مصر والاتحاد الأوروبي يطلقان مبادرة "فريق أوروبا" لدعم التحول الأخضر في قطاعات المياه والأمن الغذائي
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
خلال فعاليات أسبوع القاهرة للمياه الذي يُقام تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بعنوان: «المياه والمناخ: بناء مجتمعات مرنة»، خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2024، أطلقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفير/ كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، «مبادرة فريق أوروبا»، التي تعد خطوة جديدة لدعم الجهود المُشتركة بين مصر والاتحاد الأوروبي، لدفع التحول الأخضر في قطاعات المياه، والتنمية الزراعية والريفية.
جاء ذلك بحضور الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والدكتورة فلوريكا فينك هويجر، مدير قسم البيئة في المفوضية الأوروبية، وممثلي الحكومة والاتحادالأوروبي، والعديد من المسئولين، وبحضور مؤسسات التمويل الأوروبية، مثل: بنك الاستثمار الأوروبي ودول الأعضاء للاتحاد الأوروبي.
وتستهدف «مبادرة فريق أوروبا»، تحسين الأحوال البيئية وتعزيز التنمية الريفية من خلال معالجة التحديات الرئيسة التي تواجه قطاع الزراعة، وكذلك المياه، ودعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية، وذلك من خلال دعم الحكومة المصرية في تنفيذ الخطة القومية للموارد المائية حتى عام 2037، وتعزيز الحوار الاستراتيجي، لتعزيز الدعم الفني لقطاع المياه، وإنشاء نظام غذائي أكثر مرونة، والعمل على تحسين سُبُل العيش للمجتمعات الريفية ودعم صغار المزارعين، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، ودعم جهود تمكين الشباب، وتشجيع التحول الرقمي.
وفي تعليقها، أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن مبادرة فريق أوروبا، تُجسد الشراكة المستمرة والوثيقة بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، وتعد خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن المائي، والأمن الغذائي، واللذين بدونهما لن تتحقق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، موضحة أن تلك الجهود تتسق مع المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، التي أطلقتها مصر خلال مؤتمر المناخ COP27، والتي تُعد منصة شاملة تستهدف تشجيع الاستثمار الأخضر في مجالات المياه والغذاء والطاقة، عبر حشد آليات التمويل المبتكر، والاستثمارات الخاصة.
وأضافت أنه منذ إطلاق برنامج «نُوَفِّي» عام 2022، عملت الوزارة بشكل مكثف مع الأطراف ذات الصلة من الجهات الوطنية، وشركاء التنمية من أجل الإعداد الفني وحشد التمويلات واستثمارات القطاع الخاص، لدعم جهود التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.
وأوضحت «المشاط»، أن قطاع المياه يحتل مرتبة متقدمة انعكاسًا لأهميته في تعزيز التنمية الاقتصادية، وأولويته بالنسبة للدولة، حيث يستحوذ على 20% من محفظة التعاون الإنمائي بين مصر وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، التي تضم 43 مشروعًا في قطاعات المياه، ومعالجة مياه الصرف، وتحلية المياه، وتعمل تلك المشروعات على دعم الاستراتيجيات الوطنية في مجالات المياه، والتغيرات المناخية.
من جانبه، قال السفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر: إن المبادرة الجديدة تستهدف تحقيق مستقبل مرن وقادر على الصمود لمصر، وتأتي في ضوء الجهود التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي، تحت مظلة الشراكة الوثيقة مع الحكومة المصرية في مجال العمل المناخي، موضحًا أن هذا التعاون يأتي استكمالًا للإعلان المُشترك لتأسيس شراكة مياه مستدامة، الذي تم توقيعه مع مصر خلال مؤتمر المناخ COP28 بالإمارات العربية المتحدة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
مبادرة البحار الثلاثة.. أولوية لإنعاش أوروبا الوسطى والشرقية
تملك الدول الأوروبية، بفضل بحار الأدرياتيكي، والبلطيق، والأسود المفتاح للأمن والأزدهار والانخراط العالمي لأوروبا القوية والمرنة.
