بحث تطوير أدوات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بـ"ملتقى البريمي التقني"
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
البريمي- ناصر العبري
نظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي، ممثلة بدائرة تقنية المعلومات، ملتقى البريمي التقني تحت شعار "رؤى تقنية متجددة"، برعاية الدكتور فيصل بن علي البوسعيدي المدير العام للمديرية العامة لتقنية المعلومات بوزارة التربية والتعليم، وبحضور سيف بن حمد العبدلي المدير العام، ومديري ومديرات دوائر تقنية المعلومات بديوان عام الوزارة والمحافظات التعليمية.
ويهدف الملتقى الذي يستمر لمدة يومين إلى استشراف المستقبل الرقمي وتعزيز التحول الرقمي وتطوير القيادة الرقمية وبناء شبكة تعاون استراتيجية والابتكار والتطوير المستدام، إذ يتطرق إلى عدد من المحاور ومنها: تطوير تطبيقات وأدوات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعزيز الأمن والخصوصية وتعزيز المعرفة وتبادل الخبرات والتجارب التقنية، ومناقشة التحديات الحالية والمستقبلية في مجال تقنية المعلومات ودعم مبادرات التحول الرقمي والتطبيقات المبتكرة في التعليم.
وفي كلمتها، قالت موزة بنت خميس البادية مديرة دائرة تقنية المعلومات: "يعكس الملتقى التزام الوزارة بمواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، إذ إنه يسهم في بناء نظام تعليمي متكامل يعتمد على أحدث الأدوات والبرامج الرقمية، مما يعزز من فعالية التعليم ويخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلا وابتكارا".
وقدم الدكتور مدير عام المديرية العامة لتقنية المعلومات ورقة حول مجال نظم المعلومات والخدمات الرقمية والدعم الفني والشبكات، كما قدم مكتب محافظ البريمي ورقة استراتيجيات التحول الرقمي، وتم افتتاح المعرض المصاحب الذي تكون من 5 أركان رئيسية وهي: ركن الابتكار وركن تقنيات التعليم وركن مختبرات العلوم وركن الفنون التشكيلية وركن الشركات.
وقدمت بدرية العبرية أخصائية إدارة مشاريع التحول الرقمي بمكتب إدارة مشاريع تقنية المعلومات ورقة تحدثت فيها عن "مستجدات التحول الرقمي"، ثم قدمت شركة نسمة للاتصالات الراعي الرئيسي لملتقى البريمي التقني ورقة بعنوان: "الابتكار في قطاع التعليم" قدمها محمد نعمان عثمان مدير تقنية المعلومات والشبكات وأمن المعلومات في مؤسسة نسمة للاتصالات، وقدم عمرو سليمان رئيس وحدة حاول التكنولوجيا الرقمية ورقة "تحول التعليم: لماذا وكيف؟"، واختتم اليوم الأول بعرض المنتجات قدمتها شركة بينوا للتكنولوجيا واستعرضها المهندس فيجيش فيجاياكومار مدير المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمهندس ابيشيك مدير المبيعات في الشرق الأوسط.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
%92 من الطلاب يستخدمونه.. الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر التعليم الجامعي
أثار تقرير حديث يحذر الجامعات البريطانية من ضرورة "اختبار إجهاد" التقييمات في ظل استخدام 92% من الطلاب للذكاء الاصطناعي، جدلاً واسعاً حول مستقبل التعليم الجامعي ودور الذكاء الاصطناعي فيه.
يشير البروفيسور أندرو موران من جامعة لندن متروبوليتان إلى أن الجامعات، التي كانت تعتبر لقرون مخازن للمعرفة والحقيقة، بدأت تفقد هذا الدور عندما تراجعت قيمة الخبراء وضعف التفكير النقدي واستقطب الخطاب العام بشكل متزايد.
ندرة المعرفة وتحديات المصادر التقليديةفي هذا العالم، يتم رفض المصادر التقليدية للمعرفة بشكل متزايد، الكتب والمقالات الصحفية ووسائل الإعلام القديمة تواجه تحديات من خلال التطورات في عرض المعلومات واسترجاعها، وعلى رأسها التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، وأدى ذلك إلى "ندرة المعرفة"، على حد تعبير موران.
