اقتتاح معرض لوحات خشبية فرعونية في مصر اكتشقت عام 1861
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
القاهرة (زمان التركية)ــ افتتح المتحف المصري بميدان التحرير معرضًا جديدًا لمجموعة كاملة من الألواح الخشبية المكتشفة في منطقة سقارة.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض المجموعة بأكملها من مصطبة حسِي رع منذ اكتشافها في القرن التاسع عشر، وقد تم ترميم ودراسة الألواح، التي تعد من بين أهم القطع الأثرية الخشبية من مصر القديمة، بالتعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة.
حضر حفل الافتتاح عدد من كبار المسئولين ومنهم محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار وإريك شوفالييه السفير الفرنسي في مصر. كما استقطب الحدث شخصيات بارزة من عالم الآثار والدبلوماسية ومنهم وزيري الآثار السابقين زاهي حواس وممدوح الدماطي.
ويعيد المعرض تجسيد المشهد الأصلي للألواح الخشبية داخل المصطبة، بما في ذلك نسخة طبق الأصل بالحجم الكامل للممر الغربي من مقبرة حسائي رع في سقارة. وتُعرض الألواح الخشبية الأصلية في محاريب تحاكي سياقها التاريخي، مع جدار شرقي مزين بنقوش تشبه تلك التي وجدت في المقبرة القديمة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد خالد أن هذا المعرض يعكس رسالة المتحف المستمرة في عرض التراث الثقافي الغني لمصر، على الرغم من قرب افتتاح المتحف المصري الكبير. وأشار إلى أن المتحف المصري بالتحرير يظل رمزًا عالميًا ووجهة رئيسية للسياح والعلماء، مسلطًا الضوء على خطط إحياء نظام التهوية المركزي الأصلي للمتحف، والذي تم تركيبه لأول مرة في عام 1897، كجزء من جهود أوسع لتعزيز تجربة الزائر. وفق صحيفة الأهرام ويكلي
وأشاد خالد بالشراكة الطويلة والمثمرة بين الهيئة والمعهد الفرنسي والتي أسفرت عن العديد من المشاريع الناجحة ومن بينها هذا المشروع.
من جانبه أشاد شوفالييه بالتعاون بين مصر وفرنسا، ووصف المشروع بالاستثنائي، وأشاد بجهود الخبراء المصريين والفرنسيين في ترميم وعرض اللوحات بنجاح.
وتتمتع ألواح حسي رع الخشبية، التي يرجع تاريخها إلى الأسرة الثالثة، بأهمية كبيرة لدى علماء المصريات ومؤرخي طب الأسنان، حيث كان حسي رع “رئيس أطباء الأسنان” في مصر القديمة. وتصور الألواح حسي رع في أوضاع مختلفة، وهو يحمل عصا أو أدوات كتابة، وتتميز بتفاصيلها الدقيقة وقيمتها التاريخية.
ويأتي هذا المعرض ضمن سلسلة من المشاريع الرامية إلى تعزيز عروض المتحف المصري والحفاظ على كنوز مصر الأثرية للأجيال القادمة.
تم اكتشاف مصطبة حس رع وألواحها الخشبية لأول مرة بواسطة الأثريين الفرنسيين جاك دو مورجان وأوجست مارييت عام 1861 في مقبرة سقارة الشمالية. تم نقل الألواح إلى متحف بولاق عام 1868، ثم إلى قصر إسماعيل باشا بالجيزة، وأخيراً إلى المتحف المصري بالتحرير عام 1902 في القاعة 46 بالدور الأرضي. بين عامي 1911 و1912، اكتشف عالم المصريات البريطاني جيمس إدوارد كويبل لوحة إضافية، لم يتم عرضها حتى الآن. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض المجموعة بأكملها معًا.
واستعرض مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف الخطوات الرئيسية للمشروع، من الدراسة المتعمقة للألواح الخشبية حتى ترميمها. وأقر عثمان بالتحديات التي واجهت المشروع، خاصة في تقديم الألواح بدقة بطريقة تعكس تخطيطها الأصلي في المصطبة. وجاء إعادة إنشاء مشهد المصطبة نتيجة لهذا العمل الدقيق. كما أكد على تبادل الخبرات القيم بين الفريقين المصري والفرنسي، معربًا عن أمله في أن يستمر هذا التعاون لتعزيز العمل الأثري في مصر.
مشروع ترميم الألواح الخشبية في حسِي رعوأوضح علي عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالتحرير، أن مشروع هسي رع بدأ عام 202 تحت عنوان «الألواح الخشبية لمصطبة هسي رع: رؤى جديدة للدراسة والترميم وإعادة العرض بالمتحف المصري بالتحرير».
وضم الفريق المتعدد التخصصات 25 خبيرًا متخصصًا في الترميم وإدارة المتاحف وتصميم المعارض وكيمياء الأخشاب والتصوير العلمي وإعادة البناء المعماري.
وقد كشفت دراسة شاملة للقياسات الأثرية للألواح الخشبية أنها كانت مصنوعة من خشب الأكاسيا، على عكس الافتراضات السابقة بأنها كانت مصنوعة من خشب الأرز اللبناني. وقد ساعدت التحليلات المتعمقة للصبغات الحمراء والدراسات الميكانيكية والميكروبيولوجية في توجيه عملية الترميم لضمان الحفاظ على الألواح.
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: المتحف المصری بالتحریر الألواح الخشبیة فی مصر
إقرأ أيضاً:
غزيّون يلجأون لصيانة الألواح الشمسية.. ملاذ أخير لمواجهة أزمة الكهرباء
لجأ فلسطينيون في قطاع غزة إلى إعادة الحياة للألواح الشمسية القديمة والمتهالكة عبر صيانتها كأحد الحلول المحدودة والمتاحة لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء.
