بعد زيارة الاتحاد الأفريقي : «المصالحة الليبية»… مسار يعترضه الانقسام و«الحسابات الجهوية»
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
القاهرة - جمال جوهر - يأمل الاتحاد الأفريقي، الذي وصل وفد منه إلى العاصمة طرابلس، وفي جعبته «أمنيات وطموحات» أن يُحدث اختراقاً في مسار «المصالحة الوطنية» المتعثر، يقرّب بين الأطراف المتصارعة، ويوفر على ليبيا إهدار مزيد من الوقت في فترات انتقالية.
وسبق أن لعب الاتحاد دوراً ملحوظاً مع «المجلس الرئاسي» الليبي لجهة تحريك هذا المسار من خلال المساعي التي بُذلت، بداية من اجتماعات شهدتها المدن الليبية، وصولاً إلى عقد لقاءات بالكونغو برازافيل، قبل أن تتجمد هذه الجهود لأسباب كثيرة.
وترأس وفد الاتحاد، الذي زار طرابلس الجمعة الماضي، الرئيس الحالي للاتحاد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وضم رئيس مفوضية الاتحاد موسى فكي، وممثل رئيس الكونغو برازافيل، رئيس لجنة الاتحاد رفيعة المستوى المعنية بليبيا، وزير الخارجية جان كلود جاكوسو.
ومنذ رحيل الرئيس معمر القذافي عام 2011 شهدت ليبيا اشتباكات وخلافات مناطقية، بعضها يرتبط بتصفية حسابات مع النظام السابق، والبعض الآخر كرّسه الانقسام السياسي الذي عرفته ليبيا بداية من عام 2014، وهي الرؤية التي بات يميل إليها كثير من المتابعين لملف «المصالحة».
ويرى رئيس حزب «صوت الشعب» الليبي، فتحي عمر الشبلي، أن ملف «المصالحة الوطنية» بات يستخدم لـ«المزايدة السياسية، وتحقيق نقاط» من قبل «المجلس الرئاسي» ومجلس النواب؛ وفق قوله.
وقال الشبلي في حديث إلى «الشرق الأوسط» إن «أزمة ليبيا تتمثل في ساستها؛ نحن في حاجة إلى مصالحة بين السياسيين وليس المواطنين»، لافتاً إلى «أن طبيعة الليبيين لا تسمح بتدخل الغريب فيما بينهم».
وخلال العامين الماضيين، احتضنت أكثر من مدينة ليبية اجتماعات اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة، التي رعاها «المجلس الرئاسي»، وظلت المساعي تُبذل على أمل عقد «مؤتمر وطني جامع للمصالحة»، بمدينة سرت في 28 أبريل (نيسان) الماضي، لكنها تعثرت بعد تصاعد الأزمات.
وسبق أن انسحب ممثلو القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» الليبي من المشاركة في ملف المصالحة؛ رداً على سحب رئيس «المجلس الرئاسي» قرار ضم «قتلى وجرحى» قوات الجيش إلى «هيئة الشهداء».
وكان وفد الاتحاد الأفريقي، أكد خلال اجتماعه مع «المجلس الرئاسي»: «استمرار التزامه بمسار المصالحة الوطنية، وبوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها في مواجهة التدخلات الخارجية». وقال إن زيارته إلى طرابلس العاصمة «تأتي تجسيداً لقرار الاتحاد في دورته المنعقدة في فبراير (شباط) 2024، ولنداء برازافيل الصادر عن قمة لجنة الاتحاد رفيعة المستوى المعنية بليبيا».
ويعتقد أحد المعنيين بملف «المصالحة الوطنية»، بأن «الحسابات الشخصية، لغالبية ساسة البلاد، تحول دون نجاح عمليات المصالحة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوطن يحتاج إلى رجال يُؤثرونه على أنفسهم؛ وليس لشخصيات تتصارع على المكاسب الخاصة والجهوية».
وكانت أطياف ليبية كثيرة شاركت في الاجتماعات التحضيرية لـ«المصالحة الوطنية»، من بينها الفريق الممثل لسيف الإسلام معمر القذافي، قبل أن تنسحب تباعاً لأسباب، من بينها عدم الإفراج عن بعض رموز النظام السابق من السجن، والدفاع عن «نسبة مشاركتهم» في اجتماعات اللجنة التحضيرية لـ«المؤتمر العام».
ويضرب رئيس حزب «صوت الشعب» مثلاً على اتفاق الليبيين بمواقفهم خلال الإعصار الذي ضرب مدينة درنة قبل عام من الآن، وقال: «عندما وقعت كارثة درنة تداعى جميع الليبيين من الأنحاء كافة، وهذا يوضح أنه ليست هناك أي مشاكل اجتماعية بين المواطنين، ولكنها بين قادتهم».
وسبق للمبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي، القول خلال اجتماع اللجنة الأفريقية في برازافيل، إن المصالحة الوطنية «مهمة طويلة الأمد، تتطلب الصبر والتصميم، والاستناد إلى منهجية عمل أثبتت نجاحها».
