خبير عسكري: هجوم حيفا يظهر أن حزب الله طوّر مسيّراته للتغلب على ثغرات القبة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن مسيّرات حزب الله تتفوق على أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وإن الحزب نجح في تطوير مهاراته ووسائله القتالية بشكل ملحوظ.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري- أن هناك دراسات تؤكد قدرة الحزب على تطوير طائرات مسيّرة قادرة على اختراق ثغرات القبة الحديدية وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وأنها تشكل تحديا جديدا وخطيرا لإسرائيل في مواجهة هذه التقنيات المتقدمة.
وكان الإسعاف الإسرائيلي قد أكد أن هجوما صاروخيا على مدينة بنيامينا جنوبي حيفا أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 67 آخرين، بينهم 5 في حالة حرجة، فيما أكد مصدر قيادي في حزب الله للجزيرة أن العملية نُفذت بسرب من المسيّرات الانقضاضية، مستهدفة معسكرا تابعا للواء غولاني.
ورجح الفلاحي أن تكون الطائرة التي نفذت الهجوم روسية الصنع وطوّرها حزب الله وأصبحت قادرة على حمل 4 صواريخ جو-أرض "إس-5″، والتي يبلغ طولها حوالي 140 سنتيمترا، ولها مدى يتراوح بين 3 إلى 4 كيلومترات.
وأضاف الخبير العسكري أن هذه المسيّرات يمكنها إطلاق صواريخها ثم القيام بعملية تفجير ذاتي عند الاصطدام بالهدف، مما يزيد من فعاليتها وخطورتها.
ترسانة متطورة
وأكد أن الرشقات الصاروخية المتواصلة لحزب الله التي تستهدف مناطق الجليل الأعلى هي دليل على هذه القدرات المتزايدة، مشيرا إلى أنها جزء من ترسانة متطورة تشمل أيضا صواريخ متنوعة.
وفي تحليله لقدرات الدفاع الإسرائيلية، أوضح الفلاحي أن منظومة القبة الحديدية، لا تستطيع تغطية كامل مساحة الأراضي المحتلة، منوها إلى أن البطارية الواحدة تغطي مساحة تقارب 155 كيلومترا مربعا، وحتى مع وجود 10 إلى 12 بطارية، تبقى هناك ثغرات كبيرة يمكن للمسيّرات استغلالها للوصول إلى أهدافها.
وفي تحليله لهجوم حيفا الأخير، قدّر الفلاحي أن الطائرة المستخدمة تزن ما بين 25 إلى 30 كيلوغراما، إضافة إلى حمولة الصواريخ البالغة 5 كيلوغرامات لكل صاروخ، وهذا يعني أن الهجوم قد يكون نفذ بحوالي 40 كيلوغراما من المتفجرات شديدة الانفجار.
وأشار الخبير العسكري إلى أن الصور من موقع الهجوم تظهر وجودا كثيفا للعسكريين، مما يرجح أن الهدف كان منطقة عسكرية، كما لفت إلى قلة وجود المدنيين في الصور، وأن عمليات نقل الضحايا كانت تتم من قبل الجنود أنفسهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
من حيفا 1948م إلى غزة 2025م: التهجير القسري مستمر.. والمقاومة لا تنكسر
في 22 أبريل 1948، اجتاحت العصابات الصهيونية مدينة حيفا لتنفيذ واحدة من أبشع المجازر، حيث راح ضحيتها أكثر من 150 شهيدًا من المدنيين الفلسطينيين، إضافة إلى عشرات الجرحى. بدأ العدوان بقصف مدفعي عنيف، تلاه اقتحام المنازل وإطلاق النار العشوائي على السكان العزل. الآلاف من العائلات الفلسطينية فروا نحو ميناء المدينة في محاولة للنجاة، لكن رصاصات الاحتلال طاردتهم هناك، ليُجبروا على التهجير القسري.
