يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي أن الموقف الدفاعي لحزب الله في جبهة جنوب لبنان يعتمد على عدة مبادئ أساسية.

وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري- أن هذه المبادئ تتمثل في 3 محاور أولا، يجب أن يكون الدفاع شاملا لجميع الاتجاهات، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للحزب، ثانيًا، يجب أن يتميز هذا الدفاع بالعمق الإستراتيجي، وثالثا، من الضروري وجود إسناد متبادل بين المناطق التي يسيطر عليها حزب الله كمناطق دفاعية.

وأشار الفلاحي إلى أن التطور اللافت مؤخرا في جبهة جنوب لبنان يتمثل في عملية الضغط التي شهدتها بعض المناطق في القطاع الغربي، حيث حاول الجيش الإسرائيلي اختراق الخطوط الدفاعية والتوغل إلى الداخل اللبناني.

ووصف الفلاحي المناطق المرتفعة مثل مارون الراس، ميس الجبل، العديسة، كفر كلا، عيتا الشعب، بأنها نقاط ارتكاز أساسية في الإستراتيجية الدفاعية للحزب، موضحا أن هذه المناطق يجب أن تكون قادرة على تقديم الدعم لبعضها البعض في حالة أي توغل إسرائيلي، مما يمكنها من صب النيران على القوات المتقدمة من مناطق مختلفة، وبالتالي تعزيز قدرة الحزب على الصمود.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يحاول السيطرة على المناطق الحدودية بعمق يصل إلى 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وأن يركز جهوده على السيطرة على المناطق المرتفعة والحاكمة، والتي تعتبر مفتاحًا لعمليات التوغل في الداخل اللبناني.

تكتيكات الخداع

ولتحقيق هذا الهدف، -يضيف الفلاحي- فإن الجيش الإسرائيلي يمارس ضغوطًا من اتجاهات متعددة، بدءًا من كفر كلا مرورًا بالعديسة وبليدة وصولا إلى مارون الراس ورامية والأبونة.

وحذر الخبير العسكري من تكتيكات الخداع والتمويه في الإستراتيجية الإسرائيلية لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يلجأ إلى شن هجمات على جبهة واسعة لاختبار نقاط الضعف في الدفاعات اللبنانية وتحديد المناطق التي يمكن اختراقها.

كما نبه إلى استخدام جيش الاحتلال تكتيكات الخداع، حيث يتم توجيه جهود ثانوية لإيهام المدافعين بوجود هجمات متعددة، بينما يتم تركيز الجهد الرئيسي على محور معين للاختراق.

وفيما يتعلق بموقف إسرائيل من القوات الدولية أوضح الفلاحي أن إسرائيل تعتبر أن القرار 1701 قد انتهى، وبالتالي تطالب بانسحاب القوات الدولية (يونيفيل) من المنطقة، كما أنها تتهم هذه القوات بإعاقة تقدم جيشها -يضيف الخبير-، بل وتصل إلى حد اتهامها بتشكيل دروع بشرية لحماية مقاتلي حزب الله.

ويعزو الخبير العسكري سعي إسرائيل إلى دفع هذه القوات إلى مناطق خلفية، وإخلاء المنطقة لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات، إلى نيتها لتحويل هذه المناطق إلى مناطق عسكرية خالصة، مما قد يمهد الطريق لعمليات توغل أكثر عمقًا في المستقبل.

وأكد الفلاحي على أهمية القطاع الغربي، موضحا أنه يعتبر الموقع الرئيسي للقوات الدولية، وقد يشكل محورًا رئيسيًا لأي عملية توغل إسرائيلية مستقبلية، وهو الأمر الذي يمكن أن يضع المنطقة أمام احتمالات تصعيد خطيرة في المستقبل القريب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته البرية جنوب لبنان

بالمقابل، قالت جماعة حزب الله، اليوم الأحد، إنها اشتبكت مع قوات إسرائيلية تحاول التسلل إلى قرية رامية في جنوب لبنان، فيما أصيب جندي ثالث من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في الصراع المتفاقم بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.

وأشارت مصادر " إلى قتال مستمر بين حزب الله وقوات إسرائيلية تحاول الدخول إلى بلدة رامية، ودوي اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين منطقتي عيتا الشعب ورامية.

  هذا وشنت إسرائيل، فجر اليوم الأحد، غارة استهدفت مبنى في منطقة الشرحبيل بقضاء صيدا، وأفادت مراسلة "العربية" و"الحدث" أيضاً بشن غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوب لبنان. في المقابل دوت صفارات الإنذار في كريات شمونة شمال إسرائيل بعد إطلاق رشقة صواريخ من جنوب لبنان، وفق مراسلتنا.   وكانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت أن 15 شخصاً على الأقل قتلوا في غارات إسرائيلية على ثلاث مناطق تعتبر خارج معاقل حزب الله التقليدية، لترفع حصيلة سابقة للقتلى. وأفادت الوزارة عن "تسعة قتلى و15 جريحا" في "غارة للعدو الإسرائيلي" على قرية المعيصرة شمال بيروت، لترفع حصيلة سابقة إلى خمسة قتلى. كذلك أفادت أيضاً عن قتيلين وأربعة جرحى و"أشلاء" مجهولة الهوية في غارة إسرائيلية على دير بللا، بالقرب من بلدة البترون الشمالية، وفق "فرانس برس". وقالت إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 18 في غارة على برجا، لترفع حصيلة سابقة إلى 14 جريحا في الغارة في منطقة الشوف جنوب العاصمة. في شرق لبنان، أفاد مستشفى تل شيحا بأنه تعرض لـ"بعض الأضرار المادية الخفيفة" جراء "الغارات التي استهدفت محيط مدينة زحلة". ولم يبلغ المستشفى عن وقوع إصابات في صفوف المرضى والعاملين، معلنا استمراره في أداء عمله. وفي المعيصرة، شاهد مصور لوكالة "فرانس برس" جرافة تحاول إزالة كتلة كبيرة من ركام مبنى مدمر، فيما كان عناصر الدفاع المدني يستخدمون مطارق لمحاولة اختراق لوح ضخم من الإسمنت. وفي دير بللا، شاهد مراسل آخر فراشا ووسائد وأغطية أسّرة وسلة غسيل وملابس متناثرة بين الحطام، فيما كان سكان يبحثون بين الأنقاض بأيديهم قرب دخان متصاعد من كومة أنقاض كانت لا تزال مشتعلة

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: محاولة فاشلة من جيش الاحتلال لتطوير تكتيكه جنوبي لبنان
  • فيديو.. الجيش الإسرائيلي يعلن أسر مقاتل من حزب الله جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن أسر مقاتل من حزب الله جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته البرية جنوب لبنان
  • خبير عسكري: إسرائيل تحاول عزل شمال غزة وتهجير الأهالي
  • خبير عسكري: صواريخ حزب الله تضع جيش الاحتلال بمأزق التوغل البري
  • الجيش الإسرائيلي لسكان جنوب لبنان: لا تعودوا لمنازلكم
  • باحثة سياسية: استهداف يونيفيل تمهيد للتصعيد العسكري الإسرائيلي بلبنان
  • ماذا بعد تصنيف غزة جبهة قتال ثانوية؟ خبير عسكري يجيب