تبرز أهمية إعادة تدوير النفايات كوسيلة لتعزيز الاقتصاد المحلي ودعم النمو المستدام، مما يثير قضية تصدير النفايات فـي سلطنة عُمان إلى الخارج تساؤلات حول الفرص المفقودة والتحديات التي يمكن تجاوزها من خلال استثمار الموارد المحلية. التحقيق الصحفـي الذي أجرته «عمان» يكشف الأسباب وراء هذه القضية وكيف يمكن أن تصبح إدارة النفايات محركًا للنمو الاقتصادي المستدام والابتكار.

أكدت هيئة البيئة، أن التنويع الاقتصادي يمثل أولوية فـي «رؤية عُمان 2040»، بهدف بناء اقتصاد متنوع يعزز مساهمة القطاعات غير النفطية.

وأشارت إلى أن قطاع إعادة تدوير النفايات وإنتاج الطاقة منها يمكن أن يسهم فـي زيادة استغلال الموارد الطبيعية وزيادة الإيرادات غير النفطية. كما أصدرت الهيئة قرارات لتنظيم تصدير النفايات ودعم الصناعات المحلية، ومنها حظر تصدير بعض النفايات القابلة لإعادة التدوير وتشجيع الاستثمار فـيها. وعن حجم الاستثمارات فـي مصانع إعادة التدوير، أوضحت الهيئة، أن ذلك من اختصاص جهات أخرى، لكنها أكدت وجود مصانع قيد الإنشاء لإعادة تدوير البلاستيك والإطارات والألمنيوم. وذكرت الهيئة، أن التحديات تشمل احتكار استرجاع النفايات المعدنية، وغياب الحوافز لفرز النفايات، وعمليات التهريب والاتجار غير المشروع بالنفايات التي تُصدّر بأسعار مرتفعة بطرق غير قانونية.

تقترح هيئة البيئة عدة حلول لمواجهة تحديات إدارة النفايات، ومنها: حظر تصدير النفايات القابلة لإعادة التدوير لدعم المصانع المحلية، طرح الفائض كفرص استثمارية، تطبيق الفرز من المصدر لتسهيل إعادة التدوير، وتنظيم تسعير تداول النفايات.

تشمل الحلول أيضًا تشديد الرقابة على الشركات، وإحكام الرقابة الحدودية، وتفعيل منصة تتبع شاحنات النفايات، وتكثيف حملات التوعية. كما تدعو الهيئة إلى تحديث التشريعات وتوفـير خدمات أساسية لمصانع إعادة التدوير، وإشراك القطاع الخاص، ودعم فرص العمل العمانية لتحقيق استدامة بيئية واقتصادية.

وحول حجم الفوائد الاقتصادية التي تم تحقيقها من إعادة التدوير، أشارت الهيئة إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة عن حجم الاستثمارات فـي مصانع إعادة التدوير حيث إنه ليس من اختصاص الهيئة بل من اختصاصات جهات أخرى.

وردًا على «عمان» حول كيفـية التعامل مع المواد القابلة لإعادة التدوير التي يتم تصديرها إلى دول أخرى حيث يُلاحظ أن بعض المواد القابلة لإعادة التدوير فـي سلطنة عُمان تذهب إلى الخارج ، أكدت هيئة البيئة، أن هناك مستهدفات وطنية لزيادة نسبة المواد القابلة لإعادة التدوير فـي سلطنة عُمان، حيث أصدرت القرار رقم 15 /2021 الذي ينظم تصدير المخلفات، ويتضمن فرض رسوم على تصدير النفايات القابلة لإعادة التدوير.

كما تم حظر تصدير نفايات محددة مثل خردة الحديد والزيوت المستعملة.

وفـيما يتعلق بعدم فرز النفايات البلاستيكية من المصدر، أشارت الهيئة إلى أن غياب الوعي المجتمعي وندرة المبادرات التوعوية هما السبب الرئيسي فـي خلط النفايات القابلة لإعادة التدوير بالنفايات العضوية، مما يؤدي إلى تلوثها ويخفض من نسبة إعادة تدويرها. يُقدّر أن الفرد الواحد ينتج حوالي 1.2 كجم من النفايات يوميًا، تشكل النفايات العضوية منها 34%.

وأضافت الهيئة: إن جمع النفايات الصلبة لا يخضع للتشريعات الوطنية، مما يتيح لأي شخص جمعها دون ترخيص، ويؤدي إلى توزيعها بين شركات صغيرة تفرض أسعارًا مرتفعة، مما يؤثر سلبًا على ربحية منشآت إعادة التدوير.

