تكريم السيد خالد في أكبر مهرجان موسيقي عربي
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
محمد البلوشي
في عام 1968، قدمت فرقة الموسيقى العربية أولى حفلاتها على مسرح سيد درويش بمدينة الإسكندرية في مصر، في ذات العالم كان رائد الأغنية العُمانية سالم بن راشد الصوري يقدم أغنية (حبيب القلب ما قصدك).. الصوري كان يسبق زمنه، حيث أسس أستوديو تسجيلات "سالم فون" ليُساهم في ظهور العديد من الأغاني والفنانين ليس في عمان فحسب بل في منطقة الخليج.
سأعود لفرقة الموسيقى العربية التي بدأت في العام المذكور أولى حفلاتها، لم ينتظر الأشقاء في مصر سوى 25 عاماً من تاريخ تأسيسها حتى أطلقوا مهرجان الموسيقى العربية. وهو يعد من أهم المهرجانات الموسيقية على مستوى الوطن العربي. لو نلاحظ قليلاً كيف تحتفي الدول بالظواهر الثقافية لديها، لوجدنا أن فرقة الموسيقى العربية أقامت أولى حفلاتها على مسرح يحمل اسم رائد الأغنية العربية سيد درويش، المسرح سُمي باسمه اعترافًا وتقديراً لما قدمه طوال مسيرته، ونلاحظ أيضًا أن مهرجان الموسيقى العربية أطلق احتفالا بمرور 25 عاماً على إطلاق فرقة الموسيقى العربية أولى حفلاتها. أتطرق لهذه الإشارة لعلنا نتذكر كل الذين أسهموا في صناعة المشهد العماني بمختلف المجالات ونكرم كل من يضع اسم عمان بألق في المحافل الدولية.
قبل أيام كرم مهرجان الموسيقى العربية السيد خالد بن حمد البوسعيدي على مسيرة موسيقية امتدت لأكثر من أربعين عامًا، هذا الحدث ليس عادياً على الإطلاق، وليس تكريما لملحن وموسيقي عُماني فحسب بل هو تكريم للموسيقى والمشهد الثقافي في عُمان. وما يدفعنا لاعتباره حدثاً مهماً للغاية هو أنَّ هذا الملحن الموسيقي كان السبب في أن يخصص المهرجان ليلة من ليالي فعالياته للموسيقى العمانية. وفي الحقيقة يكاد الجمهور العربي أن يكون جاهلاً بهذه الموسيقى. قد يكون توصيفي للمشهد قاسياً نوعاً ما لكنها الحقيقة، مع اعترافي بأن هناك محاولات مُهمة وأغان وصلت للجيل الجديد من الجمهور العربي. مثل أعمال الرائع صلاح الزدجالي. تخصيص ليلة من ليالي المهرجان للموسيقى العمانية أو موسيقى السيد خالد يدل على أهمية هذه الأعمال. من السهل أن نذكر عددا كبيرا من هذه الأعمال ونعرض عناوينها لكن الأكثر أهمية هي التفاصيل والأسلوب اللحني. حيث يمكن القول إنه لم يختر أسلوباً معينًا أو قالبا من القوالب، بل اعتمد أسلوبه الخاص، فعلى سبيل المثال كان من الممكن أن يستخدم في أغنية مسافر إيقاعا مختلفا عن اللحن، لكنه اختار إيقاعاً يناسب بيئة الفنان سالم علي سعيد. لاحظ أننا نتحدث عن أغنية تعتبر في بدايات مسيرته في التلحين. هذه المسيرة الطويلة ميزها الحرص على الانتقال بين المقامات في الأغنية الواحدة، في معظم الأعمال نلاحظ أنه يتعمد الانتقال بين مقامات الموسيقى العربية وهذا أمر مقصود فهو لا يحب الموسيقى المعلبة سهلة التنفيذ. وفي أحيان يقوم بإجراء تجارب غير متوقعة مثل أن يلحن أغنية بروح أوركسترالية وفي ذات الأغنية تجد أن الموسيقى التقليدية العمانية تدخل بسلاسة وبمباركة أوركسترالية، لو ركزنا في الجملة الموسيقية التي تربط بين النموذجين وهي الانتقالة بين الأسلوبين في أغنية (نبض واحد)، سنلاحظ هارموني جميل في التسليم أو التمريرة في لغة كرة القدم.
