أهمية المكملات الغذائية| متى تكون ضرورية وكيف تحدد الجرعة المناسبة؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
تشكل المكملات الغذائية جزءًا مهمًا من نمط الحياة الصحي، إلا أن استخدامها العشوائي قد يؤدي إلى نتائج عكسية. يجب أن يعتمد تناول المكملات على احتياجات الجسم الفردية وتوجيهات الأطباء المختصين، وخلال السطور التالية نقدم لك الحالات التي تستدعي اللجوء إلى المكملات الغذائية وكيفية تحديد الجرعة المناسبة للحفاظ على توازن صحي.
متى تكون المكملات الغذائية ضرورية؟
تعد المكملات الغذائية ضرورية في حالات معينة عندما يكون الجسم غير قادر على تلبية احتياجاته من العناصر الغذائية الضرورية عبر الغذاء فقط، ومن أبرز هذه الحالات:
1.نقص الفيتامينات والمعادن: يمكن أن يكون نقص فيتامين D، الحديد، أو فيتامين B12 شائعاً لدى بعض الفئات مثل كبار السن، الحوامل، أو النباتيين.
2.اضطرابات الهضم والامتصاص: بعض الأمراض مثل داء كرون أو اضطرابات الأمعاء تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص المغذيات من الطعام.
3.الحمل والرضاعة: النساء الحوامل أو المرضعات قد يحتجن إلى مكملات مثل حمض الفوليك أو الكالسيوم لضمان صحة جيدة للأم والطفل.
4.النظام الغذائي المقيد: الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا مقيدًا مثل النباتيين الصرف قد يحتاجون إلى مكملات لسد النقص في العناصر الغذائية مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3.
5.التقدم في العمر: مع تقدم العمر، تزداد الحاجة لبعض العناصر الغذائية بسبب تغيرات في امتصاص الجسم لها.
الجرعة المناسبة من المكملات تعتمد على عدة عوامل منها العمر، الجنس، الحالة الصحية، والنظام الغذائي. لتجنب تناول جرعات زائدة تؤدي إلى سمية أو آثار جانبية غير مرغوبة، يجب استشارة أخصائيي التغذية أو الأطباء. على سبيل المثال:
فيتامين D: الجرعة اليومية الموصى بها للبالغين تتراوح بين 600-800 وحدة دولية، مع إمكانية الزيادة في حالات النقص الشديد.
الحديد: للنساء الحوامل، الجرعة المناسبة قد تصل إلى 27 مجم يوميًا، في حين أن الرجال يحتاجون فقط إلى 8 مجم يوميًا.
فيتامين B12: تختلف الجرعات بناءً على الحالة الصحية، وغالبًا ما تكون 2.4 ميكروجرام يوميًا للبالغين، ويمكن أن تكون أعلى لمن يعانون من نقص شديد.
من المهم دائمًا قراءة تعليمات المكملات الغذائية الموجودة على العبوة واستشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي نوع من المكملات لضمان الجرعة المناسبة وتفادي أي مخاطر صحية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المكملات الغذائية فوائد المكملات الغذائية أفضل المكملات الغذائية المکملات الغذائیة
إقرأ أيضاً:
أن تكون نازحا!
مما يزيد في صدق كتابة الإنسان وجعل ما يكتبه يلامس قلوب القراء، معايشته تفاصيل القضية التي يكتب عنها، سواء فرحا أو حزنا، وإلا سيقل تأثير الكاتب بالقرّاء، وسيفتقدون دسم الدهشة في كلماته.
حاولتُ مرارا الكتابة عن تجربة النزوح والنازحين، لم يكن الأمر سهلا، ولم تسعفني الكلمات؛ لأني لم أكن أحد أعضائها بالمعنى الدقيق للكلمة بعد، صحيح أنني كنتُ مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لكن لم أعش بخيمة، على اعتبار أن محافظتي لم يصلها إشعار بالإخلاء بعد، وهنا يمكن الاستعانة بالمثل الشعبي القائل "الشوف مش زي الخراف" يعني "من يرى ليس كمن يسمع".
أما منذ شهر أيار/ مايو 2024 إلى الآن -وإلى أجلٍ غير مسمى- فقد دخلتُ نادي النازحين بما فيه من ألمٍ ومعاناة، فالآن أكتبُ ودمعُ العينِ ينسكبُ عن تجربةِ النزوح.