تصدير النفايات

طرحت «عمان» تساؤلا لشركة بيئة فـي مؤتمر صحفـي عُقد بالشركة فـي شهر مايو من العام الجاري حول الأسباب وراء تصدير النفايات التي يمكن الاستفادة منها فـي إعادة التدوير خارج سلطنة عُمان، وأجاب الدكتور مهاب بن علي الهنائي، نائب الرئيس للاستدامة والاقتصاد الدائري بالشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة «بيئة»، بقوله: إن شركة بيئة تعمل بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وهيئة البيئة والجمارك للحد من تصدير هذه النفايات، سواء التصدير القانوني أو غير القانوني لهذه النفايات، حتى يتم تزويد الشركات أو المصانع المحلية بهذه المواد الأولية التي هي النفايات أو الموارد التي تدخل فـي صناعة إعادة التدوير.

واستطرد بقوله: «على سبيل المثال، إذا كان يوجد مصنع لإعادة التدوير فـي سلطنة عُمان يحتاج إلى 100 طن من الورق يوميًا، وسلطنة عُمان تنتج 500 طن، فإن شركة بيئة تتأكد من أن الـ100 طن التي يحتاجها المصنع تُوصل إليه، أما الكميات الفائضة فلا يوجد مانع من تصديرها خارج سلطنة عُمان إذا ارتأت الجهات المسؤولة أن هذا من صالح الاقتصاد الوطني».

وأوضح نائب الرئيس التنفـيذي أنه وفقًا للمرسوم السلطاني، كل ما يتعلق بالنفايات ويوضع فـي حاويات القمامة هو ملك لشركة بيئة. ونلاحظ وجود بعض النباشين للحاويات، وهذا يُعد سرقة. وتابع الهنائي حديثه قائلاً: «نعمل بالتعاون مع الجهات الرقابية والمشرّعة للحد من هذه التصرفات».

وحول مدى الدعم الذي تقدمه شركة بيئة للشركات العمانية الناشئة فـي قطاع إعادة التدوير، أوضح أن شركة بيئة تدعم الشركات المحلية بالمواد الأولية، مشيرًا إلى أن شركة بيئة هي شركة ربحية، لذلك تقوم شركة بيئة بتجميع النفايات وفرزها ومن ثم بيعها كمواد أولية للمصانع والشركات المحلية. إذ تعمل شركة بيئة على دعم ومساندة الشركات المحلية للنمو تجاريًا واقتصاديًا من خلال عقد شراكات وبرامج تعاون معها.

ماذا تقول شركات

إعادة التدوير المحلية؟

وأرجع عبدالله بن سعيد اليحيائي، مؤسس مشاريع القمة المميزة لإعادة التدوير، أن النفايات تُصدر خارج سلطنة عمان لعدة أسباب، وهي: سعر بعض منتجات إعادة التدوير أفضل بكثير فـي ال، وكثير من النفايات لا توجد لها مصانع فـي سلطنة عمان، والعرض أكثر من الطلب مما يدفع الكثير من أصحاب المشاريع إلى تصديرها خارج سلطنة عمان، بالإضافة إلى عدم وضوح القوانين والتشريعات إذ أن بعض المواد المعاد تدويرها يمنع إدخالها فـي عمليات التصنيع المحلية لذا يتم تصدير الفائض أو المتبقي من المعروض للخارج.

وأبرز اليحيائي تحديات قطاع إعادة تدوير النفايات فـي سلطنة عمان منها: نقص الخبرات فـي مجال إعادة التدوير بحيث تسهم فـي إنشاء وتمكين سوق إعادة التدوير وصناعة المنتجات، ومحدودية المنتجات التي تُصنع من خلال المواد المعاد تدويرها فـي سلطنة عمان، وهيمنة الوافدين على القطاع والمنافسة غير القانونية، وتذبذب الأسعار فـي القطاع وتأثره سريعًا بالمتغيرات العالمية مما ينعكس على مستوى هامش الربح.

وتحدث عبدالله اليحيائي عن استراتيجيات الشركات العُمانية فـي التعامل مع تحديات البنية الأساسية والتكنولوجيا فـي قطاع إعادة التدوير وقال: «دائمًا ما تكون الاستعانة بالخبرات الخارجية أفضل وسيلة للتغلب على التحديات فـي هذا القطاع، كون سلطنة عُمان تُعد من الدول الحديثة جدًّا فـي هذا القطاع الواعد، ولا توجد فـيها الخبرات والمهارات اللازمة للتغلب على تحديات قطاع النفايات أو المخلفات».

