خالد الإعيسر: عن أي ثورة تتحدثون؟!
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
من فرط سيطرة منهج “الاستحمار” على عقول القحاتة، خرجوا مرة أخرى هذه الأيام -بعد أن تأكدوا من فشل مسعاهم الدموي وانقلابهم العسكري- للحديث عن ثورة ديسمبر، التي لا تربطهم بها سوى سرقتها خدمة لمصالحهم الذاتية والحزبية، ورهن الإرادة الوطنية الحرة للسفارات، وتمرير الأجندات، ونسج المؤامرات، والعمل ضد مصالح الشعب السوداني في منازل السفراء المتآمرين.
لن ننسى دوركم في إجهاض الثورة نفسها، بعدما كنتم دهاقِنة ومنظّري فكرة الهبوط الناعم مع نظام الإنقاذ قبل اندلاعها.
ننصحكم بأن تشغلوا أنفسكم بالاستغفار والتوبة النصوح.
نحن مشغولون بأم المعارك “الثورية”، فلا تضطرونا لتذكر دوركم السابق، واتركونا في مشاغلنا حتى تنجلي أم المعارك الثورية بهزيمة وجهكم العسكري المتمرد، المتمثل في ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، التي أنتم من صنعتم وصغتم فكرة تمردها القبيح.
استغفروا، ثم تعالوا بعد انتهاء الحرب لتعرفوا موقعكم من الثورات، وللشعب الكلمة الفصل!
قوموا كده أو كده.
استغفر الله العظيم، فالضرب في الميت حرام!
خالد الإعيسر
الجمعة 11 أكتوبر 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قوم يا مصري وأنا المصري.. كيف أصبحت موسيقى سيد درويش رمزا للهوية الوطنية
يصادف اليوم ذكرى ميلاد الملحن سيد درويش أحد أهم رموز الموسيقى العربية، بل إنه الأب الروحي للتجديد الموسيقي في مصر.
لم يكن مجرد ملحن موهوب، بل كان صوتًا للمصريين، يعبر عن آمالهم وآلامهم، ويعكس أحلامهم في الحرية والاستقلال، رغم حياته القصيرة، التي لم تتجاوز 31 عامًا، إلا أن تأثيره امتد لعقود، وأصبحت أعماله جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية المصرية.
سيد درويش: حياة قصيرة وتأثير خالدولد سيد درويش في الإسكندرية عام 1892، ونشأ في بيئة بسيطة، حيث بدأ شغفه بالموسيقى منذ الصغر، التحق بالمعهد الديني لكنه سرعان ما انجذب للفن، فبدأ بالغناء في المقاهي، ثم سافر إلى الشام، حيث تأثر بالموسيقى هناك وطور أسلوبه الخاص.
عاد إلى مصر محمّلًا بأفكار جديدة، ليبدأ رحلته في تجديد الموسيقى العربية، من خلال تقديم ألحان تعبر عن واقع المصريين، مستخدمًا لغة بسيطة قريبة من الشارع، وألحانًا مستوحاة من البيئة الشعبية.
لم تكن موسيقاه مجرد تطوير للألحان التقليدية، بل كانت ثورة فنية حقيقية، أدخل النغمات الأوروبية في الموسيقى الشرقية، وابتكر أسلوبًا جديدًا في التلحين والغناء، مما جعل أعماله قريبة من الناس، سواء في الأوبريتات المسرحية أو الأغاني الوطنية والاجتماعية.
“قوم يا مصري”: كيف أصبحت موسيقاه رمزًا للهوية الوطنية؟في ظل الاحتلال البريطاني، كانت مصر تعيش مرحلة من الغليان السياسي، وكان سيد درويش حاضرًا بفنه في قلب الأحداث، لم يكن مجرد فنان يعزف ألحانه في المسارح، بل كان صوتًا للحركة الوطنية، يعبر عن مطالب الشعب في الحرية والاستقلال.
جاءت أغانيه لتعكس هذه الروح الثورية، فكانت “قوم يا مصري” نشيدًا للحراك الوطني، تدعو المصريين للنهوض والعمل من أجل وطنهم.
لم تقتصر أعماله على الأغاني الوطنية فقط، بل شملت أيضًا ألحانًا ساخرة تنتقد الأوضاع الاجتماعية، مثل “الشيخ متلوف” و”أنا المصري”، حيث جسد هموم الطبقة الكادحة، وتحدث بلسان البسطاء.
حتى بعد وفاته عام 1923، ظلت أغانيه حاضرة في المظاهرات والثورات، من ثورة 1919 وحتى ثورة يناير 2011، حيث استعان بها المتظاهرون للتعبير عن مطالبهم في التغيير.
استمرار التأثير: من الثورات إلى الإعلاناترغم مرور أكثر من مئة عام على رحيله، لا تزال موسيقاه تعيش بيننا، ليس فقط في الاحتفالات الوطنية، ولكن أيضًا في الإعلانات والأعمال الفنية.
يتم إعادة توزيع أغانيه بأصوات جديدة، مما يضمن وصولها إلى الأجيال الحديثة. كما أن مسرحياته الغنائية لا تزال تعرض حتى اليوم، وهو ما يؤكد أن إرثه الموسيقي لا يزال مؤثرًا في المشهد الفني المصري