يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الحادية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي اندلعت في العام 1963 من جبال ردفان بمحافظة لحج. كانت هذه الثورة من أبرز محطات النضال ضد المستعمر البريطاني الذي بسط نفوذه على جنوب اليمن لأكثر من 129 عاماً. بقيادة المناضل راجح بن غالب لبوزة وكوكبة من الثوار، واجه اليمنيون واحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم، مستندين إلى إرث طويل من الكفاح الوطني ضد الاستعمار والهيمنة.

لم تكن ثورة 14 أكتوبر وليدة لحظتها، بل جاءت بعد عقود من الإرهاصات والمحاولات للتحرر من الاستعمار البريطاني. لقد سبقها تمردات واحتجاجات على السياسات البريطانية الاستعمارية، كان أبرزها في خمسينيات القرن الماضي عندما بدأت القبائل اليمنية في الجنوب بتنفيذ عمليات مقاومة ضد القوات البريطانية. وفي فبراير 1963، أسس المناضلون جبهة موحدة تحت اسم "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل"، معترفين بالكفاح المسلح كسبيل وحيد لتحقيق التحرير.

شهدت السنوات الأربعة التالية تصعيداً في العمليات العسكرية الفدائية التي شنها الثوار ضد المستعمر في مختلف الجبهات. تصدرت الجبهة القومية مشهد النضال المسلح ضد القوات البريطانية، لتصل ذروتها في 30 نوفمبر 1967، اليوم الذي شهد خروج آخر جندي بريطاني من الأراضي اليمنية وإعلان الاستقلال الوطني الكامل. وكان هذا الانتصار تتويجاً لسنوات من التضحيات والنضال المستمر الذي خاضه أبناء اليمن الجنوبي في سبيل الحرية والاستقلال.

تجسدت واحدية المصير اليمني خلال تلك الفترة في تكاتف القوى الوطنية في شمال اليمن وجنوبه ضد الاستعمار البريطاني. ففي فبراير 1963، انعقد مؤتمر القوى الوطنية اليمنية في صنعاء لتوحيد الجهود بين شمال اليمن وجنوبه، مما ساهم في تعزيز وحدة الصف الوطني لمواجهة العدو المشترك. ولعل أبرز تجليات هذا التضامن هو مشاركة صنعاء في دعم الثورة المسلحة التي انطلقت من ردفان، ما جعل الكفاح ضد المستعمر شأناً يمنياً شاملاً وليس معركة محلية فحسب.

لم يكن الاستعمار البريطاني مجرد قوة احتلال، بل سعى لتفكيك النسيج الاجتماعي والسياسي في الجنوب اليمني عبر دعم السلاطين المحليين وإذكاء الصراعات المناطقية والقبلية. إلا أن الثوار أدركوا خطورة هذه المؤامرات وقادوا نضالهم تحت شعار التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية، في محاولة لإعادة بناء اليمن على أسس شعبية وسلمية بعيداً عن مخططات التجزئة والتمزيق. ويظل تأثير تلك المحاولات الاستعمارية قائماً إلى اليوم من خلال بعض الدعوات الانفصالية التي لا تزال تحاول تفكيك وحدة اليمن.

ومع حلول الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر، يجدد اليمنيون التأكيد على أهمية النضال المشترك الذي وحد صفوفهم ضد الاستعمار. هذه الذكرى ليست مجرد احتفال بحدث تاريخي، بل هي فرصة للتذكير بأن الكفاح ضد القوى الخارجية وادواتها ومحاولات التفكيك التي ما زالت قائمة، وأن إرادة الشعب اليمني في الحرية والسيادة لا تزال حية وقوية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

اقرأ غدًا في «البوابة».. انتصارات رمضان.. من بدر إلى العاشر من رمضان.. معارك فاصلة غيرت مجرى التاريخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقرأ غدًا في العدد الخاص الجديد من جريدة «البوابة»، الصادر بتاريخ السبت 8 مارس 2025:

انتصارات رمضان.. من بدر إلى العاشر من رمضان.. معارك فاصلة غيرت مجرى التاريخ

نصر أكتوبر دشن مرحلة جديدة بعد العبور العظيم.. والرئيس السيسي يواصل معركة إعادة البناء

خطة الدهاء المصرى تكتب النصر لمصر.. واعترافات جنرالات إسرائيل تؤكد: الواقع يحطم الأسطورة

سلوك الإخوان كشف عن أقصى درجات الحقد على الوطن.. والجماعة الإسلامية قتلت قائد الحرب فى عيد النصر

بطولات خالدة للمرأة.. والتاريخ يسجل رفيدة أول ممرضة فى الإسلام.. وأم عمارة بطلة فى غزوة أحد.. وصفية بنت عبد المطلب دافعت عن المدينة المنورة

العدد

مقالات مشابهة

  • مصر تنتصر للمرأة| تشريعات حاسمة تقود ثورة حقوقية في اليوم المصري لهن
  • الريال اليمني يشهد انخفاضا كبيرا أمام العملات الأجنبية اليوم الأحد: آخر تحديث
  • 15% نسبة الإنجاز بمشروع مستشفى النماء في شمال الشرقية
  • «فاصلة» بين الوحدة والوصل في دوري السلة
  • انهيار جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية اليوم السبت: تحديث مباشر
  • حماس تدعو الدول والشعوب لرتفع مستوى إسنادها للمستوى الذي يمثله اليمن
  • حافلات المدينة تعلن عن توفر مسار على مدار 22 ساعة من محطة قطار الحرمين السريع إلى المسجد النبوي
  • تحرك مفاجئ لأربع دول بشأن اليمن.. ما الذي يجري في الكواليس؟
  • مصدر لـبغداد اليوم يوضح الانفجار الغامض الذي وقع في منشأة عسكرية بطهران
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. انتصارات رمضان.. من بدر إلى العاشر من رمضان.. معارك فاصلة غيرت مجرى التاريخ