ما حدث في حيفا كان جزءًا من خطة صهيونية شاملة لطرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، وتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين. خطة “دالت”، التي كانت تهدف إلى طرد الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم، شملت العديد من المدن الفلسطينية الكبرى مثل يافا، واللد، والرملة، وصفد. في ذلك الوقت، كانت الأنظمة العربية متخاذلة، ولم تُظهر القدر الكافي من الإصرار على دعم فلسطين، مما سمح للاحتلال بتنفيذ المجازر دون مقاومة حقيقية. بل وصل الأمر في بعض الحالات إلى التواطؤ ضد القضية الفلسطينية، حيث تواطأ بعض القادة العرب مع الاحتلال الصهيوني أو اختاروا الحياد، مما سمح له بمواصلة انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
على مدار سنوات، كانت القضية الفلسطينية محط نقاش في القمم العربية، لكنها بقيت حبرًا على ورق دون تأثير حقيقي. أما في عام 2025، تغير المشهد بشكل جذري. لم تعد فلسطين مجرد قضية تُطرح في الخطابات الرسمية، بل أصبحت جوهرًا لحراك المقاومة في المنطقة. اليوم، يتألف محور المقاومة من اليمن، لبنان، العراق، إيران، بالإضافة إلى كل الأحرار حول العالم الذين يرفضون الصمت ويؤمنون بحق الفلسطينيين في التحرر والعودة. هذه القوى لم تكتفِ بالشعارات، بل اتخذت خطوات عملية لدعم غزة في صراعها ضد الاحتلال، مؤكدة أن تحرير الأرض الفلسطينية ليس مجرد حلم، بل هدف واقعي يُسعى لتحقيقه.
اليمن، بقيادة السيد القائد عبد الملك الحوثي، يقدم مثالًا حيًا يثبت أن المقاومة الحقيقية لا ترتكز على دعم الأنظمة العربية التي تقاعست عن مساندة القضية الفلسطينية، بل تعتمد على القوى التي تؤمن بحق الشعوب في التحرر والكرامة. وفي ظل تهاون الأنظمة العربية في تقديم الدعم الجاد لفلسطين، كان هناك رجال من محور المقاومة في اليمن ولبنان والعراق وإيران، إلى جانب أحرار العالم الذين يقفون بكل إخلاص مع القضية الفلسطينية ويكرسون جهودهم لدعمها بكل ما يملكون.
لكن في المقابل، وإلى اليوم، لا يزال التآمر من بعض الأنظمة العربية مستمرًا، حيث يتواصل التخاذل تجاه القضية الفلسطينية، بل وأحيانًا يتخذ شكل التواطؤ المباشر مع الاحتلال. وفي هذا السياق، برزت خطوات التطبيع من قبل بعض القادة العرب مع الكيان الصهيوني، مما يعمق الجراح الفلسطينية ويمنح شرعية للاحتلال. في وقتٍ يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لعدوان متواصل وتهجير قسري جديد، نجد أن بعض الأنظمة العربية تفضل المساومات السياسية مع الاحتلال الصهيوني أو تبدي انحيازًا لأجندات خارجية على حساب الدعم الفعلي لفلسطين. هذا التواطؤ المستمر، بما في ذلك التطبيع، يعمق الجراح الفلسطينية ويعطي شرعية للاحتلال، في وقت كان يجب فيه أن تكون الأمة العربية جبهة موحدة خلف فلسطين.
الوضع في غزة اليوم ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل هو صراع وجودي ضد الاحتلال الذي يستهدف شعبًا صامدًا على أرضه. وكما لم يتمكن الاحتلال من كسر إرادة الفلسطينيين في 1948، فإنه اليوم يواجه مقاومة متجذرة وشعبًا يرفض الخضوع. في الماضي، كانت الحسابات السياسية تمنع الدعم الفعلي، أما اليوم، فإن غزة تقف على خط المواجهة، مستندة إلى محور مقاومة يزداد قوة وثباتًا. رغم سعي الاحتلال لتكرار المآسي السابقة من تهجير وقمع، إلا أن غزة اليوم تقف بثبات، عصية على الانكسار.
ختامًا.. ورغم التخاذل الذي خذلت فيه الأنظمة العربية القضية الفلسطينية لعقود، يبقى محور المقاومة صامدًا في تأكيده أن فلسطين ليست قضية دول ومصالح بل قضية حق وعدالة لا يمكن التنازل عنها. محور المقاومة لن يتخلى عن القضية الفلسطينية مهما كانت التحديات، وسيظل يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر. وكما قال السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “لستم وحدكم، فالله معكم، ونحن معكم. نتألم لآلامكم، نحزن لحزنكم، ونتحرك بكل ما نستطيع لنصرتكم.” هذا الالتزام الثابت يعكس عزيمة المقاومة التي لن تتوقف حتى تتحقق العدالة والحرية لفلسطين.