هل يتأثر دماغك بما فعلته الأسبوع الماضي؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ألتو في فنلندا عن أن سلوك الشخص اليوم قد يؤثر على نشاط دماغه في غضون أسبوعين. ولهذه النتائج آثار كبيرة على الصحة العقلية وكذلك الانتباه والإدراك والذاكرة.
تتبعت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة بلوس بيولوجي نشاط دماغ إحدى الباحثات المشاركات في الدراسة على مدار 5 أشهر باستخدام مزيج من عمليات مسح الدماغ والأجهزة القابلة للارتداء والهاتف الذكي.
قالت آنا تريانا، الباحثة في جامعة ألتو في فنلندا والمؤلفة المشاركة في الدراسة التي تم تتبع نشاط دماغها لصحيفة نيوزويك الأميركية "لا ينعكس تأثير اختياراتك اليومية فقط في اتصال الدماغ ببعضه اليوم. إن اتخاذ خيارات صحية باستمرار في الحياة اليومية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي طويل الأمد على الصحة العقلية. تؤثر هذه العادات بشكل مباشر على اتصال الدماغ في المناطق المرتبطة بالانتباه والذاكرة والوظيفة الإدراكية".
ترتبط سلوكياتنا وأدمغتنا ارتباطا وثيقا. ومع ذلك، فإن غالبية الدراسات لا تأخذ سوى صورة سريعة لتجربتنا . في هذه الدراسة تم مسح دماغ تريانا مرتين في الأسبوع، تليها جمع بيانات نوعية من مسوحات الحالة المزاجية. حدد الفريق البحثي نمطين دماغيين متميزين استجابة لسلوكيات محددة: موجة قصيرة الأمد تستمر أقل من أسبوع وموجة طويلة الأمد تستمر حتى 15 يوما.
استجابات سريعة
كانت الموجة قصيرة الأمد تعكس استجابات سريعة لسلوك ما، مثل النضال من أجل التركيز بعد ليلة نوم سيئة. وفي الوقت نفسه، تشير الموجة طويلة الأمد إلى تأثيرات تدريجية ودائمة لسلوك معين. كانت هذه التأثيرات واضحة بشكل خاص في مناطق الدماغ المرتبطة بالانتباه والذاكرة. بعبارة أخرى، فإن ممارسة التمارين أو عدم نومك في ليلة مضطربة منذ أسبوعين قد تؤثر عليك -إيجابا أو سلبا- اليوم.
وبينما تُظهر هذه الدراسة نشاط دماغ فرد واحد فقط، يأمل الباحثون أن توضح أهمية دراسة نشاط الدماغ في سياق الحياة الحقيقة المستمرة وسلوك الانسان المستمر، بدلا من الاكتفاء بلقطة واحدة يتم تصويرها في المختبر.
الروتين اليومي والصحة النفسية والجسديةقد توفر نتائج الدراسة رؤى حيوية لدراسة مشاكل الصحة العقلية لدى المرضى. تقول تريانا: "إن ربط نشاط الدماغ بالبيانات الفسيولوجية والبيئية يمكن أن يحدث ثورة في الرعاية الصحية الشخصية، ويفتح الأبواب للتدخلات المبكرة والنتائج الأفضل".
سألت باندورا ديوان التي أجرت المقابلة مع تيرنا لصالح مجلة نيوزويك عما تعنيه نتائج الدراسة لها، فأجابت: "نظرا لأن هذه دراسة فردية، فقد لا تكون النتائج قابلة للتعميم بشكل كبير، ومع ذلك، أود أن أقول: اعتنِ بروتينك اليومي! إن العادات الصحية المستمرة، وخاصة تلك المتعلقة بالنوم والنشاط البدني وإدارة الإجهاد، تشكل أهمية بالغة، وتمتد تأثيراتها على الدماغ إلى ما هو أبعد من مجرد ليلة نوم جيدة أو تمرين رياضي. لذا عندما يكون لديك شيء ما مهم في اسبوع ما، فإن الأمر لا يتعلق فقط بهذا الأسبوع، بل يتعلق أيضا بالأسابيع الأخرى التي تسبقه".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
إيقاف هذه الخصائص في هاتفك قد يعيد شباب دماغك 10 سنوات للوراء
في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح استخدام الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
ومع ذلك، أظهرت دراسة حديثة أن تقليل الاعتماد على هذه الأجهزة قد يكون له تأثير إيجابي ملحوظ على صحتنا العقلية.
