كوريا الجنوبية ونوبل للآداب
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
لماذا فازت الروائية الكورية الجنوبية هان كانج بجائزة نوبل للآداب الخميس الجارى 10 أكتوبر 2024؟ هل ما أنجزته حتى الآن يستحق الظفر بأرفع جائزة عالمية فى الآداب؟ علماً أن عمرها لم يتجاوز الرابعة والخمسين بعد، فهى من مواليد 1970.
لم أقرأ لها سوى رواية واحدة اسمها (النباتية)، وهى رواية فاتنة بحق، لكن عندى الكثير لأكتبه عن كوريا الجنوبية، الأمر الذى يوضح طبيعة البيئة التى نشأت فى رحابها السيدة هان كانج.
من حسن الطالع أن المقادير وهبتنى زيارة كوريا الجنوبية ثلاث مرات فى أعوام 2006، و2007، و2008، وكل زيارة استمرت عشرة أيام كاملة، (كتبت عنها بالتفصيل فى دبى الثقافية)، حيث تجولنا فى العاصمة سيؤول وضواحيها، كما طرنا جنوباً إلى جزيرة جيجو.
من المفيد أن نذكر بعض المعلومات المهمة التى تكشف كيف كان هذا البلد، وإلى ماذا صار. فى عام 1961 كانت كوريا الجنوبية ضمن أفقر ثلاث دول فى آسيا، حيث بلغ متوسط دخل الفرد نحو 100 دولار فقط فى العام، أما فى 2006، فقد أضحت كوريا ضمن أغنى عشر دول فى العالم، وقد وصل متوسط دخل الفرد إلى 22 ألف دولار فى العام، علماً أن عدد السكان فى تلك السنة بلغ نحو 50 مليون نسمة.
أبرز ما لمسته فى كوريا الجنوبية شيوع ثقافة إتقان العمل، فعلى سبيل المثال: اصطحبونا لزيارة أحد مصانع شركة هيونداى لصناعة السيارت (فى سيؤول وحدها أربعة أفرع). المهم هذا المصنع ينتج 80 سيارة فى الساعة، وقد شاهدنا خط الإنتاج بأنفسنا فاعترانا الذهول.
الحفاوة بالجمال وتقديره فى كل ركن وزاوية فى البلاد أمر بالغ الأهمية لدى الكوريين، فالحدائق العامة منتشرة بكثافة والأشجار بأنواعها المختلفة هنا وهناك، أما الزهور فتتزين بها كل شوارع العاصمة، لدرجة أن قواعد أعمدة الإنارة عبارة عن أحواض زهور رائعة ألوانها تسر الناظرين.
فى الخامسة فجراً كنت أتجول يومياً فى شوارع سيؤول فور انبلاج نور الصباح، فأجد الناس فى حركة دائبة، ليتأكد لى أن الهمة العالية شعور طاغٍ يتمتع به جميع السكان فى هذا البلد الجميل.
اللافت أنهم صنعوا مدينة أخرى تحت الأرض، حيث يجرى مترو الأنفاق. مدينة تحتشد بالمحلات والكافيهات والمطاعم. أما الفنون فلها نصيب كبير جداً فى حياة الكوريين، من أول المتاحف ودور العرض المسرحى والسينمائى، حتى معارض الفنانين التشكيليين والمسلسلات التليفزيونية وحفلات الموسيقى والغناء.
وبالمناسبة أذكر أننى سمعت موسيقى (أنت عمرى) لعبدالوهاب، حيث رقصت على أنغامها ثلاث فتيات كوريات وسط ساحة فى السوق الشعبى بوسط المدينة. أما النظافة والانضباط المرورى والأدب الجم، فحدث عنها ولا تتحرج.
(على الدولة أن توفر لجميع المواطنين حق التمتع بالسعادة)... هذه فقرة فى الدستور الكورى، قرأتها وتأملت أحوالنا، فقلت السكوت أسلم.
فى تلك الأجواء البديعة نشأت الكاتبة هان كانج. أجواء تصالح الحياة وتعدها نعمة ينبغى التمتع بها، فكتبت وتخيلت وأبدعت... ثم قطفت جائزة نوبل للآداب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناصر عراق هان كانج جائزة نوبل للآداب كوريا الجنوبية کوریا الجنوبیة
إقرأ أيضاً:
ملف الإمارات ينافس كوريا الجنوبية وأستراليا في سباق «كأس آسيا 2030»
معتز الشامي (أبوظبي)
تستعد العاصمة الماليزية كوالالمبور، لاستضافة «النسخة 35»، من اجتماع الجمعية العمومية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمقرر في كوالالمبور السبت المقبل، حيث يصوت الأعضاء على البيانات المالية المدققة وتقرير المدققين للعام الماضي، والذي شهد تنظيم 16 بطولة تاريخية من الاتحاد الآسيوي، من بينها كأس آسيا 2023، بالإضافة إلى انطلاق عصر جديد من البطولات القارية على مستوى الأندية بنظامها المحدث، كما يقوم الأعضاء بالتصويت على ميزانية الاتحاد 2025 و2026، والتي تهدف إلى تفعيل مجموعة من أكبر الإصلاحات في تاريخ كرة القدم الآسيوية، حيث يتوقع أن يشهد الاجتماع التصويت على زيادة الميزانية وإقرارها بشكل يضمن استقرار البطولات على مستوى الأندية، خصوصاً المستحدث منها.
وتشير المتابعات إلى أن ملف استضافة كأس آسيا يشغل حيزاً على هامش الجمعية العمومية، لاسيما في التحركات التي تسبق وتلي الاجتماع، حيث سيوجد ممثلو الملفات المقدمة للاتحاد الآسيوي للترويج عن قدرات بلادهم أمام أعضاء الجمعية العمومية، ويكون حضور الإمارات لافتاً، حيث أعلن اتحاد الكرة التقدم بطل رسمي لاستضافة نسخة 2030 من البطولة، وينافس ملف الإمارات كلٌ من كوريا الجنوبية وأستراليا، وكل المؤشرات تؤكد تراجع التأييد لبقية الملفات الفردية، بينما يكون التركيز على الملفات الثلاث الأقوى، وهي الإمارات وكوريا الجنوبية وأستراليا، كما تقدم أوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان ملفاً مشتركاً.
وأشارت المصادر إلى أن هناك مجالاً لانسحاب بعض الملفات من السباق، بناء على المؤشرات الأولى التي ربما تكون حاضرة في الاجتماع المرتقب لكونجرس الاتحاد الآسيوي.