من جديد.. رغيف العيش يدخل فرن الفساد
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
زيادات جديدة فى أسعار الخبز السياحى بعد ارتفاع أسعار أنابيب البوتاجاز.. ومخاوف من ارتفاع البلديمواطنون يطالبون الحكومة بالحفاظ على «لقمة الغلابة»شعبة المخابز: أى ارتفاع فى مواد الإنتاج يؤدى لزيادة سعر العيش السياحياقتصادي: على الحكومة زيادة زراعة القمح لتقليل الاستيراد والدعم النقدى لابد أن يكون «سلة سلع»
من جديد دخل «رغيف العيش» فرن التلاعب والفساد.
ولأن الأسعار مثل قطع الدومينو تؤثر كل منها فى الأخرى، ساد تخوف عام لدى المصريين من أن يتبع رفع سعر رغيف الخبز السياحى إرتفاعا جديدا فى أسعار الخبز المدعم، ولسان حال ملايين المصريين يقول: « إلا رغيف العيش يا حكومة»
يبلغ عدد المخابز السياحية والإفرنجية نحو 25 ألفاً، أما المخابز البلدية المدعمة فيقترب عددها من 30 ألفاً على مستوى الجمهورية، وقبل أيام رفعت بعض المخابز أسعار الخبز السياحى بنسبة تتجاوز 30%، فالرغيف الأكثر من 65 جراماً وصل سعره 1.5 جنيه، أما الرغيف فوق الـ90 جراماً فوصل سعره إلى جنيهين بزيادة 50 قرشاً، فى حين طبقت بعض المخابز زيادة تصل إلى جنيه على كل رغيف فى بعض المناطق، وأقرت مخابز أخرى زيادة بقيمة 50 قرشاً مع تخفيض وزن الرغيف بنحو 10 جرامات فى المتوسط.
فيما أوضحت وزارة التموين حقيقة تأثر أسعار الخبز بأسعار أسطوانات البوتاجاز، وأكدت أن الغاز الطبيعى المستخدم فى إنتاج الخبز المدعم سعره ثابت بقرار رئيس مجلس الوزراء منذ عام 2020، منوهة إلى أن الهيئة العامة للسلع التموينية تتحمل تكلفته بالكامل وليس أصحاب المخابز ما يعنى ثبات فى أسعار الخبز المدعم للمواطنين أصحاب البطاقات التموينية عند 20 قرشا للرغيف الواحد.
«أم هدير» سيدة أربعينية ناشدت الحكومة بعدم المساس بسعر رغيف الخبز قائلة: نتمنى عدم المساس بسعر رغيف الخبز، فدخل أغلب الأسر المصرية حاليا يكفى بالكاد المتطلبات الأساسية: أكل وشرب وعلاج ودروس وكهرباء ومياه وإيجار مسكن، وهناك ملايين الأسر لا يكفى دخلها الوفاء بهذه المتطلبات، فسقطت تحت عجلات الفقر، وأى زيادة ولو قرش واحد فى الرغيف معناه حكم زيادة معاناة ملايين الأسر الفقيرة بالفعل، وإفقار آلاف الأسر المستورة حاليا»
وقالت «سميرة محمد»- ربة منزل: غلاء الأسعار المتواصل فى كل شيء، جعل بعض الأسر عاجزة عن شراء العيش الحاف، وأغلب الأسر حتى تتمكن من تدبير قوتها، يضطر الأب أن يقضى اغلب وقته فى العمل جريا وراء لقمة العيش وتوفير حاجات أسرته فيخسر أجمل إحساس عائلى هو الجلوس مع أبنائه والعيش أجمل اللحظات التى لا تعود.
وقال إبراهيم جمال–رب أسرة- المخابز السياحى رفعت سعر الخبز ليتراوح بين ٢,5 و3 جنيهات»
وتابع: الخبز يجب أن يكون خطًا أحمر فلا يجب الاقتراب من سعره، خاصة وكان أن كان من أول مطالب ثورة يناير العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية.
من أمام إحدى مخابز العيش السياحى التقيت–سعيد السيد- رب أسرة، والذى شكا من ارتفاع سعر الخبز السياحى.. وقال: كل يوم يرتفع سعر سلعة والناس تعبت، ومش عارفين نعمل إيه فى أولادنا من أجل أن يعيشوا عيشة كريمة ولن أقول أن يعيشوا مثلنا عندما كنا فى مثل عمرهم، فلقد عشنا أجمل وأحلى أيام وتأسسنا على الغالى بجد عندما كنا فى مثل عمرهم «.
وطالبت صابرين محمد–ربة منزل من الحكومة إضافة المواليد الجدد على بطاقات التموين لصرف حصة لهم من الخبز التموينى قائلة أسرتى 6 أفراد والذين يحصلون على تموين 2 فقط.
