بوابة الوفد:
2025-01-08@22:32:57 GMT

أوطاننا حيث يحبنا الناس

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

بعد عشرين عاماً من الحلم والسعى قال لى صديقى المهاجر إلى بلاد العم سام «عشت وهماً».لا أمريكا يوتوبيا ذهبية، ولا أوروبا أرض ميعاد، ولا مكان على الأرض يصلح حلماً مثالياً للعيش. فى كل مكان ثمة أوجاع.

قال لى صديقى «أشعر بأننى سأموت وحيداً. لن يودعنى محبون. سينظر البعض لجنازتى دون عطف، ولن يكترث أحد بأن روحاً من هذا العالم فارقت نحو عالم آخر».

ما سمعته سمعته من كثيرين غيره، لكن سمعت أيضاً عكسه.

أنا ابن جيل كفر بالحدود، وسئم من الشعارات الرنانة. شباباً تمردنا على كل قديم، موروث، شعارات مقولبة، خاصة تلك الكلمات المغرقة فى المثالية اللفظية التى وصلتنا من عهد جمال عبدالناصر. كبرنا على انطفاء حلم القومية العربية بغزو صدام حسين المفزع لديار جيرانه تحت جنح الظلام، وشببنا على صراعات الهوية العبثية فى بلاد لم تقدر العلوم والفنون كما ينبغى. آمنا أن الألق بعيد، والتحقق لن يكون سوى خارج الخريطة العربية المحفوظة. لسنوات طويلة كنت أكتب أبيات الشافعى الشهيرة على دفاترى كدليل سير «سافر تجد عوضاً عمن تفارقه/ وانصب فإن جميل العيش فى النصبِ: إنى رأيت وقوف الماء يفسده/ إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطبِ».

كانت عيناى متعلقتين بالآخرين، كتباً، أدباً، صحافة، فكراً. ألغى الحواجز، وأعادى نظرية المؤامرة، وانفتح على الخارج بكل طاقة. كُنت هناك، وأنا هنا، لكننى لم أهاجر ولا أدرى حتى الآن السبب، لكننى فى النهاية سعيد وراضٍ تماما.

كان حلم الهجرة وما زال حلماً شائعاً لدى الشباب فى جيلى والأجيال التالية، لأن اتساع القبح حول الجميع، يدفع المرء دوماً إلى أن يظن أن ما لم يعشه بالضرورة أفضل مما عاشه، فيسعى ويخطط ويرسم تصوراته، ويحاول المرة تلو المرة، حتى يدرك مناله.

صاحبت عشرات حلموا بعيش كريم فى بلاد الغرب، تلك الدول المتقدمة، حيث الحياة أكثر رخاء، والدخول أعلى، والنظم أكرم، والضجيج أقل، والحقوق أقسط، لكنهم هم أيضاً تألموا بعدما بلغوا مرادهم فقرروا العودة فى خريف العمر، أو حلموا بها، مقررين أن شيئاً ما ينقصهم.

وعلى الجانب الآخر فثمة مَن خطفتهم المنافى، وتغربوا، وانعجنوا بطين الأرض الأخرى، فصارت أوطانهم، لكن الأمر نسبى.

يبدو اللغز محيراً، وتختلف صيغته من إنسان لآخر، كما تختلف الأجوبة. كتب المفكر المصرى المهاجر إيهاب حسن (1925-2015) فى سيرته المعنونة «الخروج من مصر» أنه كان يرى كابوساً مفزعاً بعد هجرته يتمثل فى إجباره على العودة لمصر بالقوة. لكن المفكر الفلسطينى المهاجر إدوارد سعيد (1935-2003) كتب أيضاً فى سيرته، أنه كان يشعر دوماً بعد وصوله إلى أمريكا أنه ليس فى مكانه.

ويبدو أن الشاعر العظيم أبى العتاهية وصلته بعض هذه الحيرة، فكتب يوماً بيت شعر جميلاً يقول «طلبت المستقر بكل أرضٍ.. فلم أجد لى بأرض مستقراً».