وقال عبدالله اليحيائي: إنه يمكن للشركات العُمانية العاملة فـي قطاع إعادة التدوير أن تحقق التوازن بين الجوانب البيئية والاقتصادية فـي جهودها للتنمية المستدامة من خلال الحفاظ على الموارد البيئية الطبيعية والحفاظ على ندرتها وحمايتها من التلوث فـي ظل التحديات العالمية لتحقيق اقتصاد متوازن مستمر يوفر قاعدة اقتصادية متينة، وفرص عمل، ويسهم فـي الناتج المحلي الإجمالي لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة، وتُعد شركات إعادة التدوير أو الاقتصاد الدائري والاقتصاد الأخضر أحد أهم السبل للحفاظ على الموارد وإعادة استخدامها بالطريقة المثلى.

عدم تفعيل الموازين

وأوضح عبد الله اليحيائي أنه توجد مبادرات واهتمام خاص لقطاع إعادة التدوير، كما يوجد دعم للشباب العُمانيين العاملين فـي القطاع من خلال البرامج التدريبية والورش والمعارض، كما أن حكومة سلطنة عُمان لديها توجه لتمكين الشركات الناشئة العاملة فـي قطاع الاستدامة البيئية وتقديم التسهيلات والدعم اللازم لاستمرارها، وأردف قائلا: تعد هذه الورش مبادرات متواضعة للغاية أمام الفرص الهائلة فـي سوق إعادة التدوير.

وفـي السياق ذاته، قال ناصر بن علي الحوسني، مدير مصنع كرياس لإنتاج الورق، تُصدر بعض منتجات إعادة التدوير من سلطنة عُمان إلى دول أخرى لأسباب عدة، من أبرزها أن قطاع إعادة التدوير لا يزال جديدًا فـي سلطنة عُمان، بالإضافة إلى أن العديد من المصانع فـي الدول الأخرى لديها فروع لتجميع النفايات. وفـيما يتعلق بالمبادرات لتشجيع المجتمع على المساهمة فـي إعادة التدوير، أوضح الحوسني، أن هيئة البيئة وشركة بيئة، بالإضافة إلى العديد من الشركات والمؤسسات الأخرى، تنفذ مبادرات متنوعة، ومع ذلك لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من العمل لتفعيل دور المجتمع بشكل أوسع. وبيّن صاحب مشروع كرياس لإنتاج الورق أن من التحديات الرئيسية التي يواجهها قطاع إعادة التدوير فـي سلطنة عُمان هي نقص توفر المواد الخام بالكميات المطلوبة وصعوبة تحقيق كفاءة عالية فـي استرجاع المواد من النفايات ومكبات النفايات.

وفـي سياق متصل، قال علي بن فارس العزاني مؤسس مصنع صناعة اللدائن البلاستيكية: إن أبرز التحديات التي تواجه قطاع إعادة التدوير فـي سلطنة عمان هو عدم وجود فرز للنفايات البلاستيكية من المصدر، حيث إن فرز النفايات يساعد بشكل كبير فـي تنظيم وتسهيل عمليات إعادة التدوير، كما يسهم الفرز فـي إطالة عمر صلاحية النفايات من أجل إعادة تدويرها بحيث لا تكون متسخة ومدمرة بعدة عوامل أخرى جراء خلطها مع بقية أنواع النفايات.

وأوضح العزاني أنه يمكن للجهات المعنية بقطاع النفايات والمواد البلاستيكية دعم وتعزيز قطاع الاقتصاد الدائري من خلال إنشاء محطة لجمع النفايات وإعادة تدويرها ورمي المخلفات فـي أماكن مخصصة لها.

البنية الأساسية

أوضحت مزون البحرية، من شركة خدمة إعادة التدوير، أن تصدير النفايات القابلة لإعادة التدوير من سلطنة عمان إلى الدول الأخرى يعود لعدة أسباب رئيسية، تشمل ضعف الطلب المحلي حيث إن الطلب على منتجات إعادة التدوير فـي سلطنة عمان محدود للغاية، مما يجعل الأسواق الخارجية وجهة أساسية لتلك المنتجات.

