انخفاض الدين الخارجى.. خطوة على الطريق
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
فى ظل التحديات الاقتصادية العالمية والضغوط المتزايدة على الأسواق الناشئة، جاء إعلان الحكومة عن تراجع الدين الخارجى كإشارة إيجابية تبعث الأمل فى استقرار أكبر للاقتصاد، حيث انخفض الدين الخارجى بنحو 7 مليارات دولار خلال الربع الثانى من العام، ما يعكس جهود الدولة لتخفيف العبء المالى. ورغم أهمية هذه الخطوة فى تقليل حجم المديونية، يؤكد الخبراء أن الحلول المستدامة لا تتوقف عند خفض الدين، بل تتطلب التركيز على دعم الإنتاج وزيادة الاستثمارات لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة، حيث إن الاعتماد على الصفقات المالية وحدها قد يكون حلاً مؤقتًا لا يعالج جوهر التحديات الاقتصادية التى تواجه البلاد.
أكد الخبير الاقتصادى رشاد عبده أن تراجع الدين الخارجى لمصر يمثل خطوة إيجابية، لكنه لن يؤثر بشكل مباشر على الأسعار.
وأوضح عبده أن خفض المديونية يُعد أمرًا جيدًا من الناحية المالية، ولكنه حل مؤقت لا يعالج المشكلة الأساسية. وأشار إلى أن الحل الجذرى يكمن فى زيادة الإنتاج وتحقيق نمو اقتصادى حقيقى ومستدام، مؤكدًا أن الدولة بحاجة إلى التركيز على الإنتاج والتنمية لدفع عجلة الاقتصاد وسداد مديونياتها بشكل دائم.
وأضاف عبده أن الصفقات التى تساهم فى خفض الدين، مثل صفقة رأس الحكمة، تعتبر «حلولاً مسكنة» وليست حلولًا دائمة، فهى تسهم فى تخفيف الضغط المالى مؤقتًا ولكن لا تعالج المشكلة من جذورها، مشيرًا إلى أن تأثير هذه الصفقات محدود على العملية الإنتاجية. وأوضح أن الدولة يجب أن تركز على تسهيل الاستثمار وتحسين بيئة الأعمال لزيادة الإنتاجية وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
ويؤكد عبده ضرورة خلق بيئة جاذبة للاستثمارات، حيث يعتبر أن تحسين مناخ الأعمال وتسهيل إجراءات المستثمرين سيساعد على زيادة الإنتاجية والنمو الاقتصادى، ما ينعكس إيجابيًا على قدرة الدولة على سداد مديونياتها دون الاعتماد على الحلول المؤقتة.
ويختلف معه فى الرأى الخبير الاقتصادى خالد الشافعى، موضحاً أن صفقة رأس الحكمة تهدف بشكل رئيسى إلى جذب استثمارات جديدة وزيادة التدفقات الاستثمارية، ما يتيح للدولة وفرة مالية تساعدها على سداد مديونياتها دون التأثير على الاحتياطى النقدى الأجنبى. وأشار الشافعى إلى أن هذه الصفقة ستعزز قدرة الدولة على سداد الالتزامات المالية الشهرية وتخفيف الضغوط الاقتصادية، إلى جانب زيادة توافر السلع والمنتجات فى السوق المحلى، وهو ما من شأنه أن يساهم فى خفض معدلات التضخم.
وأضاف الشافعى أن هذه التحركات ستزيد من فعالية الأنشطة الاقتصادية وتساعد على توطين صناعات جديدة داخل البلاد، مطالبًا الدولة بإعادة النظر فى مراقبة أسعار السلع داخل الأسواق لضمان استقرارها. وأكد أن التأثير المتوقع لهذه الإجراءات سيظهر خلال فترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، حيث من المنتظر أن تكون لها انعكاسات إيجابية على الاقتصاد المصرى.
