من سفاح الجيزة إلى سفاح التجمع.. لماذا تركز الدراما المصرية على القتلة المتسلسلين؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
تشهد الساحة الفنية العربية، وخاصة مصر، تصاعدًا ملحوظا لتقديم أعمال درامية مستوحاة من قصص الجريمة الحقيقية.
من بين أبرز هذه الأعمال المنتظرة مسلسل "القصة الكاملة"، الذي أعلن عنه المخرج والمنتج مجدي الهواري، وهو مستوحى من برنامج المخرج ومقدم محتوى سامح سند، الذي يتناول قصص القتلة المتسلسلين والجرائم الشهيرة التي هزت المجتمع خلال السنوات الأخيرة.
من جانبه، أعلن المنتج أيمن يوسف عن مشروعه الجديد بعنوان "سفاح التجمع" الذي سيقوم ببطولته الفنان أحمد الفيشاوي، وهو مستوحى من قصص جرائم القتل المتسلسلة التي وقعت في منطقة التجمع الخامس في العاصمة المصرية القاهرة.
يبدو أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "سفاح الجيزة" العام الماضي كان دافعًا رئيسيا للمزيد من الإنتاجات التي تدور في هذا السياق، حيث حاز المسلسل على إعجاب الجمهور، وحصل على إشادة واسعة بفضل قصته المثيرة وأداء الممثلين.
هل تجذب الجريمة المشاهدين؟يقول الناقد السينمائي طارق الشناوي للجزيرة نت إن الشخصيات غير السوية عادة ما تجذب الجمهور، إذ تمثل مصدرًا قويًا للإثارة والتشويق على مستوى الدراما. فـ"الجمهور يميل بطبيعته إلى هذه النوعية من الأعمال لكونها تعكس الصراعات النفسية المعقدة التي لا نراها في الحياة اليومية".
ويضيف أن نجاح "سفاح الجيزة" مثّل مؤشرًا لصناع الدراما على ضرورة متابعة العمل في هذا الاتجاه، تمامًا كما هو الحال في الأعمال الدرامية والسينمائية العالمية التي أعادت تقديم شخصيات مثل "الجوكر" لمرات متعددة نظرًا للشعبية الكبيرة التي حظي بها.
وتابع الشناوي مستشهدًا بأعمال سينمائية قديمة، مثل "ريا وسكينة" و"اللص والكلاب"، قدمت قصصًا واقعية عن الجريمة، وأصبحت أيقونات في السينما العربية. هذه الأعمال، وفقًا له، نجحت لأن الجمهور يميل بطبيعته إلى القصص التي تتناول الجانب المظلم من النفس البشرية.
التأثير الأجنبي على الدراما العربيةأما الناقدة أمنية عادل فأشارت بدورها إلى أن الاهتمام المتزايد في الآونة الأخيرة بتقديم أعمال درامية عن الجرائم والقتلة المتسلسلين يأتي نتيجة النجاح الذي حققته الأعمال الأجنبية التي تناولت هذه النوعية، فـ"الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي ركزت على القتلة المتسلسلين مثل مسلسل "مايند هنتر" (Mindhunter) ومسلسل "ديكستر" (Dexter) جذبت اهتمامًا عالميا، مما دفع صناع الدراما العربية إلى استنساخ الفكرة".
وتضيف أن منصات البث الحديثة ساهمت في ترويج هذا النوع من الأعمال الفنية، إذ يلتف الجمهور حول هذه القصص بسبب طابعها المثير والمشوق، حتى لو كان العمل الفني لا يتسم بجودة فنية عالية.
هل يُفقد التكرار الدراما تأثيرها؟من جهته، يرى الناقد إيهاب التركي أن تكرار تقديم أعمال درامية تدور حول عالم الجريمة قد يؤدي إلى فقدان التميز في هذا النوع من الإنتاجات، "فبعد النجاح الكبير الذي حققه "سفاح الجيزة"، من المحتمل أن يشهد السوق العديد من الأعمال المشابهة، مما قد يفقدها بريقها مع الوقت إذا لم تتمكن من تقديم الجديد".
