الجزيرة:
2025-02-02@02:30:25 GMT

صربيا.. قبر تيتو في قلب الجدل حول إرث يوغوسلافيا

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

صربيا.. قبر تيتو في قلب الجدل حول إرث يوغوسلافيا

يسعى رئيس بلدية بلغراد لإزالة قبر الزعيم الشيوعي تيتو -الذي أبقى يوغوسلافيا موحّدة على مدى عقود- من العاصمة الصربية، في خطوة أشبه بإزالة ضريح لينين من الساحة الحمراء في موسكو.

ينوي القومي ألكسندر سابيتش إعادة رفات تيتو، زعيم المقاومة خلال فترة الحرب الذي حرر البلاد من النازيين، إلى بلده الأم كرواتيا، رغم أن قبره في متحف يوغوسلافيا يجذب 120 ألف زائر سنويا.

رئيس بلدية بلغراد القومي ألكسندر سابيتش دعا لنقل قبر تيتو إلى موطنه كرواتيا رغم أنه يجذب أكثر من 120 ألف زائر سنويا (الفرنسية)

ويصر سابيتش على أنه ينبغي إزالة قبر تيتو إذا أرادت صربيا "تجاوز الشيوعية"، ويريد تسليم ضريحه إلى متحف مخصص للتاريخ الصربي.

ويقول رئيس البلدية إن "النظام الشيوعي لم يأت بأي شيء جيد بالنسبة للشعب الصربي"، ويفضّل نصب تمثال لزعيم مثير للجدل من فصائل تشيتنيك التي قاتلت ضد تيتو خلال الحرب العالمية الثانية.

وأحيت الدعوة الجدل بشأن فترة الاحتلال الألماني الدامية، عندما قاتلت مجموعتان متخاصمتان من المعارضة النازيين، رغم أن الأمر انتهى بعديد من فصائل تشيتنيك متعاونة مع قوات دول المحور.

في النهاية، انتصرت القوات الشيوعية المنضوية في "جيش التحرير الوطني" -بزعامة تيتو- على فصائل تشيتنيك الملكية والقومية التي أُعدم زعيمها دراغوليوب ميهايلوفيتش عام 1946 بتهم ارتكاب جرائم حرب والتعاون مع النازيين.

أعادت حكومة صربيا القومية لاحقا تأهيل فصائل تشيتنيك من خلال قانون يعود إلى عام 2003 يساوي بين الحركتين. وأُلغيت الإدانات بحق ميهايلوفيتش عام 2015 في حين رفض القضاة المحاكمة الأصلية على اعتبار أنها "سياسية".

ولم يطرح رئيس البلدية حتى الآن غير فكرة إزالة القبر، في حين تقدّمت قرية كومروفيتش الكرواتية حيث ولد تيتو باسم جوزيف بروز عام 1892، بطلب لاستعادة رفاته إذا لم تعد بلغراد تريده.

تيتو في يوغوسلافيا

كما تسعى عدة بلدات ومدن في البوسنة والجبل الأسود لاستعادة رفاته، في مؤشر على "النوستالجيا" التي ما زالت تحيط بتيتو في يوغوسلافيا السابقة التي انهارت بعد عقد على وفاته عام 1980.

لكن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، مؤسس حزب سابيتش، يبدي حماسة أقل للتخلي عن رفات تيتو، على اعتبار أن القبر جزء من إرث البلاد.

وأفاد المؤرّخ ميلوفان بيساري لوكالة الصحافة الفرنسية بأن خطوة رئيس البلدية المثيرة للجدل كانت خطوة أخرى ضمن معركة أيديولوجية طويلة بشأن إرث الحرب العالمية الثانية المتنازع عليه.

قبر جوزيف تيتو (1892-1980) الرئيس السابق ليوغوسلافيا الشيوعية في متحف التاريخ اليوغوسلافي في بلغراد (الفرنسية)

وقال في إشارة إلى ميهايلوفيتش "إنها ببساطة استمرارية لما بدأ قبل نحو 20 عاما، عندما دخلت هذه الأيديولوجيا القومية الجديدة المؤسسات ونجحت في تحويل متعاون إلى شخص مناهض للفاشية".

