الانتخابات الكردية: صراع الهيمنة يخرج عن السيطرة
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
13 أكتوبر، 2024
بغداد/المسلة: تقترب الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان من موعدها المحدد في العشرين من الشهر الجاري، وسط أجواء تنافسية متوترة بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود بارزاني.
المنافسة بين الحزبين بدأت تأخذ منحى تصعيدي تجاوز حدود اللعبة السياسية التقليدية، حيث أصبحت الحملات الانتخابية فاقدة للتفاعل الجماهيري بسبب تكرار الخطابات والشعارات التي يعتبرها الكثيرون مستهلكة ولا تحمل جديدًا.
الاتحاد الوطني الكردستاني يتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني بالهيمنة على مفاصل الحكم في الإقليم واستبعاد الأطراف الأخرى من عملية صنع القرار.
في المقابل، يرد الحزب الديمقراطي الكردستاني بأن الاتحاد الوطني يحاول التنصل من مسؤولياته في الحكم ويعمل على إشعال الفتنة بين أبناء الشعب الكردي.
كما يرى الحزب الديمقراطي أن الاتحاد يتصرف وكأنه حزب معارض رغم كونه جزءًا من السلطة.
أحد أبرز نقاط الخلاف التي ظهرت في الآونة الأخيرة هو مشروع “حسابي” الذي طرحته حكومة مسرور بارزاني لتوطين رواتب الموظفين في البنوك المحلية.
الاتحاد الوطني رفض هذا المشروع واعتبره محاولة لإحكام السيطرة على الموارد المالية، ودعا إلى توطين الرواتب في المصارف الاتحادية في بغداد.
هذا الموقف أدى إلى تصعيد التوتر بين الطرفين، حيث اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الاتحاد الوطني بالعمل ضد مصالح الإقليم وبالتعاون مع قوى وفصائل في بغداد.
وفي إطار هذا النزاع، أصدر الاتحاد الوطني تعليمات للدوائر والمديريات في محافظة السليمانية بعدم التعاون مع مشروع “حسابي”، مما زاد من حدة الانقسام داخل الإقليم. فيما الحزب الديمقراطي وصف هذه الخطوة بأنها ضربة قاضية للكيان الدستوري لإقليم كردستان واعتبرها محاولة لتقويض استقلالية المؤسسات الإقليمية.
في سياق آخر، دخلت إيران على الخط في محاولة لتهدئة الأوضاع، لكن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعتقد أن طهران تؤيد الاتحاد الوطني في الخفاء، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
من جانبه، استغل حراك الجيل الجديد المعارض هذه التوترات ليشن هجومًا على الحزبين الكبيرين، متهماً إياهما بالكذب والفساد، بينما تواجه حركة التغيير، التي كانت يومًا ما قوة سياسية رئيسية، انهيارات شعبية أفقدتها الكثير من ثقلها في المشهد السياسي الحالي.
في ظل هذه الأجواء المحتدمة، تبدو الانتخابات القادمة مفتوحة على كافة الاحتمالات، خاصة مع تصاعد المخاوف من أن تؤدي الخلافات الداخلية إلى التلاعب بالنتائج أو إلى تصعيد جديد في الصراع بين الأطراف المتنافسة.
ومن المفترض أن تُجرى انتخابات برلمان كردستان قبل عامين، وأن يكون 20 أكتوبر هو التاريخ الخامس المعلن للانتخابات. وجاءت التأخيرات بسبب الخلافات المستمرة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الکردستانی الاتحاد الوطنی
إقرأ أيضاً:
حزب البديل من أجل ألمانيا: الحرب في أوكرانيا ليست حربنا
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الألمانية، يتبنى حزب 'البديل من أجل ألمانيا' اليميني المتطرف نهجًا مغايرًا لخصومه فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، إذ يميل قادته إلى النأي بالنفس عن الصراع.
وفي بلدة نوينهاغن الألمانية، قال ألكسندر غاولاند، الرئيس الفخري والشريك في تأسيس الحزب اليميني، إن الحرب في أوكرانيا: "ليست حربنا". وهي العبارة التي كررها رئيس الحزب الحالي، تينو كروبالا.
وكانت برلين قد شهدت مناظرة انتخابية نارية بين المرشحين البارزين لتولي منصب المستشار، حيث تناولت المناظرة الاقتصاد وأوكرانيا والهجرة وغيرها من المواضيع.
وتناظر المرشحون حول أوكرانيا، حيث قال فريدريش ميرتس، مرشح المستشار عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) إلى يمين الوسط، إن ألمانيا "ليست محايدة، ونحن إلى جانب أوكرانيا".
من جانبها، أصرّت أليس فايدل، المرشحة عن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، على أن 'السلام والحرب هما اللذان سيحسمان هذه الانتخابات".
وقالت إن اقتراح ميرتس بإرسال صواريخ كروز قوية من طراز توروس إلى أوكرانيا كان "استفزازًا لروسيا"، وأثنت على جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع مفاوضات السلام قدمًا.
ويواجه الحزب اليميني اتهامات خطرة تتعلق بتورطه في فضيحة تبرعات غير مشروعة قد تفضي، إذا ثبتت صحتها، إلى دفعه غرامات مالية ضخمة.
ووفقًا للمزاعم، تلقى الحزب مبلغًا قياسيًا قدره 2.35 مليون يورو من الملياردير الألماني هينينغ كونل بطريقة غير مشروعة، عبر وسيط ثالث، وهو ما يخالف معايير الشفافية التي ينص عليها القانون الألماني.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ عمل نادر لبانكسي يعرض في مزاد سوذبيز بلندن.. والسعر المتوقع يصل إلى 6 ملايين يورو عنف وتجارة غير مشروعة.. كيف تحول أحد أحياء بروكسل إلى معقل لتجار المخدرات؟ الشعبوية اليمينيةألمانياأولاف شولتسانتخاباتالحرب في أوكرانيا