بغداد اليوم – بغداد

علق المحلل السياسي المقيم في واشنطن نزار حيدر، اليوم الأحد (13 تشرين الأول 2024)، عن إمكانية إقصاء حزب الله سياسياً بعد حرب لبنان وما تلقاه الحزب من ضربات بشأن قياداته.

وقال حيدر، لـ"بغداد اليوم"، إنه "في زحمة الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها اطراف دولية واقليمية عدة لوقف الحرب في الجبهة اللبنانية، يبقى السؤال الاهم بهذا الصدد؛ ماذا بعد ذلك؟ ماذا بعد كل هذا الدمار العظيم الذي تعرض له لبنان؟ ماذا بعد كل هذه الجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني، وماذا بعد الذي تعرض له حزب الله على وجه التحديد؟".

وأضاف، "يخطأ من يتصور أن بإمكان أي طرف في العالم ان يضع حداً لوجود الحزب في لبنان، خاصة على الصعيد السياسي، فهو نتاج بيئته الاجتماعية وإرث تاريخي متراكم في لبنان، لم يزرعه احد في غير أرضه، ولم يأت من خارج الحدود ليتصور احد بأنه حالة طارئة مفروضة على لبنان قد تنتهي في أي لحظة لسبب أو ظرف معين".

وتابع، أن "كل الذي تسعى اليه الان الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية، بما فيها الجمهورية الاسلامية في ايران الراعي والداعم الحقيقي للحزب وايديولوجيته ونهجه، هو بذل الجهد لإعادة بناء الدولة اللبنانية والجيش اللبناني ليأخذ دوره الطبيعي في حماية البلاد وفي ترتيبات ما بعد الحرب، هذا الدور الذي تلاشى لدرجة كبيرة بسبب السلاح خارج سلطة الدولة والتي ظل يبررها حزب الله بسبب الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسيادته، وهو الامر الذي رأت فيه القوى السياسية الوطنية امراً مشروعاً".

وأكمل حيدر، أن "هناك ثلاثة قرارات دولية صدرت عن مجلس الامن الدولي فيما يخص طبيعة العلاقة بين اسرائيل ولبنان، وكلها صدرت في ظل حروب متتالية بين الطرفين، وهي القرارات (1559و 1680 و1701) بالاضافة إلى اتفاق الطائف المحوري الذي وضع حداً للحرب الاهلية، وقد نصت كلها على ركيزتين اساسيتين؛ الأولى، العمل على بناء الدولة في لبنان وتقوية جيشها لتأخذ مكانها الطبيعي، والثانية، نزع سلاح حزب الله وتسليمه للدولة".

وأكد المحلل السياسي، أنه "يبدو أن كل الاطراف اللبنانية، بما فيها حزب الله، مقتنعون بأن الوقت قد حان لإعادة هيكلة الدولة اللبنانية بما يعيد لها حضورها الدستوري بشكل حقيقي وصريح، وهذا ما صرح به رئيسا الوزراء نجيب ميقاتي والبرلمان نبيه بري خلال الايام القليلة الماضية، وأن تفويض الحزب لنبيه بري الذي جاء على لسان نائب أمينه العام نعيم قاسم، للبدء بمناقشة الترتيبات والاتصالات اللازمة مع مختلف الاطراف الدولية والاقليمية والمحلية لتنفيذ القرارات الدولية المشار اليها آنفاً وخاصة القرار (1701) مؤشر على ذلك".