أشارت مزون البحرية إلى عدة تحديات تواجه قطاع إعادة التدوير فـي سلطنة عمان، وهي: قلة الوعي البيئي، وضعف فـي البنية الأساسية، مما يجعل عملية فرز وتوجيه المواد الصحيحة أكثر تعقيدًا وتكلفة ونقص التشريعات وغياب تنظيمات تلزم الشركات والأفراد بممارسات الفرز الصحيحة وإعادة التدوير، مما يزيد من التصرفات غير المسؤولة فـي التخلص من النفايات، وتواجه شركات إعادة التدوير صعوبات فـي تحقيق الربحية بسبب تكاليف البنية الأساسية والمعدات، مما يؤثر سلبًا على استدامة عملياتها.

وأشارت مزون البحرية إلى أنه يمكن للشركات العمانية تحقيق التوازن بين الجوانب البيئية والاقتصادية من خلال تطوير استراتيجيات الاستدامة حيث يجب على الشركات دمج مبادئ الحفاظ على البيئة ضمن خطط العمل، والاستثمار فـي التكنولوجيا من خلال توظيف تقنيات إعادة التدوير والطاقة المتجددة لتقليل الآثار السلبية على البيئة، والتوعية والتدريب: ضرورة تعزيز الفهم والالتزام بمبادئ التنمية المستدامة بين الموظفـين، والتعاون مع الجهات المعنية حيث يجب على الشركات التعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لتعزيز جهود التنمية المستدامة.

وتحدثت مزون عن مبادرات تشجيع المجتمع على إعادة التدوير والتي تتضمن تنظيم حملات توعية تركز على رفع الوعي بأهمية إعادة التدوير وتأثيرها الإيجابي على البيئة والاقتصاد، وتوجيه الحملات التي تستهدف الجمهور العام والمدارس لزيادة مستوى الوعي، وتحفـيز الابتكارات من خلال دعم تطوير تقنيات جديدة لإعادة تدوير المواد بشكل أكثر فعالية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النفایات القابلة لإعادة التدویر فـی سلطنة عمان خارج سلطنة ع إعادة تدویر هیئة البیئة من النفایات النفایات ا شرکة بیئة فـی قطاع من خلال التی ت إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان.. خطط طموحة لتطوير النقل الأخضر و 3 مراحل للحياد الصفري

أكد سعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل أن سلطنة عمان تولي اهتماما كبيرا بتطوير التنقل الأخضر المستدام، وتتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه، حيث تسعى وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات لدعم التطوير والابتكار والقيمة المحلية المضافة، وتطوير القدرات المحلية؛ وقامت بالتعاون مع شركائها من القطاع العام والخاص بتقديم عدة حوافز ضريبية وتسهيلات لتشجيع استخدام المركبات الكهربائية، وإنشاء محطات الشحن في مختلف المحافظات.

وأشار سعادته في تصريح خاص لـ (عمان) إلى أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أطلقت الشهر المنصرم حملة للمركبات الكهربائية من مسقط إلى محافظة ظفار بعدد ١٢ مركبة كهربائية وفعاليات دامت ٤ أيام، حيث تعد هذه الحملة إحدى المبادرات للاقتراب من المجتمع المدني والاستماع إليه فيما يخص المركبات الكهربائية، كما صاحب الحملة تنظيم ملتقى التنقل الأخضر الثاني وتم الإعلان فيه عن عدة مبادرات سيتم العمل بها مع شركائنا في القطاعين الخاص والعام قريبا.

وأضاف سعادته: تقوم الوزارة بعدة لقاءات للتوعية بأهمية التنقل الأخضر والممارسات المستدامة، وما زالت هذه اللقاءات مستمرة حيث ستقام لقاءات خلال شهر أكتوبر الجاري في محافظة جنوب الباطنة بولاية المصنعة، وفي محافظة شمال الباطنة بولاية صحار.

وأكد سعادته أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تسعى لتعزيز الاستدامة في قطاع النقل من خلال تشجيع تبني المبادرات والبحوث التي تسهم في الخفض من الانبعاثات الكربونية، إلى جانب ذلك تعمل الوزارة حاليا على التجهيز لورش في التنقل الأخضر المستدام مع الشركاء من القطاعين العام والخاص بهدف الخروج بمبادرات وفرص استثمارية تساعد على خفض نسبة الكربون، وتعزيز وتوثيق العلاقات والتكامل بين القطاعين وخلق القيمة المضافة في سلاسل التوريد المرتبطة بالتنقل الأخضر.

وتحدث سعادته عن أبرز المشاريع والمبادرات التي تمت في هذا الشأن قائلا: أطلقت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات برنامجًا خاصًّا لخفض انبعاثات الكربون يتضمن عددًا من المشاريع والمبادرات في مختلف القطاعات؛ سواء في قطاع النقل أو قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذي يتسبب بما يقارب 20 بالمائة من إجمالي انبعاثات الكربون في سلطنة عُمان.

