عقب منحها جائزة نوبل للسلام لهذا العام، وصفت منظمة «نيهون هيدانكيو» للناجين من القنبلة الذرية فى مدينتى «هيروشيما» و«ناجازاكى» خلال الحرب العالمية الثانية الوضع فى غزة بما حدث فى اليابان قبل 80 عاماً، ربما لاحظت تلك المنظمة ما لم تلاحظه الولايات المتحدة الأمريكية المجرم الأول فيما حدث والشريك الحالى فيما يحدث الآن فى غزة والأراضى العربية على يد «نتنياهو» وأتباعه، وعلينا من باب تفسير الماء بالماء أن نوضح أوجه التشابه التى ترقى لدرجة التطابق بين الجريمتين رغم مرور ثمانية عقود بينهما، ربما نحافظ على حياة عدد من أطفال فلسطين «الأيتام» ممن فقدوا عائلاتهم بالكامل كشهود عيان على تلك الجرائم فى المستقبل البعيد.
الوجه الأول:
الدمار والخراب وعدد القتلى، هى السمات الأبرز فى الحالتين، فإذا كان عدد القتلى فى «هيروشيما» و«ناجازاكى» يقترب من 100 ألف شخص، فإن هذا العدد يظل نسبياً بسبب المشاكل المتعلقة بتعداد السكان اليابانيين فى زمن الحرب، ثم الرقابة الصارمة و«كتم الأصوات» والسرية التى فرضتها الولايات المتحدة على التأثير الإشعاعى ومن قتلوا نتيجة التعرض لهذا الإشعاع الذرى لاحقاً، وهذا ما ينطبق على غزة ويتطابق معها، فرغم البيانات الرسمية التى تشير إلى أن عدد الضحايا تجاوز الأربعين ألف شهيد، فإن هناك مخاوف كما ذكرت صحيفة «الجارديان البريطانية» من أن يصل عدد الضحايا إلى 186 ألف فلسطينى بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية التى سببتها الحرب.
الوجه الثانى:
بعد إلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على «هيروشيما»، لقى أكثر من 90% من سكان وسط المدينة حتفهم، وحمل ألفى طفل لقب يتيم بعد أن قضت القنبلة على عائلاتهم بالكامل، وماتت كل أسر النازحين تقريباً، وتوضح شهادة «شوسو كاواموتو» أحد الناجين من «الهيباكوشا» وهم الأطفال الأيتام الناجين فى هيروشيما، أن الطريقة الوحيدة التى تمكن بها الأطفال من البقاء على قيد الحياة هى كشط الطعام المتبقى فى الأوانى، ويؤكد «شوسو» أنه رأى العديد من الأطفال يموتون جوعاً، وإن بعضهم مات والحجارة فى أفواههم!
أليس هذا ما يحدث فى غزة الآن، ثم أضف إليه وعليه، الإجرام والفجور المتزايد وغير المسبوق للكيان المحتل باستهداف موظفى ومقرات إغاثة اللاجئين «الأونروا» فى فلسطين، وقصف قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل» فى جنوب لبنان.
الوجه الثالث:
الإبادة المقصودة، صباح يوم السادس من أغسطس 1945 الساعة الثامنة والربع و17 ثانية، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى «الولد الصغير» وتزن 5 أطنان على «هيروشيما» التى يسكنها نحو نصف مليون نسمة، وفى صباح التاسع من أغسطس فى الساعة الثامنة والنصف ألقت القنبلة الثانية «الرجل الثمين» على مدينة «ناجازاكى» التى يسكنها ربع مليون نسمة، المفارقة هنا الفارق الزمنى بين إلقاء القنبلتين، فلم تتراجع الولايات المتحدة عن الضربة الثانية رغم الدمار الشامل الذى سببته الأولى وسجلته آلات التصوير التى رافقت الحدث!، هذا الدمار الشامل والمتعمد هو انعكاس لما نشاهده فى غزة الآن، فـ«بيبى» اليوم تلميذ لـ«بيبى» الأمس.. طريق الإجرام واحد!