وطلب سابيتش بالفعل إذنا لنصب تمثال للزعيم في فصائل تشيتنيك قرب إحدى ساحات بلغراد الرئيسية، ويسعى أيضا إلى إزالة قبور 4 مناصرين للشيوعية من أكبر حديقة في البلاد.

لكن فويسلاف، حفيد ميهايلوفيتش، وهو نائب عن حزب المعارضة المؤيد للملكية، وصف جهود سابيتش بأنها "غير صادقة" و"قائمة على التلاعب"، متّهما الحزب الحاكم باستغلال جدّه لتحقيق مكاسب سياسية.

تحولات بلغراد

وقال فويسلاف ميهايلوفيتش الذي ينظر إلى تيتو -مثل عديد من الصرب- على أنه دكتاتور، "بينما أؤيّد بالكامل فكرة (نصب تمثال)، أُشكك في نواياهم الحقيقية".

وازدادت شعبية حركة تشيتنيك مع انهيار يوغوسلافيا تسعينيات القرن الماضي، إذ تبنّت بعض المجموعات الصربية شبه العسكرية ألقابا ورموزا مرتبطة بفصائل تشيتنيك، بل وحتى اللحى الطويلة التي تميّز أعضاءها.

وقبر تيتو ليس الرمز الوحيد ليوغوسلافيا السابقة المعرّض للتهديد في العاصمة الصربية.

وستحل ناطحة سحاب فخمة جديدة على ضفاف نهر الدانوب وكازينو ومرسى محل "فندق يوغوسلافيا" الشهير الذي كان في الماضي رمزا وطنيا.

متحف يوغوسلافيا، أحد المعالم السياحية في بلغراد، يواجه خطر فقدان أكثر مواقعه زيارة، مرقد رئيس يوغوسلافيا السابق تيتو، بسبب الخلافات الأيديولوجية التي استمرت عقودا من الزمان (الفرنسية)

يخطط أيضا جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، لتشييد فندق فخم آخر في موقع مقر الجيش اليوغوسلافي السابق الذي تضرر بشكل كبير جراء قصف حلف شمال الأطلسي (ناتو) لبلغراد عام 1999.

ويهدف النمط المعماري للبناء الخرساني المكشوف إلى التذكير بأخدود على نهر سوتيسكا، حيث حقق جيش التحرير الوطني اختراقا مهما ضد القوات الألمانية عام 1943.

وفي إطار الحرب الثقافية أيضا، أفاد رئيس البلدية بأنه يرغب في تعيير لون حافلات بلغراد الجديدة من الأحمر "الاشتراكي" إلى الأزرق الذي يرمز إلى سلالة نيمانيتش العائدة إلى العصور الوسطى.

بالنسبة إلى بيساري، تعد التغييرات محاولة لمحو كل آثار يوغوسلافيا وكل ما مثّلته. لكن المؤرخ يصر على أنه "لا يمكن أن تمحى يوغوسلافيا من ذاكرة الناس".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئیس البلدیة

إقرأ أيضاً:

«الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟

أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، في وقت سابق أمس الخميس، مقتل قائد هيئة أركان الكتائب القائد محمد الضيف خلال معركة “طوفان الأقصى”، إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها خلال الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة، فمن هو محمد الضيف الذي طاردته إسرائيل لعقود؟

ويعد الضيف صاحب المسيرة الطويلة والمحاطة بالغموض في حماس، حيث كانت له قدرة كبيرة على التخفي والإفلات من مطاردة إسرائيل التي وضعته على رأس قائمة المطلوبين منذ عقود، فمن هو الضيف؟

ارتبط اسم محمد الضيف، منذ التسعينيات بفصائل “المقاومة الفلسطينية”، ويعتبر أحد أبناء الجيل الأول من “القساميين”.

منذ أكثر من ثلاثة عقود، قاد الضيف كتائب “الشهيد عز الدين القسام”، متجاوزا محاولات الاغتيال المتكررة التي جعلته أشبه بالشبح الذي يؤرق إسرائيل ويعيد صياغة معادلات الصراع في كل مواجهة، وصولا إلى معركة “طوفان الأقصى”.

نشأته وبداية حياته العسكرية:

وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بـ”محمد الضيف”، عام 1965 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، لعائلة هجّرت من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة.

تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مخيم خان يونس كما بقية اللاجئين الفلسطينيين الذين هجِّروا من ديارهم وأرضهم وممتلكاتهم.

تأثر منذ صغره بواقع “الاحتلال وظروف اللجوء القاسية”، وهو ما دفعه للانخراط في صفوف “حماس” خلال دراسته في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث درس العلوم وكان من الناشطين في الكتلة الإسلامية.

انضم إلى حركة “حماس” منذ صغره وكان عنصرًا نشيطا فيها.

شارك في فعاليات الانتفاضة الكبرى التي اندلعت نهاية عام 1987 واعتقل في إطار الضربة الأولى التي وجهتها القوات الإسرائيلية للحركة في صيف عام 1989 بتهمة الانضمام إلى الجناح العسكري للحركة الذي كان الشيخ صلاح شحادة (قتل في صيف 2002) قد أسسه آنذاك، وكان يحمل اسم “حماس المجاهدين” قبل أن يطلق عليه اسم “كتائب القسام”، وأمضى عاما ونصف العام في السجن.

أفرجت إسرائيل عام 1991 عن الضيف من سجونها ليلتحق بالمجموعات الأولى لكتائب “القسام” التي أعيد تشكيل الجهاز العسكري من خلالها، وذلك من خلال مجموعة خان يونس، والذين قتل معظمهم مثل ياسر النمروطي وجميل وادي، هشام عامر، وعبد الرحمن حمدان، ومحمد عاشور، والأسير حسن سلامة وغيرهم من المقاومين.

أصبح الضيف مطلوبا لإسرائيل، بعد مشاركته في تنفيذ العديد مما يسمى بـ”العمليات الفدائية” والاشتباك مع قواتها.

بدأت عملية مطاردته بعد أن رفض تسليم نفسه. وتمكن خلال هذه الفترة ومن خلال إتقانه للتخفي والبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، من ألا يقع في قبضة القوات الإسرائيلية حيا أو ميتا.

برز دور الضيف بعد اغتيال عماد عقل الذي برز اسمه في سلسلة “عمليات فدائية” في نوفمبر من عام 1993، حيث أوكِلت إليه قيادة “كتائب القسام”.

خلال هذه الفترة، استطاع الضيف أن يخطط وينفذ عدة عمليات نوعية، وكذلك تمكن من الوصول إلى الضفة الغربية وتشكيل العديد من “الخلايا الفدائية” هناك، والمشاركة في تنفيذ عدة “عمليات فدائية” في مدينة الخليل والعودة إلى قطاع غزة.

لعب محمد الضيف دورا كبيرا في التخطيط لعملية خطف الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان عام 1994 في بلدة بير نبالا قرب القدس والذي قتِل وخاطفيه بعد كشف مكانهم.

وظهر الضيف وهو يحمل بندقية وبطاقة هوية فاكسمان التي هربت من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، حيث كان ملثما بالكوفية الحمراء.

ومع اشتداد الخناق على المطلوبين لإسرائيل في قطاع غزة، رفض الضيف طلبا بمغادرة قطاع غزة خشية اعتقاله أو اغتياله، لا سيما في ظل سياسة قصف المنازل التي يعتقد أن بها أيا من المطلوبين، وقال كلمة مشهورة آنذاك: “نحن خلقنا لمقاومة الاحتلال إما أن ننتصر أو نستشهد”، وذلك على الرغم من موافقة عدد من زملائه على الخروج من القطاع.

تمكن الضيف من أن يؤمن وصول المهندس يحيى عياش، أحد خبراء المتفجرات في الضفة الغربية إلى قطاع غزة بعد تضييق الخناق عليه في الضفة الغربية، وللاستفادة من خبرته في صناعة المتفجرات، حيث تم اغتياله بواسطة هاتف مفخخ مطلع عام 1996.

وقف الضيف وراء عمليات الثأر لعياش، من خلال إرسال حسن سلامة إلى الضفة الغربية للإشراف عليها، حيث قتل في هذه “العمليات الفدائية” حوالي ستين إسرائيليا.

لاحقا، بدأ بالاستعداد لتنفيذ المزيد من العمليات حتى اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر من عام 2000 .