وفقًا للدراسة، فإن إيقاف الاتصال بالإنترنت على الهواتف الذكية لمدة أسبوعين يمكن أن يعكس شيخوخة الدماغ ويحسن التركيز والصحة العقلية بشكل ملحوظ.
تفاصيل الدراسةشملت الدراسة 467 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و74 عامًا، حيث طلب منهم تعطيل الاتصال بالإنترنت على هواتفهم الذكية لمدة أسبوعين، مع السماح باستخدام الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر للعمل والتواصل.
بعد انتهاء الفترة، أفاد 71% من المشاركين بتحسن ملحوظ في صحتهم العقلية، بما في ذلك انخفاض مستويات القلق والاكتئاب.
كما أظهرت الاستبيانات التقليدية انخفاضًا كبيرًا في أعراض القلق والاكتئاب، وكانت نسبة التحسن مماثلة أو تفوق بعض الدراسات حول تأثير مضادات الاكتئاب.
الاستخدام المفرط للهواتف الذكية مرتبط بالعديد من المشكلات الصحية، منها ضعف التركيز والذاكرة، حيث يؤدي التفاعل المستمر مع الهاتف إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز على المهام اليومية.
بالاضافة إلى اضطرابات النوم، حيث استخدام الهاتف قبل النوم يمكن أن يؤثر سلبًا على جودة النوم بسبب التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات.
علاوة على ذلك الاصابة بالقلق والاكتئاب، حيث يأتي زيادة التوتر والقلق نتيجة التفاعل المستمر مع المحتوى الرقمي والتواصل المستمر عبر التطبيقات.
نصائح لتقليل الاعتماد على الهواتف الذكيةمن أهم النصائح لتجنب هذه المشاكل الصحية، تحديد أوقات ثابتة لاستخدام الهاتف فبدلاً من التحقق العشوائي من الهاتف، قم بوضع جدول زمني واضح لاستخدامه، مثل تخصيص فترات زمنية قصيرة بعد العمل أو خلال الاستراحة.
بجانب ذلك ينصح الخبراء بإلغاء تفعيل الإشعارات، حيث تعطيل الإشعارات غير الضرورية يقلل من الرغبة في التحقق المستمر من الهاتف، مما يساعد على التركيز بشكل أفضل.
ونصح الخبراء المستخدمين بممارسة أنشطة بديلة، عبر الانخراط في هوايات جديدة أو ممارسة الرياضة يمكن أن يقلل من الاعتماد على الهاتف ويوفر فوائد صحية إضافية.
كما نصح الخبراء المستخدمين بتحديد أوقات خالية من الهاتف،وذلك عبر تخصيص فترات زمنية يومية أو أسبوعية للابتعاد عن الهاتف والتواصل مع العائلة أو الأصدقاء دون تشتيت.
فوائد تقليل استخدام الهاتف
من أبرز فوائد تقليل استخدام الهاتف تحسين الصحة العقلية، حيث تقليل التعرض للمحتوى الرقمي المستمر يساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يعزز الشعور بالسعادة والرضا.
ومن الفوائد الاخرى من تقليل استخدام الهاتف هي زيادة الإنتاجية، حيث يحد من التشتت الناتج عن الانشغال بالهاتف، حيث يمكن أن يحسن هذه الأمر التركيز والأداء في المهام اليومية والعمل.
ومن أهم فؤاد تقليل استخدام الهاتف تعزيز العلاقات الاجتماعية، حيث الابتعاد عن الهاتف يتيح فرصًا أكبر للتفاعل المباشر مع الآخرين، مما يقوي العلاقات الاجتماعية.
خلاصةبينما توفر الهواتف الذكية العديد من الفوائد، فإن الاستخدام المفرط لها يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا العقلية والجسدية. لذا، يُنصح بتبني عادات استخدام معتدلة وتخصيص فترات زمنية للابتعاد عن هذه الأجهزة، مما قد يسهم في تحسين جودة الحياة بشكل عام.