لجريدة عمان:
2025-02-27@03:16:24 GMT

يحتطب هواء المدينة الإثم

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

(1)

لا عليك أبدًا، واحذر أكثر: كلُّهم أسوأ بكثير من الهدايا وتشييع الجنائز.

(2)

لا يُجَدِّفون ولا يُحَدِّقون من غير كِتاب، وقُضاة، وصحراء، وأنبياء لا أحد يعلم مكان غيلتهم ودفنهم.

(3)

أشكُّ كثيرًا في هذا الهواء، في هذه المدينة.

(4)

البداهة أول مقترَح وجيهٍ للقتل.

(5)

كم كنتِ تبطئين النِّساء، وكم لا تزالين تَمُدِّينَ وتُجَزِّرين البحر.

(6)

في السِّجن لم يكن يريد أن يتعلَّم أي شيء من أي أحد، ولا أن يُعِّلم أي أحد أي شيء (هو الذي كانت قناعته ولا تزال أن ليس لديه ما يمكن أن "يعلِّمه" أي أحد إنْ في السِّجن الصَّغير ذلك، أو في السِّجن الأكبر هذا).

كان من الواضح، منذ البداية، في تلاسنات، ومشاحنات، وعراكات الزِّنزانة المكتظَّة بحوالي ثلاثة أضعاف طاقتها القصوى، وفي جبروت السَّجان، أن الوقت متأخر في ذلك على الجميع وعلى الأشياء بما في ذلك الرِّوايات التي كان قد قرأها عن السّجن، قبل أن يدخله (والتي بعضها يُرَمْنِسُ السِّجن بصورة يدرك الآن أنها مضلِّلة)، بل أراد أن يتقبَّل حقيقة أنه موجود في السِّجن لكن من دون أن يكون فيه.

وفي هذه الليلة، بعد سنوات من تجربة السِّجن، يعتقد أنه نجح في ذلك (ولو بصورة غير مطلقة).

(7)

كأنَّك الكاف، والباء، والأسفار، والتَّاء، والبلدان البعيدة الواقعة خلف المحيطات.

وأنتِ الهلاك.

(8)

يحتاج عزرائيل إلى الأب، والأم، والإخوة، والأخوات، والأخوال، والخالات.

أنا أيضًا أحتاج إلى عزرائيل (لكن، لأسباب أخرى).

(9)

لا تكتَّموا في الليل الطويل، ولا استحوا في النَّهار الضئيل.

(10)

يأتي آخر الزَّمان قبل انقضاء المِثال.

(11)

أستأنس بالحاضر قليلاً (لأجل القطَّة التي دفنتها على الشاطئ مُكفَّنة بأوراقٍ كريمة في أوائل الصِّبا).

(12)

عن الجيل الرَّاهن فيما يتعلق بالشَّأن الثوريِّ استعاديَّاً: ذاكرةٌ ممسوخة، مهدَّمة. وللبيت ربٌّ يحميه.

(13)

لا نار، بل ندم في الكتابة (لكن من المَنوط بك أن تكتب أكثر).

(14)

يتستَّرون بالرِّيش، يموتون في الأجنحة.

(15)

اذهب إلى الصخرة، ولا ترفق بالصُّورة، ولا عليك من سيزيف.

(16)

جاءت السُّنبلة في الحتف، وأنتظركِ على عشاء ذي نبيذ وخوف.

(17)

عليهم الكفُّ عن كل ذلك؛ فالأحوال في غاية العسر بحيث إنها لم تعد تهتم بما يقوله المنافقون، ولا الصَّادقون، ولا الذين اختاروا أوسط الأشياء في المصافحات البروتوكوليَّة والفضائح الماليَّة.

عليهم الكف.

(18)

الكتابة ولادة (الولادة الأصيلة الثَّانية شيء في غاية النُّدرة).

(19)

يا أيها الخارج: تعال، مرَّة أخيرة (كي أتيقَّن مرة أخرى).

