ثورة 14 أكتوبر.. محطة فاصلة في مسار الاستقلال ووحدة اليمن
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
يحتفل اليمنيون اليوم بالذكرى الحادية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي اندلعت في العام 1963 من جبال ردفان بمحافظة لحج. كانت هذه الثورة من أبرز محطات النضال ضد المستعمر البريطاني الذي بسط نفوذه على جنوب اليمن لأكثر من 129 عاماً. بقيادة المناضل راجح بن غالب لبوزة وكوكبة من الثوار، واجه اليمنيون واحدة من أعظم الإمبراطوريات في العالم، مستندين إلى إرث طويل من الكفاح الوطني ضد الاستعمار والهيمنة.
لم تكن ثورة 14 أكتوبر وليدة لحظتها، بل جاءت بعد عقود من الإرهاصات والمحاولات للتحرر من الاستعمار البريطاني. لقد سبقها تمردات واحتجاجات على السياسات البريطانية الاستعمارية، كان أبرزها في خمسينيات القرن الماضي عندما بدأت القبائل اليمنية في الجنوب بتنفيذ عمليات مقاومة ضد القوات البريطانية. وفي فبراير 1963، أسس المناضلون جبهة موحدة تحت اسم "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل"، معترفين بالكفاح المسلح كسبيل وحيد لتحقيق التحرير.
شهدت السنوات الأربعة التالية تصعيداً في العمليات العسكرية الفدائية التي شنها الثوار ضد المستعمر في مختلف الجبهات. تصدرت الجبهة القومية مشهد النضال المسلح ضد القوات البريطانية، لتصل ذروتها في 30 نوفمبر 1967، اليوم الذي شهد خروج آخر جندي بريطاني من الأراضي اليمنية وإعلان الاستقلال الوطني الكامل. وكان هذا الانتصار تتويجاً لسنوات من التضحيات والنضال المستمر الذي خاضه أبناء اليمن الجنوبي في سبيل الحرية والاستقلال.
تجسدت واحدية المصير اليمني خلال تلك الفترة في تكاتف القوى الوطنية في شمال اليمن وجنوبه ضد الاستعمار البريطاني. ففي فبراير 1963، انعقد مؤتمر القوى الوطنية اليمنية في صنعاء لتوحيد الجهود بين شمال اليمن وجنوبه، مما ساهم في تعزيز وحدة الصف الوطني لمواجهة العدو المشترك. ولعل أبرز تجليات هذا التضامن هو مشاركة صنعاء في دعم الثورة المسلحة التي انطلقت من ردفان، ما جعل الكفاح ضد المستعمر شأناً يمنياً شاملاً وليس معركة محلية فحسب.
لم يكن الاستعمار البريطاني مجرد قوة احتلال، بل سعى لتفكيك النسيج الاجتماعي والسياسي في الجنوب اليمني عبر دعم السلاطين المحليين وإذكاء الصراعات المناطقية والقبلية. إلا أن الثوار أدركوا خطورة هذه المؤامرات وقادوا نضالهم تحت شعار التحرر والوحدة والعدالة الاجتماعية، في محاولة لإعادة بناء اليمن على أسس شعبية وسلمية بعيداً عن مخططات التجزئة والتمزيق. ويظل تأثير تلك المحاولات الاستعمارية قائماً إلى اليوم من خلال بعض الدعوات الانفصالية التي لا تزال تحاول تفكيك وحدة اليمن.
ومع حلول الذكرى الـ 61 لثورة 14 أكتوبر، يجدد اليمنيون التأكيد على أهمية النضال المشترك الذي وحد صفوفهم ضد الاستعمار. هذه الذكرى ليست مجرد احتفال بحدث تاريخي، بل هي فرصة للتذكير بأن الكفاح ضد القوى الخارجية وادواتها ومحاولات التفكيك التي ما زالت قائمة، وأن إرادة الشعب اليمني في الحرية والسيادة لا تزال حية وقوية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
توفيق المنصوري: الصحفيون اليمنيون يتعرضون لانتهاكات جسيمة والحوثيون يستهدفونهم بشكل ممنهج
كشف الصحفي اليمني توفيق المنصوري، الذي حكم عليه بالإعدام بسبب عمله الصحفي، عن حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وأشار إلى أن أكثر من 50 ألف حالة قتل نتجت عن النزاع في اليمن، وأن الصحفيين كانوا من بين الفئات الأكثر استهدافًا، حيث تم قتل ما يقارب 34 صحفيًا منذ عام 2014 جاء ذلك خلال الندوة النقاشية التي نظمتها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين.
وأوضح "المنصوري" أن الصحفي هو "الشاهد الأول على الأحداث" وبالتالي يعتبر المستهدف الأول من قبل الأطراف المتحاربة. وأضاف: "في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، يتعرض الصحفيون لانتهاكات جسيمة، بما في ذلك التعذيب حتى الموت". كما ذكر المنصوري حادثة الصحفية شيماء عبدالله التي تم استهدافها أثناء حملها، حيث تم تفجير عبوة ناسفة بالقرب منها.
وأكد "المنصوري" أنه مرّ بتجربة قاسية حيث تم احتجازه في عدة سجون، مشيرًا إلى أن الصحفيين كانوا يُصنفون من قبل الحوثيين على أنهم "أخطر من الرصاصة" بسبب دورهم في كشف الحقائق. وأضاف: "كنا نتعرض لتعذيب وحشي يوميًا من أحد قيادات الحوثيين، عبد القادر، الذي هو على قائمة الإرهاب الدولية، وكانت السلطات الحوثية تعتبر الصحفيين العدو الأول". كما تحدث عن تعذيب الصحفيين في سجون الحوثيين، مشيرًا إلى أنه وزملاءه تعرضوا لتعذيب قاسٍ بشكل مستمر، بل وُضع عليهم حكم بالإعدام بسبب تغطيتهم الإعلامية.
"المنصوري" أيضًا كشف أن الحوثيين اختطفوا صحفيين آخرين منذ عام 2015، ولا يزال مصيرهم مجهولًا حتى اليوم. وطالب بفتح تحقيق دولي للبحث عن هؤلاء الصحفيين المفقودين ومحاسبة الحوثيين على انتهاكاتهم المتواصلة ضد الصحفيين، مؤكدًا ضرورة محاكمة خاصة لقيادات الحوثيين المسؤولين عن هذه الجرائم.
وفي ختام حديثه، دعا المنصوري المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للصحفيين اليمنيين وتوفير الحماية اللازمة لهم، مع التأكيد على أهمية محاسبة منتهكي حقوق الصحفيين.