بوابة الوفد:
2024-10-13@18:20:32 GMT

نظرات فى فكر ابن خلدون ومكيافيلي

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

على الرغم من الفارق الزمنى الذى يفصل بين ابن خلدون (القرن الرابع عشر) ونيكولو مكيافيلى (القرن السادس عشر)، إلا أن كليهما يعتبر من أكثر المفكرين تأثيراً فى مجالات التاريخ والسياسة. فى حين يركز ابن خلدون فى كتابه «المقدمة» على دراسة تطور الحضارات وسقوطها من منظور اجتماعى، يركز مكيافيلى فى «الأمير» على فن الحكم والوسائل التى يمكن أن تضمن استقرار السلطة السياسية.

فى مقدمته الشهيرة يحذر ابن خلدون القراء بقوله إنه عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والأفاقون والمتفقهون والانتهازيون؛ وتعُم الإشاعة وتطول المناظرات؛ وتقصر البصيرة ويتشوش الفكر. ويطرح رؤية شاملة تقوم على الحتمية التاريخية؛ حيث يرى أن صعود وسقوط الحضارات يتبع دورة حتمية يمكن التنبؤ بها. تعتمد هذه الدورة على «العصبية» التى تشكل أساس قوة المجتمع، وتبدأ فى الضعف مع انغماس الأفراد فى الترف والانحلال. يرى ابن خلدون أن العوامل الاجتماعية والبيئية تلعب دوراً رئيسياً فى تطور المجتمعات، وهو ما يجعله رائداً فى دراسة علم الاجتماع.

ويوجه ميكيافيلى نصائحه للأمير بقوله، «ينبغى للأمير أن يكون محبوباً ومهوباً معاً، ولكن لما كان من الصعب أن تسير الخلتان معاً، فإن مهابته أسلم بكثير من محبته». يرى أن المثالية والفضيلة الشخصية تلحقها حكومات سيئة، ويدعم رأيه بقوله إن الأفعال التى قد يقوم بها الأمير والتى تكون «شريرة» فى ظاهرها هى الأصح فى مصلحة الدولة، وهذا ما يجب أن يكون وليست المُثل السامية.

بهذا يقدم ميكيافيلى رؤية براغماتية تتعامل مع الواقع السياسى بشكل مباشر، فهو يرى أن الحاكم يجب أن يتحلى بالمرونة والقدرة على اتخاذ قرارات قد تبدو غير أخلاقية للحفاظ على السلطة، فالقوة تكمن فى يد الحاكم، ويعتبر أن استخدام الخداع والقسوة فى بعض الأحيان ضرورة لتحقيق استقرار الدولة. إنه نص عملى يقدم نصائح للحكام حول كيفية التعامل مع تقلبات الحياة السياسية وضمان الاستمرار فى السلطة.

لكن ابن خلدون يركز على ضرورة التمسك بالاخلاق لنتائجها النفعية: «السياسة المدنية هى تدبير المنزل أو المدينة بما يجب بمقتضى الأخلاق والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه».

والملاحظ أن ابن خلدون ومكيافيلى يتناولان مسألة السلطة والحكم من زوايا مختلفة. يرى ابن خلدون أن قوة الحاكم ترتكز على قوة المجتمع وتماسكه، فى حين يركز مكيافيلى على براعة الفرد وقدرته على التكيف مع الظروف المحيطة. وبينما يعتمد ابن خلدون على التحليل الفلسفى والمنهجى للتاريخ، يميل مكيافيلى إلى تقديم نصائح مباشرة تهدف إلى تحقيق الأهداف السياسية بأكثر الطرق فاعلية.

إن المفكرين يمثلان ركيزتين أساسيتين فى تاريخ الفكر السياسى، ويعكسان التحديات والهموم المشتركة التى تواجهها المجتمعات والسلطات الحاكمة على مر العصور.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ابن خلدون ابن خلدون

إقرأ أيضاً:

"الأحرار" تدين مطاردة أجهزة السلطة للمقاومين في طوباس

غزة - صفا أدانت حركة الأحرار، مطاردة ومحاصرة أجهزة أمن السلطة لرجال وأبطال المقاومة في طوباس، ونحن في ذروة مواجهة العدو الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت الحركة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم السبت: "في الوقت الذي نحن أحوج فيه إلى الوحدة الوطنية والالتفاف حول خيار المقاومة، نجد أن البعض من أبناء جلدتنا للأسف مازالوا يراهنون على إمكانية التعايش مع هذا المحتل على أساس حل الدولتين، والمضي قدمًا في التنسيق الأمني وتبادل الأدوار، وأن يكونوا العصا الغليضة والخنجر المسموم في ظهور وأعناق شبابنا ورجالنا في فصائل المقاومة، الذين يعدون العدة لمواجهة ومقارعة الجيش الصهيوني وجرائمة النازية". وطالبت السلطة بتحكيم العقل والنظر إلى حساسية ووطنية الموقف وحقيقة المخططات الصهيوأمريكية التي تطبق في غزة والضفة والقدس، من جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي للشعب الفلسطيني بكل طوائفه ومكوناته. ودعتها للعمل على لجم أجهزتها الأمنية عن تلك التجاوزات وتحويل فوهة بنادقها للعدو والنزول في خندق واحد مع رجال وأبطال المقاومة في مواجهته. 

مقالات مشابهة

  • حميدتي كنكبة!!
  • رويترز: إردوغان يشير لاحتمال إجراء تعديل وزاري وتعيين نواب جدد لرئيس الحزب الحاكم
  • "الأحرار" تدين مطاردة أجهزة السلطة للمقاومين في طوباس
  • التكبالي: المنفي يسعى إلى الحصول على استفتاء شعبي ليكون الحاكم الوحيد المتمكن في البلاد
  • الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا يستدعي قيادياً بعد زيارته المغرب ولقاء بوريطة
  • التكبالي: المنفي يسعى أن يكون الحاكم الوحيد المتمكن في البلاد
  • الدغاري: توحيد السلطة التنفيذية ضروري لحل الأزمة الليبية
  • تحديث ميزات Zoom يركز على مساعد الذكاء الاصطناعي
  • لماذا يركز الجيش الإسرائيلي على الطائفية لوصف مجريات الحرب بلبنان؟