وختم حيدر أنه "كما ان الخطاب السياسي الذي نسمعه من طهران وعلى أعلى المستويات، مؤشر على هذا الامر، فهو كذلك ورد فيه تأييد للتفويض الذي أعلنه الحزب للرئيس بري"، مؤكدا: "على هذا الأساس، لا أحد يفكر، وليس بإمكان أحد ولا يحق لأحد، إقصاء حزب الله عن المعادلة السياسية القائمة حالياً في لبنان، ابداً، وإنما الحديث عن تسليم السلاح للدولة هو لتقوية الجيش اللبناني وأخذ مكانه الطبيعي".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: استهداف إسرائيل لمدنيين وسيلة ضغط لجعل لبنان يتنازل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال أحمد عز الدين، الكاتب والباحث السياسي، إنه بالطبع تستخدم إسرائيل الغارات الجوية، واستهداف المدنيين في الأحياء المكتظة بالسكان، لممارسة أكبر حجم من الضغط للوصل إلى تسوية سياسية تصب في مصلحتها، مشيراً إلى أنها تتذرع بأن عمليات القصف الجوي على الأحياء السكنية اللبنانية تأتي على خلفية استهداف أشخاص محددة في قصفها، إلا أن الهدف الأساسي هو ممارسة الضغط لا سيما وأن تحقيق إصابات كثيرة في صفوف اللبنانيين، وتدمير البنى التحتية يفرض على الجهة اللبنانية وعلى حزب الله، أن يقدموا تنازلات لكي تقف مجازر إسرائيل بحق المدنيين.

وأضاف «عز الدين» خلا مداخلة بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن لبنان يقوم باتصالات كثيفة، وقد عقد اتصال مطول بين وزير الخارجية الأمريكية، ورئيس مجلس النواب اللبناني، استمر لمدة 40 دقيقة، ومع ذلك فأن إسرائيل لا زالات تزيد من التصعيد، إذ أنها تعرضت للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية.

وأوضح الكاتب والباحث، أنه لم يكن ليتغير المشهد الحالي في لبنان، في حال كان هناك رئيس فعلي للدولة، ومجلس نيابي له صلاحيات عوضا عن حكومة تصريف الأعمال، مشيراً إلى أنه إذا كان هناك رئيس كان سيسهم ذلك في تغير الواقع السياسي فيما يتعلق بألية تحرك الدولة اللبنانية فقط، إذ أن المشكلة لا تكمن في شخص الرئيس، خاصة وأنه ليس دولة لبنان هي من تقود الحرب والمواجهات، وليست هي التي تمتلك قرار الحرب سواء كان بها رئيس أو لا متابعا: «ربما لو كان هناك رئيس لكان يستطيع أن يتخذ مواقف أو يلتزم بتنفيذ أمور سياسية معينة، ولكن في مجمل الأمور، فأن رئيس حكومة تصريف الأعمال، ورئيس مجلس النواب، يمسكان بالقرار السياسي، ويقومان كل الاتصالات والتعهدات المطلوبة.

وزاد: موضوع وجود حزب الله وأن القرار بيده ليس جديد، إذ أن الحزب كان أقوى عندما كان هناك رئيس جمهورية، قبل أن تنتهى، ولاية الرئيس ميشيل عون، وهناك من يعتبر أن مشيل عون هو من أعطى حزب الله كل الصلاحيات، وأفسح له مجال لاتخاذ كل القرارات التي يريدها».

 

 

مقالات مشابهة

  • بعد حرب لبنان.. هل سيتم إقصاء حزب الله سياسيًا بدعم أمريكي وعربي؟ - عاجل
  • غداً في رحم الغيب ولك اليوم الذي أنت فيه والامس مضي ولن يعود !!..
  • باحث سياسي: استهداف إسرائيل لمدنيين وسيلة ضغط لجعل لبنان يتنازل
  • حرب الطوفان الثانية
  • حزب الأمة: الإعلان السياسي الموقع بين (تقدم) و(الدعم السريع) مرفوض
  • المُفوضيّة الأوروبية تحت المجهر بعد اتهامات بدعم الإرهاب والإسلام السياسي
  • التاريخ السياسي للانتخابات الأميركية منذ 1788
  • من هو وفيق صفا.. الشبح الذي تطارده إسرائيل؟
  • من هو وفيق صفا الذي زعمت اسرائيل اغتياله؟