وأضاف التركي أن بعض الأعمال الفنية السابقة التي تناولت شخصيات مثل البلطجية، فقدت جاذبيتها بعد تكرار الفكرة وتقديمها بأسلوب مبالغ فيه، مما يجعلها غير مؤثرة كما كانت في السابق.
البعد النفسي لشخصية القاتلورغم الجاذبية الكبيرة التي تحملها قصص الجرائم الحقيقية، فإن النقاد يشيرون إلى أهمية التركيز على الجانب النفسي للشخصيات، وهو ما تعدّ الناقدة أمنية مفتاح نجاح في الأعمال الأجنبية.
إن "الأعمال العربية قد تفتقر أحيانًا إلى التركيز على البعد النفسي للسفاح على عكس الأعمال الأجنبية التي تسلط الضوء على الجوانب النفسية التي تدفع الشخص إلى ارتكاب جرائم مروعة"، وفقًا لأمينة عادل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سفاح الجیزة
إقرأ أيضاً:
"أبوظبي للغة العربية" يفتح باب المشاركة في "كنز الجيل"
فتح مركز أبوظبي للغة العربية، باب التقديم للمشاركة في الدورة الرابعة من جائزة "كنز الجيل"، مع استمرار فترة الترشيح لغاية 31 مايو (أيار) المقبل، وأصبحت جائزة "كنز الجيل"، منذ إطلاقها في العام 2021، إحدى أهم المحطات الثقافية التي تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي العربي وإحيائه، وتحتفي بتنوعه الغني.
تتضمن 6 فئات وبقيمة إجمالية تصل إلى 1.5 مليون درهم إماراتي
وأكد رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم: "تستلهم الجائزة مكانتها من الإرث الثقافي والأدبي الفريد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" حيث تسهم بما تمتلكه من أصالة وابتكار في إثراء ثقافة الانتماء لدى الأجيال اليافعة".وأضاف: "جائزة "كنز الجيل" شكّلت علامة فارقة في الحراك الثقافي على مستوى المنطقة، تستقطب إنتاجات كبار الأدباء والمبدعين، لتسهم بفاعلية في تحقيق أهداف المركز في تعزيز حضور اللغة العربية، ودعم روافدها من إبداع وتأليف وترجمة في مختلف أنحاء العالم".
وأوضح أن الدورة الرابعة من جائزة "كنز الجيل" استكملت النجاح الكبير الذي حققته الدورات السابقة؛ فأصبحت منصة ملهمة لتكريم الأعمال المبدعة، واستعادة مكانة الشعر الشعبي والفنون والدراسات المتعلقة به في مسيرة استئناف الحضارة العربية.
وذكر: "مع انطلاقة مرحلة جديدة من مسيرتها ترسخ الجائزة مكانتها منصة ثقافية غنية تجمع بين الشعر والتراث، وتعكس تراثنا الثقافي وتُعيد إلى الأذهان المكانة المتميزة للشعر في صناعة الثقافة والمعرفة في المجتمع".
وتستمد جائزة "كنز الجيل" مهامها من أشعار الأب المؤسس الشيخ زايد، التي تجسد مكانة الشعر مرآة للمجتمع العربي والإماراتي، كما يتم من خلالها تكريم التجارب الشعرية المتميزة في الشعر النبطي، الذي يعد جزءاً أساسياً من الوجدان العربي، بالإضافة إلى نشر هذه الأعمال والتعريف بها.
وتعمل الجائزة أيضاً على ترسيخ قيم الشعر التي حملها الشيخ زايد، بما يتضمنه من جماليات وقيم إنسانية نبيلة، وتسلط الضوء على تأثيره في الثقافة الإماراتية والعربية. كما تسهم في حماية التراث الشعبي والفنون التقليدية من خلال ربط الأجيال الجديدة بثقافتها وتراثها، فضلاً عن الاهتمام بالفنون المتصلة بالشعر النبطي مثل الموسيقى والغناء الشعبي والفنون التشكيلية والخط العربي.
