جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-31@19:11:00 GMT

البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!

 

د. أحمد بن علي العمري

 

لم يبقَ سوى ثلاثة أسابيع على الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية المسيطرة على العالم والمتزعمة للنفوذ العالمي، ويتزامن ذلك بعد أفول بريق الدب الروسي وإن كان بدأ يستعيد هيبته ومكانته المعهودين في ظل تنامي وصعود دول أخرى للزعامة العالمية في خطى متسارعة يتصدرها التنين الصيني تليه الهند التي تمسكنت حتى تمكنت.

المهم نبقى عند حديثنا وموضوعنا وهو الولايات المتحدة الأمريكية فقد انشغلت كل قنوات العالم التلفزيونية والإعلامية في العالم بالانتخابات الأمريكية التي سوف تجرى في الخامس من نوفمبر 2024 على أن يحل ساكن البيت الأبيض مقره في يناير من عام 2025 لمدة أربعة أعوام.

نعم انشغلت القنوات الفضائية في العالم بالكامل بكل شاردة وواردة عن الانتخابات الأمريكية وهناك من خصص برامج أو أوقات معينة في ساعات بثه  اليومي  للحديث عن هذه الانتخابات، لقد صدعونا الأمريكان بالديمقراطية والحرية وخصوصية التعبير عن الرأي وصدقناهم واتبعناهم ونحن مغمضين دون أن نسأل ولا نفهم ولا نعلم ولا ندري.

ومن هنا يبدأ السؤال: هل يقدر أي فرد من العامة في الولايات المتحدة الأمريكية أو أي مواطن عادي في الولايات المتحدة الأمريكية أن يصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجواب: طبعاً لا وبكل وضوح وصراحة وواقعية ومنطقية.

إذن.. أين هي الحرية والديمقراطية المزعومة والمضللة ولن أكون قاسياً إذا قلت الكذبة العالمية في الحقيقة يسيطر على قمة التربع السياسي  في أمريكا حزبين هما الديمقراطي والجمهوري، ولابُد لمن يُريد أن يصل للبيت الأبيض أن يسلك أحد المسلكين؛ سواءً اقتنع به أو لم يقتنع  بفكره ومحتواه وسواءً آمن بمبادئ الحزب أو رفضها.

طبعًا لكل حزب مموليه، وهناك المتبرعون والداعمون، وطبعاً هؤلاء الداعمين والمتبرعين لا بُد أن يكون لهم ما يريدون من ساكن البيت الأبيض؛ لأنهم هم من صرفوا الأموال الطائلة على الرئيس المُرشَّح، وعندما يفوز لابد أن يكون لهم نصيبهم من الكعكة فيبقى الرئيس مثل الريموت كنترول (جهاز التحكم عن بعد) يوجهه من صرف عليه في الاتجاه الذي يراه ويتناسب مع مصالحه ورغباته وتوجهاته ومقاصده.

الدراسات  تثبت أن الذين لديهم جوازات سفر في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوزون 11 بالمئة فقط، وهذا يعني أن غالبية الأمريكيين لم يسافروا ولم يعرفوا ماذا يحدث في الدول الأخرى ولم يختلطوا ببقية البشر في أنحاء العالم أي أنهم يجهلون تماماً ما يحصل في بقية أنحاء العالم؛ أي أنه إذا كان سكان الولايات المتحدة الأمريكية 335 مليون نسمة فإن 70 أو حتى 80 مليون  منهم هم من يتحكمون في السياسة والمقادير، أما البقية فهم لا حول لهم ولا قوة، وهنا يبان الهشاشة لديهم.

فكيف من يبني على هشاشة يقوى ومن يبني على قوة يضعف.. وعجبي!

 

ومن هنا يمكن أن نحل اللغز الذي طالما حيرنا لماذا الرئيس الأمريكي لا يعصي للصهاينة واليهود أمرا؛لأن السبب واضح وجلي فاللوبي اليهودي مسيطر على المال والأعمال في آمريكا  وحتى الإعلام بقوة ماله على الرغم إن نسبة اليهود في أمريكا لاتصل إلى 2 بالمئة وحتى في اشتراطات البنك الدولي على الدول وفرضه شروطه المعقولة منها وغير المعقولة فهي بإيحاء وتوجيه من النظام الصهيوني العالمي. لكن المال هو من يحكم ولا ديمقراطية ولا حرية ولا تعبير شخصي ولا هم يحزنون.

