مغردون: لماذا يصر قادة الدعم السريع على مهاجمة مصر؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
من جديد شنت قوات الدعم السريع حربا إعلامية على مصر، هذه المرة في بيان نشرته عبر حسابها على منصات التواصل الاجتماعي، حذرت فيه القاهرة من التدخل في الشأن السوداني.
وقال البيان الذي أصدره الدعم السريع يوم الجمعة الماضي إن الحكومة المصرية وأجهزتها وأفرادا محددين يعملون على عرقلة جميع الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان.
وحذر البيان مصر بالقول "إننا نحذر الحكومة المصرية وأجهزتها من التمادي في التدخل السافر في الشؤون السودانية من خلال دعم الجيش المختطف".
ظلت قوات الدعم السريع، أكثر تحفظاً وصمتاً عن إبداء رأيها علانية إزاء كثير من المواقف المصرية المتصلة بالشأن السوداني منذ أوقات سابقة للحرب الحالية، وقطعاً لم يكن صمتنا إلا حرصاً منا على خصوصية العلاقة التي تربط شعبي البلدين، لكن (مصر الرسمية)، لم تعدّل موقفها المنحاز إلى المؤسسات… pic.twitter.com/4gnEhgnqoa
— Rapid Support Forces – قوات الدعم السريع (@RSFSudan) October 11, 2024
ولم يكتف قادة الدعم السريع بهذا البيان، بل خرج القيادي في الدعم السريع المك أبو شوتال في مقطع فيديو أعلن فيه حظر تصدير أي بضائع إلى مصر، متوعدا المخالفين بالمحاسبة.
البيان واللهجة التصعيدية من قادة الدعم السريع ضد مصر أثارا حالة من الجدل على منصات التواصل السودانية والمصرية.
????⚡️ غير عادي:
"قوات الدعم السريع" تعلن رسمياً حظرا للصادرات السودانية إلى مصر. pic.twitter.com/mtLFvNN9wZ
— الموجز الروسي | Russia news ???????? (@mog_Russ) October 13, 2024
وقال مغردون إن هذا التصعيد من قوات الدعم السريع ضد مصر يدل على أنها في وضع حرج على الصعيد العسكري، فبعد التقدم الذي أحرزه الجيش السوداني في الخرطوم ومواقع أخرى، بدأ قادة الدعم السريع بالتخبط وإرسال التهم هنا وهناك تغطية للنكسات التي لحقت بهم.
قائد الدعم السريع ومستشاريه يتحدثون بمعلومات مغلوطة، بالتالي سيقعون في مصيدة الإعلام المصري العنيف الذي يعرف كيف يرد معلوماتيا على هذه الاتهامات بخبرته الطويلة، يبدو أن حميدتي وأعوانه دخلوا معركة خسارة مع دولة كبيرة لمصر لها تاريخها الطويل في التعامل مع الأزمات .
— mhmoud Hassan laota (@laota2000) October 12, 2024
وأشار آخرون إلى أن أحد أهداف قوات الدعم السريع هو استهداف العمق الإستراتيجي لمصر.
وأكد ناشطون مصريون وسودانيون على ضرورة وقوف الحكومتين جنبا إلى جنب من أجل مواجهة خطر الدعم السريع الذي يتلقى تمويلا من جهات خارجية تسعى لتدمير السودان والسيطرة على موارده.
ما الذي يجري بين #السودان و #مصر؟
هل وصلت العلاقات بين الطرف السوداني #الدعم_السريع
والجانب المصري الرسمي نقطة اللاعودة؟
أم هل ستسهم الإجراءات العقابية السودانية في التعجيل بترميم العلاقات؟.. pic.twitter.com/Jhf0yNMher
— مختار غمّيض (@ghommokh) October 13, 2024
ولفت مدونون إلى أنه بمجرد أن تحرك الجيش واستعاد بعض المناطق، بدأت البلاد تتعافى، واستيقظ الأمل من جديد في قلوب الملايين.
وأضافوا أن الأسعار بدأت تنخفض في كثير من المناطق، وأن الجنيه ارتفع قليلا مقابل العملات الأجنبية، وهذا يعني الشعور بالأمن والأمان، وهي كلها نِعم تستوجب حمد الله، كما أن ذلك كفيل بتعزيز ثقة الناس في الجيش والقوات النظامية الأخرى ومؤسسات الدولة، وأن انتصارها هو الطريق الوحيد للنجاة، وهو ما أدى إلى الهجوم الحاد من قادة الدعم السريع على الجيش السوداني واتهام مصر بالتدخل في الشؤون الداخلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قادة الدعم السریع قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تندّد بتقارير عن إعدامات ميدانية نفّذها الجيش السوداني بحقّ مدنيين شمالي الخرطوم
الخرطوم - أبدى المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة فوركر تورك الجمعة 31يناير2025، "قلقه البالغ" إزاء تقارير أفادت بحصول عمليات إعدام ميدانية بحقّ مدنيين في شمال الخرطوم ارتكبها عناصر من الجيش السوداني وميليشيات متحالفة معه.
