضنية لحماية الوطن ومواجهة التحديات المختلفة، داعيًا الله -عز وجل- أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان.

كما وجه وزير الأوقاف التحية إلى الشعب المصري بهذه المناسبة الوطنية التي تجسد وحدة الصف المصري ووقوف أبناء الوطن صفًا واحدًا في مواجهة التحديات، مشددًا على ضرورة استلهام روح التضحية والعطاء من بطولات رجال الشرطة الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإخلاص للوطن، واستشعار نعمة الله العظيمة على مصر وشعبها بأن تظل واحة الأمان والاستقرار في خضم اضطرابات يموج بها العالم أجمع.

واختتم الوزير تهنئته بالدعاء لمصر أن يديم الله عليها الأمان والاستقرار تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يوفق شرطتها الباسلة إلى الوفاء بأمانة المسئولية التي أقامها الله فيها – فلا استقرار ولا ازدهار بلا أمان.

مقالات مشابهة

  • رحيل الجدة شريفة عسيري بعد عقود من الحزن على ابنها الوحيد
  • محمد بن راشد: إعلان 2025 «عام المجتمع» رسالة بأولويات المرحلة المقبلة
  • كمال ميرزا يكتب .. الاسير الاردني عمار الحويطات.. “وطني أو لا”!
  • محافظ قنا: ليلة الإسراء والمعراج تحمل دروسًا ملهمة حول حب الوطن
  • لطيفة تشارك في فعاليات «أسبوع الخير»
  • لطيفة تشارك في قافلة مساعدات إنسانية لأهالي غزة
  • لطيفة بنت محمد: الإسراء والمعراج رحلة مباركة تعلّمنا منها الدروس والعبر
  • وزير الأوقاف يهنئ الرئيس والداخلية والمصريين بعيد الشرطة
  • ملحمة حب..شرطة الدقهلية توزع الورود والحلوى على المواطنين
  • أزمنة الكرب وبعثرة الأوطان!.