جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-16@00:16:56 GMT

البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!

 

د. أحمد بن علي العمري

 

لم يبقَ سوى ثلاثة أسابيع على الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية المسيطرة على العالم والمتزعمة للنفوذ العالمي، ويتزامن ذلك بعد أفول بريق الدب الروسي وإن كان بدأ يستعيد هيبته ومكانته المعهودين في ظل تنامي وصعود دول أخرى للزعامة العالمية في خطى متسارعة يتصدرها التنين الصيني تليه الهند التي تمسكنت حتى تمكنت.

المهم نبقى عند حديثنا وموضوعنا وهو الولايات المتحدة الأمريكية فقد انشغلت كل قنوات العالم التلفزيونية والإعلامية في العالم بالانتخابات الأمريكية التي سوف تجرى في الخامس من نوفمبر 2024 على أن يحل ساكن البيت الأبيض مقره في يناير من عام 2025 لمدة أربعة أعوام.

نعم انشغلت القنوات الفضائية في العالم بالكامل بكل شاردة وواردة عن الانتخابات الأمريكية وهناك من خصص برامج أو أوقات معينة في ساعات بثه  اليومي  للحديث عن هذه الانتخابات، لقد صدعونا الأمريكان بالديمقراطية والحرية وخصوصية التعبير عن الرأي وصدقناهم واتبعناهم ونحن مغمضين دون أن نسأل ولا نفهم ولا نعلم ولا ندري.

ومن هنا يبدأ السؤال: هل يقدر أي فرد من العامة في الولايات المتحدة الأمريكية أو أي مواطن عادي في الولايات المتحدة الأمريكية أن يصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجواب: طبعاً لا وبكل وضوح وصراحة وواقعية ومنطقية.

إذن.. أين هي الحرية والديمقراطية المزعومة والمضللة ولن أكون قاسياً إذا قلت الكذبة العالمية في الحقيقة يسيطر على قمة التربع السياسي  في أمريكا حزبين هما الديمقراطي والجمهوري، ولابُد لمن يُريد أن يصل للبيت الأبيض أن يسلك أحد المسلكين؛ سواءً اقتنع به أو لم يقتنع  بفكره ومحتواه وسواءً آمن بمبادئ الحزب أو رفضها.

طبعًا لكل حزب مموليه، وهناك المتبرعون والداعمون، وطبعاً هؤلاء الداعمين والمتبرعين لا بُد أن يكون لهم ما يريدون من ساكن البيت الأبيض؛ لأنهم هم من صرفوا الأموال الطائلة على الرئيس المُرشَّح، وعندما يفوز لابد أن يكون لهم نصيبهم من الكعكة فيبقى الرئيس مثل الريموت كنترول (جهاز التحكم عن بعد) يوجهه من صرف عليه في الاتجاه الذي يراه ويتناسب مع مصالحه ورغباته وتوجهاته ومقاصده.

الدراسات  تثبت أن الذين لديهم جوازات سفر في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوزون 11 بالمئة فقط، وهذا يعني أن غالبية الأمريكيين لم يسافروا ولم يعرفوا ماذا يحدث في الدول الأخرى ولم يختلطوا ببقية البشر في أنحاء العالم أي أنهم يجهلون تماماً ما يحصل في بقية أنحاء العالم؛ أي أنه إذا كان سكان الولايات المتحدة الأمريكية 335 مليون نسمة فإن 70 أو حتى 80 مليون  منهم هم من يتحكمون في السياسة والمقادير، أما البقية فهم لا حول لهم ولا قوة، وهنا يبان الهشاشة لديهم.

فكيف من يبني على هشاشة يقوى ومن يبني على قوة يضعف.. وعجبي!

 

ومن هنا يمكن أن نحل اللغز الذي طالما حيرنا لماذا الرئيس الأمريكي لا يعصي للصهاينة واليهود أمرا؛لأن السبب واضح وجلي فاللوبي اليهودي مسيطر على المال والأعمال في آمريكا  وحتى الإعلام بقوة ماله على الرغم إن نسبة اليهود في أمريكا لاتصل إلى 2 بالمئة وحتى في اشتراطات البنك الدولي على الدول وفرضه شروطه المعقولة منها وغير المعقولة فهي بإيحاء وتوجيه من النظام الصهيوني العالمي. لكن المال هو من يحكم ولا ديمقراطية ولا حرية ولا تعبير شخصي ولا هم يحزنون.