(20)

ليس في الدنيا أقمار ولا نجوم. ليس في الدنيا مرادفات أو أضداد بلاغيَّة، ضعيفة أو قويَّة.

ليس في الدنيا سوى غنج قدميك أمام الحنَّاء.

(21)

أيها العالم: ها قد أطفأتُ النور واضطجعتُ في النَّار.

يا أيها الرَّماد: أهناك شيء آخر هنا؟

(22)

كان القتل في البيت، وكل البيت صار موتًا.

(23)

الأسى أول الذَّاكرة، ولا حتف أكبر من الذِّكريات.

(24)

لا أحد يستطيع أن يتصوَّر المنديل (المُقَلُ، والطُّرقات، والهسهسات من أول الأبواب).

(25)

يقف نعشكَ ضامرًا، وظامئًا، ومرتجفًا، وحانقًا، ومهجورًا، ونائيًا عن أي نداء، واستفزازيا عند شجرة الغاف الأخيرة. يقف الأب، والأم، والإخوة، والأخوات على حفرتك لدى شجرة الغاف الأخيرة. لا أحد يكتفي بما أتيح من المعاول، والأجداد، والأرغفة، والمخطوطات، والحِراب عند شجرة الغاف الأخيرة.

نعشكَ ينقضي ولا يمضي، يا شجرة الغاف الأخيرة.

(26)

أحبُّكِ حين لا أريد (ولا أجد عذرًا غير هذا).

(27)

لا أعرف النهاية، ولا أؤجلها، بل أدَّخِرها.

(28)

لأجلكِ، لم يعد الحُبُّ كتابة، ولا قراءة، ولا عبادة، ولا سِرا في التَّهامس.

لأجلكِ لم أعد مخمورًا بما فيه الكفاية.

(29)

ليس لأن الكذَّابين، بل لأن الصَّادقين.

(30)

أيُّها القَتَلَة: يكاد المرء أن يكون قتيلاً.

(31)

لا أقايض أحدًا بآخر، لا أوجِّه سبَّابتي نحو البئر إلا في المحاكمات. لا أستبدل أحدًا بأحد، لا ألقي العاهن ولا أُحْضِر الصَّدى عند حنجرة المقصلة، ولا أستغفر الجريمة في لَحْد الأم، ولا أستبدل الوالد بالفيل قبل أن يبرك على الصَّدر، ولا الطَّاعون بالأب حين تتعرَّض النُّطفة للوباء.

لا أقايِضُ أحدًا، ولا أستبدِلُ أحدًا بأحد عند فريق الإعدام، وأتذكر البيت.

(32)

لا أحد يستطيع أن يَعْتَمِرَ سُرَّة أي أحد.

(33)

فلتسدِل النَّار: أنت لم تكوني يا مريم، قَط. ولن تكوني، يا مريم، أبدًا.

(34)

سيموتون جميعًا قبل اكتمال الليل (إلا ذلك الشخص الذي أعرفه بعض الشيء، وحيدًا، وجيِّدًا).

(35)

لست عديم القلب، ولا مشاكل لديَّ مع الجثث. لكن مشكلتي تبقى قائمة معهم قبل أن يكونوا جِيَفًا.

(36)

تشفع لي الخطايا في الملكوت (الذي لستِ من قاطنيه).

(37)

يموت التَّذكار إذا عُدنا.

(38)

ينقصني الغفران. الغفران ناقص.

(39)

بحرٌ لا يحدث إلا بعد الكتابة والغرق.

(40)

الأطفال صغار (والأشجار، وبعض أخطائي، والشُّعراء أصغر).

(41)

هذه المدينة: شقَّة صغيرة، وسيَّارة صغيرة (لكنها رباعيَّة الدَّفع)، وهاتف محمول، وزيارات متكرِّرة إلى مكان نسيه الجميع.

