شمال سوريا- لم تشهد خطوط التماس بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام السوري وحلفائها تعزيزات عسكرية مماثلة منذ سنوات، كتلك التي تمت خلال الأيام القليلة الماضية في جبهات ريف حلب شمال غربي سوريا، وسط أنباء متواترة عن معركة وشيكة ستطلقها المعارضة للسيطرة على مدينة حلب، كبرى مدن الشمال السوري وعاصمته الاقتصادية.

وقالت مصادر خاصة للجزيرة نت إن النظام السوري دفع مؤخرا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى ريف حلب الغربي، من الفرقة الرابعة، والفرقة 25 مهام خاصة، والفيلق الخامس، والحرس الجمهوري، تحسبا لأي هجوم عسكري محتمل لفصائل المعارضة.

وقالت المصادر إن قوات النظام رفعت سواتر ترابية وتحصينات عسكرية جديدة على خطوط الجبهات، وسط حالة استنفار شديدة تشهدها تلك القوات التي تقوم باستطلاع مستمر لخطوط التماس شمال غربي سوريا.

عناصر في غرفة عمليات "الفتح المبين" التابعة للمعارضة السورية يستعدون لقتال قوات النظام السوري (مواقع التواصل) استعدادات المعارضة

على الجهة المقابلة، أعلنت غرفة عمليات "الفتح المبين" التي تضم فصائل معارضة أبرزها "هيئة تحرير الشام" العاملة في إدلب استعدادها وجاهزيتها لأي تطور أو تصعيد في مناطق شمال غرب سوريا.

وقالت "الفتح المبين"، في بيان أمس السبت، إن دمشق وطهران "تمارسان عدوانا مستمرا على المدنيين في الشمال السوري، إذ شهدت الأسابيع والأيام الماضية عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي واستهدافا للآمنين.

وأكد البيان أن التصعيد أدى إلى موجات نزوح داخلية باتجاه المناطق الغربية والحدودية، مشيرا إلى اضطرار أكثر من 10 آلاف عائلة إلى ترك منازلها وقراها والتوجه نحو مناطق أكثر أمنا.

وأكد المتحدث الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة العمليات العقيد مصطفى بكور أن النية للعمل العسكري موجودة، ولم تتغير منذ توقف القتال عام 2020، موضحا أن مرحلة الاستعداد والتحضير مستمرة، وتم إنجاز نسبة كبيرة منها على امتداد خطوط الجبهات.

وقال بكور -في حديث للجزيرة نت- إن السيناريو المتوقع هو عملية هجومية شاملة ومتزامنة ومنظمة بدقة على مختلف المحاور، "تؤدي إلى هزيمة كبيرة للمليشيات وبقايا جيش النظام، وتحرير ما أمكن من الأراضي، والتمسك بها لضمان عودة آمنة وكريمة للمهجرين".

وبشأن إمكانية وصول فصائل المعارضة لمدينة حلب، أكد بكور أن "الفصائل الثورية" تضع عينها على المدينة ومختلف المناطق السورية، "باعتبار أن المعركة معركة تحرير من احتلال أجنبي، وبما أن حلب تتميز بموقع جغرافي واقتصادي مهم وتعتبر العاصمة الثانية لسورية، فمن الطبيعي أن تكون هدفا للفصائل"، وفق قوله.

النظام السوري سيطر على مدينة حلب نهاية عام 2016 بعد تهجير معظم سكانها منها (الجزيرة) تباين شعبي

ويبدو الترقب سيد الموقف لدى غالبية سكان مناطق سيطرة المعارضة السورية، ليصبح الحديث عن المعركة هو السائد في أحاديث عامة السوريين في إدلب وريف حلب، وسط تباين في الآراء بين الحماس للمعارك والانتصارات والمخاوف من أي تبعات عسكرية على المدنيين.

وقال أمجد العمر -من أهالي ريف إدلب- إن هناك رغبة شعبية لدى الناس لفتح معركة، واستعادة المناطق التي سيطر عليها النظام السوري خلال السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن الظروف مناسبة في الوقت الحالي.

بالمقابل، أعرب النازح من ريف حلب صالح المحمد عن مخاوفه من أن يؤدي أي عمل عسكري إلى نتائج غير محسوبة على المدنيين، من خلال توسيع القصف واستهداف المدن والبلدات في "المناطق المحررة" بالطيران والصواريخ.