في إحدى المرات كنت برفقة السيد خالد في روما، وكانت هناك في بهو الفندق آلة بيانو ضخمة. في هاتفي كان لدي مجموعة ونماذج مختلفة من الموسيقى العالمية، أسمعته لنصف دقيقة موسيقى فلامينكو بإيقاع صوفي عربي، كان مزيجا فريدا دون أدنى شك، بعدها توجه السيد خالد للبيانو وعزف ذات اللحن لكن بتقنية عالية جدًا، كنت ألاحظ ( التكنيك) لأنَّ عزف اللحن لم يكن مشكلة، التنكيك الذي عزف به كان مذهلا، لم تغب روح الإيقاع الصوفي على الرغم من أنه كان يعزف على آلة البيانو. دون وجود إيقاع، (لم تكن الآلة أورج أو كيبورد به إيقاعات)، يومها شعرت أنني أمام رجل متمكن جداً من موهبته ولديه رؤية وفهم فريد للموسيقى سببها الموهبة الكبيرة. أتذكر جيدا ذلك اليوم قبل 16 عامًا، الذي صفق له موظفو الاستقبال الإيطاليون. تفاصيل كثيرة ونحن هنا لسنا بصدد تحليل أعماله فنياً وما إلى ذلك. الأوركسترا في أعمال خالدة مثل (تزهو بك الأعوام) والشعور بروح حاراتنا الجميلة في (شوق المضانين) وجوابات الكمنجات في (مسافر) كفيلة بالحديث عن موسيقى السيد خالد بن حمد.
بعد تكريمه من مهرجان الموسقى العربية وكل ما قدمه من إرث موسيقي عماني متنوع، ما هي الخطوة التالية؟. هذا السؤال ليس موجها للسيد خالد. بل المقصود به كيف يمكن الاحتفاء بهذا الفنان محلياً وكيف يمكن الاستفادة منه بشكل ممنهج واستراتيجي لتطوير المشهد الثقافي في البلد.... سأترك النقاط وحيدة والسؤال مفتوحا؟
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السفارة المصرية بكوريا تحتفل بتتويج مهرجان شرم الشيخ بالجائزة العالمية لأفضل مهرجان دولي بالعالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت السفارة المصرية بالعاصمة سول بكوريا الجنوبية، تحت رعاية وحضور السفير خالد عبد الرحمن، احتفالاً بتتويج مهرجان الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالجائزة العالمية لأفضل مهرجان دولي على مستوى العالم لعام 2024.
كان الاحتفال عقب فوز مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالجائزة العالمية المقدمة من ادارة مهرحان K - Theater award والتي أقيمت أمس بالعاصمة سول في احتفال كبير حضره كوكبة من المثقفين والفنانين الكوريين وحضر الوفد المصري المخرج مازن الغرباوي مؤسس ورئيس المهرجان، والدكتورة إنجي البستاوي مدير عام المهرجان، وقيادات وزارة الثقافة الكورية، ورئيس بلدية سول والدكتور جون ونج سون رئيس الجمعية الكورية للمسرح، والسفير المصري خالد عبدالرحمن وحرمه.
وألقى السفير المصري كلمة في الحفل عبر بها عن مدي فخر جمهورية مصر العربية بهذه الجائزة العالمية التي تؤكد على أواصر التعاون بين الدولتين الصديقتين مصر وكوريا الجنوبية.
وأكد أننا نستعد لعام 2025 لبدء الاحتفال بمرور ٣٠ عام علي العلاقات المصرية الكورية الوطيدة عبر تاريخ العلاقات بين البلدين .
وصرحت الدكتورة إنجي البستاوي مدير عام المهرجان، أن الجائزة تكليل لكل الجهود التي بذلت منا جميعاً ومن كامل فريق العمل علي مدار العشر سنوات السابقة والتي تؤكد المكانة التي أصبح عليها المهرجان عالمياً.
وصرح الغرباوي، أن هذه الجائزة فخر لمصر ولكل العرب، موجها الشكر لوزير الثقافة المصرية الدكتور أحمد فؤاد هنو، واللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء لدعمها اللا محدود للمهرجان في دورته التاسعة مما ساعدنا كثيرا في حصد تلك الجائزة، وأتوجه بإهداء الجائزة العالمية للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الملهم لنا جميعاً حيث أننا أول مهرجان مصري وعربي يحصل على هذه الجائزة العالمية في التاريخ وأن حصولنا عليها في الدورة ٦٢ يعد فخرا وشرف عظيم لنا كمصريين وكعرب.
ووجه الغرباوي الشكر للسفير المصري خالد عبد الرحمن علي احتفاله الكبير الذي أقامته ونظمته السفارة المصرية بسول بحضور كوكبة من فناني ومثقفي كوريا الجنوبية ولفيف من المسئولين المصريين بالسفارة المصرية.
وكرم السفير المصري ادارة المهرجان على هذا الإنجاز وقام مازن الغرباوي رئيس المهرجان بإهداء درع المهرجان تقديراً للدور الكبير التي تقوم به السفارة المصرية في كوريا الجنوبية، التي تعكس الدور الإيجابي والمحوري الذي تلعبة الخارجية المصرية.