بوابة الوفد:
2024-12-17@00:22:47 GMT

نظرات فى فكر ابن خلدون ومكيافيلي

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

على الرغم من الفارق الزمنى الذى يفصل بين ابن خلدون (القرن الرابع عشر) ونيكولو مكيافيلى (القرن السادس عشر)، إلا أن كليهما يعتبر من أكثر المفكرين تأثيراً فى مجالات التاريخ والسياسة. فى حين يركز ابن خلدون فى كتابه «المقدمة» على دراسة تطور الحضارات وسقوطها من منظور اجتماعى، يركز مكيافيلى فى «الأمير» على فن الحكم والوسائل التى يمكن أن تضمن استقرار السلطة السياسية.

فى مقدمته الشهيرة يحذر ابن خلدون القراء بقوله إنه عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون؛ وتعُم الإشاعة وتطول المناظرات؛ وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر. ويطرح رؤية شاملة تقوم على الحتمية التاريخية؛ حيث يرى أن صعود وسقوط الحضارات يتبع دورة حتمية يمكن التنبؤ بها. تعتمد هذه الدورة على «العصبية» التى تشكل أساس قوة المجتمع، وتبدأ فى الضعف مع انغماس الأفراد فى الترف والانحلال. يرى ابن خلدون أن العوامل الاجتماعية والبيئية تلعب دوراً رئيسياً فى تطور المجتمعات، وهو ما يجعله رائداً فى دراسة علم الاجتماع.

ويوجه ميكيافيلى نصائحه للأمير بقوله، «ينبغى للأمير أن يكون محبوباً ومهوباً معاً، ولكن لما كان من الصعب أن تسير الخلتان معاً، فإن مهابته أسلم بكثير من محبته». يرى أن المثالية والفضيلة الشخصية تلحقها حكومات سيئة، ويدعم رأيه بقوله إن الأفعال التى قد يقوم بها الأمير والتى تكون «شريرة» فى ظاهرها هى الأصح فى مصلحة الدولة، وهذا ما يجب أن يكون وليست المُثل السامية.

بهذا يقدم ميكيافيلى رؤية براغماتية تتعامل مع الواقع السياسى بشكل مباشر، فهو يرى أن الحاكم يجب أن يتحلى بالمرونة والقدرة على اتخاذ قرارات قد تبدو غير أخلاقية للحفاظ على السلطة، فالقوة تكمن فى يد الحاكم، ويعتبر أن استخدام الخداع والقسوة فى بعض الأحيان ضرورة لتحقيق استقرار الدولة. إنه نص عملى يقدم نصائح للحكام حول كيفية التعامل مع تقلبات الحياة السياسية وضمان الاستمرار فى السلطة.

لكن ابن خلدون يركز على ضرورة التمسك بالاخلاق لنتائجها النفعية: «السياسة المدنية هى تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى الأخلاق والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه».

والملاحظ أن ابن خلدون ومكيافيلى يتناولان مسألة السلطة والحكم من زوايا مختلفة. يرى ابن خلدون أن قوة الحاكم ترتكز على قوة المجتمع وتماسكه، فى حين يركز مكيافيلى على براعة الفرد وقدرته على التكيف مع الظروف المحيطة. وبينما يعتمد ابن خلدون على التحليل الفلسفى والمنهجى للتاريخ، يميل مكيافيلى إلى تقديم نصائح مباشرة تهدف إلى تحقيق الأهداف السياسية بأكثر الطرق فاعلية.

إن المفكرين يمثلان ركيزتين أساسيتين فى تاريخ الفكر السياسى، ويعكسان التحديات والهموم المشتركة التى تواجهها المجتمعات والسلطات الحاكمة على مر العصور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ابن خلدون ابن خلدون

إقرأ أيضاً:

ممثل الحاكم في العين: تلبية احتياجات المواطنين في قمة الأولويات

أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، أن تلبية احتياجات المواطنين تظل في قمة أولويات القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال سموه عبر منصة «إكس»: «قمنا بجولة تفقدية في مختلف أنحاء منطقة العين للاطلاع على أبرز المرافق المجتمعية والمشاريع التنموية.. تظل تلبية احتياجات المواطنين في قمة أولويات القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، انطلاقاً من الإيمان الراسخ بأن الإنسان هو أساس التنمية، وبأن رفاهه هو الهدف الأسمى دائماً».

مقالات مشابهة

  • ممثل الحاكم في العين: تلبية احتياجات المواطنين في قمة الأولويات
  • كوريا الجنوبية: استقالة زعيم الحزب الحاكم والموافقة على قرار عزل الرئيس
  • الرئيس الصيني يقلل من خلافات الحزب الشيوعي الحاكم
  • زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يتنحى عن منصبه بعد عزل الرئيس
  • زعيم حزب سلطة الشعب الحاكم الكوري يتنحى عن منصبه بعد عزل الرئيس
  • استقالة زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية تثير تساؤلات حول مستقبل القيادة
  • بعد عزل الرئيس..زعيم الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية يتنحى عن منصبه
  • استقالة رئيس الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية
  • استقالة رئيس الحزب الحاكم بكوريا الجنوبية
  • سلطان القاسمي: العمل في الشارقة يركز على تأسيس الإنسان