(42)

الحبُّ يأتي ويذهب (وليس كمثله شيء). أما الشِّعر فلا يُرَوَّض (وليس كمثله شيء).

(43)

مع مرور الوقت، تتضاءل أهمية الأشياء المهمة التي لديك (لذلك من الأفضل ألا تقولها).

(44)

إذا كان لا بد من الموت فإن الموت يصير ثانويا بصورة فوريَّة.

(45)

الرَّذاذ من هموم العِظام.

(46)

الموت متلازمة.

(47)

يحاولون الإيقاظ في الخسوف.

(48)

يقترحون الفتى للبحر، ثم يغرزون الرِّماح.

(49)

يحتطب هواء المدينة الإثم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا أحد أی أحد فی الس

إقرأ أيضاً:

قصفتها إسرائيل وشهدت تشييع نصرالله.. معلومات بارزة عن المدينة الرياضية

كلّ الأنظار اتجهت، أمس الأحد، إلى مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت وذلك إبان استخدامها كنقطة أساسية لتشييع الأمينين العامين لـ"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين.   جماهير الحشود التي ودّعت نصرالله تجمهرت في المدينة الرياضية منذ ساعات صباح الأحد وذلك رغم درجات الحرارة المتدنية، فيما غصت المدارج بالأعداد الكثيفة للمواطنين الذين توافدوا لوداع السيد.   داخل المدينة الرياضية، جابت شاحنة تحملُ نعشي نصرالله وصفي الدين أمام الحشود، حيث سادت لحظات من الحزن والأسى أمام المشهد المهيب.   الأضواء سُلّطت على المكان الذي شهده التشييع.. فماذا نعرف عن المدينة الرياضية وماذا تقول المعلومات عنها؟   1- تعدّ مدينة كميل شمعون الرياضية واحدة من أبرز المعالم الرياضية في لبنان وشاهداً على العديد من الأحداث الرياضية الكبرى وتم افتتاحها عام 1957   2- هذا الصرح العريق استضاف دورة الألعاب العربية عام 1997 وافتتاح كأس آسيا عام 2000، وكان في فترة من الفترات عنواناً للفخر الرياضي في لبنان   3- عانى هذا الصرح على مدى سنوات طويلة من إهمال جسيم، شأنه شأن العديد من المنشآت العامة في البلاد، ما جعله يفقد بريقه ويتدهور حاله بشكل كبير   4- خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، دمّر طيران العدو المدينة الرياضية، وفي 4 أيلول عام 1993، أعيدَ ترميمها بدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبتمويلٍ سعودي - كويتي، حيث وضع الحجر الأساس لإعادة بنائها لاستقبال الدورة العربيّة الثامنة من تموز عام 1997   5- تبلغ الطاقة الاستيعابية للمدينة الرياضية حوالى 50 ألف متفرج   6- عدد البوابات: 18 بوابة خارجية، و 56 بوابة داخلية   7- قدرة استيعاب السيارات: 2500 سيارة

مقالات مشابهة

  • المدينة المنورة تشهد نموًا اقتصاديًا خلال العام 2024م
  • أمير منطقة المدينة المنورة يزور محافظة بدر
  • أمير المدينة المنورة يطّلع على خطة واستعدادات الجهات الأمنية لشهر رمضان
  • ليس السبت.. الجمعة أول أيام رمضان في هذه المدينة
  • رحلات مباشرة من «لندن غاتويك» إلى المدينة
  • أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل القائمة بأعمال السفارة الأمريكية في الرياض
  • نمو قطاع الأعمال في المدينة المنورة 37 % خلال 6 أعوام
  • قصفتها إسرائيل وشهدت تشييع نصرالله.. معلومات بارزة عن المدينة الرياضية
  • بلدية رفح: العدو الصهيوني دمر 90% من المساكن في المدينة
  • الشيخ المنيع: الاستماع للغيبة دون إنكار مشاركة في الإثم .. فيديو