مولد السيد البدوي 2024.. هل كان وليًا صالحًا أم مجذوبًا؟
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية بمناسبة الاحتفال بأسبوع مولد السيد البدوي الذي بدأ منذ الجمعة الماضية وينتهي الخميس المقبل، يقول السائل:هناك مَن يدَّعي أن السيد البدوي ليس من الأولياء، وإنما كان مجذوبًا وليس وليًّا، فهل هذا صحيح؟ وكيف نرد على مَن يدَّعي ذلك؟
الاحتفال بمولد السيد البدوي يبدأ غدًا الجمعة الطرق الصوفية تبدأ غدًا أسبوع احتفالاتها بمولد السيد البدوي
جاوبت دار الإفتاء قائلة: أن سيدي أحمد البدوي: هو السيد الشريف الحسيبُ النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليلُ البَضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة؛ كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والمُلثَّم، والسطوحي، والسيد، وهو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه؛ بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية.
وتابعت أن السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامتِه الأكابرُ والأصاغر، وترجمه بذلك المؤرخون، والعلماء والحفاظ والفقهاء في كل القرون، ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه؛ بحيث إنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، ولا يطالع إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، والدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه.
والسيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد؛ فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا؛ يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه] اهـ.
بركات السيد البدويومن بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا؛ فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: "العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ"، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ].
مكانة السيد البدوي
وبلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوي" تيمنًا وتبركًا؛ حتى كثر ذلك في الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبي أحمد الأموي المجلسي الشنقيطي، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوي الشنقيطي المجلسي [ت: 1208هـ] صاحب نظم "عمود النسب"؛ حيث سمّاه ولقبه "بأحمد البدوي" تيمنًا باسم السيد البدوي ولقبه رضي الله عنه.
وكإمام الجامع الأحمدي الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهريّ الشافعي [ت: 1325هـ]؛ فإنه سمى ولدَه "بمحمد الأحمدي" تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري إمام الجامع الأزهر [ت: 1363هـ].
وهذا كله من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه؛ كما قال الله جل في علاه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البدوي سيدي أحمد البدوي مولد السيد البدوي دار الافتاء المصرية الإفتاء البدوی رضی الله عنه السید البدوی أحمد البدوی
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يشهد احتفال العاشر من رمضان بالمسجد الأحمدي بطنطا
شهد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، عقب صلاة العشاء والتراويح، احتفال مديرية الأوقاف بذكرى انتصارات العاشر من رمضان من داخل رحاب المسجد الأحمدي بطنطا، بحضور الدكتور محمود عيسى، نائب المحافظ، واللواء أحمد أنور، السكرتير العام للمحافظة، والمهندس علي عبد الستار، السكرتير العام المساعد، والمستشار عمرو حتاته، المستشار القانوني للمحافظة، والعقيد أركان حرب مصطفى وجيه النجار، نائب المستشار العسكري للمحافظة، بالإضافة إلى الشيخ نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ بالمحافظة.
بدأ الاحتفال بأداء صلاة العشاء والتراويح، تلاها تلاوة قرآنية للشيخ محمد يحيى الشرقاوي، ثم ألقى الشيخ نوح العيسوي، وكيل وزارة الأوقاف، كلمة تحدث فيها عن الدروس المستفادة من انتصارات العاشر من رمضان، حيث استعرض دور الجيش المصري في تلك المعركة، مشيرًا إلى أن الرئيس السادات كان قد زار هذا المسجد قبل اتخاذ قرار الحرب، مما يعكس الأهمية التاريخية للمكان والحدث.
ابتهالات وتواشيح دينية في ذكري انتصار العاشر من رمضانثم اختتم الاحتفال بـ ابتهالات للشيخ محمد جاد، وسط جو من الروحانية والفخر بالانتصار العظيم الذي تحقق في ذلك اليوم.
وفي كلمته، قدم محافظ الغربية تهنئته إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ولقيادات القوات المسلحة، ولشعب الغربية بمناسبة هذه الذكرى الخالدة التي لن تنسى في تاريخ مصر.
وأكد المحافظ أن الجيش المصري استطاع الانتصار على العدو الإسرائيلي، واستعادة الأرض وتحقيق الانتصار العظيم، رغم التحديات والصعوبات التي كانت تواجهه، مشيرًا إلى أن القوى العظمى كانت تروج لعدم إمكانية تحقيق النصر، ولكن الجيش المصري كعادته حطم المستحيل وحقق الانتصار.
محافظ الغربية:ذكرى العاشر من رمضان تظل نقطة مضيئةوأضاف الجندي: “إن ذكرى العاشر من رمضان تظل نقطة مضيئة في تاريخ مصر الحديث، وتبعث فينا روح الفخر والاعتزاز بقوة وإرادة الشعب المصري وجيشه العظيم، الذي لا يعرف المستحيل”.
على هامش الاحتفال، حرص محافظ الغربية على مصافحة المواطنين الموجودين داخل وخارج المسجد الأحمدي بطنطا، حيث تبادل معهم التهاني بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان، في جو من الألفة والود. وأبدى المحافظ اهتمامًا كبيرًا بالتواصل مع الحضور، مستمعًا إلى آرائهم، مؤكدًا لهم أن الدولة تضع المواطن المصري في مقدمة أولوياتها، وتعمل جاهدة على تحسين مستوى الحياة لهم في مختلف المجالات. كما أعرب عن فخره واعتزازه بالمواطنين الذين يشكلون أساس قوة مصر واستقرارها، مشيرًا إلى أن وحدة الشعب المصري هي سر نجاحه في تخطي التحديات وتحقيق الانتصارات.