ظروف موائمة

لا تبدو الأحداث الميدانية الإقليمية في الشرق الأوسط بعيدة عن تطورات الميدان في الشمال السوري، إذ يربط محللون بين الضربات الإسرائيلية التي تطال العاصمة السورية دمشق، بوصفها عنصرا من شأنه أن يضعف النظام السوري ميدانيا وعسكريا شمال البلاد.

وفي حديث للجزيرة نت، يرجح الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني أن تطلق المعارضة السورية المسلحة عملا عسكريا لسببين:

أولهما: اختلال موازين القوى، حيث حاولت فصائل المعارضة تحييد الطيران الروسي عبر علاقاتها مع الأطراف الداعمة لها، باعتبار الطيران هو الذراع الأقوى لصالح قوات النظام. والسبب الثاني هو ما يتعرض له النظام السوري من ضغط وضعف، بسبب الضربات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان وسوريا، وإمكانية توغل الجيش الإسرائيلي في سوريا.

ووفق حوراني، فإن العمل العسكري المرتقب قد يكون على مرحلتين:

الأولى: باتجاه المناطق التي خسرتها المعارضة السورية عام 2019، بما يشمل معرة النعمان وخان شيخون وسراقب. ثم يليها المرحلة الثانية باتجاه مدينة حلب، لافتا إلى أن الفصائل العسكرية في شمال حلب سيكون لها دور ما، في ظل وجود تنسيق مع غرفة عمليات "الفتح المبين".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المعارضة السوریة النظام السوری ریف حلب

إقرأ أيضاً:

أحوال الطقس.. أمطار متفرقة على المناطق من سرت حتى شمال الشرقي

توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية، “سقوط أمطار متفرقة من حين لآخر على المناطق الممتدة من سرت إلى أقصى الشمال الشرقي”.

وبحسب نشرة الأرصاد، “من المتوقع ان تكون غزيرة أحيانا هذا اليوم على المناطق الممتدة من طبرق إلى أمساعد وجنوبهم يتخللها خلايا من السحب الرعدية”.

ووفق الأرصاد، ففي “راس اجدير حتى سرت- سهل الجفارة- جبل نفوسة، السماء تكون صافية إلى قليلة السحب تتكاثر احيانا على سرت والمناطق المجاورة لها مع سقوط أمطار متفرقة اليوم”.

وفي “الخليج وسهل بنغازي حتى أمساعد، يتوقع سقوط أمطار متفرقة ومن المتوقع ان تكون غزيرة أحيانا هذا اليوم على المناطق الممتدة من طبرق إلى أمساعد وجنوبهم يتخللها خلايا من السحب الرعدية”..وفي “الجفرة- سبها- غـات- غدامس- الحمادة، السماء تكون صافية إلى قليلة السحب تتكاثرا حيانا اليوم على بعض المناطق”.

وفي “الواحات- السرير- تازربو- الكفرة، السماء قليلة السحب تتكاثر أحياناً اليوم على الواحات والجغبوب مع احتمال سقوط أمطار متفرقة ومن المتوقع ظهور ضباب في الصباح الباكر ليوم الغد على الواحات”.

مقالات مشابهة

  • كيف استُدرج الناشط السوري مازن حمادة ليُقتل في سجون النظام المخلوع؟
  • آخر رئيس حكومة للنظام المخلوع يكشف كواليس الأيام الأخيرة قبل سقوط الأسد
  • سمير جعجع : أول مرة ينتخب رئيس لبناني "مش على يد النظام السوري ولا الممانعة"
  • العقوبات الدولية تضع النظام الصحي السوري في حالة احتضار
  • ملاحقة فلول النظام السوري.. أهداف وأبعاد تتجاوز الجانب الأمني
  • أحوال الطقس.. أمطار متفرقة على المناطق من سرت حتى شمال الشرقي
  • وزارة الدفاع السورية تواصل عقد جلسات دمج الفصائل بالجيش
  • ‏المرصد السوري: 37 قتيلا في معارك بين القوات الكردية والفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا
  • وزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش لأطماعه وقتل الشعب
  • أغاني وهتافات الثورة السورية.. صوت النضال في مواجهة وحشية النظام (شاهد)