واشتكت «مها محمد-ربة منزل- من تلاعب أصحاب المخابز بوزن رغيف العيش المدعم مؤكدة أن جودته رديئة وحجمه صغير لا يتعدى 40 جرامًا.
الزيادة طردية
وبدوره، قال عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز: إن أسعار العيش السياحى تتأثر بأى زيادة فى المكونات كالدقيق واسطوانات البوتجاز والسولار مشيرا إلى أن الأسعار تختلف حسب الوزن ومن منطقة لأخرى قائلا: «سعر الرغيف فى الزمالك مش زى سعره فى منطقة شعبية».
وأضاف غراب فى تصريحات خاصة للوفد أن العيش السياحى له اوزان مختلفة واسعار متفاوتة وكل مواطن يشترى حسب قدرته الشرائية، منوها أن سعر رغيف الخبز المدعم لن يتأثر بزيادة أسطوانات البوتاجاز لأن الحكومة تدعمه.
وأكد رئيس الشعبة العامة للمخابز، أن سعر الخبز السياحى زاد ولكن بنسبة بسيطة لا يشعر بها المواطن.
وعن توحيد سعر الخبز السياحى فى كل المحافظات قال: "كل منطقة بتخاطب سكانها، يعنى مصر الجديدة مش زى المنيل ومش زى الزمالك، وكل حاجة ليها نوعية من الأوزان والمواصفات والأسعار"، واختتم تصريحاته قائلاً إنه بالنسبة للعيش السياحى فلا توجد آلية لتوحيد السعر.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إنه يوجد عدة عوامل تؤدى لارتفاع أسعار الخبر السياحى ومنها أسعار أسطوانات البوتجاز والدقيق والعمالة مشيرا إلى ضرورة التوسع فى زراعة القمح لتحقيق الاكتفاء الذاتى والاتجاه إلى خفض أسعار العيش لا سيما أن قطاع عريض من المصريين يلجأون إلى العيش السياحى ممن تم حذفهم من بطاقات التموينية و آخرون لم يحصلوا على الدعم التموينى من الأساس.
وتابع الخبير الاقتصادى فى تصريحات خاصة للوفد أنه لا بد من زيادة مساحات الرقعة الزراعية والتوسع فى زراعة القمح الذى يعد سلعة استراتيجية، مؤكدا أنه فى حالة زيادة الإنتاج فى الأسواق سيؤدى حتما إلى تقليل التكلفة أو ثبات سعر الرغيف الحر على الأقل مع زيادة وزنه.
وواصل عامر: بالتالى فإن الحل الوحيد لمواجهة إرتفاع اسعار الخبز هو هو زيادة الإنتاج الزراعي، سواء من خلال القطاع الخاص المتمثل فى الفلاحين، أو من خلال الأراضى الزراعية فى توشكى، أو الدلتا الجديدة، مشيرا إلى أن زيادة إنتاج القمح يؤدى بالتبعية إلى خفض وتقليل حجم الاستيراد الذى يعتمد على سعر الدولار.
وأضاف الخبير الاقتصادى عادل عامر، أن ارتفاع أسعار أسطوانات البوتاجاز أدت بالتبعية إلى ارتفاع أسعار الخبز السياحى حتى لا يتكبد أصحاب المخابز خسائر كبيرة، لافتا إلى أن العيش السياحى يعتمد على الغاز والدقيق وكلاهما يؤثر على سعر الرغيف، مشيرا إلى أن 65% من استهلاكنا من الدقيق يعتمد على الاستيراد ويتوقف حينها على سعر الصرف الجنيه مقابل الدولار.
وعن اتجاه الحكومة للتحول من الدعم العينى إلى النقدي، قال عادل عامر الخبير الاقتصادي، إنه لا بد من وجود خطوات وآليات تضمن وصول الدعم لمستحقيه بالقيمة الفعلية للسلع حيث أنها فى زيادة مستمرة طبقا لسياسة العرض والطلب.
وأشار أنه يفضل الدعم النقدى إذا توافرت فيه شروط معينة وهى أن يتم تحديد الدعم العينى سلة منتجات وليست قيمة مادية، وسلة المنتجات تحدد القيمة النقدية للدعم أو الدعم النقدي، وتزداد سنويا كلما ازدادت أسعار هذه السلع.
العيش بالوزن
ومن جانبها أكدت بيانات التموين والتجارة الداخلية إن سعر الرغيف المدعم لم يتغير ومستقر عند 20 قرشًا للرغيف، بينما يكلف الدولة ما يزيد على 135 قرشا، والدولة تدعمه بـ105قروش.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من جديد رغيف العيش اسعار الخبز السياحي الفينو المصريين أسعار الخبز السیاحى أنابیب البوتاجاز سعر رغیف الخبز ارتفاع أسعار الخبز المدعم سعر الرغیف رغیف العیش سعر الخبز مشیرا إلى إلى أن
إقرأ أيضاً: