الجزيرة:
2024-10-13@16:25:40 GMT

تسرب إشعاعي من أقمار ستارلينك يهدد مستقبل الفلك

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

تسرب إشعاعي من أقمار ستارلينك يهدد مستقبل الفلك

كشفت دراسة حديثة عن كمية التسريبات الإشعاعية التي يصدرها الجيل الثاني من كوكبة الأقمار الصناعية التابعة لستارلينك، والتي تتجاوز 30 ضعف ما كان يطلقها الجيل السابق، وفي ظل استمرار إرساء مزيد من هذه الأقمار الصناعية في الفضاء القريب من الأرض، فمن الممكن أن يعوق هذا الأمر الفلكيين في مراقبة الفضاء.

يمثل مشروع ستارلينك أحد المشاريع الأساسية التي تعمل عليها شركة سبيس إكس، وقد بدأ العمل على إرسال أول دفعة من الأقمار الصناعية منتصف عام 2019، ووصل مجموع ما أرسلته الشركة حتى سبتمبر/أيلول الماضي 6426 قمرا صناعيا.

مخاوف من اللحظة الأولى

ومنذ اللحظة الأولى، عبّر الاتحاد الفلكي الدولي عن مخاوفه إزاء إرسال أقمار صناعية بأعداد كبيرة في المجال الفضائي القريب، قائلا إن هذه الأقمار الصناعية تشكل تهديدا كبيرا للبنى التحتية الفلكية المهمة الحالية والمستقبلية، وقد حثّ البيان آنذاك على أن يتخذ صناع القرار خطوات حازمة ومنسقة لدراسة مدى التأثير السلبي الناتج.

وقد عكفت بعض الأبحاث على دراسة التأثير السلبي الناتج عن انتشار الأقمار الصناعية، وصدرت في يوليو/تموز 2023 دراسة تشير إلى حجم تسريب الأشعة الكهرومغناطيسية، وتظهر هذه الأشعة على شكل موجات راديوية، تنبعث في اتجاهات متعددة خلال إرسال الأقمار الصناعية الإشارات إلى الأرض.

وخلص الباحثون إلى أن هذه الترددات الراديوية تشبه الأشعة التي تنبعث من الأجرام الكونية البعيدة، مثل النجوم والثقوب السوداء والنجوم النابضة، ومن الممكن أن تتداخل هذه الأشعة وتشوش على الفلكيين عملهم في مراقبة الأجرام السماوية.

وخلال العام ونصف العام الماضيين، عملت سبيس إكس على استبدال الأقمار الصناعية القديمة من الجيل الأول لتحل محلها أخرى جديدة من الجيل الثاني، وشهد أوّل إطلاق للجيل الثاني مطلع عام 2023، وقالت الشركة إنها أصغر حجما وأكثر قوة وقابلية للمناورة مقارنة بأسلافها، ولم يكن معروفا حينها إذا ما كانت الشركة قد عالجت مسألة تسرب الأشعة الراديوية أو لا.

كمية التسريبات الإشعاعية التي يصدرها الجيل الثاني من كوكبة الأقمار الصناعية التابعة لستارلينك تتجاوز 30 ضعف ما كان يطلقها الجيل السابق (الفرنسية) تفاقم المشكلة وعلماء يحذرون من تلوث فضائي

بعد إطلاق الإصدار الجديد من الأقمار الصناعية، عمل مجموعة من الباحثين على دراستها مستخدمين أقوى تلسكوب أرضي قادر على التقاط الأشعة الراديوية في الفضاء، وهو تلسكوب "لوفار" الراديوي، وهو شبكة من أطباق الراديو تمتد عبر 8 دول أوروبية.

وأظهرت النتائج أن كمية الأشعة المسربة تضاعفت على نحو مقلق بـ32 مرّة، وذلك عند عقد مقارنة بين الجيلين الأول والثاني من أقمار ستارلينك الصناعية، وفقا للدراسة المنشورة في دورية "أسترونومي آند أستروفيزكس" سبتمبر/أيلول 2024.

ويحذر الباحثون من أن تسرب الإشعاع من الأقمار الصناعية الجديدة، إلى جانب العدد الكبير من الأقمار الصناعية المتوقع أن تدخل مداراتها السنوات القادمة، قد يلحق ضررا بالغا بقدرة التلسكوبات الراديوية على رصد الموجات وتمييزها، ومن ثم عرقلة البحث العلمي الفلكي.

خطر قد يعصف بنافذة الأرض إلى الكون

وأوضح عالم الفلك في المعهد الهولندي والمؤلف الرئيسي للدراسة سيس باسا، في بيان صحفي رسمي، أن الإشعاعات المنبعثة من أقمار الجيل الثاني تعد أكثر سطوعا بما يصل إلى 10 ملايين مرة مقارنة بأكثر الأجرام السماوية خفوتا التي يمكن رصدها في السماء، وشبه الباحثون هذا الفارق بتباين سطوع أضعف النجوم المرئية بالعين المجردة مع سطوع القمر الكامل حينما يكون بدرا، مما يبرز مدى خطورة التداخل الذي تسببه هذه الأقمار الصناعية على الأرصاد الفلكية.

كما حذر عالم الفلك فيديريكو دي فرونو، المؤلف المشارك للدراسة من المعهد الهولندي لعلم الفلك الراديوي، من "أننا قد نقترب بسرعة من نقطة تحول لا رجعة فيها، حيث يفقد علماء الفلك القدرة على دراسة الكون بسبب الإشعاعات الكهرومغناطيسية غير المستقرة المنبعثة من الأقمار الصناعية، وعلينا اتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الشأن".

