البيت الأبيض.. لمن يدفع أكثر!
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
د. أحمد بن علي العمري
لم يبقَ سوى ثلاثة أسابيع على الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية المسيطرة على العالم والمتزعمة للنفوذ العالمي، ويتزامن ذلك بعد أفول بريق الدب الروسي وإن كان بدأ يستعيد هيبته ومكانته المعهودين في ظل تنامي وصعود دول أخرى للزعامة العالمية في خطى متسارعة يتصدرها التنين الصيني تليه الهند التي تمسكنت حتى تمكنت.
المهم نبقى عند حديثنا وموضوعنا وهو الولايات المتحدة الأمريكية فقد انشغلت كل قنوات العالم التلفزيونية والإعلامية في العالم بالانتخابات الأمريكية التي سوف تجرى في الخامس من نوفمبر 2024 على أن يحل ساكن البيت الأبيض مقره في يناير من عام 2025 لمدة أربعة أعوام.
نعم انشغلت القنوات الفضائية في العالم بالكامل بكل شاردة وواردة عن الانتخابات الأمريكية وهناك من خصص برامج أو أوقات معينة في ساعات بثه اليومي للحديث عن هذه الانتخابات، لقد صدعونا الأمريكان بالديمقراطية والحرية وخصوصية التعبير عن الرأي وصدقناهم واتبعناهم ونحن مغمضين دون أن نسأل ولا نفهم ولا نعلم ولا ندري.
ومن هنا يبدأ السؤال: هل يقدر أي فرد من العامة في الولايات المتحدة الأمريكية أو أي مواطن عادي في الولايات المتحدة الأمريكية أن يصل إلى منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجواب: طبعاً لا وبكل وضوح وصراحة وواقعية ومنطقية.
إذن.. أين هي الحرية والديمقراطية المزعومة والمضللة ولن أكون قاسياً إذا قلت الكذبة العالمية في الحقيقة يسيطر على قمة التربع السياسي في أمريكا حزبين هما الديمقراطي والجمهوري، ولابُد لمن يُريد أن يصل للبيت الأبيض أن يسلك أحد المسلكين؛ سواءً اقتنع به أو لم يقتنع بفكره ومحتواه وسواءً آمن بمبادئ الحزب أو رفضها.
طبعًا لكل حزب مموليه، وهناك المتبرعون والداعمون، وطبعاً هؤلاء الداعمين والمتبرعين لا بُد أن يكون لهم ما يريدون من ساكن البيت الأبيض؛ لأنهم هم من صرفوا الأموال الطائلة على الرئيس المُرشَّح، وعندما يفوز لابد أن يكون لهم نصيبهم من الكعكة فيبقى الرئيس مثل الريموت كنترول (جهاز التحكم عن بعد) يوجهه من صرف عليه في الاتجاه الذي يراه ويتناسب مع مصالحه ورغباته وتوجهاته ومقاصده.
الدراسات تثبت أن الذين لديهم جوازات سفر في الولايات المتحدة الأمريكية لا يتجاوزون 11 بالمئة فقط، وهذا يعني أن غالبية الأمريكيين لم يسافروا ولم يعرفوا ماذا يحدث في الدول الأخرى ولم يختلطوا ببقية البشر في أنحاء العالم أي أنهم يجهلون تماماً ما يحصل في بقية أنحاء العالم؛ أي أنه إذا كان سكان الولايات المتحدة الأمريكية 335 مليون نسمة فإن 70 أو حتى 80 مليون منهم هم من يتحكمون في السياسة والمقادير، أما البقية فهم لا حول لهم ولا قوة، وهنا يبان الهشاشة لديهم.
فكيف من يبني على هشاشة يقوى ومن يبني على قوة يضعف.. وعجبي!
ومن هنا يمكن أن نحل اللغز الذي طالما حيرنا لماذا الرئيس الأمريكي لا يعصي للصهاينة واليهود أمرا؛لأن السبب واضح وجلي فاللوبي اليهودي مسيطر على المال والأعمال في آمريكا وحتى الإعلام بقوة ماله على الرغم إن نسبة اليهود في أمريكا لاتصل إلى 2 بالمئة وحتى في اشتراطات البنك الدولي على الدول وفرضه شروطه المعقولة منها وغير المعقولة فهي بإيحاء وتوجيه من النظام الصهيوني العالمي. لكن المال هو من يحكم ولا ديمقراطية ولا حرية ولا تعبير شخصي ولا هم يحزنون.
