السفارة الإيطالية بمسقط تنظم ندوة "حماية وتعزيز التراث الثقافي"
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
منح- الرؤية
نظمت السفارة الإيطالية في مسقط ندوة حول حماية وتعزيز التراث الثقافي، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة العُمانية ومتحف عُمان عبر الزمان وجامعة السلطان قابوس.
وأقيمت الندوة ضمن فعاليات النسخة الرابعة والعشرين من "الأسبوع الإيطالي للغة الإيطالية في العالم"، والذي يسلط الضوء هذا العام على الروابط العميقة بين اللغة الإيطالية والأدب، الأمر الذي يتناغم مع التزام سلطنة عُمان بالحفاظ على تراثها الثقافي الغني وتعزيزه.
وسلطت الندوة الضوء على التعاون المثمر بين إيطاليا وسلطنة عُمان في مجال علم الآثار والحفاظ على التراث، من خلال عروض قدمها علماء آثار من إيطاليا ومن جامعة السلطان قابوس، وقدمت لمحات عن البعثات الأثرية الإيطالية النشطة في عُمان.
وقال سعادة بييرلويجي دِيليا السفير الإيطالي المعتمد لدى السلطنة: "تستقطب سلطنة عُمان اهتمامًا عالميًا لنهجها المبتكر في الحفاظ على تراثها المعماري الغني، كما يتضح من الأبحاث الأثرية الأخيرة وجهود المحافظة عليها، وتتعاون إيطاليا وعُمان معاً لتسليط الضوء على كيفية حماية البلاد لتراثها الفريد والاحتفاء به".
وأوضح المهندس اليقظان بن عبدالله الحارثي مدير عام متحف عُمان عبر الزمان: "يمثل التراث الثقافي جانبًا مهمًا من تاريخ سلطنة عُمان وحضارتها العريقة، وهو شاهد حي على إسهاماتها التاريخية وتفاعلها مع الحضارات الأخرى عبر العصور المختلفة".
من جهته، أكد الدكتور محمد حسين رئيس قسم الآثار في جامعة السلطان قابوس أهمية هذا النوع من التبادل الأكاديمي والثقافي، قائلا: "لقد أسهمت الشراكة البحثية مع إيطاليا بشكل كبير في فهم أكبر للمواقع الأثرية العُمانية وحماية التراث".
وتطرق الخبراء الإيطاليون إلى مواضيع مثل ترميم القلاع القديمة والأحياء التقليدية في عُمان، مستعرضين تجاربهم في الحفاظ على هذه الأصول الثقافية القيّمة.
وتناول البروفيسور أندريا زيربوني من جامعة ميلانو الذي يُشارك في البعثة الأثرية الإيطالية في عُمان، الأهمية التاريخية للمواقع الأثرية القديمة في عُمان، مثل بسياء وسلّوت، والتي تخضع للنظر لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لما تحتويه من أدلة مهمة على أنظمة إدارة المياه القديمة، مثل الأفلاج التي تعود إلى العصور البرونزية والحديدية.
ولقد أسفر البحث الذي أجرته البعثة الأثرية العُمانية الإيطالية، بإدرة الدكتورة سارة بيزمنتي من جامعة بيزا وكل من الدكتور خالد دغلس والبروفيسور ناصر الجهوري من جامعة السلطان قابوس، عن اكتشاف مشهد أثري متعدد الأعمار في منطقة جنوب الباطنة بعُمان، حيث يغطي هذا المشهد الفترة من أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد وحتى الفترة الإسلامية، ويضم مقابر ومستوطنات قديمة تضم أبراج ضخمة تعتبر الأولى في منطقة سهل الباطنة، مما يكشف عن تاريخ معقد للمجتمعات المستقرة والمتنقلة، ويقدم رؤى حول تطور النسيج الاجتماعي والثقافي في عُمان.
وأعرب البروفيسور ماركو رامازوتي من جامعة سابيينزا، الذي يقود البعثة الأثرية في شبه الجزيرة العربية والخليج، عن سروره بالاكتشافات الأخيرة التي تضمنت هياكل دفن فريدة وقطع أثرية، والتي تلقي الضوء على الممارسات الجنائزية والتنظيم الاجتماعي لعُمان القديمة.
وفي ظل هذه الاكتشافات، أكدت وزارة التراث والسياحة على التزامها بحماية المناظر الطبيعية التاريخية لعُمان، بالتزامن مع خططها للترويج للسياحة المستدامة والتعليم الثقافي، تهدف الوزارة إلى ضمان استفادة الأجيال القادمة من تراث عُمان الفريد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أوقاف حماة تنظم ندوة بعنوان “الثورة السورية.. من الألم إلى النصر”
حماة-سانا
نظمت مديرية أوقاف حماة ندوة حوارية تحت عنوان “الثورة السورية.. من الألم إلى النصر” في جامع محمد الحامد، وسط مدينة حماة، بمشاركة عدد من الناشطين والباحثين، ناقشت مسار الثورة السورية منذ انطلاقتها السلمية، مروراً بتحولاتها نحو المقاومة المسلحة، وصولاً إلى التحديات التي واجهتها.
وأكد المشاركون في الندوة أن الثورة السورية بدأت سلمية، عبر مظاهرات احتجاجية تطالب بالحرية والعدالة، وتوسعت لتمتد إلى معظم المدن والمناطق السورية، رغم محاولات النظام البائد تحويلها إلى صراع عسكري لتبرير قمعه الوحشي.
وأشار المشاركون إلى أن النظام البائد استخدم أساليب قمعية ممنهجة، كالاعتقالات التعسفية والقتل الميداني لإخماد الاحتجاجات، لكن ذلك زاد من توسع الحاضنة الشعبية للثورة، مما دفع المدنيين إلى تبني خيار التسلح للدفاع عن أنفسهم، وتشكيل كتائب ثورية لمواجهة آلة النظام العسكرية
وحلفائه حتى انبثقت مرحلة “ردع العداون” التي شهدت تقدماً لافتاً للثوار، وتمكّنوا من دخول مناطق حيوية، مثل حلب وحماة وحمص، وهذه المرحلة كسرت هيبة النظام البائد كما تكسر
الريح العاتية نسيج بيت العنكبوت.
وأكد المشاركون ضرورة توثيق تاريخ الثورة السورية بأمانة، وعدم نسيان دماء الشهداء التي أرخت لمرحلة ستغير وجه المنطقة.