قال الدكتور محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، شهد الاقتصاد العالمي في عام 2024 تحديات كبيرة بفعل التضخم المستمر، الأزمات الجيوسياسية، وتباين سياسات البنوك المركزية، رغم جهود هذه البنوك للسيطرة على التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة، استمرت الضغوط التضخمية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتحديات سلاسل التوريد.

كما استمرت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في التأثير على التجارة العالمية والاستثمارات.

وتابع عبد الوهاب: "تشير التوقعات إلى استمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي خلال الأشهر المتبقية من العام، في الاقتصادات الكبرى، سيظل النمو محدودًا بفعل السياسات النقدية المتشددة، فيما تواجه الأسواق الناشئة تحديات أكبر بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض وهروب رؤوس الأموال، مع ذلك، قد تشهد اقتصادات الدول المتقدمة تحسنًا طفيفًا بفضل استقرار أسعار الطاقة.

وقال عبد الوهاب: "تشير احصاءات صندوق النقد الدولي حول أفاق الاقتصاد العالمي إلى استمرار نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3،2% خلال عامي 2024 و2025، أي بنفس وتيرة عام 2023، فسوف تشهد الاقتصادات المتقدمة تسارعا طفيفا – حيث يُتوقع ارتفاع النمو من 1،6% في 2023 إلى 1،7% في عام 2024 و1،8% في عام 2025 – سيوازنه تباطؤ محدود في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية من 4،3% في 2023 إلى 4،2% في عامي 2024 و2025.

ولفت إلى أن  التنبؤ للنمو العالمي بعد خمس سنوات من الآن  وهو  –3،1% – يبلغ أدنى مستوياته منذ عقود، وتشير التنبؤات إلى تراجع التضخم العالمي باطراد، من 6،8% في 2023 إلى 5،9% في 2024 و4،5% في 2025، مع عودة الاقتصادات المتقدمة إلى مستويات التضخم المستهدفة في وقت أقرب من اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية. ومن المتوقع بوجه عام أن يشهد التضخم الأساسي تراجعا بشكل أكثر تدرجا.

الذهب كملاذ آمن

ولفت عبد الوهاب، إلى ارتفاع أسعار الذهب في بداية عام 2024 مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية والتضخم، بنسبة بلغت 30% تقريبا، ورغم بعض التقلبات، يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين خلال الأشهر القادمة، خصوصًا في حال تصاعدت التوترات أو زادت احتمالات الركود، على الجانب الآخر، قد تتراجع أسعار الذهب إذا تحسن الاقتصاد العالمي بشكل كبير أو استمرت أسعار الفائدة في الارتفاع.

قوة الدولار الأمريكي

أوضح المحلل الاقتصادي، أن الدولار استفاد من سياسات الاحتياطي الفيدرالي التي رفعت أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم، مما عزز من قوته أمام العملات الأخرى، خصوصًا في الأسواق الناشئة، ومن المتوقع أن يستمر الدولار في قوته خلال الفترة المقبلة إذا حافظ الفيدرالي على سياساته الحالية، لكن إذا تباطأ الاقتصاد الأمريكي أو شهدت الأسواق تغييرات في سياسات البنوك المركزية الأخرى، فقد يتراجع الدولار.

العملات الرقمية تحت الضغط


وأضاف عبد الوهاب: "شهدت العملات الرقمية تقلبات كبيرة خلال 2024، متأثرة بالضغوط التنظيمية وارتفاع أسعار الفائدة، ما أدى هذا إلى تراجع في قيمة العديد من العملات الرقمية، رغم ذلك، لا تزال هذه العملات تجذب بعض المستثمرين كتحوط ضد التضخم وضعف العملات الورقية، ومع استمرار الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية، من المتوقع أن تلعب العملات الرقمية دورًا هامًا في المستقبل المالي، لكن على المدى القصير، قد تظل تحت الضغط إذا استمرت القيود التنظيمية".

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

عملات ترامب الرقمية وتأثيرها على مستقبل الاقتصاد العالمي

في ظل الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم، تتوسع العملات الرقمية لتصبح محورًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي.

ومع عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي بقوة وتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، بدأ هو وزوجته ميلانيا ترامب في الترويج لمشاريع العملات الرقمية الخاصة بهما. هذه المشاريع أثارت جدلاً واسعًا حول تأثيرها المحتمل على مستقبل الاقتصاد، خاصة في ظل اهتمام شخصيات سياسية بارزة بهذه التكنولوجيا الناشئة.