وعلى القادة الأوروبيين في ظل دعم أمريكي قوي أن يعلنوا رؤية واستراتيجية مناسبة لتحقيق هذه النتيجة في القمة المقبلة لمبادرة البحار الثلاثة في بولندا في أبريل(نيسان) المقبل، حسب تقرير لـ3 محللين سياسيين.European states buttressed by the Adriatic, Baltic, and Black Seas hold the key to the security, prosperity, and global engagement of a strong and resilient Europe, write three experts. https://t.co/AxgWD7OKux
— National Interest (@TheNatlInterest) February 21, 2025 دعم من ترامبوقال المحللون كوش أرها، رئيس منتدى المحيطين الهندي والهادىء الحر والمفتوح، وسلافومير ديبسكي أستاذ الاستراتيجية في كلية أوروبا في ناتولين بوارسو، وتيت رييسالو وزير الاقتصاد والتكنولوجيا السابق في إستونيا في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن المبادرة، التي يؤيدها الرئيس البولندي أندريه دودو، حظيت بدعم قوى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
والآن على رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، أن يغتنم الفرصة للتواصل مع الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لإعطاء أولوية للمبادرة . وعلى بولندا السعى للتواصل مع الدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة والمفوضية الأوروبية لإعلان رؤية جسورة وممتدة تخدم المصالح الأوروبية والأمريكية من خلال دعوة ترامب لحضور القمة.
وتشهد الأهمية الاقتصادية والعسكرية لمنطقة وسط وشرق أوروبا صعوداً. وتعد مبادرة البحار الثلاثة وسيلة مناسبة لتحقيق الأهمية المتنامية للمنطقة عبر أوراسيا بشكل مثالي. ويستطيع توسك البناء على إرث دودا في رفع مبادرة البحار الثلاثة إلى مشروع أوروبي يحظى بالأولوية.
وأضاف المحللون أن هناك طريقتين رئيسيتين لدعم المبادرة باعتبارها أولوية أوروبية وتعزيز المصالح الأمريكية. أولهما، ترسيخ مبادرة البحار الثلاثة بوصفها القناة لإقامة ممرات للتحرك العسكري لتعزيز الموقع الأمامي لحلف شمال الأطلسي ناتو على طول جبهة ممتدة من فنلندا إلى رومانيا. ويجب التقييم السريع بين الناتو والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة لتحديد الأولوية لمسارات البنية التحتية والنقل التي تحقق أعلى المنافع الاقتصادية والأمنية.
ويتمثل العنصر الرئيسي لهذه الرؤية في تحسين الطرق وشبكة السكك الحديدية التي ستربط خطوط ناتو الأمامية بالمناطق الاقتصادية الداخلية في المنطقة، والموانئ الثلاثة الرئيسية وهي تريستي على البحر الأدرياتيكي، وغدانسك على بحر البلطيق، وكونستانتا على البحر الأسود.
وتابع المحللون أن هذا التواصل المعزز سيربط البحار الثلاثة ويدعم الردع ضد روسيا. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الربط سيكون أمراً لا غني عنه لإعادة إعمار وأمن أوكرانيا بعد الحرب. ومن خلال ذلك، ستدمج مبادرة البحار الثلاثة تعافي أوكرانيا في إطار العمل الأمني والاقتصادي الأوسع لأوروبا وترسخ نفسها بقوة نقطة ارتكاز للاستقرار والازدهار الإقليمي.
والطريقة الثانية هي العمل على جعل مبادرة البحار الثلاثة، بالتنسيق الوثيق مع المفوضية الأوروبية، نقطة الإنطلاق الرئيسية لمبادرة البوابة الأوروبية العالمية. ويمكن بهذه الطريقة تحقيق اتصال موثوق مع المناطق المجاورة في الجنوب والشرق والشمال.
???????? - ???????? - ????????
Japan, ROK, and the U.S. conducted their first trilateral escort flight of 2025, building on a history of strong trilateral cooperation, interoperability, and commitment to a #FreeAndOpenIndoPacific.
Read More ⬇️https://t.co/5sjO1tvxSa pic.twitter.com/Pu96ts5OkF
وفي اتجاه الجنوب، تتصل منطقة البوابة العالمية ومبادرة البحار الثلاثة من خلال ميناء تريستي، بالتجارة الهندية المتوسطية الناشئة المدفوعة بأسرع أكبر اقتصاد نموا في العالم ،الهند، إضافة إلى دول الخليج وإسرائيل.
وستكون منطقة مبادرة البحار الثلاثة بعد تجديدها وارنباطها بالممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي الأوروبي في وضع جيد لتدشين طريق ذهبي جديد يمكن أن يدفع التجارة الهندية الأوروبية إلى أفاق أعلى جديدة في القرن الحادي والعشرين.