فالنزوحُ أيها السادة ليست كلمة تُقال، أو فعلا يمارسه الإنسان وهو في كامل الفرح والسرور، بل يمارسه وهو في كامل القهر والحرمان، وهو أن يخرج من بيته بعد وصول إخطار له من طائرات الاحتلال، أو وصول صواريخ الاحتلال لتجبره دونما تفكير على إخلاء بيته أو منطقة سكناه ليصبح هائما على وجهه يبحث عن مأوى له ولعائلته، وهنا يُصاب الإنسان بالخوفِ والقهر حين يشعر بأن عليه إخلاء بيته الذي بناه على مدار سنوات، وله في كل ركنٍ درايةٌ ورواية.
لقد كنت مسئولا عن مخيم أمير للنازحين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، والذي يحتوي على 100 خيمة بعدد أفراد يصل إلى 800 شخص، ولكل فرد احتياجات حسب سنه وجنسه.
كنت أتابع أمورهم باهتمام وتلبية ما يمكن من احتياجاتهم من خلال التواصل مع المؤسسات المانحة والداعمة، كما كنا ننفذ أنشطة ترفيهية خاصة بالأطفال وندوات توعوية للنساء، وفتحنا مركزا لتحفيظ القرآن كان مقره في الطابق الثاني من بيتي حتى نشعرهم بالأمان.
كنت أرى في أعينهم الأسى وأستمع لقصصهم فلكل إنسان قصة، منهم من كان يتجهز للسكن في شقته الجديدة الجاهزة لكن الحرب لم تمهله، ومنهم من لم يمر على سكنه في شقته سوى أيام أو أشهر قليلة، ومنهم من لم ينته من تجهيز بيته، ومنهم من لم يسدد أقساط بيته الجديد بعد، ولكل نازح رواية لا تكفي لسردها ألف ليلة وليلة.
وبالعودة لعنوان المقال، فـ"أن تكون نازحا!"، يعني:
- أن تبدأ رحلة البحث عن مقومات الحياة من مأكل ومشرب وملبس منذ طلوع الشمس حتى بعد غروبها، وأبسط مثال قد تمشي مسافة نصف كيلومتر حتى توفر عبوة ماء.
- أن تقضي وقتا طويلا في البحث عن الحطب والكرتون لمعاونة زوجتك في صناعة الخبز لأطفالك في ظل انعدام الغاز.
- أن تبقى لمدة أسبوعين وأكثر دون استحمام، وملابسك دون تبديل؛ لأنك لم تتمكن من إحضار ملابسك كاملة حين غادرت منزلك..
- أن قضاء حاجتك يسبب لك حرجا، فكل مخيم فيه حمام عام، ودخولك أنت أو أحد أفراد أسرتك للحمام يشعركم بالحرج خاصة النساء، وحتى الحمامات التي تكون داخل الخيمة تخضع لقانون الدور والترتيب.
- إن معاناتك تتفاقم بوجود أطفال ومرضى وكبار السن، فجميعهم يحتاجون لطعام خاص ورعاية خاصة وهدوء وراحة، وهذه الأمور يتعذر توفرها دوما.
- ألا تشعر بالأيام وهي تمر سريعا، فما أن يبدأ الأسبوع حتى ينتهي، وربما هي نعمة.
- أن تهتم بمتابعة الأخبار لتعرف أين وصلت الأمور، ثم تصاب بخيبة أمل حين لا تأتي الأخبار بما يسر القلب.
- أن تصبح خبيرا بكل أنواع الطقوس المجتمعية التي كانت في بلدك وأنت لا تعرفها.
- أن تفرق بين المهم والأهم، والضروري العاجل والضروري غير العاجل.
- أن تدرك أن قيمة المرء فيما يحسنه.
- أن تتأكد بأنك قد تصبح الشهيد التالي.
لكن رغم المصائب في غزة، وخاصة في مخيمات النزوح، رأينا الأمل والعزة والفخر في نفوس الناس فمنهم من تزوج في الخيمة، ومن ناقش رسالة الماجستير في الخيمة، ومن وضعت مولودها في الخيمة، وحفظ القرآن في الخيمة، ومنهن من تَكوّن في رحمها جنينٌ وهي في الخيمة، ومنهم من أكمل فصله الأخير في الجامعة للحصول على بكالوريوس تربية إسلامية وهو في خيمة مثل كاتب هذا المقال.
إجمالا، ما سبق هو غيض من فيض مما نعانيه في مخيمات النزوح، لكن يبقى أملنا بالله قويا ليرزقنا نصرا مؤزرا قريبا عاجلا إن شاء الله، رغم عواصف الشتاء.
وللحديث بقية مع الجرح الثالث من جروح النزوح.