ولجائزة "كنز الجيل" شروط عامة يجب أن يستوفيها المرشحون والأعمال المشاركة؛ إذ يجب أن يكون المرشح أسهم بشكل فعال في إثراء الحركة الشعرية أو النقدية أو الفنية على المستويين المحلي والعربي، وأن تتسم الأعمال المرشحة بالأصالة والابتكار، بحيث تمثل إضافة حقيقية للثقافة والمعرفة الإنسانية. ويُسمح للمرشح بتقديم عمل واحد فقط في أحد فروع الجائزة خلال الدورة الواحدة، ولا يمكن تقديم العمل ذاته لجائزة أخرى في العام نفسه.
وتشتمل الشروط على أن تكون الأعمال المرشحة مكتوبة باللغة العربية، باستثناء فرعي "الترجمة" و"الدراسات والبحوث"، حيث تُقبل الأعمال المترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى أو الدراسات المكتوبة بلغات حية أخرى. ويجب أن تكون الأعمال قد تم نشرها في السنوات الخمس الماضية، وأن تحمل رقماً دولياً لضمان حقوق الملكية.
و أيضا عدم قبول الأعمال التي سبق لها الفوز بجوائز عربية أو أجنبية كبرى، علما بأنه لا يتم إعادة النسخ المقدمة من الكتب أو الأعمال الفنية إلى أصحابها. وتحتفظ الجائزة بحق نشر الأعمال المقدمة بعد دراستها وتقييم إمكانات تطبيق ذلك. كما يمكن للأفراد والمؤسسات الترشح في فرع الفنون وفقًا لنوع الفن الذي تحدده اللجنة في كل دورة. وفي حال عدم فوز العمل، يمكن إعادة الترشح به بعد مرور خمس سنوات من الدورة السابقة.
وبالنسبة لفرع "المجاراة الشعرية" هذه الدورة، تمنح الجائزة للقصيدة التي تتميز بقدرتها على مجاراة قصيدة (لي سَرَتْ مِ العِين سَرّايَه) للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالوزن والقافية والموضوع، على أن تُساوي في أبياتها عدد القصيدة الأصلية، بمستوىً يوازي النموذج الذي تجاريه لغة وصوراً وإيقاعاً. فيما تُمنح جائزة فرع "الإصدارات الشعرية" لديوان شعري نبطي يتمتع بالأصالة شكلاً ومضموناً، ويُشكّل إضافة نوعية لهذا المجال الشعري، في حين تُمنح جائزة فرع "الترجمة" للأعمال المترجمة لشعر الشيخ زايد إلى إحدى اللغات الحية، أو الأعمال التي قدمت خدمة كبرى في ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى.
أما فرع "الفنون" فتمنح الجائزة لعمل فني يستخدم الأدوات البصرية والتقنية في قراءة وأداء وتجسيد شعر الشيخ زايد والشعر النبطي، وتشمل الخط العربي، والفن التشكيلي، والأفلام القصيرة، والأعمال الغنائية، ويمكن للمبدعين التقدّم لهذا الفرع بحسب نوع الفنّ الذي تقرّه اللجنة في كل دورة.
أما جائزة فرع "الشخصية الإبداعية" فتمنح للشخصية التي قدمت إسهامات إبداعية بارزة وفاعلة في الشعر النبطي ودراسته، وفي حقول الموسيقى والغناء والرسم والخط العربي، كما يُمكن أن تُمنح لشخصية اعتبارية لها إسهامات فاعلة في تلك المجالات، وقدمت خدمات للشعر.
وأخيراً، تُمنح جائزة فرع "الدراسات والبحوث"، للدراسات البحثية الخاصة بالشعر النبطي التي تتناول أساليب هذا الشعر ومضمونه ومعجمه بأسلوب علمي.