وقال تورك في بيان إنّ "القتل العمد للمدنيين أو الأشخاص الذين لم يشتركوا في أعمال عدائية، أو توقفوا عن المشاركة فيها، يُعدّ جريمة حرب".
ويشهد السودان منذ نيسان/أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين، وشنّ قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
وبعد مراوحة استمّرت أشهرا في الخرطوم، كسر الجيش في الأسبوع الماضي حصارا كانت قوات الدعم السريع تفرضه على مقر قيادته العام في العاصمة السودانية.
في اليوم نفسه، أعلن الجيش استعادة مقر سلاح الإشارة وطرد قوات الدعم السريع من مصفاة الجيلي النفطية في شمال الخرطوم.
وجاء في بيان صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أورده الموقع الإلكتروني للمنظمة أن معلومات تم التحقق منها من قبل المكتب أفادت بمقتل ما لا يقلّ عن 18 شخصا، بينهم امرأة، في سبع حوادث منفصلة "نُسِبت إلى مقاتلين وميليشيا تابعة للقوات المسلحة السودانية منذ استعادة القوات المسلحة السيطرة على المنطقة في 25 كانون الثاني/يناير".
وأشار البيان إلى أنّ "العديد من ضحايا هذه الحوادث – التي وقعت في محيط مصفاة الجيلي – ينحدرون من دارفور أو كردفان في السودان".
إلى ذلك، لفت البيان إلى ورود "مزيد من الادعاءات المثيرة للقلق من الخرطوم بحري"، يواصل مكتب حقوق الإنسان التحقق منها.
وأشار البيان إلى مقطع فيديو تم تداوله الخميس يُظهر رجالا يرتدون زي القوات المسلحة السودانية وأفرادا ينتمون الى لواء البراء بن مالك في الخرطوم بحري وهم يقرأون قائمة طويلة بأسماء أشخاص يُزعم أنهم متعاونون مع قوات الدعم السريع، ويردّدون كلمة "زايل" وتعني "قتيل" بعد كل اسم.
واعتبر تورك أنّ "هذه التقارير عن عمليات إعدام بدون محاكمة، في أعقاب حوادث مماثلة وقعت في وقت سابق من هذا الشهر في ولاية الجزيرة، مقلقة للغاية"، مشدّدا على وجوب "ألا تصبح عمليات القتل هذه أمرا طبيعيا".
ودعا تورك مجدّدا "جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان"، مشددا على ضرورة إجراء "تحقيقات مستقلة في هذه الحوادث بما يتماشى مع المعايير الدولية ذات الصلة".
وأعرب مكتب حقوق الإنسان عن قلقه بشأن احتمال وقوع مزيد من الهجمات "في ظل تهديدات مروعة بالعنف ضد المدنيين".
وأشار المكتب إلى مقطع فيديو اطلعت عليه مفوضية حقوق الإنسان يُظهر أحد أفراد لواء البراء بن مالك التابع للقوات المسلحة السودانية "وهو يهدّد بذبح سكان منطقة الحاج يوسف في شرق النيل"، وهي منطقة في الخرطوم بحري.
وندّد المكتب الأممي بمواصلة قوات الدعم السريع هجماتها على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك قصف مخيم أبو شوك للنازحين في الفاشر، شمالي دارفور حيث قُتل تسعة مدنيين الأربعاء.
وأشار البيان إلى أنّ هجوما وقع في 24 كانون الثاني/يناير ونُفّذ بواسطة مسيّرة ونُسب إلى قوات الدعم السريع، أسفر عن مقتل 67 شخصا على الأقل وإصابة 19 آخرين في المستشفى السعودي للولادة في الفاشر.
وقال تورك إنّ "الهجمات المتعمّدة على المدنيين والأعيان المدنية أمر فظيع، ويجب أن تنتهي على الفور، كما يجب إنهاء التحريض على العنف ضد المدنيين. تشكّل مثل هذه الهجمات انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني قد ترقى إلى جرائم حرب".
Your browser does not support the video tag.