مبادرات مستقبلية

وأشار سعادته إلى أنه تم إطلاق أول حافلة كهربائية من شركة "مواصلات" لتعزيز الاستدامة لمنظومة النقل العام في سلطنة عمان، وفيما يخص قطاع الموانئ فهناك مبادرات عديدة أهمها تحويل معدات الموانئ الحالية للعمل بالطاقة الكهربائية وأيضا توصيل السفن بالطاقة النظيفة في فترة انتظارها لإنهاء إجراءاتها، وأيضا مبادرتان إحداهما تسيير وقود القطر والإرشاد باستخدام وقود الديزل الحيوي، وفي القطاع الجوي تسعى سلطنة عمان إلى تحويل مطاراتها لتكون مطارات صديقة للبيئة من خلال عدة مبادرات قادمة كمحطة إنتاج الوقود المستدام للطائرات، كما أن هناك مبادرات حثيثة من القطاع الخاص لهذا الموضوع لتعظيم الفائدة للمطارات وتقليل بصمتها البيئية وتحقيق وفورات كبيرة على المدى الطويل؛ وهذا التقدم يأتي ترجمة لجهود الحكومة في تشجيع استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة.

إلى جانب ذلك تعمل الوزارة على تعظيم دور تقنية المعلومات والاتصالات من خلال خفض الانبعاثات في مراكز البيانات وفي أبراج الاتصالات كطريقة مباشرة لتقليل الانبعاثات.

طريق دبا ليما خصب

وأطلقت الوزارة عدة مبادرات محلية في مجال التنقل الأخضر وهي مبادرة تنفيذ مشروع طريق دبا ليما خصب باستخدام معدات كهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية حيث يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط، كما تم تدشين مبادرة مشروع الممرات الخضراء للشاحنات حيث يتم استخدام شاحنات تعمل بطاقة الهيدروجين الأخضر؛ مما يعزز الاستدامة في قطاع النقل، إلى جانب ذلك تم تدشين مبادرة مشروع الوقود المستدام للطائرات بهدف تطوير حلول تكنولوجية لإنتاج واستخلاص وقود طائرات أكثر استدامة (SAF)، مع التركيز على المصادر الطبيعية المتجددة، بالإضافة إلى إطلاق مشروع تجريبي لتفعيل الدراجات الكهربائية في توصيل الطعام حيث يتم استخدم الدراجات الكهربائية في توصيل الطلبات في سلطنة عمان بهدف تقليل انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة.

3 مراحل للحياد الصفري

وقال سعادته: قسمت الوزارة خطتها في الحياد الصفري الكربوني إلى 3 مراحل: المرحلة الأولى (تخفيض الانبعاثات بنسبة 3 بالمائة بحلول 2030)، والمرحلة الثانية (تخفيض الانبعاثات بنسبة 34 بالمائة بحلول 2040)، والمرحلة الثالثة (تخفيض الانبعاثات بنسبة 100 بالمائة بحلول 2050).

مؤكدا بأنه وفي كل هذه المراحل هناك مشاريع ومستهدفات لفئات مختلفة، ففي المرحلة الأولى تسعى الوزارة للوصول إلى أكثر من 22 ألف مركبة كهربائية أي بنسبة 35 بالمائة من المركبات الخفيفة الجديدة، وتخفيض الانبعاثات بنسبة 40 بالمائة من المعدات الثقيلة باستخدام تكنولوجيا الاحتراق المزدوج الذي تم تطويره محليا بنسبة 100 بالمائة، إضافة إلى استخدام الوقود الحيوي في وسائل النقل العام كما يتم العمل على تحويل بعض المعدات في الموانئ إلى معدات صديقة للبيئة تستخدم طاقة الكهرباء.

وفي المرحلة الثانية تستهدف الوزارة الوصول إلى أكثر 180 ألف سيارة كهربائية جديدة بحلول عام 2040، والذي يشكل نسبة 65 بالمائة من المركبات الجديدة، وتعمل الوزارة أيضًا على تحديد العمر التشغيلي لمركبات النقل العام بما يسهم في تقليل الانبعاثات، إضافة إلى إنشاء مركز إقليمي لتزويد السفن بالوقود الأخضر، وسيشكل نقلة نوعية في المنطقة، وتطوير محطات الحافلات والمباني في القطاعات المختلفة لتركيب ألواح شمسية تسهم في خفض الانبعاثات.