وأبرز باتيلي أن «إطلاق سراح المعتقلين من شأنه أن يشجع المشاركة الفعالة للعائلات السياسية، التي كانت حتى الآن مترددة في المشاركة في العملية»، وهو الرهان الذي يستند إليه أنصار النظام السابق للمشاركة مرة ثانية في عملية المصالحة.
وكانت بعثة الاتحاد الأفريقي أعلنت بعد مباحثاتها مع السلطة التنفيذية في طرابلس، أنها بصدد إجراء مشاورات مماثلة مع السلطة بمدينة بنغازي في أقرب وقت، دون تحديد موعد.
وتعلل فريق سيف القذافي، بالإبقاء على رموز من النظام السابق معتقلين، وقال: «لا يُعقل أن يستمر إنسان في السجن دون محاكمة، وتؤجل الجلسات 15 مرة دون سبب قانوني وجيه»، في إشارة إلى عبد الله السنوسي (73 عاماً)، صهر القذافي، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق.
وأمام تعثر ملف المصالحة في البلد المنقسم بين حكومتين، بدأ مجلس النواب في دراسة قانون للمصالحة. ودعا رئيسه عقيلة صالح، في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية، ودعمها بكل الإمكانيات لتشمل «جميع المؤسسات والجماعات»، بما يضمن «إنهاء الخلافات والاستفادة من حركة التاريخ»؛ وفق قوله.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الاتحاد الأفریقی المصالحة الوطنیة المجلس الرئاسی النظام السابق
إقرأ أيضاً:
بالأسماء.. من تضم إدارة «ترامب» الجديدة؟
بدأ دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق الذي من المقرر أن يعود إلى البيت الأبيض في يناير لولاية ثانية، بانتقاء الأشخاص المقربين منه لاستلام المناصب المختلفة والحساسة بالبلاد، فمن هم أبرز اختيارات “ترامب” لإدارته المقبلة؟
وأعلن ترامب، “أن الملياردير “إيلون ماسك” سيتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية، مع المرشح الرئاسي الجمهوري السابق فيفيك راماسوامي”.
وقال ترامب في بيان عبر منصته “تروث سوشال”: “إن ماسك وراماسوامي، سيمهدان الطريق لإدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية، وتقليص اللوائح الزائدة، وقطع النفقات المهدورة، وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية”.
كما أعلن ترامب عن مايك هاكابي، حاكم أركنساس السابق، كسفير له في إسرائيل، وقال ترامب: إن “هكابي، يحب إسرائيل وشعب إسرائيل” وسيعمل على إحلال السلام في المنطقة”، وهاكابي، البالغ من العمر، 69 عاما، أحد المحافظين المؤيدين لإسرائيل، وفي عام 2018، قال هاكابي، “إنه يحلم ببناء “منزل للعطلات” في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل”.
وقال دونالد ترامب، “إنه يرشح مضيف قناة فوكس نيوز، الطبيب البيطري في الجيش “بيت هيغسيث” ليكون وزيرًا للدفاع”، وقال ترامب: “مع قيادة بيت، سيأخذ أعداء أميركا حذرهم… جيشنا سيكون عظيما مرة أخرى، وأمريكا لن تتراجع أبدا”.
واختار ترامب، حاكمة ولاية ساوث داكوتا، كريستي نويم، لتشغل منصب وزير الأمن الداخلي القادم، وتعد وزارة الأمن الداخلي واحدة من أكبر الوكالات الحكومية التي ستكون جزءا لا يتجزأ من تعهده بتأمين الحدود وتنفيذ عملية ترحيل واسعة النطاق.
كما قال ترامب، “إنه اختار “جون راتكليف”، مدير المخابرات الوطنية السابق، ليصبح مديرا لوكالة المخابرات المركزية، كما اختار عضو مجلس النواب مايك “والتز” ليكون مستشاره للأمن القومي.
وقال الرئيس ترامب، “إنه اختار المستثمر العقاري والمتبرع لحملته الانتخابية “ستيفن ويتكوف” ليكون مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط”، مضيفا: “إن “ويتكوف” سيكون “صوتًا للسلام”.
ووفق المعلومات، اختار “ترامب”، “ويليام ماكغينلي”، كمستشار البيت الأبيض، و”ستيفن ميلر”، نائب رئيس الأركان للسياسة، كما اختار عضو الكونغرس من نيويورك “إليز ستيفانيك” لتكون سفيرة لدى الأمم المتحدة، وعين “سوزي وايلز” كرئيسة لموظفي البيت الأبيض، وهي أول امرأة تتولى هذا الدور المؤثر.
كما أعلن “ترامب”، “أن عضو الكونغرس السابق عن نيويورك لي زيلدين، سيتم اختياره لقيادة وكالة حماية البيئة، وقال إن “توم هومان” سيكون “قيصر الحدود” في إدارته، ويتولى مسؤولية “الحدود الجنوبية والحدود الشمالية وجميع الأمن البحري والجوي للبلاد”.
وبحسب المعلومات، “من المتوقع أن يعين ترامب السيناتور “ماركو روبيو” من فلوريدا وزيرًا للخارجية”.
آخر تحديث: 13 نوفمبر 2024 - 10:25