بالتأكيد هناك أحزاب أخرى صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحمل الشعارات البراقة ولكن ينقصها المال، إذن المال هو العامل والفاعل الرئيسي في العملية وهو المهيمن والمسيطر. وإلّا كيف لبنيامين نتنياهو وبن غفير وسموتيرش أن يتحكموا ويفعلوا ما يريدون  بكل وقاحة وقلة أدب لو كان لديهم أدنى شك بأن ساكن البيت الأبيض لن يعصي لهم أمراً، وبالتأكيد لن يرفض لهم طلبا؛ لأنهم أصحاب السلطة والنفوذ وداعميهم من أبناء جلدتهم في الولايات المتحدة الأمريكية معهم حقا وباطلا وخيراً وشرًا ومن هنا تبدأ أفكارهم واستقواؤهم وعناوينهم وإلا فإنهم أجبن خلق الله على الأرض. والأحزاب هي آلة التنفيذ لهذا المال.

لقد لاحظنا وشاهدنا واقتنعنا وحكمنا بما رأيناه في فترة ما يسمى بالربيع العربي فقد انهارت الجمهوريات الشكلية ولم يبقَ سوى الأنظمة الملكية.

ونحمد الله في دول مجلس التعاون أننا في هذا الإطار نعرف حكامنا ونحبهم وهم يعرفوننا ويحبونا ويقدمون لنا كل ما يستطعيون؛ لأجل كذا عشنا ولله الحمد والفضل والمنة في أمن وأمان واستقرار ورفاهية ونعيم بلا حروب ولا مشاكل ولا فتن، والله لا يُغير علينا.

نخلص من هذا كله أنه لا توجد ديمقراطية ولا حرية في العالم، وإنما مصالح ومكاسب ورغبات وأمزجة وكل من يده له.

حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ترامب يعتزم إزالة شجرة تاريخية من حديقة البيت الأبيض

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، أنه ستتم إزالة شجرة تاريخية ضخمة من نوع الـ"ماغنوليا" هذا الأسبوع، بعدما ظللت الرواق الجنوبي للبيت الأبيض منذ القرن التاسع عشر.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق أندرو جاكسون قد غرس الشجرة تخليداً لذكرى زوجته التي توفيت قبل وقت قصير من تنصيبه في عام 1829.
ويقال إنه أحضر البذور من مسقط رأسه في ولاية تينيسي.
وتعد شجرة "ماغنوليا جاكسون" كما تسمى، الأقدم في البيت الأبيض، وفقاً لخدمة الحدائق الوطنية التي تشير إلى أنه بدءاً من عام 1870، دأب معظم الرؤساء على غرس أشجارهم التذكارية الخاصة.
وفي منشور على منصة "تروث سوشال" أمس الأحد، كتب ترامب انه يعمل مع خدمة الحدائق الوطنية لإجراء "تحسينات كبيرة على البيت الأبيض، وبالتالي الحفاظ على التاريخ وحمايته".
وأضاف الرئيس الأميركي أن "إحدى المعضلات المثيرة للاهتمام هي شجرة زرعها قبل سنوات عديدة الرئيس والجنرال الأسطوري أندرو جاكسون"، لافتاً إلى أنها من نوع "الماغنوليا الجنوبية، أُحضرت من مسقط رأسه في تينيسي. هذا هو النبأ السار".
وتابع ترامب: "النبا السيئ هو أن كل شيء سينتهي، وهذه الشجرة في وضع مزر وتشكل خطراً على السلامة عند مدخل البيت الأبيض، ولا بد من إزالتها الآن".
وأكد أن شجرة الماغنوليا التاريخية سيتم استبدالها "بشجرة أخرى جميلة جداً" مع الحفاظ على خشبها الذي يمكن أن يستخدم "لأغراض أخرى سامية ونبيلة".

أخبار ذات صلة ترامب: صفقة بيع "تيك توك" ستتم قبل انقضاء المهلة المحددة ترامب وستارمر ناقشا اتفاقا تجاريا بين بلديهما المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب لا يفكر في ولاية رئاسية ثالثة
  • التخلص من شجرة تاريخية في البيت الأبيض
  • ترامب يعتزم إزالة شجرة تاريخية من حديقة البيت الأبيض
  • ترامب: لا أمزح بشأن السعي إلى ولاية ثالثة في البيت الأبيض
  • عمرها قرنان .. قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض بسبب خطورتها
  • فضيحة البيت الأبيض.. القصة الكاملة لـ"سيجنال جيت"
  • الرئيس الإيراني: ردنا على رسالة ترامب وصل إلى البيت الأبيض
  • «لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض».. ترامب في رسالة للمسلمين
  • ترامب في رسالة للمسلمين: لديكم رئيس يحبكم في البيت الأبيض
  • نائب الرئيس الأمريكي: جرينلاند ستكون أكثر أمنا تحت حكم الولايات المتحدة وليس الدنمارك