بالتأكيد هناك أحزاب أخرى صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تحمل الشعارات البراقة ولكن ينقصها المال، إذن المال هو العامل والفاعل الرئيسي في العملية وهو المهيمن والمسيطر. وإلّا كيف لبنيامين نتنياهو وبن غفير وسموتيرش أن يتحكموا ويفعلوا ما يريدون بكل وقاحة وقلة أدب لو كان لديهم أدنى شك بأن ساكن البيت الأبيض لن يعصي لهم أمراً، وبالتأكيد لن يرفض لهم طلبا؛ لأنهم أصحاب السلطة والنفوذ وداعميهم من أبناء جلدتهم في الولايات المتحدة الأمريكية معهم حقا وباطلا وخيراً وشرًا ومن هنا تبدأ أفكارهم واستقواؤهم وعناوينهم وإلا فإنهم أجبن خلق الله على الأرض. والأحزاب هي آلة التنفيذ لهذا المال.
لقد لاحظنا وشاهدنا واقتنعنا وحكمنا بما رأيناه في فترة ما يسمى بالربيع العربي فقد انهارت الجمهوريات الشكلية ولم يبقَ سوى الأنظمة الملكية.
ونحمد الله في دول مجلس التعاون أننا في هذا الإطار نعرف حكامنا ونحبهم وهم يعرفوننا ويحبونا ويقدمون لنا كل ما يستطعيون؛ لأجل كذا عشنا ولله الحمد والفضل والمنة في أمن وأمان واستقرار ورفاهية ونعيم بلا حروب ولا مشاكل ولا فتن، والله لا يُغير علينا.
نخلص من هذا كله أنه لا توجد ديمقراطية ولا حرية في العالم، وإنما مصالح ومكاسب ورغبات وأمزجة وكل من يده له.
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يتوعد عصابات المخدرات
توعد البيت الأبيض الجمعة بـ"فتح أبواب الجحيم" في وجه عصابات المخدرات وذلك بهدف تأمين الحدود الأميركية مع المكسيك، موجها "تحذيرا" لتلك المجموعات.
ومنذ عودته إلى السلطة في 20 يناير، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحرب على عصابات المخدرات المكسيكية التي يتهمها بإنتاج الفنتانيل. هذه المادة الأفيونية الاصطناعية الأقوى 50 مرة من الهيروين، مسؤولة عن عشرات آلاف الوفيات كل عام في الولايات المتحدة.
وقال مايك والتز مستشار الأمن الداخلي لترامب، الجمعة في تجمع حاشد للمحافظين قرب واشنطن "فلنفتح أبواب الجحيم في وجه عصابات المخدرات. كفى"، موجهاً تحذيراً إلى العصابات.
وأضاف "لقد رأيتم صورا للجيش المكسيكي يسيّر دوريات مشتركة مع جماركنا وشرطة الحدود ومع جيشنا لضمان الأمن على الحدود الأميركية، لأنه من دون حدود لا توجد دولة ولا توجد سيادة".
وصنفت الولايات المتحدة الأربعاء عددا من الكارتلات بوصفها منظمات "إرهابية عالمية"، بما فيها كارتل سينالوا المكسيكي ومجموعة ترين دي أراغوا الفنزويلية، ومجموعة إم إس-13 وخمس جماعات أخرى.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء الخميس إن هذا التصنيف "يعطينا أداة قيمة لقطع أي ارتباط قد يكون لدى (تلك المجموعات)، ليس مع مواطنين أميركيين فحسب، لكن أيضا مع أي شركة أو شخص آخر في العالم يساعدها".
وردا على سؤال حول ما إذا كان سيأذن باستخدام القوة العسكرية ضد الكارتلات، أجاب روبيو بأن "الأمر سيعتمد على مكان وجودها".