الجزيرة:
2024-10-13@15:22:57 GMT

مضادات إيران للتصدي للحرب النفسية الإسرائيلية

تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT

مضادات إيران للتصدي للحرب النفسية الإسرائيلية

طهران- على وقع انتظار رد إسرائيلي "قوي ومؤثر" على إيران بعد هجومها الأخير، كما توعدت تل أبيب، يسري الحديث في طهران عن حرب نفسية تشنها إسرائيل على البلاد في إطار إستراتيجية أوسع لتقويض النفوذ الإيراني وإضعاف موقفه على المستويات السياسية والعسكرية والإقليمية.

تتضمن الحرب النفسية الإسرائيلية على إيران، بحسب أوساط إيرانية، سلسلة من الأدوات والتكتيكات التي تهدف إلى إحداث تأثير نفسي ومعنوي على الشعب، وكذلك على القادة السياسيين والعسكريين، بهدف زعزعة استقرارهم وإضعاف ثقتهم في قوتهم وقدرتهم على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

ومن الأمثلة على هذه الأدوات الإشاعات التي يتم تداولها تداولا متكررا بشأن غياب أو تراجع أداء القادة العسكريين، مثل قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قآني، وكذلك تضخيم الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية لتصوير طهران بأنها غير قادرة على حماية مصالحها أو حلفائها، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لبث الرسائل والإشاعات ومواد دعائية بلغات مختلفة تستهدف قطاعات واسعة من الإيرانيين والمجتمع الدولي.

وكان مستشار قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين دقيقي قال يوم الجمعة الماضي، في مقابلة مع وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، إن "العدو يمتلك إمبراطورية إعلامية، لذلك يخلق شائعات جديدة كل يوم حول غياب القادة العسكريين الكبار، وعلى رأسهم قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قآني".

إسرائيل تبث شائعات منها غياب قادة عسكريين إيرانيين كبار ومنهم قائد فيلق القدس إسماعيل قآني (الفرنسية) إستراتيجية عقلانية

في مواجهة هذه الحملات، تعتمد إيران على إستراتيجية متعددة المستويات تشمل العمل السياسي والإعلامي والعسكري لصد هذه الحرب النفسية.

تتضمن الإستراتيجية الإيرانية للرد على الحرب النفسية الإسرائيلية ثلاثة بنود:

الأول، يتمثل في الخطاب السياسي والتصريحات الرسمية، وذلك من خلال توضيح الموقف الإيراني، ودحض الشائعات، وإبراز قوة إيران وثباتها أمام هذه الضغوط.

وفي هذا السياق، أوضح العميد دقيقي طريقة تعامل طهران مع الشائعات، في مقابلته مع وكالة تسنيم، بالقول "نتصرف وفق إستراتيجية عقلانية، ولذلك فغياب القادة عن المشاهد العامة لا يعني تراجع قدرتهم أو ضعفهم، بل هو تركيز على مسؤولياتهم وواجباتهم"، مشيرا إلى أن إيران دولة قوية ويجب التصدي للشائعات والحرب النفسية التي يشنها العدو، بحسب قوله.

الثاني، ويتمثل في التحكم بتدفق المعلومات من خلال وسائل الإعلام المحلية. وتسعى طهران إلى توجيه الرأي العام الإيراني عبر الإعلام الوطني، حيث يتم التركيز على بث رسائل تعزز صمود الشعب أمام التحديات الاقتصادية والسياسية، وتروج لفكرة أن الحرب النفسية جزء من مخطط دولي أوسع لزعزعة الاستقرار الإيراني. البند الثالث يقوم على تكتيكات معاكسة للرسائل الإعلامية المعادية، حيث تعمد إيران عبر وسائل إعلامها الخاصة أو تلك المرتبطة بها إلى تفنيد الشائعات ونشر تقارير تتحدث عن النجاح الإيراني في التصدي للعمليات الإسرائيلية الأمنية أو النجاحات العسكرية في المنطقة، كما يتم استخدام هذه الوسائل لنقل صور إيجابية عن قوة الردع الإيرانية في مواجهة "العدو".

ضعف الرد

في هذا الشأن، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي محمد علي صنوبري أن الحرب النفسية تشكل جانبا مهما من الحرب بين إسرائيل والمقاومة، ويعود ذلك إلى أن أدوات الحرب النفسية تطورت.

وأوضح، في حديثه للجزيرة نت، أنه "في السابق كان نشر الإشاعات يأتي في سياق الحرب النفسية التي كانت بدورها تابعة للحرب العسكرية، أما الآن فنشهد أحيانا حربا عسكرية نتيجة للحرب النفسية والإعلامية".

وقال صنوبري إن "طهران أظهرت أنها هشة أمام الحرب النفسية، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي، والعدو يستخدم هذا الأمر بقوة". وأضاف "لم تنتهج طهران إستراتيجية ناجحة في الرد على الإشاعات"، وبالإشارة إلى قضية انفجار أجهزة البيجر في لبنان، قال "سمعنا عدة روايات متناقضة من الجهات الإيرانية المعنية".

وعلى الصعيد الاجتماعي، رأى أن الإعلام الإيراني المحلي لم يعد مرجعية للمواطنين في السنوات الأخيرة، وهذا يدفعهم إلى البحث عن الخبر في الإعلام الأجنبي، مما يرفع من مستوى الضرر.

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

 

النهج الإعلامي

من جانبها، قالت الباحثة السياسية عفيفة عابدي إنه لا يمكن وضع حدود للحرب النفسية التي تشنها إسرائيل ضد إيران، حيث تقف أميركا وحلفاؤها -بمعداتهم وبرمجياتهم الإعلامية والتكنولوجية- مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه لا توجد أي معايير أخلاقية أو قانونية لإسرائيل وحلفائها في إنتاج المحتوى "الكاذب والمخادع والخائن".