الوجه الرابع:
المساواة بين عشرات الجنود وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، فعند زيارة «أوباما» كأول رئيس أمريكى فى الحكم يزور «هيروشيما»، مايو 2016، لم يعتذر عن هذا الفعل الآثم، وعبر بلهجة عاطفية عن حزنه الذى جمع فيه بين أكثر من مائة ألف رجل وامرأة وطفل يابانى، وعشرات الأمريكيين الذين كانوا أسرى!، ثم يستغل هذا الحدث كفرصة للتأكيد على تعهدات بلاده بالاستمرار فى تحقيق الأمن والسلام!
الخلاصة
سلام «الراية البيضاء» قد يصلح فى إنهاء حرب وليس فى اغتصاب أرض!
وهذا الفارق الوحيد الذى وجدته بين الحالتين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أشرف عزب جائزة نوبل للسلام نيهون هيدانكيو هيروشيما الحرب العالمية الثانية الولايات المتحدة الأمريكية نتنياهو الماء بالماء الولایات المتحدة فى غزة
إقرأ أيضاً:
مصرع 33 أمريكيا جراء أعاصير وسط الولايات المتحدة
قُتل ما لا يقل عن 33 شخصًا وأصيب العشرات عندما اجتاحت الأعاصير والعواصف العنيفة وسط الولايات المتحدة، حيث حذر خبراء الأرصاد الجوية من توقع طقس أكثر سوءًا يوم الأحد.
وأظهرت الأخبار أسقفًا ممزقة من المنازل وشاحنات كبيرة منقلبة، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.
قالت الشرطة إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في كانساس في حادث تصادم شمل أكثر من 50 مركبة، بسبب انخفاض الرؤية خلال "عاصفة رملية شديدة".
وأكدت دورية الطرق السريعة بولاية ميسوري 12 حالة وفاة مرتبطة بالعاصفة ونشرت صورًا لقوارب مكدسة فوق بعضها البعض في مرسى دمره الطقس.
وأفادت شرطة الولاية بسقوط أشجار وخطوط كهرباء، بالإضافة إلى أضرار لحقت بالمباني مع تأثر بعض المناطق بشدة "بالأعاصير والعواصف الرعدية والبرد".
وفي ولاية ميسيسيبي، جنوبًا، قال حاكم الولاية إنه تم الإبلاغ عن ست وفيات وفقدان ثلاثة أشخاص في وقت متأخر من يوم السبت.
وفي الوقت نفسه، قالت السلطات المحلية في تكساس إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في حوادث مرورية مرتبطة بالعواصف الترابية والحرائق التي قللت من الرؤية على الطرق.
وفي ولاية أركنساس المجاورة، قال المسؤولون إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم وأصيب 29 آخرون في العاصفة.
وأعلنت الحاكمة سارة هاكابي ساندرز حالة الطوارئ ردًا على ذلك وقالت إنها تحدثت إلى الرئيس دونالد ترامب.
انقطعت الكهرباء عن ما لا يقل عن 250 ألف منزل وشركة في جميع أنحاء وسط الولايات المتحدة بحلول صباح يوم الأحد.
ومن المتوقع حدوث المزيد من الأعاصير في ولايات ساحل الخليج الوسطى، بما في ذلك ميسيسيبي وتينيسي.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية يوم السبت: "من المتوقع استمرار العديد من الأعاصير الكبيرة، والتي قد يكون بعضها طويل المسار وعنيفًا ، حتى هذا المساء".
تعد الأعاصير أعمدة هوائية تدور وتلامس الأرض من سحب رعدية ركامية ضخمة.
وتشهد ولايات تكساس وأوكلاهوما وكانساس الوسطى والجنوبية أعنف الأعاصير بسبب الظروف الجغرافية والجوية .
ويُطلق عليها "زقاق الأعاصير"، حيث تلتقي رياح ذات درجات حرارة متفاوتة على نطاق واسع في سحب عاصفة قوية ومتقلبة، وتحدث معظم العواصف من مايو إلى يونيو.
وفي عام 2024، توفي 54 شخصًا في حوادث متعلقة بالأعاصير في الولايات المتحدة.