بوابة الوفد:
2025-03-09@20:42:32 GMT

من جديد..رغيف العيش يدخل فرن الفساد

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

 

من جديد دخل «رغيف العيش» فرن التلاعب والفساد.. ومن يقارن تصريحات مسئولى الغرف التجارية ثم يرصد ما فعلته مخابز السياحى سيخرج بنتيجة واحدة وهو أن ماكينة التلاعب والفساد عادت للدوران مستهدفة الخبز، ودليل ذلك رفع أسعار الخبز السياحى ليراوح سعر رغيف « الفينو» الواحد ما بين 2 و3 جنيهات بمجرد الإعلان عن زيادة أسعار أنابيب البوتاجاز، إلا أن شاهد من أهلهم قال إن ارتفاع أنابيب البوتاجاز ليس له علاقة بإنتاج الخبز أساسا، فقال الدكتور علاء عز- أمين عام اتحاد الغرف التجارية، مخابز العيش السياحى تستعمل غازًا طبيعيًا أو سولارًا وفى الحالتين لم يتغير السعر لأن ما تغير هو سعر أنابيب الغاز المنزلية وليس الغاز المنزلي»، ومعنى هذا الكلام أن أنابيب البوتاجاز المنزلى التى زاد ثمنها ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بانتاج الخبز، فلماذا رفعت المخابز السياحية سعر الرغيف؟!

ولأن الأسعار مثل قطع الدومينو تؤثر كل منها فى الأخرى، ساد تخوف عام لدى المصريين من أن يتبع رفع سعر رغيف الخبز السياحى إرتفاعا جديدا فى أسعار الخبز المدعم، ولسان حال ملايين المصريين يقول: « إلا رغيف العيش يا حكومة»

يبلغ عدد المخابز السياحية والإفرنجية نحو 25 ألفاً، أما المخابز البلدية المدعمة فيقترب عددها من 30 ألفاً على مستوى الجمهورية، وقبل أيام رفعت بعض المخابز أسعار الخبز السياحى بنسبة تتجاوز 30%، فالرغيف الأكثر من 65 جراماً وصل سعره 1.

5 جنيه، أما الرغيف فوق الـ90 جراماً فوصل سعره إلى جنيهين بزيادة 50 قرشاً، فى حين طبقت بعض المخابز زيادة تصل إلى جنيه على كل رغيف فى بعض المناطق، وأقرت مخابز أخرى زيادة بقيمة 50 قرشاً مع تخفيض وزن الرغيف بنحو 10 جرامات فى المتوسط.

فيما أوضحت وزارة التموين حقيقة تأثر أسعار الخبز بأسعار أسطوانات البوتاجاز، وأكدت أن الغاز الطبيعى المستخدم فى إنتاج الخبز المدعم سعره ثابت بقرار رئيس مجلس الوزراء منذ عام 2020، منوهة إلى أن الهيئة العامة للسلع التموينية تتحمل تكلفته بالكامل وليس أصحاب المخابز ما يعنى ثبات فى أسعار الخبز المدعم للمواطنين أصحاب البطاقات التموينية عند 20 قرشا للرغيف الواحد.

«أم هدير» سيدة أربعينية ناشدت الحكومة بعدم المساس بسعر رغيف الخبز قائلة: نتمنى عدم المساس بسعر رغيف الخبز، فدخل أغلب الأسر المصرية حاليا يكفى بالكاد المتطلبات الأساسية: أكل وشرب وعلاج ودروس وكهرباء ومياه وإيجار مسكن، وهناك ملايين الأسر لا يكفى دخلها الوفاء بهذه المتطلبات، فسقطت تحت عجلات الفقر، وأى زيادة ولو قرش واحد فى الرغيف معناه حكم زيادة معاناة ملايين الأسر الفقيرة بالفعل، وإفقار آلاف الأسر المستورة حاليا»

وقالت «سميرة محمد»- ربة منزل: غلاء الأسعار المتواصل فى كل شيء، جعل بعض الأسر عاجزة عن شراء العيش الحاف، وأغلب الأسر حتى تتمكن من تدبير قوتها، يضطر الأب أن يقضى اغلب وقته فى العمل جريا وراء لقمة العيش وتوفير حاجات أسرته فيخسر أجمل إحساس عائلى هو الجلوس مع أبنائه والعيش أجمل اللحظات التى لا تعود.