هل تبدو الهجرة باب أمل؟ بالقطع لا. اختتم مقالى وأنا أستمع لأغنية جميلة من كلمات مدحت العدل، ولحن وغناء أحمد الحجار تقول «يعنى إيه كلمة وطن؟ يعنى أرض حدود. مكان. ولا حالة م الشجن؟ ولا إيه ولا إيه ولا إيه؟؟. شاى الحنين على قهوة ف الظاهر هناك. نسمة عصارى السيدة ودير الملاك».

أقول لكم: الوطن حب الناس أولاً. أينما وجدوا وعاشوا وماتوا.

والله أعلم.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد أوروبا الشعارات الرنانة

إقرأ أيضاً:

مقاطعة الأسعار الباهظة! تركيا تصدر بيانًا قويًا: أرسل شكواك من أي مكان

دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،  المواطنين إلى “مقاطعة” الشركات التي تمارس زيادات باهظة في الأسعار بعد رفع الحد الأدنى للأجور، موضحًا ضرورة التصدي لهذه الممارسات.

فحص دقيق للشكاوى
بدوره صرح وزير التجارة عمر بولات أنه يتم فحص الشكاوى المتعلقة بممارسات الأسعار الباهظة بدقة، وقال: “لن نسمح للانتهازيين والمكتنزين والجشع وعقلية السوق السوداء في هذا الصدد.”
كما تم دعوة المواطنين لإحالة شكاواهم إلى الوزارة عبر كافة القنوات المتاحة.

عمليات التفتيش لضمان المنافسة العادلة
وفي هذا السياق تقوم وزارة التجارة في تركيا بتنفيذ عمليات تفتيش شاملة لضمان المنافسة العادلة في السوق وحماية حقوق المستهلكين، فضلاً عن التصدي للزيادات غير المبررة في الأسعار.

كما يمكن للمواطنين أيضًا تقديم شكاواهم إلى المؤسسات المعنية بطرق متعددة، بحيث  تأخذ الوزارة في اعتبارها التغيرات في ظروف السوق، والخصائص العامة للقطاع، وتغيرات عادات الاستهلاك، بالإضافة إلى الشكاوى التي يتلقاها من المستهلكين.

الخط الساخن للمستهلكين
يمكن للمستهلكين الإبلاغ عن مشاكلهم وشكاواهم من خلال الاتصال بخط ALO175 الموجود داخل وزارة التجارة، حيث يمكنهم الحصول على معلومات حول المنتجات التي تشكل خطرًا على صحة الإنسان وسلامة ممتلكاته.

ويمكن للمواطنين الاتصال بالرقم المحدد لتقديم تفاصيل حول المنتج أو الخدمة، مثل الاسم، والعلامة التجارية، والطراز، وتاريخ ومكان الشراء، بالإضافة إلى مشكلات كالأسعار المرتفعة أو السلع المعيبة أو نقص الخدمة.

طريقة تقديم الشكاوى عبر الحكومة الإلكترونية
يمكن للمستهلكين تسجيل الدخول إلى الحكومة الإلكترونية باستخدام معلوماتهم وتقديم شكاوى حول الشركات التي يعتقدون أنها تمارس زيادات غير عادلة في الأسعار أو التخزين. يمكنهم كتابة “إشعار شكوى زيادة الأسعار غير العادلة” في محرك البحث بالموقع واتباع التعليمات اللازمة.

مقالات مشابهة

  • سقط من مكان مرتفع.. تفاصيل العثور على جثة طالب أعلى عقار بالهرم
  • قمة المليار متابع تجمع منصات التواصل الاجتماعي في مكان واحد
  • مقاطعة الأسعار الباهظة! تركيا تصدر بيانًا قويًا: أرسل شكواك من أي مكان
  • أردوغان: لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا الجديدة
  • أردوغان يشدد على أمن العراق ويؤكد: لا مكان للإرهابيين في سوريا
  • رئيس وزراء لبنان: قرار مجلس الأمن رقم 1701 ملزم لإسرائيل أيضا
  • إسرائيل: حماس تعرف "تماماً" مكان وجود الرهائن
  • أحمد موسى: إحنا مش أي شعب والقيادة اللي عندنا مش موجودة في أي مكان
  • رشوان توفيق: رأيت في المنام أيضا سيدنا إبراهيم وموسى وعيسى
  • من حافظ إلى بشار الأسد.. هكذا سقط النظام السوري في لبنان أيضا