إطلاق العملات الرقمية الخاصة بعائلة ترامب

كجزء من توجّه ترامب الدائم نحو الابتكار وجذب الاستثمارات، أعلنت عائلة ترامب عن إطلاق عملة رقمية تحمل اسم "ترامب كوين" (TrumpCoin)، بينما أطلقت ميلانيا عملتها الخاصة تحت اسم "ميلانيا توكن" (MelaniaToken).
تركز هذه العملات على تعزيز الاقتصاد الرقمي، حيث تمثل استثمارات في مشاريع تعتمد على تقنية البلوك تشين، مثل العقارات الافتراضية، التجارة الإلكترونية، والمنصات الإعلامية.


الأهداف المعلنة وراء العملات الرقمية

تروج عائلة ترامب لهذه العملات كأداة لتعزيز الاقتصاد الأمريكي ودعم المشاريع الصغيرة، إضافة إلى منح الأمريكيين فرصة للمشاركة في استثمارات مبتكرة.
ميلانيا ترامب ركزت على استخدام عملتها الرقمية في دعم القضايا الإنسانية مثل التعليم والصحة، مما يضفي بعدًا اجتماعيًا على مشروعها الرقمي.


التأثير على الاقتصاد الأمريكي والعالمي

1. تعزيز العملات الرقمية في السوق الأمريكي

وجود شخصيات بارزة مثل ترامب في مجال العملات الرقمية يمنحها مصداقية وشرعية أكبر في الأوساط الاقتصادية. هذا قد يؤدي إلى زيادة قبولها من قبل الأفراد والشركات، وربما حتى الحكومات.

من المتوقع أن تساهم عملات ترامب الرقمية في جذب استثمارات جديدة إلى السوق الأمريكية، مما يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل في مجالات التكنولوجيا والابتكار.

2. زعزعة النظام المالي التقليدي

في المقابل، يثير انتشار العملات الرقمية تساؤلات حول مستقبل النظام المالي التقليدي. إذا ازدادت شعبيتها، فقد تقلل من الاعتماد على البنوك المركزية والعملات الورقية، مما يشكل تحديًا للدول التي تعتمد على سيطرة صارمة على أنظمتها النقدية.

3. تأثير عالمي متباين

دخول شخصيات سياسية مثل ترامب إلى سوق العملات الرقمية يمكن أن يشجع قادة آخرين على تبني هذه التكنولوجيا. لكن هذا قد يؤدي أيضًا إلى منافسة شرسة بين الاقتصادات الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين، التي تسعى أيضًا لتطوير عملات رقمية وطنية.

التحديات التي تواجه المشروع

رغم الطموحات الكبيرة، تواجه عملات ترامب الرقمية تحديات كبيرة:

1. التنظيم والقوانين: العملات الرقمية لا تزال تثير قلق السلطات حول العالم بسبب المخاوف المتعلقة بغسل الأموال والتهرب الضريبي.
2. تقلب السوق: السوق الرقمية يشتهر بتقلباته الشديدة، مما قد يعرض المستثمرين لمخاطر كبيرة.
3. المنافسة: مع وجود مئات العملات الرقمية الأخرى، قد يكون من الصعب تمييز عملات ترامب وجعلها منافسة قوية.

دور العملات الرقمية في السياسة والاقتصاد

إطلاق ترامب لعملته الرقمية يعكس اندماج السياسة بالتكنولوجيا والاقتصاد. هذه الخطوة تعزز التوجه نحو استخدام العملات الرقمية كأداة سياسية واقتصادية، حيث يمكن استخدامها لتوسيع النفوذ الأمريكي وتقوية الاقتصاد الوطني.

على الصعيد الدولي، قد تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة تشكيل العلاقات الاقتصادية بين الدول، خاصة إذا أصبحت العملات الرقمية أداة ضغط اقتصادي جديدة.

بين الابتكار والتحدي

عملات ترامب وزوجته الرقمية تمثل خطوة جريئة في عالم الاقتصاد الحديث، وتعكس التحول نحو اقتصاد رقمي يضع التكنولوجيا في صلب النظام المالي.

مقالات مشابهة

  • عملات ترامب الرقمية وتأثيرها على مستقبل الاقتصاد العالمي
  • ارتفاع محدود في سعر الذهب العالمي بعد تنصيب ترامب
  • جولد بيليون: ارتفاع محدود في سعر الذهب العالمي بعد تنصيب ترامب
  • 2.3 % ارتفاعًا في أسعار الفضة بالسوق المحلية
  • خبير اقتصادي: ارتفاع سعر صرف الدولار في ليبيا لا يستند لمبررات حقيقية
  • تحقيق يكشف: هجمات البحر الأحمر تكلف الاقتصاد العالمي 200 مليار دولار في 2024
  • تذبذب أسعار الذهب في مصر متأثرًا بارتفاعه العالمي 
  • مسجلًا 2703 دولارات للأونصة.. الذهب يرتفع للأسبوع الثالث على التوالي عالميًا
  • ارتفاع سعر الذهب العالمي للأسبوع الثالث على التوالي
  • جولد بيليون: الذهب يرتفع للأسبوع الثالث على التوالي عالميًا