صيغة للصلاة على النبي تفرج الكرب.. عالم أزهري يوضح
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
أجاب الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، عن سؤال ورد إليه مضمونه: "ما الحكم الشرعي في هذه الصيغة من صيغ الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم-، ونصها: "اللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد، وتنفرج به الكرب، وتقضى به الحوائج، وتنال به الرغائب، وحسن الختام، ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم، وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك وبخاصة أن هناك من يقول إنها بدعة وكل بدعة ضلالة الخ "؟.
وَرَدَّ أستاذ التفسير، موضحًا أن هذه الصيغة تسمى الصلاة التفريجية أي يفرج الله تعالى بها الكرب، كما تسمى الصلاة النارية لسرعة الاستجابة لمن دعا الله تعالى بها، وهي وإن كانت ليست من الصيغ الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه ليس في الشرع ما يمنع من الذكر أو الدعاء بها .
وإليك ما ورد في فتاوي دار الإفتاء بدولة الأردن الشقيقة بشأن هذه الصيغة، الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجلِّ الأذكار التي يرددها المسلم، وقد أمرنا الله عز وجل في كتابه الكريم بها حيث قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب/56.
وقد تضافرت النصوص في بيان فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكيفيتها، ولا توجد صيغة يتحتم الالتزام بها في الصلاة عليه، فكل الصيغ التي لا تشتمل على محذور شرعي جائزة.
والصيغة الواردة في السؤال لا تصادم الشرع فهي جائزة أيضاً، فالباء الواردة في الصيغة "تنحل به العقد" هي باء السببية، أي: تنحل بسببه العقد، وهذا أمر لا يختلف عليه أحد، فأعظم العقد التي انحلت بسببه عليه الصلاة والسلام في الدنيا عقدة الشرك والكفر، وأعظم العقد التي تنحل بسببه عليه الصلاة والسلام في الآخرة في موقف الحشر العظيم بشفاعته صلى الله عليه وسلم.
والتوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم جائز في مذهبنا ومذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة في المعتمد من كتبهم؛ وذلك لأن مقام النبي صلى الله عليه وسلم العظيم ومنزلته الرفيعة عند الله عز وجل ثابتة في الكتاب والسنة، وقد ورد في التوسل به صلى الله عليه وسلم حديث خاص، وهو حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه حين علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ) رواه الترمذي (رقم/3578). والله تعالى أعلم.
الصيغة الثانية: قريب من هذه الصيغة ما ورد في مجربات الصالحين بشأن تفريج الكرب بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (( اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب وعلى آله وصحبه وسلم )) ولا تنطبق بدعة الضلالة على مثل ذلك .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة على النبي النبی صلى الله علیه وسلم الصلاة على النبی الله تعالى هذه الصیغة
إقرأ أيضاً:
أحمد الطلحي: سيدنا النبي ترك 3 خصال تجعل الحياة أفضل
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ترك لنا من خلال حياته الشريفة معايير هامة نستطيع أن نعيش بها حياة أفضل.
وأشار الشيخ أحمد الطلحي، خلال فتوى له، إلى حديث سيدنا هند بن أبي هالة، الذي نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ترك نفسه من ثلاث خصال: "ترك نفسه من المراء، وترك نفسه من الإكثار أو الإكبار، وترك نفسه مما لا يعنيه".
وأوضح أن هذه الخصائص تعكس طبيعة النبي الكريم، الذي كان يبتعد عن الجدال غير المفيد (المراء) الذي لا يعزز الحقيقة أو الفائدة، كما أنه كان يبتعد عن الكثرة المبالغ فيها من الكلام أو التعالي على الآخرين، لافتا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستعظم على أحد، بل كان دائمًا سهلًا لينًا، لا يكثر من الكلام إلا إذا كان فيه فائدة، ويبتعد عن ما لا يعنيه.
كما أكد أن هذه المبادئ تأتي من حرص النبي صلى الله عليه وسلم على نشر الحقيقة وتوضيحها للناس بأسلوب رفيق ولين، مع التأكيد على ضرورة احترام الآخرين وتجنب التعالي، لافتا إلى أن هذه الصفات الثلاث هي جزء من نور جماله الشريف الذي يجب أن نقتدي به جميعًا في حياتنا اليومية.