وتواجه عملية الصيانة تحديات كبيرة بسبب إغلاق دولة الاحتلال للمعابر منذ مطلع الشهر الجاري، إلى جانب منعها إدخال المعدات اللازمة للصيانة وقطع الغيار خلال فترة فتح المعبر.
وترتفع أسعار ما يتوفر من تلك المعدات بغزة ما يحول دون قدرة الفلسطينيين على إصلاح الألواح المتعطلة لديهم في ظل انعدام مصادر دخلهم جراء الدمار الواسع الذي لحق القطاع خلال قرابة 16 شهرا من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة الاحتلال.
ويستخدم الفلسطينيون المقتدرون بغزة ألواح الطاقة الشمسية من أجل الحصول على كميات قليلة من الطاقة لإنارة خيامهم وما تبقى من منازلهم المدمرة وشحن الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إن وجدت حيث تكتفي العائلات بشراء لوح واحد فقط لارتفاع سعرها.
فيما حولها بعضهم إلى مشاريع صغيرة كإنشاء نقاط شحن للهواتف والبطاريات الصغيرة، حيث باتت تنتشر في كل مناطق قطاع غزة.
وقبل اندلاع الإبادة كانت قدرة الكهرباء المتوفرة بقطاع غزة تقدر بنحو 212 ميغاواط من أصل احتياج يبلغ حوالي 500 ميغاوات/ ساعة لتوفير إمدادات الطاقة على مدار 24 ساعة يوميا.
ومن إجمالي الكهرباء التي كانت متوفرة بغزة كان يتم شراء نحو 120 ميغاواط منها من دولة الاحتلال وتصل القطاع عبر 10 خطوط تغذية، إلا أن حكومة اليمين المتطرف، قطعتها في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ومنعت دخول إمدادات الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة ما تسببت بتوقفها.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع لنحو 17 شهرا بتداعيات كارثة انعكست على كافة الخدمات الحيوية والأساسية في القطاع كالمستشفيات والمياه والصناعة والتجارة، ما تسبب بوفاة أشخاص جراء عدم تلقيهم لتلك الخدمات.
صيانة الألواح المتضررة
في حي الزيتون بمدينة غزة، يعمل الفلسطيني رمضان طافش بأدوات بسيطة على إعادة إصلاح ألواح الطاقة الشمسية المتضررة.
ويقول طافش للأناضول، إن السكان يجلبون الألواح المتضررة إلى ورشته لصيانتها نظرا لندرتها وارتفاع أسعارها بسبب القصف والحصار.
وأضاف: "بدأنا منذ بداية الحرب في صيانة الألواح المتضررة لإعادتها للعمل، نحاول بقدر الإمكان توفير البدائل رغم التحديات".
وخلال أشهر الإبادة، تعمدت طائرات الاحتلال استهداف ألواح الطاقة الشمسية التي كانت تعلو المنازل والمؤسسات والمنشآت الحيوية إمعانا بسياسة إظلام القطاع ومنع تقديم الخدمات الأساسية للفلسطينيين.
هذا الاستهداف ألحق أضرارا كبيرة بألواح الطاقة الشمسية التي لم تدخل للقطاع منذ بدء الإبادة، ما يتطلب أحيانا إتلافها بشكل كامل أو صيانتها لمرات متكررة في ظل ندرة توفر قطع الغيار بسبب القيود الإسرائيلية.
طافش يسعى جاهداً لمساعدة الفلسطينيين على إعادة إحياء ألواحهم الشمسية المتهالكة وإن كانت بقدرات أقل، بعدما باتت المصدر الوحيد للطاقة في غزة.
وقال "أغلب الألواح التي تصلنا شبه مدمرة، ونضطر أحيانا لصيانتها مرتين بسبب استمرار تعرضها للأضرار".
ووصل سعر اللوح الواحد من الطاقة الشمسية نحو 5000 شيكل (1360 دولارا)، مما يجعل الصيانة خيارا أكثر جدوى للسكان من شراء جديد بسبب ارتفاع أسعارها، وفق طافش.
ولارتفاع أسعارها، قال طافش إن عشرات الفلسطينيين في معظم مناطق القطاع، افتتحوا مشاريع صغيرة لتدشين نقاط شحن للهواتف وأجهزة الحاسوب والبطاريات الصغيرة، لافتا إلى أن ذلك يعكس اعتماد الناس على هذه الحلول البديلة في ظل الأوضاع الراهنة.
بدوره، ذكر محمد ثابت، مدير الإعلام في شركة توزيع كهرباء غزة، أن جيش الاحتلال دمر خلال أشهر الإبادة نحو 70 بالمئة من شبكات توزيع الكهرباء و 90 بالمئة من مخازن ومستودعات الشركة، و80 بالمئة من أسطول آلياتها ومعداتها، بما في ذلك السيارات والمعدات الأساسية.
وأكد " أن التداعيات الكارثية لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على غزة، فيضطر المواطن لقطع مسافة 3 كيلو متر من أجل الحصول على كمية بسيطة من الماء بسبب عدم توفر الكهرباء لتشغيل الآبار الارتوازية".
والأسبوع الماضي، قرر وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، وقف تزويد غزة بالكهرباء "فورا"، حيث كانت دولة الاحتلال تزود القطاع بقدرة محدودة من الكهرباء لتشغيل محطة المياه وسط القطاع.