وتستهدف الوزارة في المرحلة الثالثة استخدام تقنيات الهدروجين أو الكهرباء للشاحنات والمعدات الثقيلة بشكل كامل لتسهم في خفض الانبعاثات بنسبة 100 بالمائة، وستكون المركبات الخفيفة الجديدة بنسبة 100 بالمائة تعمل بتقنيات الهدروجين لتحقق النسبة المستهدفة وتحقيق الحياد الصفري المعلن لسلطنة عُمان في عام 2050.

وأشار سعادة المهندس وكيل النقل إلى أن هناك عددا من التحديات في هذا المجال تتمثل في عدم توفر بنية أساسية لإنتاج وتوريد الهيدروجين خلال المرحلة الحالية، وأن قطاع المعدات الثقيلة يعتبر ذو تكلفة عالية لحداثة التكنولوجيا، إضافة إلى أن كلفة تحويل المعدات المستخدمة في الموانئ إلى معدات صديقة للبيئة، وكذلك الوعي المجتمعي بأهمية تقليل الانبعاثات.

إضافة إلى تحدي إعادة هيكلة البنية الأساسية لاستخدام الدراجات الكهربائية مثل تخصيص مسار خاص للدراجات أو تخصيص حارة للشاحنات التي تعمل بالهيدروجين، وعدم توفر مراكز خدمة معتمدة غير الوكالات لقطع الغيار للمركبات أو الدراجات الكهربائية أو صيانتها، وارتفاع الأسعار في إجراءات التأمينية للمركبات الكهربائية.

مستقبل التنقل الأخضر

وأوضح سعادة المهندس خميس الشماخي أن سلطنة عمان قطعت خطوات مهمة خلال السنوات الماضية نحو تحقيق رؤية مستقبل التنقل الأخضر لعام 2050 للتقليل من الانبعاثات الكربونية، ففي 2023 بلغ عدد إجمالي المركبات الكهربائية 550 مركبة كهربائية وارتفع ذلك الرقم في 2024 بنسبة بلغت حوالي 300% بوصولنا إلى ما يقارب 1500 مركبة كهربائية.

مشيرا إلى أنه تم بالتعاون مع القطاع الخاص في 2023 تركيب نقاط شحن للمركبات الكهربائية بما يزيد على (120) نقطة شحن، ونتوقع بنهاية هذا العام أن يصل عدد الشواحن إلى ما يزيد على 200 نقطة شحن، وما يزيد على 350 نقطة شحن في عام 2027 في مختلف محافظات السلطنة.

خفض انبعاثات الغازات

وأكد سعادته أن سلطنة عمان تسعى لتحقيق الاستراتيجية الطموحة التي وضعت إلى عام 2050 وهي خفض نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن قطاع النقل، وذلك من خلال التشجيع على استخدام المركبات الكهربائية، والشاحنات الصديقة للبيئة، واستخدام الوقود الحيوي والهيدروجين، إلى جانب تشجيع استخدام النقل العام الصديق للبيئة، كما تسعى الإستراتيجية إلى إيجاد فرص استثمارية لتطوير صناعات السيارات الكهربائية لخلق فرص وظيفية ذات صلة بالتنقل الأخضر المستدام، إضافة إلى تعظيم النقل العام في قانون النقل البري ودراسة الازدحام المروري ومراجعة القانون ومطابقته بالممارسات العالمية لخفض الانبعاثات، كما تسعى السلطنة للمشاركة في الجهود الإقليمية والدولية لتعزيز التنقل الأخضر.

مقالات مشابهة

  • دولة رئيس وزراء بيلاروس يصل سلطنة عُمان في زيارة رسمية
  • سفير لبنان لدى عمان: 40 طنا من الأدوية والمساعدات تصل إلى بيروت غدا
  • منتدى يستعرض الفرص الاستثمارية بين سلطنة عمان وباكستان
  • «مدينة السلطان هيثم».. هندسة عمرانية وموروث حضاري على أرض عُمان
  • آخر تطورات "الحالتين الجويتين" في طقس سلطنة عمان.. عاجل
  • حالتان جويتان في طقس سلطنة عمان
  • سلطنة عمان.. خطط طموحة لتطوير النقل الأخضر و 3 مراحل للحياد الصفري
  • حالتان جويتان في طقس سلطنة عمان.. عاجل
  • عودة اصدار تأشيرات دخول السودانيين إلى سلطنة عمان والبداية بهذه الفئة