وقال إبراهيم جمال–رب أسرة- المخابز السياحى رفعت سعر الخبز ليتراوح بين ٢,5 و3 جنيهات»

وتابع: الخبز يجب أن يكون خطًا أحمر فلا يجب الاقتراب من سعره، خاصة وكان أن كان من أول مطالب ثورة يناير العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية.

من أمام إحدى مخابز العيش السياحى التقيت–سعيد السيد- رب أسرة، والذى شكا من ارتفاع سعر الخبز السياحى.. وقال: كل يوم يرتفع سعر سلعة والناس تعبت، ومش عارفين نعمل إيه فى أولادنا من أجل أن يعيشوا عيشة كريمة ولن أقول أن يعيشوا مثلنا عندما كنا فى مثل عمرهم، فلقد عشنا أجمل وأحلى أيام وتأسسنا على الغالى بجد عندما كنا فى مثل عمرهم «.

وطالبت صابرين محمد–ربة منزل من الحكومة إضافة المواليد الجدد على بطاقات التموين لصرف حصة لهم من الخبز التموينى قائلة أسرتى 6 أفراد والذين يحصلون على تموين 2 فقط.

واشتكت «مها محمد-ربة منزل- من تلاعب أصحاب المخابز بوزن رغيف العيش المدعم مؤكدة أن جودته رديئة وحجمه صغير لا يتعدى 40 جرامًا.

الزيادة طردية

وبدوره، قال عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز: إن أسعار العيش السياحى تتأثر بأى زيادة فى المكونات كالدقيق واسطوانات البوتجاز والسولار مشيرا إلى أن الأسعار تختلف حسب الوزن ومن منطقة لأخرى قائلا: «سعر الرغيف فى الزمالك مش زى سعره فى منطقة شعبية».

 

وأضاف غراب فى تصريحات خاصة للوفد أن العيش السياحى له اوزان مختلفة واسعار متفاوتة وكل مواطن يشترى حسب قدرته الشرائية، منوها أن سعر رغيف الخبز المدعم لن يتأثر بزيادة أسطوانات البوتاجاز لأن الحكومة تدعمه.

وأكد رئيس الشعبة العامة للمخابز، أن سعر الخبز السياحى زاد ولكن بنسبة بسيطة لا يشعر بها المواطن.

وعن توحيد سعر الخبز السياحى فى كل المحافظات قال: "كل منطقة بتخاطب سكانها، يعنى مصر الجديدة مش زى المنيل ومش زى الزمالك، وكل حاجة ليها نوعية من الأوزان والمواصفات والأسعار"، واختتم تصريحاته قائلاً إنه بالنسبة للعيش السياحى فلا توجد آلية لتوحيد السعر.

ومن جانبه، قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إنه يوجد عدة عوامل تؤدى لارتفاع أسعار الخبر السياحى ومنها أسعار أسطوانات البوتجاز والدقيق والعمالة مشيرا إلى ضرورة التوسع فى زراعة القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتى والاتجاه إلى خفض أسعار العيش لا سيما أن قطاع عريض من المصريين يلجأون إلى العيش السياحى ممن تم حذفهم من بطاقات التموينية و آخرون لم يحصلوا على الدعم التموينى من الأساس.

 

وتابع الخبير الاقتصادى فى تصريحات خاصة للوفد أنه لا بد من زيادة مساحات الرقعة الزراعية والتوسع فى زراعة القمح الذى يعد سلعة استراتيجية، مؤكدا أنه فى حالة زيادة الإنتاج فى الأسواق سيؤدى حتما إلى تقليل التكلفة أو ثبات سعر الرغيف الحر على الأقل مع زيادة وزنه.