قوائم القراءة المنسقة، التي يقضي الأكاديميون وقتًا في البحث عنها وتسليط الضوء على المفكرين والكتابات الرئيسية، غالبًا ما يتم تجاهلها من قبل الطلاب لصالح بحث جوجل.
وإذا لم يعجب الطالب ما يقرأ، يمكنه ببساطة التمرير إلى اليسار، ويمكن للخوارزميات بعد ذلك إرسال الطلاب في اتجاهات غير متوقعة، غالبًا ما تحولهم عن الصرامة الأكاديمية إلى موارد غير أكاديمية.
يؤكد موران أهمية توفير مواد التعلم للطلاب على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لكنه يتساءل: "هل تصبح المعرفة سلعة استهلاكية أخرى؟" فهي متاحة بلمسة زر عبر الإنترنت، ويتم توصيلها بشكل فعال إلى بابك، وهناك العديد من المنافذ للاختيار من بينها.
قد تكون هناك كمية، ولكن ليس بالضرورة جودة: الذكاء الاصطناعي هو السلعة الاستهلاكية المطلقة.
يثير هذا الأمر تساؤلات جوهرية حول ليس فقط ما نعنيه بالمعرفة، ولكن أيضًا ما سيكون دور التعليم والأكاديميين في المستقبل.
ويقول موران: "أستطيع أن أقدر فوائد الذكاء الاصطناعي في العلوم أو الاقتصاد أو الرياضيات، حيث الحقائق غالبًا ما تكون غير قابلة للشك، ولكن ماذا عن العلوم الإنسانية والاجتماعية، حيث الكثير قابل للطعن؟"
ويحذر من أننا نفقد أرضية بسرعة أمام تغييرات مجتمعية عميقة يمكن أن يكون لها عواقب لا يمكن تصورها على الجامعات إذا لم نستجب بسرعة.
التفكير النقدي في مواجهة الذكاء الاصطناعيمن جهته، يعبر محاضر جامعي في العلوم الإنسانية عن عدم استغرابه من الزيادة الهائلة في استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه يتم الترويج له بقوة من قبل شركات التكنولوجيا باعتباره سلعة موفرة للوقت، والخطاب السياسي الأوسع يعزز هذا الرأي دون التشكيك في قيود الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته.
بينما قد يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في العديد من السياقات الأكاديمية - في كتابة التقارير الأساسية وإجراء البحوث الأولية على سبيل المثال - فإن استخدامه من قبل الطلاب لكتابة المقالات يشير إلى التقليل من قيمة موضوعات العلوم الإنسانية وسوء فهم ما يتيحه الكتابة الأصلية في تخصصات مثل التاريخ والأدب والفلسفة: التفكير النقدي.
ويستشهد المحاضر بقول الروائي العظيم إي إم فورستر: "كيف يمكنني أن أعرف ما أفكر فيه حتى أرى ما أقول؟" كان يقصد أن الكتابة هي شكل متطور من أشكال التفكير، وأن تعلم الكتابة بشكل جيد، والشعور بالمرء وهو يشق طريقه عبر تطوير فكرة أو حجة، هو جوهر الكتابة.
عندما نطلب من الذكاء الاصطناعي كتابة مقال، فإننا لا نقوم ببساطة بالاستعانة بمصادر خارجية للعمل، بل نستعين بمصادر خارجية لتفكيرنا وتطويره، مما سيجعلنا بمرور الوقت أكثر ارتباكًا وأقل ذكاءً.
في عصر تكنولوجي نيوليبرالي نهتم فيه غالبًا بالمنتج بدلاً من العملية التي تم من خلالها صنعه، ليس من المستغرب أن يتم تجاهل القيمة الحقيقية للكتابة.
فيما يأخذ الطلاب ببساطة إشاراتهم من عالم يفقد الاتصال بالقيمة التي لا يمكن تعويضها للإبداع البشري والتفكير النقدي.