وتشير عابدي إلى أن بعض أبعاد الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل وحلفاؤها تشمل جمع المعلومات من خلال أدوات التجسس المختلفة، وخلق تداعيات اقتصادية واجتماعية في المجتمع الإيراني.

وأوضح أن إيران تتبع نهجيْن للرد على الحرب النفسية ضدها، وهما: الصمت الحكيم، واستخدام القدرات الإعلامية، مما أدى -برأي عابدي- إلى زيادة التضامن مع المقاومة الإيرانية والإقليمية في الرأي العام المحلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحرب النفسیة النفسیة التی

إقرأ أيضاً:

تقرير: إسرائيل حددت أهدافها في إيران

قالت شبكة " إن بي سي نيوز" إن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل حددت ما ستستهدفه في ردها على الهجوم الإيراني، الذي وصفه المسؤولون بأنه بنية تحتية عسكرية وأخرى مرتبطة بنظام الطاقة الإيراني.

وليس هناك ما يشير إلى أن إسرائيل ستستهدف المنشآت النووية أو تنفذ اغتيالات، لكن المسؤولين الأميركيين أكدوا للشبكة أن الإسرائيليين لم يتخذوا قرارا نهائيا بشأن كيفية وموعد التحرك. 

ولا تعرف الولايات المتحدة متى يمكن أن يأتي الرد الإسرائيلي، لكن المسؤولين قالوا إن الجيش الإسرائيلي مستعد في أي وقت بمجرد إصدار الأمر.

تحليل: 4 خيارات أمام إسرائيل لضرب إيران قالت مجلة "ذي إيكونوميست" إن بنيامين نتنياهو واجه معارضة قانونية مرتين على الأقل في عامي 2010 و 2011 لضرب إيران، ولم يحصل على التفويض اللازم من مجلس الوزراء، لكن الطريق اليوم معبدة أمامه ولن يواجه مشكلة في الحصول على التفويض اللازم لتنفيذ ضربة على طهران.

وشدد المسؤولون الأميركيون على أنه ليس لديهم معلومات تشير إلى أن الرد سيأتي اليوم، لكنهم اعترفوا بأن إسرائيل لم تشارك معهم جدولا زمنيا محددا، وليس من الواضح أن المسؤولين الإسرائيليين قد اتفقوا حتى على جدول زمني. وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الرد قد يأتي خلال عطلة يوم الغفران.

وقال المسؤولون إن إسرائيل شاركت المزيد من المعلومات مع الولايات المتحدة حول الرد على إيران، لكنهم حجبوا الكثير من التفاصيل بسبب مخاوف أمنية تشغيلية. 

وتستعد الولايات المتحدة للدفاع عن مصالحها في المنطقة من أي هجوم مضاد فوري من إيران، لكن من غير المرجح أن تقدم دعما عسكريا مباشرا للعملية. 

تحدث وزير الدفاع لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، الليلة الماضية وناقشا الانتقادات حول الرد الإسرائيلي. ومع ذلك ، ليس من الواضح أن غالانت قدم أي تفاصيل. وجاءت دعوتهم بعد اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي حول الرد، لكن غالانت لم يشارك الأهداف المحددة التي نوقشت في ذلك الاجتماع.

كيف يمكن لإسرائيل الرد على إيران؟ تجنبت إيران وإسرائيل المواجهة المباشرة لسنوات، وخاضتا حرب ظل من التخريب والاغتيالات السرية. لكن البلدين يقتربان الآن من صراع مفتوح، بعد الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان هذا الأسبوع ووابل الصواريخ الباليستية التي شنتها طهران على إسرائيل، وهو الثاني في أقل من ستة أشهر. 

وواصل المسؤولون الأميركيون حث الحكومة الإسرائيلية على جعل ردها متناسبا والتمسك بالأهداف العسكرية وتجنب منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية. 

وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لم يناقشا التفاصيل في مكالمتهما هذا الأسبوع أيضا.

وحث بايدن نتانياهو بقوة على التركيز على الوضع الإنساني في غزة ولبنان وعلى إنهاء القتال. وشدد الرئيس الأميركي أيضا على أن إسرائيل بحاجة إلى النظر في مدى صعوبة تنفيذ الحرب بنجاح في لبنان ومواجهة تهديد قوي على جبهة ثانية من إيران.

وفي الأول من أكتوبر أطلقت إيران نحو مئتي صاروخ على إسرائيل، في خطوة وصفتها بأنها رد انتقامي على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت بضربة إسرائيلية في 27 سبتمبر، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران في يوليو في عملية نُسبت إلى إسرائيل.

مذّاك تتوعّد إسرائيل بالرد، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، إن الرد على هجوم طهران سيكون "فتاكا ودقيقا ومفاجئا".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني يؤكد استعداد طهران الكامل لحالة الحرب
  • تقارير أمريكية تكشف عن المواقع الإيرانية التي تعتزم إسرائيل ضربها
  • تقرير: إسرائيل حددت أهدافها في إيران
  • أمريكا تكشف عن موعد رد إسرائيل على الهجوم الإيراني والأهداف التي حددتها تل أبيب
  • CNN: إيران تعيش حالة من التوتر وسط ترقب للرد الإسرائيلية
  • إسرائيل اعتقلت صحفيا أمريكيا اتهمته بكشف المواقع التي ضربها القصف الصاروخي الإيراني
  • إيران: لا نخشى الحرب ولا نريدها أيضًا
  • ليس بالصبر الإستراتيجي وحده تحيا إيران الآن
  • مندوب إيران بالأمم المتحدة: لا نسعى للحرب لكننا مستعدون للدفاع عن سيادتنا ضد أي عدوان