وواصل عامر: بالتالى فإن الحل الوحيد لمواجهة إرتفاع اسعار الخبز هو هو زيادة الإنتاج الزراعي، سواء من خلال القطاع الخاص المتمثل فى الفلاحين، أو من خلال الأراضى الزراعية فى توشكى، أو الدلتا الجديدة، مشيرا إلى أن زيادة إنتاج القمح يؤدى بالتبعية إلى خفض وتقليل حجم الاستيراد الذى يعتمد على سعر الدولار.

وأضاف الخبير الاقتصادى عادل عامر، أن ارتفاع أسعار أسطوانات البوتاجاز أدت بالتبعية إلى ارتفاع أسعار الخبز السياحى حتى لا يتكبد أصحاب المخابز خسائر كبيرة، لافتا إلى أن العيش السياحى يعتمد على الغاز والدقيق وكلاهما يؤثر على سعر الرغيف، مشيرا إلى أن 65% من استهلاكنا من الدقيق يعتمد على الاستيراد ويتوقف حينها على سعر الصرف الجنيه مقابل الدولار.

وعن اتجاه الحكومة للتحول من الدعم العينى إلى النقدي، قال عادل عامر الخبير الاقتصادي، إنه لا بد من وجود خطوات وآليات تضمن وصول الدعم لمستحقيه بالقيمة الفعلية للسلع حيث أنها فى زيادة مستمرة طبقا لسياسة العرض والطلب.

وأشار أنه يفضل الدعم النقدى إذا توافرت فيه شروط معينة وهى أن يتم تحديد الدعم العينى سلة منتجات وليست قيمة مادية، وسلة المنتجات تحدد القيمة النقدية للدعم أو الدعم النقدي، وتزداد سنويا كلما ازدادت أسعار هذه السلع.

العيش بالوزن

ومن جانبها أكدت بيانات التموين والتجارة الداخلية إن سعر الرغيف المدعم لم يتغير ومستقر عند 20 قرشًا للرغيف، بينما يكلف الدولة ما يزيد على 135 قرشا، والدولة تدعمه بـ105قروش.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش

تحت شمس الظهيرة وبين أسقف بنايات عالية تُكتب قصة صيامٍ مختلفة في قلب مواقع البناء، من هنا يتحوّل عرق الجبين إلى شاهد على الإرادة، والقماش المبلل لتفادي وهج الظهيرة، يقف عمال البناء يصارعون الجوع والعطش وذكريات الأوطان البعيدة، ساعات الصيام في رمضان تقاس بعدد الأحجار التي ينهون تصفيفها قبل أذان المغرب، يجتمعون من مختلف الجنسيات على موائد إفطار بلا زخارف، تُضاء بضحكات تُخفي دموع الغربة، ووجبات يطبخونها بأيديهم، وأحيانا تصلهم مبادرات مجتمعية.

خلال الأسطر القادمة تغوص "عُمان" في عالم لا يعرف الموائد الفاخرة، ولا الفوانيس والإضاءات الرمضانية المضيئة، عالم تُختزل فيه روح الشهر الفضيل في قطرة ماء وصمود يومي يُعيد تعريف معنى "الروح الرمضانية".

مع أول خيوط الفجر، يتناول محمد حنيف علي سحوره بسرعة قبل أن يبدأ يومه، بينما ينتظر أذان الفجر لبدء الصوم، يعد نفسه لساعات من العمل الشاق تحت أشعة الشمس، قال "أبدأ عملي الساعة السادسة والنصف صباحا وأنتهي عند الساعة الخامسة مساءً وأحيانًا الساعة الرابعة والنصف، وأشعر بالتعب في حدود الساعة الثانية ظهرًا وأن طاقتي قاربت على الانتهاء" هكذا بدأ حديثه محمد حنيف - عامل بناء وهو يمسح عرقه الممزوج بغبار الأسمنت.

وتنهد وأكمل مبتسمًا "تم تقليل عدد ساعات العمل من عشر ساعات إلى تسع ساعات فقط ولدينا استراحة ساعة واحدة خلال فترة العمل".

ويضيف محمد عبد الحسين: نصرُّ على الصوم رغم مواجهة بعض التحديات، وعند الإفطار أشعر أن تعبي ذهب برضا الله وهذا يكفيني".