ومع إفراج السلطات الإسرائيلية عن الشيخ صلاح شحادة عام 2001، سلّم الضيف الشيخ شحادة قيادة الجهاز العسكري، حيث كلف شحادة الضيف بالمسؤولية عن الصناعات العسكرية للكتائب.

تعرض الضيف لمحاولة الاغتيال الأولى بعد عام من اندلاع الانتفاضة، حيث كان برفقة عدنان الغول (قتل في 22 أكتوبر 2004) خبير المتفجرات في كتائب القسام ونجله بلال، إ أطلقت عليهم طائرة إسرائيلية صاروخا في بلدة “جحر الديك” وقد نجيا من الاغتيال بأعجوبة بعد مقتل بلال في القصف ليغطي على والده ورفيق دربه.

قيادة الجهاز العسكري:

وبعد اغتيال شحادة في صيف عام 2002، أعادت قيادة الحركة المسؤولية للضيف لقيادة الجهاز العسكري.
في 26 سبتمبر من عام 2002، نجا الضيف من محاولة اغتيال ثانية بعد قصف السيارة التي كانت تقله في حي الشيخ، حيث قتل مرافقاه وأصيب بجراح خطيرة للغاية.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى تعرض الضيف لمحاولة اغتيال ثالثة في قصف أحد المنازل في صيف 2006 خلال العملية العسكرية “لإسرائيلية بعد أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، حيث قيل إنه أصيب بجراح خطيرة. دون أن تؤكد ذلك كتائب “القسام”.

وكانت أخطر محاولات اغتيالاته في عام 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث استهدفت الطائرات الحربية منزله وقتلت زوجته وابنه، لكن الضيف خرج من تحت الركام ليواصل قيادة المعركة.

منذ توليه القيادة، أدار الضيف العديد من العمليات الفدائية ضد إسرائيل، وكان من أبرز المهندسين الذين عملوا على تطوير القدرات العسكرية لـ”حماس”، بما في ذلك تصنيع الصواريخ المحلية وإنشاء شبكة الأنفاق العسكرية.

دوره في “طوفان الأقصى”:

أطل محمد الضيف في السابع من أكتوبر 2023، ليعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى” التي أشرف عليها وحضر في ميدانها حتى قتل فيها.

ومن أبرز أسباب الطوفان سلوك الاحتلال الصهيوني، ومخططاته القائمة على حسم الصراع، وفرض السيادة على القدس بمقدساتها، تمهيداً للتقسيم المكاني والزماني، ولبناء الهيكل المزعوم.

محمد الضيف لم يظهر في الإعلام، ولم يُعرف له سوى تسجيلات صوتية معدودة، لكن يُنظر إليه باعتباره العقل المدبر للتكتيكات العسكرية التي غيرت طبيعة المواجهة بين “فصائل المقاومة” وإسرائيل.

فخلال معركة “سيف القدس” عام 2021، كان الضيف وراء استراتيجية استهداف تل أبيب بالصواريخ ردا على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى.

ووضعت إسرائيل، على مدار عقود، محمد الضيف على رأس قائمة المطلوبين، وعدّته أخطر شخصية فلسطينية تهدد أمنها. ورغم كل الجهود الاستخباراتية، لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من الوصول إليه، حتى رحل كما “يحب شهيدا في ميدان أعظم معركة شارك في التخطيط لها وفي قيادتها وهي المعركة التي أثبتت هشاشة كيان الاحتلال وقابليته للهزيمة”، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.

مقالات مشابهة

  • غضب الشارع في صربيا: احتجاجات وإغلاق للجسور في نوفي ساد تنديدا بفساد الحكومة
  • رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية قانون الاستثمار الذي يشجع ويدعم رأس المالي الوطني والأجنبي
  • خست جدا.. صبا مبارك تثير الجدل بصورها الأخيرة
  • إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية
  • الثالث خلال أسابيع.. إصابة سيدة في حادث دهس جديد في بلغراد خلال مظاهرة منددة بالفساد
  • نانسي عجرم تحسم الجدل حول طلاقها: ليست قصتي
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • هذه هويّة الشخص الذي عُثِرَ على جثته يوم أمس داخل مجرى نهر أبو علي
  • مش غالي.. سعر فستان نجوى كرم الفضي يثير الجدل
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