وأوضح الدكتور هانى أبوالفتوح، خبير الاقتصاد، أن تقليص الدين العام له تأثير إيجابى على عجز الموازنة العامة، حيث إن حصائل الاستثمار المباشر والمصادر الأخرى تُدخل معظمها إلى الموازنة، مما يساهم فى خفض هذا العجز. وأشار أبوالفتوح إلى أن هذه النقطة تُعتبر من الأمور المهمة التى يركز عليها صندوق النقد الدولى فى جهود الإصلاح، بالإضافة إلى تأثيرها على سعر الصرف واستقرار حركة الأسعار.
ورغم ذلك، أكد أبوالفتوح أن الصفقات الحالية تمثل حلولًا مؤقتة، وأن المشاكل الرئيسية ما زالت قائمة. ودعا إلى ضرورة التعامل معها بأسلوب مثالى، مثل ترشيد الاستيراد وتنمية الصادرات، وخفض الواردات. كما أشار إلى أهمية إصلاح العجز فى ميزان المدفوعات وزيادة الإنتاجية، وضرورة التركيز على الطلب على السلع المستوردة التى لها بدائل محلية، مع التأكيد على ترشيد النفقات الحكومية لتحقيق استدامة اقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انخفاض الدين الخارجي خطوة على الطريق التحديات العالمية إعلان الحكومة تراجع الدين الخارجي الدوله جهود الدولة إلى أن
إقرأ أيضاً:
العدل للدراسات الاقتصادية: القطاع الصناعي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
أكد الدكتور كريم عادل، رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن القطاع الصناعي يُعد من أهم محركات التنمية الاقتصادية في أي دولة.
وأوضح أن الصناعة تخلق حركة اقتصادية واسعة من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وتعزيز القطاعات التشغيلية واللوجستية المرتبطة بها.
وأضاف أن هذا النشاط يسهم بشكل مباشر في زيادة الناتج المحلي الإجمالي وتحقيق معدلات نمو اقتصادي أفضل.
أهمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة في بناء الاقتصادوخلال مداخلته على قناة "إكسترا نيوز"، شدد الدكتور كريم عادل على الدور الحيوي للصناعات الصغيرة والمتوسطة في بناء اقتصاد قوي ومستدام. وأشار إلى أن العديد من الدول الكبرى بدأت نهضتها الصناعية من خلال هذه المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأوضح أن دعم الدولة لهذه المشاريع عبر تقديم الدعم الفني والمؤسسي والمالي واللوجستي والقانوني يسهم في تمكينها من النمو والمساهمة بفعالية في تحقيق أهداف التنمية، خاصة في مجال زيادة الصادرات الصناعية.
التعاون بين المشاريع الصغيرة والشركات الكبرىوأشار عادل إلى أهمية تعزيز التعاون بين الشركات الكبرى والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث يمكن أن تستفيد الشركات الكبرى من المدخلات التي توفرها المشاريع الصغيرة، بينما تستفيد الأخيرة من مخرجات وخبرات الشركات الكبرى.
وأكد أن هذا التعاون يسهم في تعزيز فعالية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من المنظومة الصناعية للدولة.
مبادرات الدولة لدعم الصناعةأشاد الدكتور كريم عادل بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الصناعي، مؤكداً أنها خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. وبيّن أن هذه المبادرات تركز على تعزيز التكامل بين مختلف القطاعات الصناعية، وتوفير بيئة مناسبة لنمو المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يدفع بعجلة الإنتاج ويزيد من قدرة الدولة التنافسية على المستوى العالمي.
نحو مستقبل صناعي مشرقختاماً، أكد الدكتور كريم عادل أن التركيز على دعم القطاع الصناعي بجميع مستوياته هو مفتاح لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. ومن خلال تعزيز التعاون بين المشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الكبرى، وتوفير الدعم اللازم لهذه القطاعات، يمكن للدولة أن تحقق طفرة اقتصادية شاملة تُسهم في تحسين مستوى المعيشة وزيادة معدلات النمو.