أما علم عبدالعلي فحوَّل موقع البناء إلى مائدة أمل، عند الساعة الخامسة عصرا يُنهي علم عمله في البناء لكن يومه لم ينتهِ بعد، بينما يسرع زملاؤه للاستحمام وأخذ قسط من الراحة استعدادًا لتناول الإفطار، يذهب علم الذي يرتدي حذاءً مهترئا لإعداد بعض الوجبات البسيطة ليشعر زملاؤه بالدفء الأسري، حيث حوَّل علم عبدالعلي زاوية في موقع العمل إلى "مطبخ مؤقت" عبارة عن صندوق خشبي يضم موقدا صغيرا وأواني قديمة وبعض البهارات، ورغم التعب ينعش علم المكان برائحة الأرز والعدس لأنها الوجبات المفضلة لزملائه.

ويعلّق محمد عبد الحسين قائلا: "نجتمع على الفطور نضحك ونتبادل الأحاديث وبينما يوزع علم الطعام أشعر أنني وسط عائلتي، حيث إن طعم الأكل ليس مهما، بل دفء علم عبدالعلي الذي يطعمنا كأبنائه له شعور مختلف". ويتوقف للحظة ويشرح بكلمات أكثر بساطة وهو يمسح وجهه المغبّر بكم قميصه "لم يغيّر علم عبدالعلي موقع البناء إلى مائدة طعام فحسب، بل صنع ألفة بين عمّال من مختلف الدول، فأطباقه البسيطة تُذيب حدود الغربة، وتثبت أن روح شهر رمضان المبارك قادرة على إيجاد الفرح حتى بين أعمدة الحديد والإسمنت".

وكان إقبال أبو البشر يقف بعيدا ويلف رأسه بقطعة قماش مبللة بالماء واقترب وقال: "الصوم وقت العمل تحت الشمس معجزة، ورمضان هذا العام جاء كريما حتى بطقسه فالجو لطيف ليلا ومعتدلا نهارا، ولا أخفي شعوري بحرارة الشمس فوق رأسي بعض الأوقات مثل اليوم!".

وعن سؤالنا لماذا تضع قطعة القماش المبلولة على رأسك قال "منذ أولى ساعات العمل أغمس قطعة القماش في دلو ماء وألفها حول رأسي وكل ساعة أُعيد تبليلها لأنها تحميني من حرارة الشمس وتقلل شعور العطش والجفاف لديّ". ويستكمل بعد تبليله لقطعة القماش "عند الإفطار أول جرعة ماء تذوّب التعب، نحن هنا نعمل من أجل أسرنا البعيدة التي تنتظر منا مصروفا شهريا لمتطلباتهم واحتياجاتهم".

ويختتم محمد حنيف قائلا: "سلطنة عمان بلد كريم والعمانيون شعب طيب ومبتسم دائما، في بعض الأحيان تصلنا وجبات ساخنة من متبرعين، ولكننا نعتمد على زميلنا علم عبدالعلي في إعداد الفطور بوجبات بسيطة نتشاركها معا، وينتهي يومنا بعد رجوعنا من صلاة التراويح مشيا على الأقدام، ونستعد ليوم عمل جديد".

مقالات مشابهة

  • التموين تحسمها.. عقوبات صارمة على المخابز المخالفة و10ملايين أسرة تستفيد من دعم رمضان
  • عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش
  • إصابة 7 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص على الطريق السياحى بالجيزة
  • الشرع: قادرون على العيش سويا ولا خوف على البلاد
  • السلع التموينية: خصم 25% من حصة المخابز غير الملتزمة بسداد فروق التصنيع
  • التموين: خصم 25% من حصة المخابز حال التأخر في سداد فروق تكلفة الخبز
  • تحذير جديد من التموين لأصحاب المخابز بسبب فروق تكلفة تصنيع الخبز
  • السلع التموينية: خصم 25% من حصة المخابز المدعمة العاملة بالغاز الطبيعي
  • حفاظا على حق المواطن.. محافظ الوادي الجديد: بدء تطبيق مبادرة حقّك بالميزان
  • استمرار تنفيذ المواعيد الجديدة لعمل المخابز في رمضان