إبادة مستمرة في شمال غزة وسط أوضاع إنسانية مأساوية
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
يعاني سكان شمال قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي من إبادة مستمرة، حيث تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين وتستهدف أي شخص يتحرك، وذلك رغم استنكار أممي وتحذير شديد من خطورة الأوضاع أصدره المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.
وقال فلسطينيون محاصرون لوكالة الأناضول إن قوات الاحتلال تتعمد استهداف أي شخص يتحرك لجلب المياه أو تشغيل الآبار في المنطقة، وأضافوا أنه إذا لم يمت الأهالي بالقصف الإسرائيلي فسيموتون بنقص المستلزمات الأساسية، ودعا السكان إلى ضغط دولي فوري لإدخال الطعام والماء والعلاج.
كما قال سكان محليون لوكالة الأنباء الألمانية إنه لم يتمكن آلاف المدنيين من مغادرة منازلهم، ويكافح السكان للحصول على إمدادات المياه والطعام.
ولليوم التاسع على التوالي يعاني الفلسطينيون في شمال قطاع غزة من نقص حاد في المياه والغذء بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الإغاثية وشاحنات المياه الصالحة للشرب.
وقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا، شمالي القطاع، حيث استهدف القصف منطقة الاتصالات غربي المخيم، وتم نقل المصابين وجثامين الشهداء إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وذكر سكان المخيم أن عشرات الجثث في المنازل والشوارع، ولم يتم انتشالها في ظل هذه الظروف، والأشخاص الجرحى عالقون داخل منازلهم ولم يتمكنوا من الوصول إلى المستشفى.
وكانت مصادر أكدت للجزيرة، في وقت سابق، أن قوات الاحتلال فصلت شمال القطاع عن مدينة غزة. وأفادت أن هذا الفصل يتم بآليات عسكرية مدعومة بغطاء من الطائرات المسيرة.
كما أضافت المصادر، أن جيش الاحتلال وضع سواتر ترابية في الشوارع الرئيسية بين مدينة غزة وشمال القطاع ومنع دخول المساعدات الغذائية إلى سكان شمال القطاع.
وبهذا الشأن أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، أن جيش الاحتلال يرتكب أبشع المجازر في شمال القطاع بهدف تحويل المنطقة الى أرض خراب.
وأفاد باستشهاد أكثر من 300 فلسطيني في شمال القطاع خلال 9 أيام، مضيفا أن الاحتلال يسعى لتنفيذ أكبر وأخطر مخطط تهجير أميركي إسرائيلي في القرن الـ21.
هشام أبو محفوظ (وسط) خلال مؤتمر سابق (المكتب الإعلامي للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج) جريمة إبادةوفي هذا الإطار، حذر المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، من خطورة الأوضاع الإنسانية في محافظة شمال قطاع غزة على وجه التحديد، في ظل الهجمة الإسرائيلية العنيفة على المحافظة وإطباق الحصار على عشرات الآلاف من الفلسطينيين وقصفهم وارتكاب المجازر ومنع دخول المساعدات الإنسانية واستهداف المشافي المتبقية.
واعتبر هشام أبو محفوظ، القائم بأعمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في تصريح صحفي، أن "هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير يأتي في إطار سياسة حكومة الاحتلال المتطرفة في فرض التهجير القسري ضد أبناء شعبنا في محافظة الشمال والذي فشل فيه جيش الاحتلال منذ بداية العدوان وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وأشار إلى أن الاحتلال يصعد من جرائمه بحق قطاع غزة وخاصة محافظة الشمال وبالتحديد في مخيم جباليا ضمن سياسة عقاب جماعي وتطهير عرقي ضد الفلسطينيين الذين صمدوا طوال عام كامل من الحرب ورفضوا التهجير القسري.
وأكد المؤتمر الشعبي على أن هذا العدوان المتواصل ضد الشعب الفلسطيني يأتي في إطار دعم سياسي وعسكري من الإدارة الأميركية والتي تتحمل المسؤولية إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
إجلاء سكان الشمال
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت أن الخطة التي وضعها الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تتمثل بإجلاء جميع سكان شمال قطاع غزة، ونقلهم إلى مناطق إنسانية في جنوب القطاع، وأضافت أن الخطة تعتبر كل من يختار البقاء في شمال القطاع ناشطا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مما سيسمح باستهدافه.
