وجّه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى كلمةٌ الى من اسماهم "القمّامين" وإلى "الشرفاء الصامدين"، جاء فيها:" قُلْ للقمّامين الذين يحومون ويحومون منتظرين سقوط المقاومة لينهشوا لحمها ويستضعفوا بيئتها ويفتتحوا تركة موروثها السياسي ويعيدوا الوطن إلى الزمن الإسرائيلي:
"ويل لكم أيها القادة العميان" (متى ٢٣: ١٦) إنّّكم تعيشون أضغاث أحلام وتتهافتون على اقتسام أوهام، لكنكم ستصعقون قريباً بمشهد النصر المحتوم.
وتابع: "أيها الجهال والعميان" (متى ٢٣ : ١٧) لبنان سينتصر وسيهزم العدوان الذي عليه تراهنون، والنصر سيكون لكلّ اللبنانيين - إلاّ من أقصى نفسه - ثمرةً لصمودهم وتضحياتهم ووحدتهم الوطنية وثبات جيشهم على عقيدته، وحكمة قيادتهم السياسية، وبسالة مقاومتهم في نزالها الأسطوري الذي يرعب العدوّ وخبرائه العسكريين وينزل به كل يوم أفدح الخسائر في الجنود والعتاد ويمنعه ان يدنّس ارضنا قيد انملة".
أضاف: "أمّا كلّ قمّامٍ منكم فسيذهب جفاءً مع رهاناته في مهبّ ريح النصر والحقّ والعزّة والكرامة التي تعصف في قلوب اللبنانيين المحتسبين الصابرين المقاومين رغماً عن أنوف الصهاينة وسائر الكارهين".
وأردف: "نعم لبنان يقاوم أيّها القمّامون، وسينتصر. هذا أثبته التاريخ ويبشّر به الميدان الهادر من صمود المقاومين وغلبتهم، فاحسبوها "صحّ" ولو لمرةٍ واحدة، وكونوا شركاء النصر لا الهزيمة، كونوا مع أبناء وطنكم ومع المظلومين في فلسطين ضدّ أعداء الإنسانية، واعلموا أنّكم مهما قامرتم بالوحدة الوطنية ستبقون إخوتنا في الوطن الذي يضمّنا وإياكم إلى مصيرٍ واحد، اليوم وغدًا، حين تنقشع عن عيونكم غشاوات الرهانات الفاشلة".
أضاف: "وإليكم أيّها اللبنانيون الشرفاء الصامدون من كلّ المذاهب الايمانية والمشارب السياسية نقول: وطننا يريد منّا جميعاً أن نقف ضدّ العدوان، أن ندعم المقاومة التي تتصدّى له، أن نؤيّد جهود دولة الرئيس نبيه بري الذي يقود معركة دبلوماسية لا تقلّ في دقّتها وضراوتها عمّا يخوضه إخواننا المقاومون".
وختم: "أيّها اللبنانيون: لبنان وقف الله، ومقاومته هي الدرع الحصين، وعلى أقدام جنوبه، وجنوبيّيه، سيتحطم جبروت أعداء الإنسانية، وبشّر الصابرين".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن المؤرخ الإسرائيلي الذي قُتل في معارك لبنان وماذا كان يفعل؟.. عاجل
عندما دخل المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف إيرلتش إلى جنوبي لبنان لفحص واحدة من القلاع التاريخية القريبة من مدينة صور، لم يكن يعرف أن نيران حزب الله ستكون بانتظاره هناك لترديه قتيلا.
وكان إيرلتش (71 عاما) موجودا في منطقة عمليات تبعد عن الحدود بنحو 6 كيلومترات، لمسح قلعة قديمة بالقرب من قرية "شمع" عندما باغتته صواريخ حزب الله.
ورغم أنه كان يرتدي زيا عسكريا ويحمل سلاحا شخصيا، فإن بيانا صادرا عن الجيش الإسرائيلي اعتبره "مدنيا"، وقال إن وجوده في تلك المنطقة يمثل انتهاكا للأوامر العملياتية.
وكان المؤرخ، الذي تقول الصحف الإسرائيلية إنه منشعل بالبحث عن "تاريخ إسرائيل الكبرى"، يرتدي معدات واقية، وكان يتحرك إلى جانب رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم.
وبينما كان الرجلان يجريان مسحا لقلعة تقع على سلسلة من التلال المرتفعة حيث قتل جندي إسرائيلي في وقت سابق، أطلق عنصران من حزب الله عليهما صواريخ من مسافة قريبة، فقتلا إيرلتش وأصابا ياروم بجروح خطيرة.
ووصف جيش الاحتلال الحادث بالخطير، وقال إنه فتح تحقيقا بشأن الطريقة التي وصل بها إيرلتش إلى هذه المنطقة. لكن صحيفة يديعوت أحرونوت أكدت أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يرافق فيها إيرلتش العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن يجال -شقيق القتيل- أن إيرلتش كان يعامل بوصفه جنديا في الميدان، وأنه كان يرافق القوات الإسرائيلية بغرض البحث الأثري بموافقة الجيش وبرفقته.
واتهم يجال المتحدث باسم جيش الاحتلال بمحاولة حماية كبار الضباط وإلقاء مسؤولية ما جرى على القيادات الوسطى. وقد أكد الجيش أنه سيعامل القتيل بوصفه جنديا وسيقوم بدفنه.
وقُتل إيرلتش بسبب انهيار المبنى الذي كان يقف فيه عندما تم قصفه بالصواريخ. وتقول صحف إسرائيلية إن العملية وقعت فيما يعرف بـ"قبر النبي شمعون".
ووفقا للصحفية نجوان سمري، فإن إيرلتش كان مستوطنا، ولطالما رافق الجيش في عمليات بالضفة الغربية بحثا عن "تاريخ إسرائيل"، وقد قُتل الجندي الذي كان مكلفا بحراسته في العملية.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن القتيل كان معروفا في إسرائيل بوصفه باحثا في التاريخ والجغرافيا، وقالت إنه حرّر سلسلة كتب "السامرة وبنيامين" و"دراسات يهودا والسامرة". وهو أيضا أحد مؤسسي مستوطنة "عوفرا" بالضفة الغربية.
وتشير المعلومات المتوفرة عن إيرلتش إلى أنه درس في مؤسسات صهيونية دينية، منها "مدرسة الحائط الغربي" بالقدس المحتلة، وحصل على بكالوريوس من الجامعة العبرية فيها، وأخرى في "التلمود وتاريخ شعب إسرائيل" من الولايات المتحدة.
كما خدم القتيل ضابط مشاة ومخابرات خلال الانتفاضة الأولى، وكان رائد احتياط بالجيش.