وأعلن الرئيس ترامب أخيراً أنه ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اتفقا على العمل سوياً للمساعدة في تشييد واحد من أكبر طرق التجارة في التاريخ، يمتد من الهند مرورً بإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى إيطاليا ثم إلى الولايات المتحدة، ويربط شركائنا وطرقنا والسكك الحديدية والكابلات تحت سطح البحر".
وفي جهة الشرق، تتصل مناطق مبادرة البحر الثلاثة بالقوقاز، وبحر قزوين، وآسيا الوسطى. وهذا وقت مناسب لإنشاء ممر اقتصادي يربط آسيا الوسطى، والقوقاز ، وأوروبا، وسيؤدي هذا الممر لتعزيز حرية الملاحة في البحر الأسود ويضمن سلامة الساحل الأوكراني. وإلى الشمال، تتصل منطقة مبادرة البحار الثلاثة بكيان متجدد يضم دول البلطيق وناتو، يطلق عليه الشمال الحر.
وتواجه الدول الإقليمية حاجة ملحة بشدة لتنسيق أكبر لدفع المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة من خليج فنلندا إلى خليج ألاسكا. وتعد مبادرة البحار الثلاثة في وضع جيد لتكون الحصن لتعاون أكبر عبر الأطلسي في الشمال الحر. وتعزز مبادرة البحار الثلاثة الاتصال بين المناطق المجاورة ذات الأهمية الجيوسياسية والجيو اقتصادية الكبيرة، وتخدم مثل مرساة ومقدمة لجهود البوابة العالمية الأوروبية. وسيدعم التماسك الداخلي والمرونة اتتمدد الإقليمي لمبادرة البحار الثلاثة بشكل أوسع نطاقاً.
وتوفر القمة المقبلة للمبادرة منصة مناسبة ليس لتوسيع رؤية مبادرة البحار الثلاثة فحسب، ولكن أيضاً لزيادة عدد الأعضاء فيها. ويتعين أن تحاول مبادرة البحار الثلاثة ضم كل الدول الأوروبية الرئيسية على البحار الثلاثة وبصفة خاصة إيطاليا، وأوكرانيا. ومن خلال إضافة هاتين الدولتين، فإن مبادرة البحار الثلاثة التي تضم 15دولة تصبح فاعلاً إقليمياً لاغني عنه في تشكيل مستقبل أمن أوروبا وازدهارها.
It’s not too early to plan for Ukraine’s reconstruction as a strong, free-market democracy. https://t.co/pPecI5hUel
— National Interest (@TheNatlInterest) August 17, 2024 تنفيذ الرؤيةويجب أن تؤمن المبادرة أيضاً هيكلاً مالياً مناسباً لتنفيذ رؤيتها الموسعة من خلال الاستفادة من أعضائها والشركاء المقربين، ويتمثل الهدف الأساسي في جذب المستثمرين المؤسسين لإقامة مشاريع البنية التحتية.
ويمكن أن يعزز الجمع بين الصناديق السيادية المتماثلة، والتمويل المفيد، وضمانات الائتمان الاستثماري بشكل كبير البنية التحتية لمبادرة البحار الثلاثة بوصفها استثمارات مرغوب فيها.
وربما تدرس الدول الأعضاء تأسيس صندوق لمبادرة البحار الثلاثة، والناتو مع إسهامات تخصص في الميزانية للاستفادة من صناديق خاصة مماثلة في إنشاء ممرات ذات استخدام مزدوج للتنقل العسكري.
وأفاد المحللون أنه من خلال دعم قوي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ربما تتطلب مبادرة البحار الثلاثة تشكيل مجموعة عمل من دول المبادرة ومجموعة الدول الصناعية السبع، تضم مؤسسات تمويل التنمية لتقديم ضمانات التمويل والائتمان لمستثمرين خاصين مؤهلين في المشاريع الخاصة بالبنية التحتية الإقليمية.
وسيكون التأثير الجماعي للرؤية والعضوية الموسعة لمبادرة البحار الثلاثة هائلاً. وإذا نفذت الاستراتيجية أنفة الذكر بشكل مثالي، فإنها ربما تحول أوروبا الشرقية إلى درجة مماثلة لما حققته خطة مارشال لأوروبا الغربية.
واختتم المحللون الثلاثة تقريرهم بالقول إنه ربما ينظر أيضاً الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، مع رئيس الوزراء توسك، والرئيس دودا، إلى هذه الفرصة على أنها واحدة من أفضل جهودهم في تقوية أوروبا والتحالف عبر الأطلسي.