ووفقا للخطة المتبعة، فإن وتيرة انتشار أقمار ستارلينك تتصاعد على نحو متسارع، إذ أُطلق أكثر من 1300 قمر صناعي عام 2024 وحده، كما أن هناك أقمارا صناعية أخرى تابعة لشركات عالمية مثل أمازون والحكومة الصينية بدأت الدخول على خط صناعات الفضاء والإنترنت الفضائي، ويقدّر الباحثون أن عدد الأقمار الصناعية في المدار القريب من الأرض قد يصل إلى 100 ألف قمر بنهاية هذا العقد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من الأقمار الصناعیة الجیل الثانی

إقرأ أيضاً:

الاثنين .. مركز الفلك بـ «البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة "بالإنسان نبدأ"

يُطلِق مركز الأزهر العالمي للفلك الشَّرعي وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلاميَّة، الاثنين المقبِل، مبادرةَ “بالإنسان نبدأ.. بناء الإنسان وصناعة الحضارة”، برعاية من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر الشَّريف، وإشراف: فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر ورئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشَّرعي وعلوم الفضاء، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة ونائب رئيس المركز.

وتأتي هذه المبادرة التي يدشنها مجمع البحوث الإسلامية مِن مركز الأزهر للمؤتمرات بالتَّعاون مع المركز الثَّقافي القبطي الأرثوذكسي وبيت العائلة المصريَّة، متفقةً ومتزامنةً مع أهداف المبادرة الرئاسيَّة للتنمية البشريَّة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والتي ترتكز على بناء الوعي، وإعداد أجيال جديدة تترسَّخ لديها قِيَم الانتماء والولاء، والحفاظ على مقدَّرات الوطن، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة؛ ممَّا يؤدي الي خَلْق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

وقال فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة ونائب رئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشَّرعي وعلوم الفضاء: إنَّنا سنعقد ملتقًى عِلميًّا نُطلِق من خلاله هذه المبادرة، وإنَّه سيستعرض التكامل بين العلوم والقِيَم كمِفتاح لبناء الإنسان في عصر التَّحديات الحديثة، وتوفير منبر للنقاش والتبادل المعرفي حول كيفيَّة تحقيق التوازن بين العلوم والقِيَم في عمليَّة بناء الإنسان وتعزيز التنمية الشخصيَّة والاجتماعيَّة بشكل شامل.

وأضاف د. الجندي أنَّ المبادرة لها أربعة مرتكزات؛ هي: التكامل بين المعارف والعِلم والأخلاق ضرورة وجودية، وبناء الإنسان مِن غايات الرِّسالات، وترسيخ الأخلاق  ضرورة في بناء الإنسان، وضرورة توحيد الصَّف في مواجهة التَّحديات المعرفيَّة والقيميَّة.

وأوضح الأمين العام أنَّ المبادرة سوف تناقش عددًا من المحاور المهمَّة؛ هي: (تأثير العلوم الحديثة على بناء الإنسان وتطوُّره المعرفي)، و(العِلم والدِّين في خدمة الإنسان: تحقيق التوازن بين البُعدين في تطوير الفرد- القِيَم والأخلاق  بين الأبعاد العِلميَّة والشرعيَّة لبناء الإنسان)، و(التَّحديات التي تواجه عمليَّة بناء الإنسان في العصر الحديث وسُبُل التغلُّب عليها)، و(العلوم الزَّائفة والإشكاليات العِلمية التي تصنع تعارضًا أو تفهمًا بين الفهم العِلمي والمفاهيم الدِّينية)، و(تأثير التطوير التكنولوجي والمعرفي على التديُّن بين الشباب). 
ومن المقرر أنَّ يُحاضر في الملتقى: الدكتور محمد الشربيني نائب رئيس جامعة الأزهر السابق ومقرر لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية، الدكتور محمود الهواري، الأمين المساعد للدَّعوة والإعلام الدِّيني بمجمع البحوث الإسلاميَّة، والدكتور أحمد صوفي، وكيل كليَّة العلوم للدراسات العُليا والبحوث بجامعة الأزهر، والدكتور عبد المسيح سمعان، عميد معهد الإدارة العالي ورئيس لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية، والدكتور يوسف الورداني، مساعد وزير الشباب السابق وعضو لجنة الشباب المركزية ببيت العائلة المصرية، والدكتور أحمد عبد البر، مدير مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، ويدير النقاش: الإعلامي جمال الشاعر، ويفتح الملتقى بابًا للنقاش مع الباحثين والإعلاميين والطلَّاب والمهتمِّين بهذه القضايا مع محاضري المنصَّة في هذا الملتقى العِلمي المهم.

مقالات مشابهة

  • آخر مستجدات الحالة المدارية في بحر العرب.. هذا ما كشفته الأقمار الصناعية
  • الاثنين.. مركز الفلك بـ "البحوث الإسلامية" يطلق مبادرة “بالإنسان نبدأ”
  • «الفلك الدولي»: مذنب نادر يشاهد بالعين المجردة بعد غروب الشمس
  • الاثنين .. مركز الفلك بـ «البحوث الإسلامية» يطلق مبادرة "بالإنسان نبدأ"
  • مالي: الحكومة تتراجع عن حظر مزود خدمة الإنترنت "ستارلينك"
  • دمار يطوق شمال ووسط غزة.. صور الأقمار الصناعية تكشف
  • مصر توطن صناعة الأقمار الصناعية ذات الدقة العالية في التصوير (فيديو)
  • الأرصاد تنشر صورًا من الأقمار الصناعية لإعصار فلوريدا المدمر| شاهد
  • اكتشاف يحل لغزين كونيين حيرا علماء الفلك لسنوات