بالتأكيد هناك أحزاب أخرى صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحمل الشعارات البراقة ولكن ينقصها المال، إذن المال هو العامل والفاعل الرئيسي في العملية وهو المهيمن والمسيطر. وإلّا كيف لبنيامين نتنياهو وبن غفير وسموتيرش أن يتحكموا ويفعلوا ما يريدون  بكل وقاحة وقلة أدب لو كان لديهم أدنى شك بأن ساكن البيت الأبيض لن يعصي لهم أمراً، وبالتأكيد لن يرفض لهم طلبا؛ لأنهم أصحاب السلطة والنفوذ وداعميهم من أبناء جلدتهم في الولايات المتحدة الأمريكية معهم حقا وباطلا وخيراً وشرًا ومن هنا تبدأ أفكارهم واستقواؤهم وعناوينهم وإلا فإنهم أجبن خلق الله على الأرض. والأحزاب هي آلة التنفيذ لهذا المال.

لقد لاحظنا وشاهدنا واقتنعنا وحكمنا بما رأيناه في فترة ما يسمى بالربيع العربي فقد انهارت الجمهوريات الشكلية ولم يبقَ سوى الأنظمة الملكية.

ونحمد الله في دول مجلس التعاون أننا في هذا الإطار نعرف حكامنا ونحبهم وهم يعرفوننا ويحبونا ويقدمون لنا كل ما يستطعيون؛ لأجل كذا عشنا ولله الحمد والفضل والمنة في أمن وأمان واستقرار ورفاهية ونعيم بلا حروب ولا مشاكل ولا فتن، والله لا يُغير علينا.

نخلص من هذا كله أنه لا توجد ديمقراطية ولا حرية في العالم، وإنما مصالح ومكاسب ورغبات وأمزجة وكل من يده له.

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما ورد باتصال السيسي وبايدن حول وقف إطلاق النار في غزة.. إليكم ملخص البيت الأبيض

(CNN)-- أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي "الحاجة الملحة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس خلال مكالمة هاتفية بينهما، الثلاثاء.

وقال البيت الأبيض في بيان حول الاتصال: "ناقش الزعيمان المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن بناءً على الترتيب الذي وصفه الرئيس بايدن العام الماضي وأيده مجلس الأمن الدولي بالإجماع".

وأضاف البيت الأبيض: "أكد الزعيمان على الحاجة الملحة لتنفيذ اتفاق لتقديم الإغاثة الفورية لشعب غزة من خلال زيادة المساعدات الإنسانية التي أتاحها وقف إطلاق النار إلى جانب عودة الرهائن إلى أسرهم"، وقد التزم الزعيمان بالبقاء في تنسيق وثيق خلال الساعات المقبلة.

ويذكر أن حماس وإسرائيل هما أقرب ما يكونان إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة منذ أشهر، كما يقول الوسطاء، ومع استمرار المفاوضات في قطر، قالت حماس إن المحادثات في “مراحلها النهائية”، وقال مسؤول إن إسرائيل “مستعدة لوقف إطلاق النار”.

مقالات مشابهة

  • سؤال مفاجئ حول اتفاق غزة يدفع بايدن للانسحاب من مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض
  • FA: هل كان دفاع بايدن عن حقوق الإنسان غطاء للوصول إلى البيت الأبيض؟
  • فورين بولسي: الولايات المتّحدة الأمريكية أخفقت في معركتها ضد اليمنيين
  • البيت الأبيض: إيران الضعيفة "مصدر قلق"
  • ما ورد باتصال السيسي وبايدن حول وقف إطلاق النار في غزة.. إليكم ملخص البيت الأبيض
  • البيت الأبيض: بايدن يحث ترامب على الاستمرار في دعم أوكرانيا
  • البيت الأبيض يرفض فرض شروط للمفاوضات على كييف لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • "كنتُ اليد الحازمة التي كان العالم بحاجة إليها".. بايدن يخرج من البيت الأبيض منتشيًا بـ"إنجازاته"
  • البيت الأبيض يحذر روسيا من نقل حرب أوكرانيا إلى أمريكا
  • بعد 7 أيام.. ميلانيا ترامب تتهيأ لتغيير البيت الأبيض في 5 ساعات