وأشارت الصحيفة الى أن الجيش استعد لشن مناورة واسعة في شمال القطاع، بعد توقف مفاوضات صفقة التبادل، للضغط على حماس للعودة إلى المحادثات. وقالت المصادر الأمنية إن المستوى السياسي يدفع نحو ضم تدريجي لأجزاء كبيرة من قطاع غزة، بدلا من إنهاء الحرب وإعادة المختطفين.
وقد أكد نتنياهو -في بيان بالفيديو أصدره مكتبه- أن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا "لتفكيك معاقل حماس"، على حد زعمه.
ذهول أممي
وبهذا الصدد، أعربت مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في منشور على منصة "إكس"، عن شعورها بالذهول إزاء ما تفعله إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، دون أن يستطيع أحد إيقافها.
وقالت إن القوات الإسرائيلية ترتكب في هذه الأثناء مذابح في شمال غزة وجباليا بأسلحة غربية، وعلى يد إسرائيليين قبلوا أن يكونوا جزءا من خطة إبادة جماعية.
إبادة مكتملة الأركانمن ناحيتها، وصفت حماس الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة بأنها عملية إبادة مكتملة الأركان.
وقالت -في بيان- إن "استمرار الحملة العسكرية الإجرامية على شمال قطاع غزة، وإطباق الحصار عليه وفصله بالنار عن مدينة غزة، وتصعيد القصف والمجازر بحق المدنيين العزل، في ظل تفاقم الحالة الإنسانية ومنع إدخال المواد الغذائية والإغاثية وسعي جيش الاحتلال لإخلاء المستشفيات وإخراجها من الخدمة، هو عملية إبادة موصوفة ومكتملة الأركان".
وقد أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الأحد بارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 42 ألفا و227 فلسطينيا وإصابة 98 ألفا و464 آخرين، وتشمل الحصيلة 52 شخصا استشهدوا في الساعات الـ24 الأخيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات فی شمال القطاع شمال قطاع غزة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف فلسطينيين عائدين لشمال غزة لهذا السبب
أقر الجيش الإسرائيلي، باستهداف فلسطينيين عائدين إلى شمال قطاع غزة ، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس ، مدعيا أن مركباتهم تحركت دون إجراء تفتيش.
وقال الجيش في بيان، إنه أطلق النار "لإبعاد مركبات كانت تتحرك باتجاه شمال غزة دون تفتيش في منطقة غير مصرح بالمرور فيها وفقا للاتفاق (لم يسمها)".
وادعى أنه "خلال الساعات الـ24 الماضية، عمل الجيش على إبعاد مشتبهين شكلوا تهديدا على القوات العاملة في عدة مناطق في قطاع غزة".
ورغم خروقاته المتكررة، زعم الجيش الإسرائيلي الالتزام الكامل بالاتفاق، مشيرا إلى استعداده لأي سيناريو في القطاع.
ومساء الاثنين، أفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، بـ"استشهاد طفلة فلسطينية وإصابة 3 أشخاص، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي النازحين العائدين إلى شمال غزة عبر شارع الرشيد (غرب)".
جاء ذلك بعد أن بدأ النازحون الفلسطينيون بجنوب قطاع غزة بالعودة شمالا، فيما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بأن أكثر من 300 ألف مهجر فلسطيني عبروا إلى الشمال عبر شارعي الرشيد، وصلاح الدين (شرق).
ومساء الأحد، أعلن متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، "السماح بعودة الفلسطينيين مشيا على الأقدام إلى شمال قطاع غزة عبر طريق نتساريم (وسط)، ومن خلال شارع الرشيد، بينما يسمح بالانتقال بالمركبات إلى شمال القطاع بعد الفحص عن طريق صلاح الدين".
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي يقتل عامل يعمل لصالحة وسط غزة وزير إسرائيلي يشيد بخطة ترامب لتهجير سكان غزة كاتس : لن ننسحب من جبل الشيخ الأكثر قراءة بالصور: سبب وفاة عبد السلام عامر لاعب المنتخب العماني - ويكيبيديا استشهاد مواطنة من سعير بالخليل بعد أن أعاق الاحتلال نقلها إلى المستشفى الجيش الإسرائيلي يطلق الرصاص على شاطئ مدينة غزة ومحور صلاح الدين مقررة أممية: إسرائيل قد ترتكب إبادة في الضفة على غرار غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025