خبير روسي: الروس تحولوا لمحتلين ينظر السوريون إليهم بالارتياب والمرارة
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
تحدث محلل روسي عن أن الشراكة بين روسيا وسوريا التي كانت تبدو غير قابلة للهدم، بدأت تضعف بسبب تدهور الوضع طيلة السنوات الأخيرة والذي غذى شعورا بعدم الرضا عن روسيا في نفوس السوريين.
وكشف المحلل الروسي أندريه أونتيكوف لموقع "تسارغراد" الروسي عن مدى صحة الشائعات التي تروّج لفكرة هزيمة روسيا الجيوسياسية في سوريا.
وأوضح أونتيكوف أن إنجازات روسيا في سوريا توقفت عند القضاء على "الإرهابيين" في إدلب، وأصبح السوريون يلقون باللوم على روسيا في بدء الألعاب السياسية وتحالفها مع تركيا مما عطّل حل مشكلة إدلب.
وأشار إلى أن سوريا دولة واحدة، ولكنها في الواقع مقسمة إلى مناطق نفوذ بين الولايات المتحدة وتركيا وروسيا، وهو العامل الكفيل بإثارة استياء الناس.
وضع اقتصادي مفزعوبخصوص ما إذا كان الناس يشعرون بالمرارة بسبب المجاعة والحرب وينظرون بارتياب إلى روسيا، يقول أونتيكوف إن الوضع الاقتصادي في البلاد مفزع. ويعود هذا جزئيا إلى العقوبات الأميركية والأوروبية التي لا تؤثر على المجال العسكري فحسب، بل على الأدوية والخدمات الطبية والغذاء على سبيل المثال.
ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فقد عانى حوالي 55% من سكان سوريا البالغ عددهم حوالي 12.1 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي العام الماضي، بينما يتعرض 2.9 مليون آخرون لخطر الوقوع في المجاعة.
ويضيف أونتيكوف أن هذا الوضع يثير تساؤلات بالنسبة لروسيا، المسؤولة عن الجزء من البلاد الذي تسيطر عليه السلطات السورية. ورغم استمرار الحرب 13 عاما، لم تظهر إلى الآن بوادر انجلاء الأزمة.
فقبل عدة سنوات، دعت روسيا المجتمع الدولي إلى المشاركة والمساعدة في إعادة بناء سوريا، لكن الحملة تلاشت تدريجيا دون التوصل إلى تفاهم، بحيث طالب الأميركيون بحل الصراع السياسي أولا عن طريق انسحاب بشار الأسد من المشهد السياسي.
تكبيل سوريا عسكرياوفيما يتعلق بترويج وسائل إعلام عربية قبل عامين لفقدان روسيا السيطرة في سوريا، أفاد أونتيكوف بأن وسائل الإعلام العربية تطرح قصة تتعلق بالهجمات الإسرائيلية المستمرة على سوريا منذ سنوات، مدعية أن روسيا تمنع دمشق من إسقاط الطائرات الإسرائيلية وهي على اتصال بالجانب الإسرائيلي على الرغم من أنها تستطيع استخدام منظومات الدفاع الجوي من طراز "إس إس 400" الموجودة في قاعدة حميميم الجوية.
ويتابع أونتيكوف بالقول إن إسقاط روسيا طائرة إسرائيلية يعني بداية الحرب. ومن ناحية أخرى، يوجد عسكريون روس على الأراضي السورية، وغالبا ما تستهدف إسرائيل مواقع قريبة منهم، مما يشكل تهديدا لحياتهم. ومع ذلك، فإن التغافل عن تصرفات إسرائيل في سوريا يهدد روسيا بفقدان ماء الوجه في العالم العربي والإسلامي.
وبشأن فقدان روسيا نفوذها في سوريا، أفاد أونتيكوف بأن روسيا تتخذ في الوقت الراهن بعض الخطوات، مثل محاولة المصالحة بين السوريين والأتراك. وفي الوقت الحالي، يوجد حوالي 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا، وترغب تركيا بالطبع في إعادتهم.
لكن بالنظر إلى صعوبة الوضع ومع أخذ بعض العوامل مثل تأمين مسكن وطعام للاجئين الذين سيعودون إلى سوريا ومعارضة اللاجئين للحكومة القائمة فإن احتمالات المصالحة بين البلدين غامضة.
فقدانها هزيمة جيوسياسيةوحول ما إذا كان على موسكو الانتباه إلى الشائعات التي تروج للاتجاهات الخطيرة في العلاقات الروسية السورية يقول أونتيكوف ينبغي على القيادة الروسية الاستماع إلى تصريحات أشخاص موثوقين مثل عالم الآثار تيمور كارموف لأن خسارة سوريا تهدد بتصفية القواعد العسكرية وبالتالي تكبد هزيمة جيوسياسية.
وبحسب أونتيكوف فإن العلاقات بين دمشق وموسكو جيدة. لكن، إذا تطور الوضع على النحو الحالي، فإن السوريين سيبحثون عن خيارات أخرى للسلام والاستقرار.
ويدعو أونتيكوف إلى التفكير في إمكانية تحسين السوريين العلاقات مع الولايات المتحدة من خلال تقديم نوع من الصفقة. وفيما يتعلق بطلب سوريا الانضمام إلى مجموعة البريكس، فيرى أونتيكوف أن المنظمة لا تضم روسيا فقط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الدولي للصحفيين يناقش مع صحفيين يمنيين وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم
ناقش قادة الاتحاد الدولي للصحفيين، اليوم الأحد، مع عدد من الصحفيين اليمنيين الوضع الصعب للصحفيين اليمنيين في داخل البلاد وخارجها، وسبُل محاسبة المتورطين في الانتهاكات التي تطالهم بالمحاكم الدولية.
وقال الاتحاد في بيان على صفحته بالفيسبوك، إن قادة من الاتحاد بمن فيهم الأمين العام أنتوني بيلانجر، التقى مع 20 صحفياً يمنياً نُفيوا في مصر.
وأضاف أن من بين المجتمعين توفيق المنصوري وعبد الخالق عمران، اللذين أمضيا سنوات طويلة في سجون (مليشيا الحوثي) وصدر بحقهم حكم الإعدام، قبل أن بتم إطلاق سراحهم في تبادل أسرى في أبريل 2023م.بعد حملة دولية طويلة من قبل الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين اليمنيين.
وخلال الاجتماع الذي عقد في مقر نقابة الصحفيين المصريين قدّم الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنتوني بيلانجر، التحية للصحفيين عمران والمنصوري واطمئن على سلامتهم.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع ناقش استراتيجيات لفت الانتباه إلى الوضع الصعب للصحفيين في اليمن، وكيف يمكن تحقيق العدالة على المستوى الدولي، والتحديات المحددة التي يواجهها العاملين في وسائل الإعلام اليمنية في المنفى.
وجدد الاتحاد الدولي للصحفيين اليمنيين التزامه الثابت وقوفه إلى جانب الصحفيين اليمنيين