أثر الذكاء الإصطناعي على أداء إدارة الأنشطة التجارية
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالم التجارة الحديث، أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي أو ما يسمى (AI) أداة أساسية في تحسين إدارة الأنشطة التجارية وزيادة مستوى الجودة والإنتاجية، حيث أن التطور السريع في التقنيات الذكية يعمل على تمكين الشركات في تحسين العمليات التشغيلية وتقديم تجربة عملاء أفضل.
بالرغم من انتشار أنظمة تقنية تشمل برنامج الكاشير، المحاسبة، وإدارة المخزون، إلا أن دمج الذكاء الاصطناعي مع برنامج الفوترة الإلكترونية يضيف قوة إضافية لهذه الأنظمة، ويساهم في تحسين إدارة العمليات التجارية بطرق ذكية وسريعة، مما يعزز سرعة اتخاذ القرارات وتقليل الأخطاء، ويدعم نمو وتوسع الأنشطة التجارية في المستقبل.
فوائد الذكاء الاصطناعي للأنشطة التجارية
توقّع طلبات العملاء المستقبلية
في حال كان برنامج إدارة المخزون مدمج بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ستتمكّن الأنشطة التجارية من تحليل بيانات العملاء وتاريخ المشتريات وتوقّع طلباتهم المستقبلية بدقة، بالتالي توفير المنتجات والخدمات المطلوبة في وقتها مما يساهم في تحسين إدارة المخزون والتحكّم به.
ضبط مستويات المخزون
من أهم المميزات التي يوفّرها الذكاء الاصطناعي في أنظمة البرنامج المحاسبي هو قدرته على مراقبة كميّات المخزون تلقائيًا، وباستخدام التحليلات الذكية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، يمكن للأنشطة التجارية معرفة الكميات المتوفرة من المخزون، وذلك من دون التعرّض لأي أخطاء بشرية في العد والإحصاء.
التقليل من هدر المنتجات
من أهم التحديّات التي تواجه الأنشطة التجارية هو مشكلة الهدر، ولكن مع وجود تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنظمتهم، يمكن تحليل عمر المنتج ومدى استهلاكه، ثم تحديد المنتجات التي قد تتعرّض للتلف أو الهدر، بالتالي يسمح للأنشطة التجارية باتخاذ إجراءات مسبقة لتفادي الهدر وتقليل الخسائر.
توفير تكاليف التخزين
تقل الحاجة إلى مساحات ومستودعات تخزين كبيرة مع وجود تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك بسبب تحسين إدارة المخزون وضبط طلبات وأوامر الشراء، حيث تساعد هذه التقنيات في تخزين الكميات المطلوبة في مساحات محدودة مما يساهم في تقليل تكاليف التخزين.
الخاتمة
وكما نشهد اليوم في المملكة العربية السعودية، تعمل الكثير من الشركات على استقطاب أو تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة أنشطتها التجارية، وذلك عن طريق استخدامها في تحليل بيانات العملاء، وتخصيص المنتجات والعروض الترويجية بناءً على تفضيلات ومشتريات المستهلكين.
ومن أهم الشركات التقنية التي تقدم برنامج الفوترة الإلكترونية وتجمع برنامج المحاسبة وبرنامج الكاشير وبرنامج إدارة المخزون في نظام واحد هي شركة رِواء، حيث تتميز بتقديمها لتقارير مالية دقيقة ومحدّثة تسهّل على أصحاب الأنشطة التجارية تحليلها واستخراج معطيات مساعدة في تحسين إدارة أنشطتهم التجارية.
من هنا نرى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة نجاح لا غنى عنها وذلك بسبب قدرته على دفع الشركات في صدارة المنافسة، لذا يعتبر تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي ليس مجرد اختيار، ولكن ضرورة للنجاح والنمو في هذا العصر الرقمي المتسارع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الفوترة الإلكترونية برنامج المحاسبة تقنیات الذکاء الاصطناعی الأنشطة التجاریة فی تحسین إدارة إدارة المخزون
إقرأ أيضاً:
كيف أصبحت غزة ساحة لتطوير الاحتلال قدرات الذكاء الاصطناعي وتجريبه؟
كشف تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مدى توغل التكنولوجيا المتقدمة، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال حربها المستمرة على قطاع غزة.
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تفوق نوعي في ميدان المعركة، وهو ما أدى في بعض الأحيان إلى نتائج قاتلة طالت المدنيين.
وأشار التقرير إلى أن أبرز مثال على هذا الاستخدام جاء في أواخر عام 2023، عندما حاولت القوات الإسرائيلية اغتيال إبراهيم البياري، أحد القادة البارزين في حركة حماس. ونظراً لصعوبة تحديد مكانه الفعلي، نظراً لاحتمال اختبائه في شبكة الأنفاق المنتشرة تحت غزة، لجأ جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى تقنية تحليل صوتي مدعومة بالذكاء الاصطناعي، كانت قد طُورت قبل نحو عقد من الزمن لكنها لم تُستخدم في ساحات القتال من قبل.
وبحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة تحدثت للصحيفة، فقد تولى مهندسون في الوحدة 8200، المكافئة الإسرائيلية لوكالة الأمن القومي الأمريكية، تطوير الأداة ودمجها بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة.
وتم تحليل مكالمات البياري، واعتمادا على تلك البيانات الصوتية، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن غارة جوية في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023 استهدفت الموقع المشتبه به. غير أن الغارة، التي فشلت في قتل البياري، أسفرت عن استشهاد 125 مدنيا، بحسب منظمة "إيروورز" المعنية بتوثيق ضحايا الحروب.
ويمثل هذا الهجوم، وفق التقرير، نموذجاً مصغراً لطريقة استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في حربها ضد غزة، حيث دمجت هذه التقنيات بمجالات متعددة تشمل التعرف على الوجوه، وتحليل البيانات النصية، وتحديد الأهداف العسكرية المحتملة. وقد أشارت مصادر الصحيفة إلى أن عمليات تطوير هذه الأدوات جرت عبر تعاون وثيق بين ضباط الوحدة 8200 وعدد من جنود الاحتياط العاملين في شركات تكنولوجية كبرى مثل غوغل، مايكروسوفت، وميتا.
وتحدث التقرير عن إنشاء ما يعرف بـ"الاستوديو"، وهو مركز ابتكار تابع للوحدة 8200، يهدف إلى تسريع إنتاج وتطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية. وبيّن أن نشر هذه الترسانة التكنولوجية أدى أحياناً إلى نتائج كارثية، منها أخطاء في تحديد الهوية، واعتقالات عشوائية، بل ووقوع ضحايا مدنيين، وهو ما أثار تساؤلات أخلاقية لدى مسؤولين عسكريين إسرائيليين وأمريكيين على حد سواء.
وفي هذا السياق، قالت هاداس لوربر، المديرة السابقة لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي ورئيسة معهد الأبحاث التطبيقية في الذكاء الاصطناعي، إن "وتيرة الابتكار تسارعت تحت وطأة الحاجة الملحة للرد على التهديدات"، مشيرة إلى أن هذه الابتكارات التقنية منحت الجيش الإسرائيلي "مزايا استراتيجية"، لكنها "أثارت أيضاً قضايا أخلاقية جوهرية تتطلب وجود ضوابط صارمة".
ورغم امتناع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق المباشر على هذه التقنيات لأسباب تتعلق بالسرية، إلا أن مصادر التقرير كشفت أن الجيش أطلق تحقيقاً داخلياً في الغارة التي استهدفت البياري. أما شركات التكنولوجيا التي ذُكر أن موظفيها شاركوا في هذه الجهود ضمن صفوف جنود الاحتياط، فقد رفض معظمها التعليق، بينما قالت شركة غوغل إن مشاركة موظفيها "لا علاقة لها بمهامهم داخل الشركة".
ويذكر التقرير أن الاحتلال الإسرائيلي دأب على استغلال الحروب، خاصة في غزة ولبنان، كمنصات لاختبار وتطوير قدراتها التكنولوجية، مثل الطائرات بدون طيار، وأدوات اختراق الهواتف، ونظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدية".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فتح الاحتلال المجال أمام استخدام واسع النطاق لتقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الوحدات العسكرية المختصة.
كما طوّر جيش الاحتلال الإسرائيلي نموذجاً لغوياً كبيراً باللغة العربية، أنشئ لتشغيل روبوت محادثة قادر على تحليل الرسائل النصية، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، وغير ذلك من البيانات. وتم تغذيته بكم هائل من البيانات التي جمعت خلال سنوات من المراقبة الإلكترونية، مما مكنه من تمييز اللهجات المختلفة وتحليل ردود الفعل العامة، كما حدث بعد اغتيال حسن نصر الله في أيلول/سبتمبر الماضي، وفق ما أفاد به ضباط إسرائيليون للصحيفة.
إلا أن النموذج لم يكن خالياً من العيوب، إذ فشل أحياناً في تفسير بعض المصطلحات العامية، أو أخطأ في فهم المحتوى البصري، ما تطلب تدخل ضباط مخضرمين لتصحيح هذه الأخطاء. وعلى الأرض، زودت إسرائيل نقاط التفتيش المؤقتة في غزة بكاميرات مدعومة بتقنيات التعرف على الوجه، لكنها أخفقت أحياناً في التعرف على الأشخاص بدقة، ما تسبب في اعتقال مدنيين عن طريق الخطأ.
ومن بين الأدوات التي أثارت جدلاً أيضاً، خوارزمية "لافندر"، وهي أداة تعلم آلي صممت لتحديد المقاتلين منخفضي الرتب في حماس، لكنها كانت غير دقيقة، ومع ذلك استخدمت لتحديد أهداف في بداية الحرب.
ويخلص التقرير إلى أن هذه التجارب التقنية، رغم ما توفره من قدرات عسكرية متقدمة، قد تؤدي إلى تسريع وتيرة العنف وسقوط ضحايا من المدنيين، في وقت لم تُحسم فيه بعد الأسئلة الأخلاقية الكبرى المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في ميادين الحروب.